بازگشت

تكريم الانسان بالبيع و الشراء


و من عجب في هذا الشراء أن الشاري سبحانه و تعالي له ملك السماوات و الأرض، و له الانسان و ما بيده من أموال، و له أن يتصرف في كل ذلك من غير بيع و لا شراء و من غير سؤال و لا استئذان، و العبد و ما في يده لمولاه.

ولكنه عزوجل شاء أن يكرم هذا الانسان، و يرفعه الي موضع التعاقد و المبايعة معه، و ذلك تكريم من لدن الله تعالي لعباده بما يناسب لطفه و كرمه بهم؛ و قد كان الحسن اذا قرأ هذه الآية: (ان الله اشتري من المؤمنين أنفسهم و أموالهم...) قال:«أنفس هو خلقها و أموال هو رزقها».

فهو سبحانه خلق الانسان و خلق له ما شاء من الطيبات و تلك كرامة، ثم ملكه ذلك، و تلك كرامة اخري، ثم اشتري منه ما وهبه و ما ملكه، و تلك كرامة ثالثة أن يرفعه الي موضع التعاقد و المبايعة معه، ثم جعل ثمن ما يأخذه منه من المتاع الفاني الجنة و الخلود في رحمته و رضوانه و تلك كرامة رابعة.


و العطاء جميل علي كل حال ولكن أجمل العطاء و أفضله ما يقترن بالتكريم و قد قرن الله تعالي عطاءه لعباده بالتكريم و تلك غاية في الكرم و التكريم، و الحمدلله ربنا الذي أكرمنا بكل هذه الكرامات و أكرمنا بالاسلام و التقوي.