بازگشت

تحول موقف البصرة


وقد وقف المؤرخون أمام ظاهرة تاريخية موقف التعجب، وهي ظاهرة تحول البصرة التي كانت منذ عهد الامام علي (ع) قد وقفت موقفاً مضاداً للثورة، ولكن حينما نزل الثائر ابراهيم الاخ الثائر محمد بن عبدالله المعروف بذي النفس الزكية تحولت بين عشية وضحاها من مدينة مضادة للثورة، ومن قلعة محصنة للانظمة الفاسدة الي قلعة من قلاع الثورة، وحاربت من أجل الثورة حتي ان كثيراً من العلماء من الائمة المعروفين قد افتوا بأن البيعة التي بايعها الناس مكرهين يمكن ابطالها، فبطلت البيعة، وبايع الناس مرة أخري، محمداً علي أساس انه الخليفة الشرعي، وحاربوا تحت لواء أخيه لماذا؟

لان الثورة قد اكتسبت شرعية جماهيرية، الجماهير قد تعودت علي الانطلاق، وكما كانت الجماهير سابقاً وفي أيام الرسول (ص) تلتف حول راية الجهاد أصبحت الجماهير وبسبب حركة الامام الحسين (ع) تلتف حول راية الثورة، ان هذا هو الثعبان.

انه يشبه الثعبان الذي كان آية لموسي (ع) وانها لآية الدم وآية البطولة التي ترافق إراقة الدماء أن يصبح الانسان مظلوماً فيقتل فيثير احساساً في الناس ويشحن في عزائمهم إرادة التحدي، مثل ما حدث في ايران حينما وجدنا كيف كان الناس يتحدون الدبابات والمدافع وطائرات الهيلوكبتر العمودية المزودة برشاشات 500، كانوا يتحدونها بصدروهم العارية فيقتلون حينئذ، مما يثير في الناس جميعاً الحماس، فاذا بك تري وكأن ظاهرة عاشوراء تبعث من جديد قبل أربع سنوات في شوارع طهران، فعدة ملايين من الناس يتظاهرون ضد الشاه المقبور.