بازگشت

ادب عيد الغدير


603. مصباح المتهجد باسناده عن الامام الحسين عليه السلام: اتفق في بعض سني أميرالمؤمنين عليه السلام الجمعة و الغدير، فصعد المنبر علي خمس ساعات من نهار ذلك اليوم، فحمد الله و أثني عليه حمدا لم يسمع بمثله، و أثني عليه ثناء لم يتوجه اليه غيره، فكان ما حفظ من ذلك:

الحمد لله الذي جعل الحمد من غير حاجة منه الي حامديه... [الي أن قال:] و من أسعف أخاه مبتدئا و بره راغبا فله كأجر من صام هذا اليوم و قام ليلته، و من فطر مؤمنا في ليلته فكأنما فطر فئاما [1] و فئاما - يعدها بيده عشرة -.

فنهض ناهض فقال: يا اميرالمؤمنين و ما الفئام؟


قال: مئة ألف نبي و صديق و شهيد، فكيف بمن تكفل عددا من المؤمنين و المؤمنات و أنا ضمينه علي الله تعالي الامان من الكفر و الفقر، و ان مات في ليلته أو يومه أو بعده الي مثله من غير ارتكاب كبيرة فأجره علي الله تعالي، و من استدان [2] لاخوانه و أعانهم فانا الضامن علي الله ان بقاه قضاه و ان قبضه حمله عنه.

و اذا تلاقبتم فتصافحوا بالتسليم و تهانوا النعمة في هذا اليوم، و ليبلغ الحاضر الغائب، و الشاهد البائن، و ليعد الغني علي الفقير، و القوي علي الضعيف، أمرني رسول الله صلي الله عليه و آله بذلك.

ثم أخذ صلي الله عليه و آله في خطبة الجمعة، و جعل صلاة جمعته صلاة عيده، و انصرفت بولده و شيعته الي منزل أبي محمد الحسن بن علي عليه و السلام بما أعد له من طعامه، و انصرف غنيهم و فقيرهم برفده [3] الي عياله [4] .


پاورقي

[1] الفئام: الجماعة الکثيرة (النهاية: ج 3 ص 406 «فأم»).

[2] استدان: اذا أخذ الدين و اقترض (النهاية: ج 2 ص 149 «دين»).

[3] الرفد: العطاء و الصلة (الصحاح: ج 2 ص 475 «رفد»).

[4] مصباح المتهجد: ص 758 - 752، الاقبال: ج 2 ص 255 کلاهما عن الفياض بن محمد بن عمر الطوسي (الطر سوسي) عن الامام الرضا عن آبائه عليهم‏السلام، المصباح للکفعمي: ص 919 عن الامام الرضا عن آبائه عنه عليهم‏السلام و کلاهما نحوه، بحارالأنوار: ج 97 ص 112 ح 8 نقلا عن مصباح الزائر عن الفياض بن محمد الطوسي عن الامام الرضا عن آبائه عنه عليهم‏السلام.