الدعوة الي الجهاد
368. وقعة صفين - بعد ذكر كلام أميرالمؤمنين و الحسن بن علي عليهماالسلام في دعوة الناس الي الجهاد قبل المسير الي الحرب -: ثم قام الحسين بن علي عليه السلام خطيبا، فحمد الله و أثني عليه بما هو أهله، ثم قال:
يا أهل الكوفة، أنتم الأحبة الكرماء، و الشعار دون الدثار [1] ، جدوا في احياء ما دثر بينكم، و اسهال ما توعر عليكم، و الفة ما ذاع منكم. ألا ان الحرب شرها ذريع، و طعمها فظيع، و هي جرع متحساة [2] ، فمن أخذ لها اهبتها، و استعد لها عدتها، و لم يألم كلومها [3] عند حلولها؛ فذاك صاحبها، و من عاجلها قبل أوان فرصتها و استبصار سعيه فيها؛ فذاك قمن [4] ألا ينفع قومه، و أن يهلك نسه. نسأل الله بعونه أن يدعمكم بالفته.
ثم نزل. فأجاب عليا الي السير و الجهاد جل الناس [5] .
پاورقي
[1] الشعار: ما ولي الجسد من الثياب، و الدثار: کل ما کان من الثياب فوق الشعار (الصحاح: ج 2 ص 699 «شعر» و ص 655 «دثر»).
[2] الحسوة: الجرعة من الشراب ملء الفم مما يحسي (يشرب) مرة واحدة (مجمع البحرين: ج 1 ص 408 «حسا»).
[3] الکلم: الجراحة، و الجمع کلوم (الصحاح: ج 5 ص 2023 «کلم»).
[4] قمن و قمن و قمين: أي خليق و جدير (النهاية: ج 4 ص 111 «قمن»).
[5] وقعة صفين: ص 114، بحارالأنوار: ج 32 ص 404، شرح نهجالبلاغة: ج 3 ص 184.