بازگشت

حالات العارفين


جاء رجل شاب الي النبي (ص)، واذ به أصفر اللون، غائر العينين، ووجده في حالة غريبة، قال: ياهذا مابك؟ قال: يارسول الله: انني لا أستطيع أن أنام، لاني أسمع دائماً حسيس النار، وأري نعيم الجنة وأجد نفسي دائماً أمام ربّي، فحينما ذهب الشاب، قال: النبي (ص) لاصحابه:

«هذا عارف فعلاً.. وصدق هذا الفتي».

وفي احدي الحروب الاسلامية، أسر المسلمون جندياً من جنود العدو، فاستعبدوه فجلس بينهم قال: الي ما تدعون؟ قالوا: ندعوا الي ربّ العالمين خالق السموات والارضين والذي فطرهن وهو بكل شيء عليم، قال: ومن ربّ العالمين؟ قالوا: ان علمه وقدرته وتدبيره محيطة بكل شيء، فحينما وصفوا الله له تجلي ربه لقلبه فغمر قلبه نور الايمان. واتصل بالرفيق الاعلي. فاتصل قلبه قبل أن يتصل جسده، وتغيرت حالاته، قال اعطوني برامج دينكم ومناهجه وشرائعه وأحكامه قالوا له، الصلاة، القرآن، فأخذ يصلي، وحين الطعام دعوه للغذاء رفض أن يأتي، ولم ينم الليل وهو جالس في حالة غريبة، قالوا له: نم وارتح، قال وهل يستطيع أحد أن ينام أمام الله جبار السموات والارض خالق كل شيء، لا أستطيع أن أنام، ولا أستطيع أن آكل، فبقي ثلاثة أيام دون أن يأكل أو يشرب أو يرتاح الي أن توفاه الله برحمته.

هذه حالات العارفين بالله حق معرفته، فهل نحن منهم؟!

يقول الامام علي عليه الصلاة والسلام:

«لولا أن المؤمنين قد قدّر الله لهم آجالاً محددة تحلقت أرواحهم الي الله شوقاً اليه، وخوفاً من ناره، ورغبة في جناته»