بازگشت

رسالة الكلمة


إن دماء الشهداء رافداً آخر للتعبير عن أحداث الطف هو رافد الخطب اللاهبة، وقد كانت زينب الكبري تقذف لهباً وحمماً في وجه الطغاة، ابتداء من كربلاء حيث خاطبت عمر بن سعد في يوم عاشوراء خطاباً، فبكي وجرت دموعه علي لحيته الخبيثة، وكذلك في الكوفة وقد قال أحد الخطباء بأن أعضاء ثورة التوابيين سجلوا أسمائهم تحت منبر زينب الكبري في الكوفة، وهذا صحيح، فلما ألقت ذلك الخطاب وأثارتهم وكشفت واقعهم الفاسد بكل عنف-وفي نفس الوقت-بكل بطولة حينذاك أخذ بعضهم ينظر أنحن الرجال أم هذه المرأة هي الرجل الحقيقي!

إمرأة فقدت كل أعزتها وهي وحيدة مع ذلك فهي لا تتحدث فقط عن ظلم الطغاة وعن انحرافهم، بل تتحدث عن سكوت الجماهير، وعن مدي اشتراكهم في الجريمة لو استمروا ساكتين وهذه هي الشجاعة.

أن يقول المصلح كل الحقيقة، وانها حقاً رسالة الكلمة التي تحولت الي رافد.

الخطب لم تعد بعد كربلاء خطباً فارغة، وإنما كانت الخطابات والاحاديث تبدأ بذكر الامام الحسين (ع) وتنتهي بهذا الذكر، وهكذا تحولت كل قطرة من قطرات دام الامام الحسين (ع) الي رسالة الكلمة.