بازگشت

كلامه مع اخته ليلة عاشوراء


273. تاريخ الطبري عن الحارث بن كعب و أبي الضحاك عن علي بن الحسين عليه السلام: اني جالس في تلك العشية التي قتل أبي صبيحتها و عمتي زينب عندي تمرضني، اذ اعتزل أبي


بأصحابه في خباء له و عنده حوي مولي أبي ذر الغفاري و هو يعالج سيفه و يصلحه، و أبي يقول:



يا دهر اف لك من خليل

كم لك بالاشراق و الاصيل



من صاحب أو طالب قتيل

و الدهر لا يقنع بالبديل



و انما الامر الي الجليل

و كل حي سالك السبيل



قال: فأعادها مرتين أو ثلاثا حتي فهمتها، فعرفت ما أراد، فخنقتني عبرتي فرددت دمعي و لزمت السكون، فعلمت أن البلاء قد نزل، فأما عمتي فانها سمعت ما سمعت و هي امرأة و في النساء الرقة و الجزع، فلم تملك نفسها أن و ثبت تجر ثوبها، و انها لحاسرة حتي انتهت اليه، فقالت: واثكلاه، ليت الموت أعدمني الحياة، اليوم ماتت فاطمة امي و علي أبي و حسن أخي، يا خليفة الماضي و ثمال [1] الباقي.

قال: فنظر اليها الحسين عليه السلام فقال: يا اخية لا يذهبن حلمك الشيطان.

قالت: بأبي أنت و امي يا أباعبدالله، استقتلت!

نفسي فداك.

فرد غصته و ترقرقت عيناه، و قال: لو ترك القطا ليلا لنام [2] .

قالت: يا ويلتي! أفتغصب نفسك اغتصابا؟ فذلك أقرح لقلبي و أشد علي نفسي. و لطمت وجهها و أهوت الي جيبها و شقته، و خرت مغشيا عليها.

فقام اليها الحسين عليه السلام فصب علي وجهها الماء، و قال لها: يا اخية اتقي الله، و تعزي بعزاء الله، و اعلمي أن أهل الأرض يموتون، و أن أهل السماء لا يبقون،


و أن كل شي ء هالك الا وجه الله، الذي خلق الارض بقدرته و يبعث الخلق فيعودون، و هو فرد وحده، أبي خير مني، و امي خير مني، و أخي خير مني، ولي و لهم و لكل مسلم برسول الله صلي الله عليه و آله اسوة.

قال: فعزاها بهذا و نحوه، و قال لها: يا اخية، اني اقسم عليك فأبري قسمي؛ لا تشقي علي جيبا، و لا تخمشي علي وجها، و لا تدعي علي بالويل و الثبور اذا أنا هلكت.

قال: ثم جاء بها حتي أجلسها عندي [3] .


پاورقي

[1] الثمال: الملجأ و الغياث، و قيل: المطعم في الشدة (النهاية: ج 1 ص 222 «ثمل»).

[2] هذا مثل، و المراد منه هنا أنهم لا يدعوني في راحة و يلحقوني أينما کنت.

[3] تاريخ الطبري: ج 5 ص 420 عن الحارث بن کعب و أبي الضحاک، الکامل في التاريخ: ج 2 ص 559 من دون اسناد الي علي بن الحسين عليه‏السلام؛ الارشاد: ج 2 ص 93، تاريخ اليعقوبي: ج 2 ص 243، اعلام الوري: ج 1 ص 456 کلها نحوه، بحارالأنوار: ج 45 ص 1 و راجع: تذکرة الخواص: ص 249.