بازگشت

يقاتلون في سبيل الله


نعود مرة اخري للحديث عن آية الشهادة في القرآن: (... يقاتلون في سبيل الله فيقتلون و يقتلون وعدا عليه حقا في التوراة و الانجيل و القرآن...) و هذه ثلاث قضايا مقترنة ببعضها لا يمكن تفكيكها و تجزئتها و لا يمكننا أن نفهمها فهما صحيحا الا بهذه الصورة المتصلة، و ضمن هذا الاطار الواحد الذي يرسمه القرآن (... يقاتلون... فيقتلون و يقتلون...) و تلك هي القضية الاولي.

و في سبيل الله و ليس في سبيل الطاغوت، و علي طريق الدعوة الي الله. و من أجل تقرير الوهية الله علي وجه الأرض و بلوغ رضوانه و مرضاته، و تلك القضية الثانية في هذه الكلية.

و هذا الوعد بالجنة، و هذه الدعوة الي القتال و هذه المبايعة لا تخص الذين قاموا مع النبي الامي صلي الله عليه وآله لتطهير الأرض من الطاغوت و تقرير الوهية الله علي وجه الأرض و انما هي سنة قديمة لله تعالي في عباده منذ التوراة و الانجيل، و منذ حياة الأنبياء السابقين عليهم السلام الي اليوم.

و شأن هذه الامة اليوم شأنها في زمن موسي و عيسي عليهماالسلام و من قبلهما من الأنبياء و المرسلين، لن تنال رحمة الله و رضوانه الا بتحكيم الوهية الله، و حاكميته علي وجه الأرض، و لن تحقق حاكمية الله علي وجه الأرض الا من خلال هذه المعاناة و القتال و الدماء: (أم حسبتم أن تدخلوا الجنة و لما يأتكم مثل الذين خلوا


من قبلكم مستهم البأساء و الضراء...) [1] ، مسيرة واحدة مخضبة بالدم، منذ عهد موسي و عيسي عليهماالسلام، و من قبلهما من الأنبياء الي أن يتولي المهدي من آل محمد عليه السلام تطهير الأرض من رجس الطغاة و عبثهم و فسادهم و الي أن تقوم القيامة، و ينشر الناس للحساب و تلك القضية الثالثة في هذه الكلمة التي يعرضها هذا النص العجيب من كتاب الله تعالي.


پاورقي

[1] البقرة / 214.