بازگشت

الامام الحسين ثورة الذات


أربعة عشر قرناً من الزمان ولا نزال نجد الناس يستمدون من ثورة الامام الحسين (ع) معاني الثورة والاندفاع والتضحية مما يدل علي ان هذه الملحمة قد تحولت الي مسيرة، والامام الحسين (ع) الي ثورة، وهذا حدث هام في حياة البشر ولكن السؤال الآن هو:

أي ثورة أصبح الامام الحسين (ع)؟

وكيف أصبح ثورة؟

وفي أي مجال؟

لقد كان الامام الحسين (ع) في البدء ثورة علي الذات، لان أي انسان لا يستطيع الانتصار للرسالة دون أن يحقق انتصاراً علي ذاته، ونحن لا نريد أن ننتصر لا نفسنا لان هذه فكرة خاطئة، بل نريد أن ننصر دين الله سبحانه وتعالي، وهذا هو الهدف الاسمي، فاذا نصرنا دين الله تعالي شاء الله أن ينصرنا، وينصر بنا الآخرين ويجعل منا جسراً لسعادة الآخرين وفلاحهم.

وهناك حقيقة لابد للثائر أن يزرعها في نفسه، وهي انه لا يبنغي للثائر الحقيقي أن يستهدف الوصول الي الكراسي أو البلوغ الي المراكز، كلا. إنما ينبغي عليه أن يعمل للناس للآخرين، ونتيجة العمل من أجل الناس هو العمل لله سبحانه وتعالي، وفي هذا الجانب يحدثنا القرآن الكريم حيث يقول:

«يا أيها الذين آمنوا ان تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم» (7/محمد).

فان الدرس الاول الذي يمكن أن نستوحيه من كربلاء الحسين (ع) هو النصر لله وحده، لا النصر المؤدي الي الكراسي، وفي يوم عاشوراء رفرف النصر علي رأس الامام الحسين (ع) وخير بين النصر أو الشهادة، كما جاء في بعض الاحاديث، فرفض النصر واختار الشهادة لعلمه بأن شهادته انتصار حقيقي للرسالة حيث قيل عنه:

«فلتروي ظامية الضب بدمي».

واذا كان ثمن استقامة الدين الاسلامي دم الامام الحسين (ع)، فانه لن يبالي بل سيدفع الثمن راضياً مرضياً، ولقد جاء عنه (ع):

«ان كان دين محمد لم يستقم إلا بقتلي، يا سيوف خذيني».

بأمكان الامام الحسين (ع) أن يختار طريقاًً للخلاص من الموت بل والانتصار علي يزيد، ولن صمم علي مواصلة مسيرته الرسالية من أجل نصرة الله والحق.