بازگشت

هذه الامة شهيدة علي سائر الامم


و بهذا المعني: فان هذه الامة - بما هداها الله تعالي الي الوسط من الطريق، و بما منحها الله من الاعتدال في الرأي و الحياة - شهيدة علي سائر الناس و قدوة لهم، و معلم علي الطريق و مقياس للناس في تصحيح أعمالهم و حركاتهم.

ان هذه الامة - المتوسطة - تصلح لأن تكون المقياس الذي يقيس به الناس أنفسهم، و يصححون به أعمالهم و تحركاتهم.


لقد أراد الله تعالي لهذه الامة أن تكون قدوة للناس جميعا، و أن تكون شهيدة علي الناس جميعا، و معلما علي طريق الناس، و أن تكون أفعالهم و مواقعهم مثالا و نموذجا للناس جميعا. و الذي يؤهل هذه الأمة لهذا الموقع الرائد هو؛ الاعتدال و التوسط في التفكير و العمل: (و كذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء علي الناس...)

و كما أن الله تعالي أراد لهذه الامة أن يكون لها موقع السيادة و القيادة و الحاكمية علي وجه الأرض و علي الناس كذلك، أراد الله تعالي لهذه الامة أن يكون لها موقع القدوة و الريادة علي وجه الأرض و بين الناس.