بازگشت

البيعة ميثاق (الدعوة) و الدولة


و البيعة ميثاق، و هذا الميثاق يحمل الانسان المسلم مسؤوليتين كبيرتين:

الاولي: مسؤولية الدعوة الي الله تعالي و القيام بأعبائها و تحمل الخسائر المترتبة عليها و توطين النفس لذلك.

الثانية: مسؤولية الدولة الاسلامية و بناؤها و الدفاع عنها.

و هاتان المهمتان شاقتان عسيرتان و لا ينتهي دور الانسان و مسؤولية تجاه الايمان بالله و برسوله ما لم يتعهد أمر الدعوة و الدولة معا؛ و هذه المهمة المزدوجة هي أساس معاناة و ابتلاء و متاعب الأنبياء عليهم السلام، فلن تستقر الدعوة، و لن تتمكن من العقول و القلوب و الحياة من دون التصدي و المواجهة و لن تشق طريقها الا علي أنقاض الدعوات التجاهلية و علي أجساد الطغاة و الجبابرة الذين يحولون بين الناس و الاستجابة لدعوة الله.

و ما يقال في الدعوة يقال في الدولة بشكل أقوي و أوضح، فان (الدولة) هي سيادة الدعوة و سلطانها علي الأرض و كلمتها النافذة، و لا تستطيع الدولة أن تفرض سلطان الدعوة علي الحياة الاجتماعية، دون أن تواجه صنوفا من العقبات و التحديات، و هذه المواجهة في طريق تمكين الدعوة و الدولة و تذليل العقبات تتطلب البذل و التضحية و الصبر، و توطين النفس لكل ذلك من قبل الامة حاملة رسالة الدعوة و الدولة؛ فلابد من مبايعة قائد المسيرة علي البذل و العطاء و التضحية و الفداء، و أن يجاهدوا خفافا و ثقالا، و ألا يعيقهم عن الجهاد في سبيل الله الأزواج و البنون و الأموال و التعلقات و المواقع، و أن يتجردوا لله تبارك و تعالي من كل ارتباط و تعلق عدا الارتباط بالله و التعلق بالدعوة و همومها و آلامها.