بازگشت

البيعة


و البيع و الشراء من الله يستدرجنا للحديث عن مصطلح اسلامي عريق يتصل بهذا المفهوم من قريب و ذلك هو (البيعة).

و البيعة مشتقة من مادة البيع، و لا نعلم ما اذا كان له في الجاهلية أصل قريب أم لا؟ الا أن الاسلام اتخذ هذه الكلمة مصطلحا للالتزام و التعهد الكامل بالطاعة من قبل الامة للامام فيكون معني الكلمة الالتزام الكامل بالطاعة.

و ذكروا في المناسبة التي اقتضت تسمية هذا الالتزام بالبيعة أن العرب كانوا اذا تبايعوا تصافقوا و ضرب أحد المتبايعين بكفه علي كف الآخر، و كان ذلك علامة رضاهما بالبيع و التزامهما به.

و قد أمضت السنة هذه الطريقة في التعبير عن التعهد و الالتزام بالطاعة تجاه الامام؛ فكان المسلمون اذا بايعوا رسول الله استلموا كفه ايذانا بالالتزام بالطاعة، و يسمي هذا الالتزام بهذه المناسبة: بيعة و مبايعة؛ و من غير المستعبد أن تكون المناسبة في هذا المصطلح أن هذا الالتزام من مقولة البيع، ففي البيع يتخلي البائع عن المتاع الذي يملكه بشكل كامل في مقابل ما يتلقاه من الثمن، و اذا أوجب البيع فلا يحق له أن يتراجع عما أمضاه.

و كذلك الأمر في الالتزام بالطاعة (البيعة) فان المرء اذا دخل البيعة و التزم بالطاعة فليس له أن يتراجع أو يتخلي عن عهده و التزامه؛ فقد أمضي البيع و قبض


الثمن (الجنة) و أعطي الله ما له و نفسه، و الأنفس العزيزة عليه، فلا يحق له أن يتراجع أو يتردد أو يفسخ الالتزام؛ و رحم الله ذلك الرجل الأنصاري الذي قال لرسول الله صلي الله عليه وآله: بيع ربيح لا نقيل و لا نستقيل.