بازگشت

المشهد 06


لِعينيكَ كلُّ النوافذِ مشرعةً،

أنتَ وحدَكَ تعرفُ عشبَ الطريقِ،

وتعرفُ سرَّ المسافَهْ

وأنت اغترفتَ من النهرِ كلَّ الحكايا

وغادَرتَهُ ورؤاهُ خرافَهْ

وقلتَ: المرايا صحاري من الوهمِ،

فانتحرتْ في يديهِ المرايا

وقلتَ: الشواطيءُ مجنونةُ الصخرِ،

والموجُ أُرجوحةٌ من سراب،

وأنشودةُ النخلِ مرثيةٌ،

والعصافيرُ منحوتةٌ من رمادْ

وقلتَ: الفراتُ المكفَّنُ يصلبُهُ ظمئي،

والنجومُ ثقوبٌ معبّأةٌ بالحدادْ

حنانيكَ.. ما عادَ للطينِ معنيً،

ولا البحرُ أزرقْ

لأنَّكَ غيّرتَ أشياءَها،

وتَمَرَّدتَ في زمن يتمزّقْ

غريبٌ أتفقِدُ أبعادَها الكلماتُ؟،

غريبٌ.. أتصمتُ أنتَ.. وجرحُكَ يشهقْ؟

لِعينيكَ سافرَ نهرُ الغناءْ

وغادَرتِ الأشرعَهْ

لِعينيكَ مرَّ المساءْ

علي كِتَفَيْ زوبعَهْ!