بازگشت

الجود


475. نثر الدر عن الامام الحسين عليه السلام: أيها الناس! من جاد ساد، و من بخل رذل، و ان أجود الناس من أعطي من لا يرجوه [1] .

476. مقتل الحسين: روي أن أعرابيا من البادية قصد الحسين عليه السلام، فسلم عليه، فرد عليه السلام و قال: يا أعرابي فيم قصدتنا؟

قال: قصدتك في دية مسلمة الي أهلها.

قال: أقصدت أحدا قبلي؟

قال: عتبة بن أبي سفيان؛ فأعطاني خمسين دينارا، فرددتها عليه، و قلت: لأقصدن من هو خير منك و أكرم، فقال عتبة: و من هو خير مني و أكرم لا ام لك؟ فقلت: اما الحسين بن علي عليه السلام، و اما عبدالله بن جعفر.

و قد أتيتك بدءا لتقيم بها عمود ظهري، و تردني الي أهلي.

فقال الحسين عليه السلام: و الذي فلق الحبة و برأ النسمة و تجلي بالعظمة، ما في ملك ابن بنت نبيك الا مئتا دينار، فأعطه اياها يا غلام، و اني أسألك عن ثلاث خصال ان أنت أجبتني عنها أتممتها خمسمئة دينار، و ان لم تجبني ألحقتك فيمن كان قبلي.

فقال الأعرابي: أكل ذلك احتياجا الي علمي؟ أنتم أهل بيت النبوة، و معدن الرسالة، و مختلف الملائكة!

فقال الحسين عليه السلام: لا، و لكن سمعت جدي رسول الله صلي الله عليه و آله يقول: «أعطوا المعروف


بقدر المعرفة».

فقال الأعرابي: فسل، و لا حول و لا قوة الا بالله.

فقال الحسين عليه السلام: ما أنجي من الهلكة؟

فقال: التوكل علي الله.

فقال: ما أروح للمهم؟

قال: الثقة بالله.

فقال: أي شي ء خير للعبد في حياته؟

قال: عقل يزينه حلم.

فقال: فان خانه ذلك؟

قال: مال يزينه سخاء و سعة.

فقال: فان أخطأه ذلك؟

قال: الموت و الفناء خير له من الحياة و البقاء.

قال: فناوله الحسين خاتمه، و قال: بعه بمئة دينار، و ناوله سيفه و قال: بعه بمئتي دينار، و اذهب فقد أتممت لك خمسمئة دينار [2] .


پاورقي

[1] نثر الدر: ج 1 ص 334، نزهة الناظر: ص 81 ح 6، الدرة الباهرة: ص 24 و فيه ذيله من «ان أجود»، کشف الغمة: ج 2 ص 242، بحارالأنوار: ج 78 ص 121 ح 4؛ الفصول المهمة: ص 176.

[2] مقتل الحسين للخوارزمي: ج 1 ص 155.