بازگشت

الابتعاد عن الانحرافات النفسية والاهداف الدنيوية


انني أدين وبشدة ما فعلته القرامطة في العالم الاسلامي، إذ انهم كانوا ثوريين، لكن ثورتهم انطلقت من دوافع الثأر والانتقام والبغضاء والحقد، ولكن أنظروا الي الامام الحسين عليه السلام في كربلاء، كيف يعلمنا دروس الثورة، قل لي أيها الانسان: أصحيح انك تثور لكرامتك دون أن تحقد؟!

يأتي الامام الحسين (ع) في كربلاء ويبكي بكاءاً عالياً وينشج بصوت رفيع، فيسأله أحد أصحابه، يابن رسول الله لماذا تبكي هذا البكاء العالي وأنت أنت الحسين بن علي البطل الشجاع الذي خططت من أجل أن تستشهد في سبيل الله؟

قال: نعم ليس بكائي لنفسي ولا لاهل بيتي، وليس لهؤلاء القتلي من حولي. وإنما بكائي لأجل هؤلاء القوم الذين سيدخلون النار بسببي!!

كان يبكي لاعداءه، ويحاول قدر جهده أن ينصحهم ويهديهم طريق السبيل والرشاد، وكان من أجلهم يحارب، ولو تسني للحسين (ع) أن ينتصر لفعل بهم ما وعد والده الامام علي بن أبي طالب (ع) أن يفعل بمن أرادقتله وهو «ابن ملجم» قال اذا أنا شفيت من هذه الضربة فسوف أعفو عنك.

الثورة يحب أن تكون بعيدة عن الحقد الاسود، وإلا فانها تتحول الي ثورة مضادة، لان الثورة يجب أن تقوم علي منهج الله الحكيم، وإلا ستصبح شركاً!! الثورة يجب ان تكون من أجل الله لا من أجل الذات ولا من أجل الشهوات.