بازگشت

وفاء أصحابه


297. مقاتل الطالبيين عن عتبة بن سمعان الكلبي: قام الحسين عليه السلام في أصحابه خطيبا فقال: اللهم انك تعلم اني لا أعلم أصحابا خيرا من أصحابي، و لا أهل بيت خيرا من أهل بيتي، فجزاكم الله خيرا، فقد آزرتم و عاونتم، و القوم لا يريدون غيري، و لو قتلوني لم يبتغوا غيري أحدا، فاذا جنكم الليل فتفرقوا في سواده و انجوا بأنفسكم.

فقام اليه العباس بن علي أخوه، و علي ابنه، و بنو عقيل، فقالوا له: معاذ الله و الشهر الحرام، فماذا نقول للناس اذا رجعنا اليهم، انا تركنا سيدنا و ابن سيدنا و عمادنا و تركناه غرضا للنبل و دريئة [1] للرماح و جزرا [2] للسباع، و فررنا عنه رغبة في الحياة؟! معاذ الله، بل نحيا بحياتك و نموت معك.

فبكي و بكوا عليه، و جزاهم خيرا، ثم نزل صلوات الله عليه [3] .


298. مثير الاحزان: جمع الحسين عليه السلام أصحابه و حمد الله و أثني عليه، ثم قال: أما بعد فاني لا اعلم لي أصحابا أوفي و لا خيرا من أصحابي، و لا أهل بيت أبر و لا أوصل من أهل بيتي فجزاكم الله عني جميعا خيرا، ألا و اني قد أذنت لكم فانطلقوا أنتم في حل، ليس عليكم مني ذمام [4] ، هذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملا [5] .

فقال له اخوته و أبناؤه و أبناء عبدالله بن جعفر: و لم نفعل ذلك؟ لنبقي بعدك؟! لا أرانا الله ذلك. و بدأهم العباس أخوه ثم تابعوه.

و قال لبني مسلم بن عقيل: حسبكم من القتل بصاحبكم مسلم، اذهبوا فقد أذنت لكم.

فقالوا: لا و الله، لا نفارقك أبدا حتي نقيك بأسيافنا، و نقتل بين يديك [6] .


پاورقي

[1] دريئة: حلقة يتعلم عليها الطعن (النهاية: ج 2 ص 110 «درأ»).

[2] الجزر: الشاة السمينة (الصحاح: ج 2 ص 613 «جزر»).

[3] مقاتل الطالبين: ص 112.

[4] الذمام: الحق و الحرمة (لسان العرب: ج 12 ص 221 «ذمم»).

[5] يقال للرجل اذا سري ليلته جمعاء: اتخذ الليل جملا؛ کأنه رکبه و لم ينم فيه (النهاية: ج 1 ص 298 «جمل»).

[6] مثير الاحزان: ص 52.