بازگشت

كلامه يوم عاشوراء


274. تاريخ دمشق عن بشر بن طانحة عن رجل من همدان: خطبنا الحسين بن علي عليه السلام غداة اليوم الذي استشهد فيه، فحمدالله و أثني عليه، ثم قال:

عباد الله، اتقوا الله و كونوا من الدنيا علي حذر، فان الدنيا لو بقيت لأحد و بقي عليها أحد، كانت الانبياء أحق بالبقاء، و أولي بالرضا، و أرضي بالقضاء، غير أن الله تعالي خلق الدنيا للبلاء، و خلق أهلها للفناء؛ فجديدها بال، و نعيمها مضمحل، و سرورها مكفهر، و المنزل بلغة، و الدار قلعة [1] ،(و تزودوا فان خير الزاد التقوي) [2] و اتقوا الله لعلكم تفلحون [3] .


275. مقتل الحسين: تقدم الحسين عليه السلام حتي وقف قبالة القوم، و جعل ينظر الي صفوفهم كأنها السيل، و نظر الي ابن سعد واقفا في صناديد [4] الكوفة، فقال:

الحمد لله الذي خلق الدنيا فجعلها دار فناء و زوال، متصرفة بأهلها حالا بعد حال، فالمغرور من غرته، و الشقي من فتنته، فلا تغرنكم هذه الدنيا؛ فانها تقطع رجاء من ركن اليها، و تخيب طمع من طمع فيها [5] .

276. الأمالي عن حسين بن زيد بن علي عن آبائه عليهم السلام: أن الحسين بن علي عليه السلام خطب يوم اصيب، فحمد الله و أثني عليه و قال: الحمد الله الذي جعل الآخرة للمتقين، و النار و العقاب علي الكافرين، و انا و الله ما طلبنا في وجهنا هذا الدنيا فنكون الساكين [6] في رضوان ربنا، فاصبروا فان الله مع الذين اتقوا و دار الآخرة خير لكم [7] .

277. معاني الاخبار عن علي بن الحسين عليه السلام: لما اشتد الأمر بالحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام، نظر اليه من كان معه فاذا هو بخلافهم، لأنهم كلما اشتد الأمر تغيرت ألوانهم، و ارتعدت فرائصهم و وجبت [8] قلوبهم، و كان الحسين عليه السلام و بعض من معه من خصائصه تشرق ألوانهم، و تهدأ جوارحهم، و تسكن نفوسهم.

فقال بعضهم لبعض: انظروا لا يبالي بالموت!

فقال لهم الحسين عليه السلام: صبرا بني الكرام، فما الموت الا قنطرة تعبر بكم عن البؤس و الضراء الي الجنان الواسعة و النعيم الدائمة، فأيكم يكره أن ينتقل من سجن


الي قصر! و ما هو لأعدائكم الا كمن ينتقل من قصر الي سجن و عذاب.

ان أبي حدثني عن رسول الله صلي الله عليه و آله: أن الدنيا سجن المؤمن و جنة الكافر، و الموت جسر هؤلاء الي جناتهم و جسر هؤلاء الي جحيمهم، ما كذبت و لا كذبت [9] .

278. الامالي عن عبدالله بن منصور عن جعفر بن محمد عليه السلام: حدثني أبي عن أبيه قال:.... قال [الحسين عليه السلام] لأصحابه: قوموا فاشربوا من الماء يكن آخر زادكم، و توضؤوا و اغتسلوا، و اغسلوا ثيابكم لتكون أكفانكم. ثم صلي بهم الفجر، و عباهم تعبئة الحرب [10] .


پاورقي

[1] منزل قلعة: أي ليس بمستوطن (الصحاح: ج 3 ص 1271 «قلع».

[2] البقرة: 197.

[3] تاريخ دمشق: ج 14 ص 218، کفاية الطالب: ص 429 و فيه: «بشر بن طامحة» بدل «بشر بن طانحة».

[4] صناديد القوم: أشرافهم و عظماؤهم و رؤساؤهم (انظر: النهاية: ج 3 ص 55 «صند»).

[5] مقتل الحسين للخوارزمي: ج 1 ص 252؛ تسلية المجالس: ج 2 ص 273، المناقب لابن شهرآشوب: ج 4 ص 100 نحوه و ليس فيه ذيله من «فانها» بحارالأنوار: ج 45 ص 5.

[6] کذا في المصدر، و الظاهر أن الصواب:«الشاکين».

[7] الامالي للشجري: ج 1 ص 160.

[8] وجب القلب: اضطرب (الصحاح: ج 1 ص 232 «وجب»).

[9] معاني الاخبار: ص 288 ح 3، الاعتقادات: ص 52 من دون اسناد الي علي بن الحسين عليه‏السلام و فيه «وجلت قلوبهم و وجبت جنوبهم» بدل «وجبت قلوبهم»، بحارالأنوار: ج 44 ص 297 ح 2.

[10] الامالي للصدوق: ص 221 ح 239، بحارالأنوار: ج 44 ص 316.