بازگشت

دراسة حول اشعار الامام الحسين و الديوان المنسوب اليه


لفن الشعر دور كبير و استثنائي في نقل المفاهيم، و ترويج الثقافة، و خلق الملاحكم، و تخليد الاحداث. و لهذا السبب يتمتع الشعر بمكانة مرموقة بين المعارف البشرية، و كسائر الفنون يمكنه ن يسخر للقيم الالهية و الانسانية، كما يمكن استخدامه ضدها.

و كان الشعر في زمن البعثة النبوية من أهم السبل في اضلال الناس و ابعادهم عن الحقيقة، لذا ذم القرآن الكريم شعراء ذلك العهد و أتباعهم حيث قال:

(و الشعراء يتبعهم الغاوون - ألم تر أنهم في كل واد يهيمون - و أنهم يقولون ما لا يفعلون) [1] .

و مما لا شك فيه أن الخصائص المذكورة في هذه الآيات، تختص بالشعراء الذين يستخدمون فن الشعر في نشر الانحطاط و السقوط. و لهذا يستثني القرآن الكريم الشعراء الرساليين مباشرة بالآيات التالية:


(الا الذين ءامنوا و عملوا الصالحات و ذكروا الله كثيرا و انتصروا من بعد ما ظلموا و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) [2] .

و لأجل ألا يجحف حق الشعراء، يميز الله سبحانه و تعالي هؤلاء عن غيرهم بذكر هذا الاستثناء و يعرفهم للمجتمع المسلم بأربعة خصائص:

1. الايمان.

2. العمل الصالح.

3. الاكثار من ذكر الله تعالي.

4. التصدي للظلم و استخدام الشعر في ردعه.

و قد اعتبر الرسول صلي الله عليه و آله هؤلاء الشعراء مجاهدين في سبيل الله. فحينما نزلت الآية 79 من سورة الشعراء، أتي حسان بن ثابت و عدد آخر من الشعراء المسلمين الرسول صلي الله عليه و آله و سألوه عن قول الشعر، فأجابهم النبي صلي الله عليه و آله:

ان المؤمن يجاهد بسيفه و لسانه، و الذي نفسي بيده لكأن ما ترمونهم به ينضح النبل [3] .

و هكذا كان الرسول صلي الله عليه و آله يؤكد استخدام فن الشعر في ساحات الجهاد، و كان يوصي بتسخير هذا الفن لنشر الحكمة في المجتمع و ترسيخها:

ان من الشعر لحكمة [4] .

كما أوصي الامام الصادق عليه السلام أصحابه:


علموا أولادكم شعر العبدي، فانه علي دين الله [5] .

ان التأمل في سيرة الرسول صلي الله عليه و آله و الائمة عليهم السلام يكشف بأنهم كانوا يستخدمون فن الشعر لأغراض تربوية و سياسية و عسكرية، لكن هل كانوا أنفسهم ينظمون الشعر أيضا؟ و هل الاشعار المنسوبة اليهم صادرة عنهم حقا؟ ان هذا الأمر يحتاج الي مناقشه.


پاورقي

[1] الشعراء: 226 - 224.

[2] الشعراء: 227.

[3] مسند ابن‏حنبل: ج 10 ص 335 ح 27244 عن کعب بن مالک.

[4] کتاب من لا يحضره الفقيه: ج 4 ص 379 ح 5805؛ سنن ابن‏ماجة: ج 2 ص 1235 ح 3755 عن ابي بن کعب.

[5] رجال الکشي: ج 2 ص 704 ح 748 عن سماعة.