بازگشت

البداية


يبدو الحسينُ يُغطّي سيفَهُ بورودِ النّهرِ ثمَّ يرشُّ الماءَ فوقَ دم القتلي، فتظهرُ خلفَ الأفْقِ عاصفةٌ.



ما زلتُ أحملُ أكفاناً.. ممزَّقةً

وحفنةً من رمال خبّأت وجَعي



أمشي وخلفيَ تمشي ألفُ عاصفة

كأنّها وُلِدت في كربلاءَ معي!



صوتٌ يجيءُ: رأينا غيمةً هبَطت ليلا تُفَتِّشُ بينَ الرملِ عن دمهِ الضمآنِ، ثمَّ توارتْ وهيَ حائرةٌ..



وَجهي ووجهُكَ شيءٌ واحدٌ ولنا

ظلُّ فَمَن أنتَ، هل أنتَ الذي قُتِلا؟



بالأمسِ أَغلَقَني يأسي، وغادرني

لوني، فهلْ جئتَ ضوءً تفتحُ الأملا؟



تركتُ قلبيَ عندَ النهرِ نورسةً

ظمأي تشظّي لَدَيها الماءُ واشتعلا



خطوي يطاردُ صحرائي، وقد تعبت

أشلاؤُهُ وانتهي المسري وما وصلا



فكيفَ جئت ربيعاً، رملُ واحتِهِ

تلوّنَ النجمُ من رؤياهُ، واكتحلا؟



«السيفُ ينزفُ ماءً» قلتَ، وارتجفتْ

كفُّ الزمانِ، فهل أنتَ الذي قُتِلا؟



صوتٌ يجيءُ: هيَ الأشياءُ تُولدُ في كفَّيِه، والرّيحُ طفلٌ خلفَ قامتهِ يبكي، وللشَّمِس خيطٌ من توهّجهِ...



لِجثّتي أمسُها نهراً وسنبلةً

وسوفَ يحملُ أعراسَ الحصادِ غدُ



وفي ارتجافِة موتي غَيمةٌ، وبأشلائي

مخاضاتُ صبح لَمَّها جَسدُ



عيناي صمتٌ غريبٌ، خلفهُ لغةٌ

أُخري.. وأشرعةٌ تنأي وتبتعدُ



صوتٌ يجيءُ: رأينا الشَّمسَ تحملُهُ

في لحظة قد تواري عندها الأَبدُ!