بازگشت

ما الذي حرك هذه الملايين؟


لقد اكتشف هؤلاء الملايين ان لديهم سلاحاً من أنفسهم هو سلاح التحدي، وهو السلاح الذي عبر عنه الامام بالدم الذي ينتصر علي السيف، وأي دم علي أي سيف؟

الدم الذي ترافقه البطولة والشجاعة لا المكر والخديعة. الدم الذي أريق في أرض كربلاء كان دماً شجاعاً، والامام الحسين عليه الصلاة والسلام لم يترك استراتيجية حربية إلا واستخدمها في كربلاء، وكل طريقة ممكنة للكيد بالعدو استخدمها الامام الحسين (ع)، إلا الطرق الهابطة اللا انسانية فلم يمنع الماء عن العدو، لان منع الماء عن العدو ومنع الضرورات الحياتية وسائل سافلة ومنحطة، ولا تستعمل لإثبات حق وتأكيد مظلوميته (ع)، وما فعله من قبل والده الامام علي (ع) في حرب صفين حين سقي الجيش المعادي الذي كان بقيادة الحر بن يزيد الرياحي، أما غير هذه الطرق اللانسانية، هناك طرق أخري شريفة استخدمها الامام الحسين (ع)، لماذا؟

لان الانسان اذا أراد أن يموت فليمت بشجاعة فليمت بشرف، وزينب الكبري (ع) قالت في الكوفة متحدية شماتة ابن زياد، قالت بلي ان أخي قد استشهد في كربلاء، ولكن متي؟

لم يستشهد إلا بعد أن أدخل في كل بيت من بيوت الكوفة العزاء وهذا هو الحق. الامام الحسين عليه الصلاة والسلام وأصحابه قد أخذوا ثأرهم من أعدائهم، وهكذا المجاهدون عبر التاريخ الذين كانوا يطلبون الموت، لان الشهادة شرف وان الموت في الله حياة، لم يكونوا يريدون أن يموتوا علي فراشهم، ولا في قعر السجون أو صبراً باعدام الارهابين من أصحاب السلطات الفاسدة.. كلا، إنما اختاورا الطريق الامثل فكانوا يدخلون في ساحة المعركة بشجاعة فيقتلون ثم يقتلون، بعد أن يأخذ بثأره وثأر إمته من أعداءه، ان هذا هو الدم الذي ينتصر علي السيف، وهذا بالذات كان آية الامام الحسين عليه الصلاة والسلام التي تقابل آية العصي عند النبي موسي عليه الصلاة والسلام.