بازگشت

تجديد ذكر الامام الحسين


اننا يجب أن نحيي ذكر الامام الحسين، لان اية أمة اذا أرادت النجاح والانتصار، فلابد أن تحضر في تاريخها، وأن يكون تاريخها حاضراً في واقعها.

يحب أن نكون نحن في تاريخنا، لنكتب بروح عصرنا بمشاكلنا و بأوضاعنا و بتطلعاتنا السامية، وبمعني نكتب من جديد، ونكتب حياتنا به.

لذلك نحيي ذكر الامام الحسين (ع) لتكون نوراً علي مر كل السنين، ولتكون بطولاته نبراساً مضيئاً ولتكون حياتنا-اليوم-ومشاكلنا طريقاً لفهم ثورة الامام الحسين عليه السلام وحياته وثورته.

انك لا تستطيع أن تفهم ثورة الامام الحسين إلا بعد أن تفهم شبكات المؤامرات التي أحاطت اليوم بنا، لان هذه الظروف هي التي توضح لنا كيف قام الامام الحسين (ع)، كما أننا لا نستطيع ان نكسر الطوق المحيط بنا إلا اذا عرفنا كيف نستطيع تجديد وأعادة ملحمة كربلاء الي واقعنا.. نحن اليوم في عالمنا الاسلامي وبالذات في العراق نحتاج الي ملحمة من نوع ملحمة كربلاء، وإلا فان هذا الارهاب ووسائل القوي الوحشية ستنال من ثورة هذا الشعب.

وإن لم تكن الضربة من النظام العراقي، فانها ستكون من التكاتف الاستكباري ضد عموم الحركات الاسلامية، وقد أكد هذا التوجه التقريرات الخاصة التي رفعت الي رئيس الطغيان العالمي-ريغان-تدعوه فيها الي الاخذ بزمام المبادرة في ضرب حركات التحرر الاسلامية.

وخوفاً من المعادلة الجديدة التي سوف يسطرها الاسلامين بسواعدهم العاملة، فإنهم دأبوا علي تزويد بعض الانظمة العربية بالسلاح لإرهاب واخماد هذا الصوت المعارض فبعثوا بالاواكس الي مصر من أجل مراقبة الخطوط الداخلية في مصر، ووافق مجلس الكونغرس الامريكي علي بيع السعودية طائرات أواكس لذات الهدف. ثم يؤكد ريغان بكل صراحة: [انها لمصلة أمريكا]!! وما هي مصلحة أمريكا في الجزيرة العربية؟

بالطبع، ان مصلحتها في الجزيرة العربية هي منع تغيير النظام الحليف والصديق لهم!

إن شياطين الارض تجتمع-الآن-من أجل محاصرة الثورة الاسلامية، ومن أجل تصفية الحركات الاسلامية. هذه الحركات المستضعفة النابعة من وضع اقتصادي، ثقافي، اجتماعي، سياسي، عسكري.. متخلف، فكيف يمكن لهذه الحركات أن تنتصر علي تلك المؤامرات، وتلك الشبكة الواسعة من الخطط الاستعمارية؟

انها تستطيع الانتصار فقط بالطريقة الحسينية.

ان شعبنا في العراق الذي يتجدد حزننا في كل سنة جديدة، تتوالي عليه صنوف الويلات والمآسي خوفاً من أن يجدد ذكري سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين (ع) ويعلنها تجربة حية في أرض كربلاء بأرض العراق وفي أيام عاشوراء.

1-السبيل الوحيد للتخلص من قبضات الكبت والارهاب الوحشية، انما يتسني بتفجير ثورة دائمة.. هي الثورة الحسينية..

يجب أن يضحي اثنان وسبعون انسان من أجل بقاء «14» مليون يخرجون الي الشوارع ويكسرون طوق الارهاب، فيهب الجنود البواسل للانتفاضة والتمرد علي القرارات العسكرية التي تأمرهم بالذهاب الي الجحيم.

اننا نستطيع أن نكتشف في يوم عاشوراء المؤمن الحقيقي الصادق الذي يذرف دمعه للحسين عليه السلام احتجاجاً علي يزيد العراق صدام، وباكتشافنا لهذا المؤمن يجب أن نلتحق به، إذ ليس كل انسان في العراق مخبراً بعثياً كما يشيع البعثيون.. المباحث قليلون.. والأمن كذلك، وانما هذه خطة ارهابية من قبل صدام لزرع الشك بين المسلم وأخيه، ألا فليلتحم المسلمون في العراق! ألا فليتخذوا من ثورة الامام الحسين (ع) درساً في الالتحام البطولي الثوري، وليكونوا خلايا المقاومة الرسالية.. ألا فليتكل كل خمسة رجال أمثال أصحاب الامام الحسين (ع) أني تسني لهم في تأسيس حركتهم المستقلة من أجل تحريرالعراق. وبامكان كل انسان أن يتحرك اذا أراد، وبالتالي تستطيع كل خلية أن تقوم بدور نضالي في ضد هذه الطغمة الحاكمة، والي متي تبقي هذه الاصنام فوق رؤوسنا؟

ليتخذ الخطباء والقراء من الاماكن الحسينية في كل مكان، وليتخذ أصحاب المجالس، بل أقول لتتخذ الامهات الحواضن في البيوت والآباء والاخوات من قضية الامام الحسين (ع) منبراً ومنطلقاً لتعميق جذور الثورة في نفوس الابناء. لنقل لأولادنا: الامام الحسين (ع) قتل في ثورته ضد يزيد، ويزيدنا صدام الطاغية، فأين هو حسيننا؟

نقول ذلك للطفل لينشاً حسينياً، أولا أقل يحتذي بعلي الاكبر.. العباس.. حبيب ابن مظاهر. أو ليمثل الطفل دور عبدالله بن الحسن الذي قتل علي جسد عمه الحسين (ع)، وكان آخر من استشهد من آل بيت رسول الله (ص) في واقعة الطف.

لنقل ونبين هذه الدروس لأولادنا، لاننا مسؤولون عن ذلك أمام الله سبحانه وتعالي ان لم نوضح هذه الحقائق لابنائنا، ونخلق منهم جيلا ثورياً يحمل مشعل الثورة من بعدنا. ولنتخذ من ملحمة عاشوراء درساً ونبراساً نستضيء به في ظلمات العصر اليزيدي الصدامي.