بازگشت

الامداد الغيبي و الضمان الالهي لدم الشهيد


و بعد فليس معني ما ذكرنا من نقاط حسية لهبوط النصر و التأييد من الله تعالي أن الضمانة الالهية لقضية الشهداء في هذه النقاط، فان دائرة الامداد الالهي الغيبي لدم الشهيد أوسع من هذه الدائرة الحسية التي رسمناه هنا، و مصادر النصر و منابعه في خزائن رحمة الله تعالي لا تنحصر فيما ذكرنا من نقاط و وجوه، فان خزائن رحمة الله تعالي و نصره و تأييده لمسيرة الشهداء واسعة و كثيرة لا يحددها ما ذكرنا من أسباب و أساليب.

فقد نصر الله تعالي أنبياءه بطرق غيبية لا تنالها يد الانسان و قدرته، فنصر الله تعالي نوحا عليه السلام ففجر الأرض ينابيع، و أنزل من السماء أمطارا غزيرة و أغرق قومه الذي كذبوه:


(ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر و فجرنا الأرض عيونا فالتقي الماء علي أمر قد قدر) [1] الي قوله تعالي: (و لقد تركناها آية فهل من مدكر) [2] .

و لقد أرسل الله تعالي علي قوم عاد ريحا صرصرا في يوم نحس مستمر، فأبادتهم و أهلكتهم.

(انا أرسلنا عليهم ريحا صرصرا في يوم نحس مستمر تنزع الناس كأنهم أعجاز نخل منقعر فكيف كان عذابي و نذر) [3] .

و أمر الله تعالي الملائكة أن ينزلوا الي ساحة بدر لنصرة المسلمين و تثبيتهم:

(اذ يوحي ربك الي الملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنوا سالقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق و اضربوا منهم كل بنان) [4] .

و كذلك يثبت الله عباده الصالحين في المواجهة مع الكافرين، و علي أرض المعركة، و يضمن الله تعالي في هذه المواجهة الحضارية العنيفة أن العاقبة للمتقين:

(... ان الأرض لله يورثها من يشاء من عباده و العاقبة للمتقين). [5] .

و علي نحو من ذلك نفهم نحن الضمان الالهي لدم الشهيد و هذه الضمانة الالهية جزء من هذه الحقيقة و السنة الالهية الشاملة في تأييد و دعم و نصر المؤمنين المتقين، و (الثار) لدماء الشهداء.



پاورقي

[1] القمر / 12 - 11.

[2] القمر / 15.

[3] القمر / 21 - 19.

[4] الانفال / 12.

[5] الاعراف / 128.