بازگشت

عبيدالله بن الحر الجعفي


712. الامالي عن عبدالله بن منصور عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عليهم السلام: سار الحسين عليه السلام حتي نزل القطقطانة [1] ، فنظر الي فسطاط مضروب، فقال: لمن هذا الفسطاط؟

فقيل: لعبيدالله بن الحر الجعفي.

فأرسل اليه الحسين عليه السلام فقال: ايها الرجل، انك مذنب خاطي ء، و ان الله عزوجل آخذك بما أنت صانع ان لم تتب الي الله تبارك و تعالي في ساعتك هذه فتنصرني، و يكون جدي شفيعك بين يدي الله تبارك و تعالي.

فقال: يابن رسول الله، و الله لو نصرتك لكنت أول مقتول بين يديك، و لكن هذا فرسي خذه اليك، فو الله ما ركبته قط و أنا أروم شيئا الا بلغته، و لا أرادني أحد الا نجوت عليه، فدونك فخذه.

فأعرض عنه الحسين عليه السلام بوجهه، ثم قال: لا حاجة لنا فيك و لا في فرسك، (و ما كنت متخذ المضلين عضدا) [2] و لكن فر، فلا لنا و لا علينا؛ فانه من سمع واعيتنا أهل


البيت ثم لم يجبنا، كبه الله علي وجهه في نار جهنم [3] .

713. الارشاد: مضي الحسين عليه السلام حتي انتهي الي قصر بني مقاتل فنزل به، فاذا هو بفسطاط مضروب، فقال: لمن هذا؟

فقيل: لعبيدالله بن الحر الجعفي.

فقال: ادعوه الي.

فلما أتاه الرسول قال له: هذا الحسين بن علي عليه السلام يدعوك، فقال عبيدالله: انا لله و انا اليه راجعون، و الله ما خرجت من الكوفة الا كراهية أن يدخلها الحسين و أنا بها، و الله ما اريد أن أراه و لا يراني.

فأتاه الرسول فأخبره، فقام الحسين عليه السلام فجاء حتي دخل عليه فسلم و جلس، ثم دعاه الي الخروج معه، فأعاد عليه عبيدالله بن الحر تلك المقالة و استقاله مما دعاه اليه.

فقال له الحسين عليه السلام: فان لم تنصرنا فاتق الله أن تكون ممن يقاتلنا، والله لا يسمع واعيتنا أحد ثم لا ينصرنا الا هلك.

فقال: أما هذا فلا يكون أبدا ان شاء الله [4] .

714. الفتوح: سار الحسين عليه السلام حتي نزل في قصر بني مقاتل، فاذا هو بفسطاط مضروب و رمح منصوب و سيف معلق و فرس واقف علي مذوده [5] .

فقال الحسين عليه السلام: لمن هذا الفسطاط؟


فقيل: لرجل يقال له: عبيدالله بن الحر الجعفي.

قال: فأرسل الحسين عليه السلام برجل من أصحابه يقال له: الحجاج بن مسروق الجعفي، فأقبل حتي دخل عليه في فسطاطه، فسلم عليه فرد عليه السلام، ثم قال: ما وراءك؟

فقال الحجاج: و الله! و رائي يابن الحر [الخير] [6] و الله قد اهدي الله اليك كرامة ان قبلتها.

قال: و ما ذاك؟

فقال: هذا الحسين بن علي عليه السلام يدعوك الي نصرته، فان قاتلت بين يديه اجرت، و ان مت فانك استشهدت.

فقال له عبيدالله: و الله ما خرجت من الكوفة الا مخافة أن يدخلها الحسين بن علي و أنا فيها فلا انصره، لانه ليس له في الكوفة شيعة و لا انصار الا و قد مالوا الي الدنيا الا من عصم الله منهم، فارجع اليه و خبره بذاك.

فأقبل الحجاج الي الحسين عليه السلام فخبره بذلك، فقام الحسين عليه السلام، ثم صار اليه في جماعة من اخوانه، فلما دخل و سلم وثب عبيدالله بن الحر من صدر المجلس، و جلس الحسين عليه السلام فحمد الله و أثني عليه، ثم قال:

أما بعد، يابن الحر! فان [أهل] [7] مصركم هذه كتبوا الي و خبروني أنهم مجتمعون علي نصرتي، و أن يقوموا دوي، و يقاتلوا عدوي، و إنهم سألوني القدوم عليهم، فقدمت و لست أدري القوم علي ما زعموا.@ [8] ، لانهم قد أعانوا علي قتل ابن عمي مسلم بن


عقيل رحمه الله و شيعته، و أجمعوا علي ابن مرجانة عبيدالله بن زياد يبايعني ليزيد بن معاوية، و انت يابن الحر فاعلم ان الله عزوجل مؤاخذك بما كسبت و أسلفت من الذنوب في الايام الخالية، و أنا أدعوك في وقتي هذا الي توبة تغسل بها ما عليك من الذنوب، و أدعوك الي نصرتنا اهل البيت، فان اعطينا حقنا حمدنا الله علي ذلك و قبلناه، و ان منعنا حقنا و ركبنا بالظلم كنت من أعواني علي طلب الحق.

فقال عبيدالله بن الحر: و الله يابن بنت رسول الله، لو كان لك بالكوفة أعوان يقاتلون معك لكنت أنا أشدهم علي عدوك، و لكني رأيت شيعتك بالكوفة و قد لزموا منازلهم خوفا من بني امية و من سيوفهم! فأنشدك بالله أن تطلب مني هذه المنزلة، و أنا اواسيك بكل ما أقدر عليه، و هذه فرسي ملجمة، و الله ما طلبت عليها شيئا الا أذقته حياض الموت، و لا طلبت و أنا عليها فلحقت، و خذ سيفي هذا فو الله ما ضربت به الا قطعت.

فقال له الحسين عليه السلام: يابن الحر! ما جئناك لفرسك و سيفك، انما أتيناك لنسألك النصرة، فان كنت قد بخلت علينا بنفسك فلا حاجة لنا في شي ء من مالك، و لم أكن بالذي اتخذ المضلين عضدا، لاني قد سمعت رسول الله صلي الله عليه و آله و هو يقول: «من سمع داعية أهل بيتي و لم ينصرهم علي حقهم الا أكبه الله علي وجهه في النار».

ثم سار الحسين عليه السلام من عنده و رجع الي رحله [9] .


پاورقي

[1] القطقطانة: موضع قرب الکوفة من جهة البرية بالطف (معجم البلدان: ج 4 ص 374).

[2] الکهف: 51.

[3] الامالي للصدوق: ص 219 ح 239، بحارالأنوار: ج 44 ص 315 ح 1.

[4] الارشاد: ج 2 ص 81، مثير الاحزان: ص 48 عن عامر الشعبي نحوه، بحارالأنوار: ج 44 ص 379؛ تاريخ الطبري: ج 5 ص 407 عن عامر الشعبي نحوه.

[5] المذود: معلف الدابة (لسان العرب: ج 3 ص 168 «ذود»).

[6] ما بين المعقوفتين أثبتناه من مقتل الحسين للخوارزمي، و بدونها يختل السياق.

[7] ما بين المعقوفتين أثبتناه من مقتل الحسين للخوارزمي.

[8] في مقتل الحسين للخوارزمي: «و لست أري الامر علي ما زعموا».

[9] الفتوح: ج 5 ص 73، مقتل الحسين للخوارزمي: ج 1 ص 226 نحوه.