في رثاء أخيه الحسن لما وضعه في لحده
أأدهن رأسي أم تطيب مجالسي [1] .
و رأسك معفور [2] و أنت سليب
أو استمتع الدنيا لشي ء احبه
الا كل ما أدني اليك حبيب
فلازلت أبكي ما تغنت حمامة
عليك و ما هبت صبا [3] و جنوب
و ما هملت عيني من الدمع قطرة
و ما اخضر في دوح الحجاز قضيب
بكائي طويل و الدموع غزيرة
و أنت بعيد و المزار قريب
غريب و أطراف البيوت تحوطه
ألا كل من تحت التراب غريب
و لا يفرح الباقي خلاف الذي مضي
و كل فتي للموت فيه نصيب
فليس حريبا [4] من اصيب بماله
و لكن من واري أخاه حريب
نسيبك من أمسي يناجيك طرفه
و ليس لمن تحت التراب نسيب [5] .
پاورقي
[1] في بعض المصادر: «أطيب محاسني» بدل «تطيب مجالسي».
[2] المعفور: المترب المعفر بالتراب (النهاية: ج 3 ص 261 «عفر»).
[3] الصبا: الريح تهب من مطلع الشمس (المصباح المنير: ص 332 «صبي»).
[4] الحرب: نهب مال الاسنان و ترکه لا شيء له (النهاية: ج 1 ص 358 «حرب»).
[5] المناقب لابن شهرآشوب: ج 4 ص 45، بحارالأنوار: ج 44 ص 160 ح 29؛ مقتل الحسين للخوارزمي: ج 1 ص 142 نحوه.