بازگشت

في الحاجر


و لما بلغ الحاجر [1] من بطن الرمة، كتب الي أهل الكوفة جواب كتاب مسلم ابن عقيل، و بعثه مع قيس بن مسهر الصيداوي [2] و فيه:«أما بعد فقد ورد علي كتاب مسلم بن عقيل يخبرني باجتماعكم علي نصرنا و الطلب بحقنا، فسألت الله


أن يحسن لنا الصنع، و يثيبكم علي ذلك أعظم الأجر، و قد شخصت اليكم من مكة يوم الثلاثاء لثمان مضين من ذي الحجة، فاذا قدم عليكم رسولي فانكمشوا في أمركم، فاني قادم في أيامي هذه.»

و لما وصل قيس الي القادسية أخذه الحصين بن نمير التميمي - و كان صاحب شرطة ابن زياد - أمره أن ينظم الخيل ما بين القادسية الي خفان [3] و منها الي القطقطانة فأراد أن يفتشه فأخرج قيس الكتاب و خرقه.

و لما مثل بين يدي ابن زياد قال: لما خرقت الكتاب؟ قال: لئلا تطلع عليه، فأصر ابن زياد علي الاخبار بما فيه فأبي قيس، فقال: ان لم تخبرني فاصعد المنبر و سب الحسين و أباه و أخاه، و الا قطعتك اربا اربا.

فصعد المنبر، فحمد الله و أثني عليه، و صلي علي النبي وآله، و أكثر من الترحم علي أميرالمؤمنين و الحسن و الحسين، و لعن عبيدالله بن زياد و أباه و بني امية.

ثم قال: أيها الناس أنا رسول الحسين اليكم، و قد خلفته في موضع كذا فأجيبوه. فأمر ابن زياد أن يرمي من أعلي القصر فتكسرت عظامه و مات. [4] .

و يقال أمر ابن زياد أن يرمي مكتوفا فرمي من أعلي القصر [5] و كان به رمق، فقام اليه عبدالملك بن عمير اللخمي فذبحه فعيب عليه قال: أردت أن أريحه. [6] .



پاورقي

[1] في معجم البلدان: الحاجر ما يمسک الماء من شفة الوادي و فيه، ج 4 ص 290، بطن الرمة منزل لأهل البصرة اذا أرادوا المدينة، و فيه تجتمع أهل الکوفة و البصرة. و في تاج العروس ج 3 ص 136 الحاجر مکان بطريق مکة.

[2] في روضة الواعظين لعلي بن محمد الفتال النيسابوري ص 152 يقال بعثه مع عبدالله بن يقطر و يجوز انه أرسل اليهم کتابين أحدهما مع عبدالله بن يقطر و الآخر مع قيس بن مسهر و في الاصابة ج 3 ص 492 بعد أن ذکر نسب قيس قال: و کان مع الحسين لما قتل بالطف و هو اشتباه، فان ابن‏زياد قتله بالکوفة.

[3] في معجم البلدان ج 3 ص 451: خفان موضع قرب الکوفة و هو عين عليا قرية لولد عيسي ابن موسي الهاشمي، و فيه ج 7 ص 135 القطقطانة بالضم ثم السکون قرب الکوفة تبعد عن الرهيمة نيفا و عشرين ميلا.

[4] تاريخ الطبري 324 / 6، و البداية 168 / 8، و الارشاد للمفيد، و روضة الواعظين / ص 152، و أعلام الوري / ص 1306.

[5] الارشاد للمفيد / ج 2 ص 71.

[6] روضة الواعظين، و الارشاد، و في ميزان الاعتدال 151 / 2.