بازگشت

معني كلمة الشرك


وكلمة الشرك يختلف معناها بين أمرين:

الأمر الأول:

السجود لصنم حجري.

الأمر الثاني:

الخضوع لصنم بشري.

هناك فرق كبير وعظيم بين الامرين. لانه بالامر الاول لا يشمل هذا اللفظ إلا مجموعة بسيطة من الناس، بينما الامر الثاني يشمل الملايين الذين يخضعون للانظمة الفاسدة.

إذن هذه الكلمة حساسة وترتبط بمصالح الانسان وأهواءه، ولها اتصال بتزيين الشيطان للإنسان أعماله، وبتسويل النفس الامارة بالسوء.

لو كان الانسان يغير شيئاً، ويؤول فكره، ويحرف ديناً، لعرف هذه الكلمة. لان هذه الكلمة هي الاساسية. ونحن نعلم بأن الانسان في التاريخ حرّف وبدّل وأوّل، وحاول أن يتهرب من رسالات السماء بألف طريقة وطريقة، وقد فعل ذلك، وفعله هذا تركز في كلمة الشرك في الاسلام.

إذن لا يمكن أن نفهم الكلمات القرآنية حسب القواميس التي تكتب في القرن الرابع عشر. والقواميس التي تخضع للوسط الاجتماعي والثقافي علماً وثقافة، لانها تخضع لذلك الوسط إلا ما عصمه الله.

تغيرت القواميس والافكارومن هنا لابد أن نجد ينبوعاً آخر لفهم القرآن الحكيم، ذلك الينبوع هو القرآن بذاته. لذلك جاء في الحديث الشريف عن الامام أميرالمؤمنين (ع):

«كتاب الله تبصرون وتنطقون به. وتسمعون به ينطق بعضه ببعض ويشهد بعضه علي بعض..»

وكما جاء في الحديث الشريف:

«من فسر القرآن بعضه ببعض هدي الصواب».

ولم يدع القرآن كلمة ذكرها في آياته إلا وفسرها في آيات أخري، ولكن الناس لا يبصرون، لأنهم لا يتدبرون في القرآن، ولو تدبروا لعرفوا كلمة الشرك ومعني الكفر وكلمات أخري مرتبطة بها، مثل الفسق.

هذه الكلمات والمصطلحات القرآنية في القرآن الحكيم، اشارات واضحة الي معانياها والآن لنبحث عن معني الكفر.

قال الله تعالي:

«ولله علي الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا ومن كفر فان الله غني عن العالمين» (97/آل عمران).

ماذا يعني هذا؟

يعني ان الكفر قد يتجسد في عدم الحج، وهناك آية ثانية يقول القرآن الحكيم:

«والذين آمنوا وعملوا الصالحات لندخلنهم في الصالحين» (9/عنكبوت).

يعني هذا ان الكافر هو الذي لم يعمل الصالحات والذي لم يؤمن هو الآخر.

وآية أخري تقول:

«ما سلككم في سقر - قالوا لم نك من المصلين» (42/43/المدثر).

وهذه الآية الكريمة تبين لنا معني ثالثاً، وهو ان ترك الصلاة هو الذي يسلك الانسان في سقر وقبل هذه الآية دلالة علي ان المخاطبين هم كفار، وكذلك الشرك وكذلك الفسق، وكذلك سائر المصطلحات القرآنية. إذن استطعنا أن نفهم هذه المصطلحات وتلك الكلمات.

الي ماذا كانت تهدف رسالة الأنبياء.

لنعرف ان الامام الحسين-عليه الصلاة والسلام-ثار لذات الخط. وان الانحراف الذي مالت اليه الامة الاسلامية في عصر الامام الحسين (ع). هل كان يشبه الانحراف الذي كان عند الناس الذين بعث اليهم الانبياء (ع) أم لا. وكيف؟

وكيف نستطيع أن نقول ونحن نقرأ زيارة الامام الحسين (ع)-السلام عليك يا وارث آدم صفوة الله، والسلام عليك يا وارث نوح نبي الله، السلام عليك يا وارث ابراهيم خليل الله، السلام عيلك يا وارث موسي كليم الله، السلام عليك يا وارث عيسي روح الله، السلام عليكم يا وارث محمد حبيب الله- وكيف؟

وكيف كان الامام الحسين عليه الصلاة والسلام وارثاً لهؤلاء. ولماذا لا نقرأ هذه الزياة إلا عندما نقف عند ضريح سيد الشهداءأبي عبد الله الحسين (ع)؟

إن قيام الامام الحسين (ع) كان امتداداً لقيام حركة الانبياء عليهم الصلاة والسلام، ورسالة الامام الحسين (ع) كانت هي رسالة الانبياء (ع). وبالتالي فاننا بدورنا نستطيع أن نقوم بنفس الدور اذا استلهمنا عبر التاريخ وجسدنا دور الانبياء في أنفسنا وجعلنا الامام الحسين (ع) اماماً لنا، خاصة ونحن نعتقد بأن الامام الحسين (ع)هو امامنا الثالث ولكن ما هو معني الامام؟

ان يد التحريف البشرية قد غيرت حتي هذه الكلمة وهذه مشكلة الانسان. إذ حجّمت إشعاعات الامام بجماعة مخصوصة نقول ان الامام هو أمامنا.

ان الامام الحسين (ع) هو امام الامة والطلائع، فأي صفة كانت في الامام الحسين (ع) واقتبستها انت، وأي سلوك كان للامام الحسين (ع) وتخلقت به أنت، وأي عمل قام به الامام الحسين (ع) وعملت به أنت، صرت من أتباعه وشيعته ومواليه.

ولماذا نقف أمام ضريحه ونقول (أنا سلم لمن سالمكم، وحرب لمن حاربكم) ومن الذي سالم الامام الحسين، ومن الذي حاربه.

حبيب بن مظاهر سالم الامام الحسين (ع)، ومسلم بن عوسجة، وعابس بن شبيب، وعلي الاكبر، والعباس،والقاسم هؤلاء هم الذين سالموا الامام الحسين عليه الصلاة والسلام فهل أنت مثلهم، ومن الذي حارب الامام الحسين عليه الصلاة والسلام، انه يزيد، وابن زياد، وصدام، وفهد، وآل خليفة وكل طاغية باغي، ناشر للفساد، محب الدمار والخراب.

لماذا تقف وتقول ياليتنا كنا معكم؟

ولماذا تدعي انك من شيعة الامام الحسين عليه الصلاة والسلام اذا لم تعرف من الذي حارب الامام الحسين؟

ومن هو الذي قاومه.. ولماذا؟

ان هذه الاسئلة يجب علينا أن نفكر فيها، ونحن ندخل هذا الموسم المبارك، لا لكي نجلس عاجزين، ونقول بأننا لا نستطيع أن نقلد الامام الحسين (ع).

كلا.. ان الذي خلق الامام الحسين (ع) خلقك، والذي أودع في الامام الحسين (ع) تلك الصفات الخيرة أودع شيئاً منها فيك كأنسان، وجعل الامام الحسين (ع) أمامك لكي تقتدي به في تلك الصفات بالذات.

إذن رسالة الحسين (ع) ورسالة الانبياء (ع) لا تزال موجودة في الارض، إنما علينا أن نجسدها في أنفسنا ونبدأ بالتحرك عبر تلك المسيرة الثورية التي كان الامام الحسين عليه الصلاة والسلام أحد أبرز أبطالها وأئمتها.