بازگشت

جوامع الحكم الحسينية


681. تحف العقول عن الامام الحسين عليه السلام: اوصيكم بتقوي الله، و احذركم ايامه، و أرفع لكم أعلامه، فكأن المخوف قد أفد [1] بمهول وروده، و نكير حلوله، و بشع مذاقه، فاعتلق مهجكم، و حال بين العمل و بينكم، فبادروا بصحة الاجسام في مدة الأعمار، كأنكم ببغتات [2] طوارقه [3] فتنقلكم من ظهر الارض الي بطنها، و من علوها الي سفلها، و من انسها الي وحشتها، و من روحها وضوئها الي ظلمتها، و من سعتها الي ضيقها، حيث لا يزار حميم، و لا يعاد سقيم، و لا يجاب صريخ، أعاننا الله و اياكم علي أهوال ذلك اليوم، و نجانا و اياكم من عقابه و أوجب لنا و لكم الجزيل من ثوابه.

عباد الله! فلو كان ذلك قصر مر ماكم، و مدي مظعنكم [4] كان حسب العامل شغلا يستفرغ عليه أحزانه، و يذهله عن دنياه و يكثر نصبه لطلب الخلاص منه [5] ، فكيف


و هو بعد ذلك مرتهن باكتسابه، مستوقف علي حسابه، لا وزير له يمنعه، و لا ظهير عنه يدفعه و يومئذ (لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن ءامنت من قبل أو كسبت في ايمانها خيرا قل انتظروا انا منتظرون) [6] .

اوصيكم بتقوي الله، فان الله قد ضمن لمن اتقاه أن يحوله عما يكره الي ما يحب، و يرزقه من حيث لا يحتسب، فاياك أن تكون ممن يخاف علي العباد من ذنوبهم و يأمن العقوبة من ذنبه، فان الله تبارك و تعالي لا يخدع عن جنته، و لا ينال ما عنده الا بطاعته ان شاء الله [7] .

682. الكافي عن الفضل بن أبي قرة عن أبي عبدالله عليه السلام: كتب رجل الي الحسين - صلوت الله عليه -: عظني بحرفين.

فكتب اليه: من حاول أمرا بمعصية الله، كان أفوت لما يرجو و أسرع لمجي ء ما يحذر [8] .

683. محاضرات الادباء: قال رجل للحسين بن علي عليه السلام: من أشرف الناس؟

فقال عليه السلام: من اتعظ قبل أن يوعظ، و استيقظ قبل أن يوقظ.

فقال: اشهد أن هذا هو السعيد [9] .

684. مقتل الحسين: قيل: كان مكتوبا علي سيف الحسين عليه السلام: البخيل مذموم، و الحريص محروم، و الحسود مغموم [10] .


685. كفاية الاثر عن يحيي بن يعمن [11] : كنت عند الحسين عليه السلام: اذ دخل عليه رجل من العرب متلثما، أسمر شديد السمرة، فسلم ورد الحسين عليه السلام، فقال: يابن رسول الله مسألة!

قال: هات....

قال: فما أقبح شي ء؟

قال: الفسق في الشيخ قبيح، و الحدة [12] في السلطان قبيحة، و الكذب في ذي الحسب قبيح، و البخل في ذي الغني، و الحرص في العالم [13] .

686. مستدرك الوسائل: قيل للحسين بن علي عليه السلام: ما الفضل؟ قال: ملك اللسان، و بذل الاحسان.

قيل: فما النقص؟ قال: التكلف لما لا يعنيك [14] .

687. كتاب من لا يحضره الفقيه باسناده عن الحسين بن علي عليه السلام - لما قيل له: كيف أصبحت يابن رسول الله؟- أصبحت ولي رب فوقي، و النار امامي، و الموت يطلبني، و الحساب محدق بي [15] ، و أنا مرتهن بعملي، لا أجد ما احب و لا أدفع ما أكره، و الامور بيد غيري، فان شاء عذبني، و ان شاء عفا عني، فأي فقير أفقر مني؟! [16] .



پاورقي

[1] أفد: دنا وقته و قرب (النهاية: ج 1 ص 55 «أفد»).

[2] بغتة: أي فجأة (الصحاح: ج 1 ص 243 «بغت»).

[3] طرق القوم: جاءهم ليلا فهو طارق (تاج العروس: ج 13 ص 290 «طرق»).

[4] ظعن: سار (الصحاح: ج 6 ص 2159 «ظعن»).

[5] أي: لو کانت الدنيا آخر أمرکم و ليس وراءها شي‏ء، لجدير بأن الانسان يجد و يتعب و يسعي لطلب الخلاص من الموت و تبعاته و يشغل عن غيره (هامش المصدر).

[6] الأنعام: 158.

[7] تحف العقول: ص 239، بحارالأنوار ج 78 ص 120 ح 3.

[8] الکافي: ج 2 ص 373 ح 3، تحف العقول: ص 248 و فيه کلام الامام فقط، بحارالأنوار: ج 73 ص 392 ح 3.

[9] محاضرات الادباء: ج 4 ص 388.

[10] مقتل الحسين للخوارزمي: ج 2 ص 172.

[11] في بحارالأنوار: «يحيي بن نعمان».

[12] الحدة: الغضب (النهاية: ج 1 ص 353 «حدد»).

[13] کفاية الاثر: ص 232، بحارالأنوار: ج 36 ص 384 ح 5.

[14] مستدرک الوسائل: ج 9 ص 24 ح 10099.

[15] أحدق القوم بالبلد: أحاطوا به (المصباح المنير: ص 125 «حدق»).

[16] کتاب من لا يحضره الفقيه: ج 4 ص 404 ح 5873، الامالي للصدوق: ص 707 ح 971 کلاهما عن المفضل بن عمر عن الامام الصادق عن آبائه عليهم‏السلام، جامع الاخبار: ص 237 ح 604، روضة الواعظين: ص 537 کلاهما من دون اسناد الي المعصوم، بحارالأنوار: ج 76 ص 15 ح 2.