بازگشت

الثقافة الرسالية قاعدة الثورة


ان الثقافة الرسالية التي حاول الامام الحسين عليه السلام وسعي من أجل بثها في الامة الاسلامية عشر سنوات قبل قيامه عليه الصلاة والسلام بثورته المباركة. كانت القاعدة التي يجب أن تنبعث منها الثورة. ولو انبعثت من غيره هذه الثقافة الرسالية لتعرضت لانحرافات ونكسات خطيرة.

جاء شمربن ذي الجوشن يقود حملة ضد الامام الحسين عليه السلام في عشية يوم تاسوعاء.. فبعث الامام الحسين أخاه العباس ليستكشف أهدافهم؟

فاذا هم يريدون قتله فاستمهلهم سواد تلك الليلة فقال بعض أصحاب الامام الحسين (ع) يابن رسول الله ولماذا؟

الحرب هي الحرب سواءاً اليوم أو غد. قال: لا، أريد أن اجدد ذكراً مع ربي له هذه اليلة، وأسكنه بقراءة القرآن.

لماذا؟

لا لكي يرتاح.. أو يكتب وصاياه الاخيرة.. كلا وانما ليزداد قرباً الي الله سبحانه وتعالي، وهذا درس في أن للثقافة الرسالية ضرورة قصوي في الثورة الصحيحة.

قبل فترة أكد الامام الخميني (حفظه الله) لوفد من قادة الحرس الثوري زاروه: (علي الحركات التحررية في العالم ان تتعمق في الثقافة الرسالية) والواقع أنها وصية حسنة لكي نتحصن ضد مخاطر تحول الثورة الي الثورة المضادة، وان هذه المخاطر لا ينفعها سوي التحصن بالثقافة الرسالية الاصيلة.

ومن هنا تجد في خطب الامام الحسين (ع) وأدعيته يوم عاشوراء-قد كررها أكثر من خمس مرات-انه لم يكن يتحدث عن القضايا السياسية فحسب، وانما كان يركز علي القضايا الايدلوجية، وعن التوحيد، وعن الاتصال بالله سبحانه وتعالي.. لان هذا هو الاساس وهذا هو الهدف.