بازگشت

الجذور اللغوية للثار


يقول ابن سيده:«الثار الطلب بالدم» [1] ، و الثائر: الطالب بالدم، و قيل الثار طلب المكافأة بالجناية، و الثائر: الطالب بالمكافأة بالجناية و الدم.

و منه حديث محمد بن مسلم يوم خيبر:«أنا له يا رسول الله الموتور الثائر»أي طالب الثار، و هو طالب الدم [2] ، و لهذه الكلمة جذور تأريخية و أصل قرآني؛ فقد كان الدم يستثير أولياء المقتول و ذويه للقصاص و الانتقام من القاتل، و هذه


سنة تاريخية قديمة، و العرب قبل الاسلام كانوا من أكثر الأمم و الشعوب اهتماما بمسألة القصاص و الانتقام (الثار)، و ملاحقة المجرم و كانوا يعتقدون أن الرجل اذا قتل تمثلت روحه بشكل طير يقال له:«الهامة»و وقفت علي قبره و صاحت«اسقوني»: أي أسقوني من دم قاتلي، و لا يزال كذلك حتي يثار أهل القتيل من قاتله،و من المعيب علي ذوي المقتول أن يتركوا القاتل ينعم بالحياة، دون أن يثاروا منه و يقتلوه؛ يقول السموأل في مفاخر قومه:



و ما مات منا سيد حتف أنفه

و لا طل منا حيث كان قتيل



أي لم يذهب دم قتيل منا هدرا دون أن نثار له.

و العرب في الجاهلية كانوا يتجاوزون في الثار الحدود المعقولة حتي قتل (مهلهل) بأخيه كليب من بكر بن وائل مقتلة كبيرة و كاد يفني بكر بن وائل، حتي جاء الاسلام و شرع القصاص و المساواة و العدل في الأخذ بالثار.


پاورقي

[1] يراجع لسان العرب 77 / 2. دار احياء التراث العربي - بيروت.

[2] النهاية لابن الأثير 204 / 1. دار احياء الکتب العربية.