بازگشت

كلمات الامام مع اصحابه ليلة عاشوراء


268. تاريخ الطبري عن عبدالله بن شريك العامري عن علي بن الحسين عليه السلام: جمع الحسين عليه السلام أصحابه بعدما رجع عمر بن سعد، و ذلك عند قرب المساء، قال علي بن الحسين عليه السلام فدنوت منهن لأسمع و أنا مريض، فسمعت أبي و هو يقول لأصحابه:

اثني علي الله تبارك و تعالي أحسن الثناء، و أحمده علي السراء و الضراء، اللهم اني أحمدك علي أن أكرمتنا بالنبوة، و علمتنا القرآن، و فقهتنا في الدين، و جعلت لنا أسماعا و أبصارا و أفئدة، و لم تجعلنا من المشركين.

أما بعد، فاني لا أعلم أصحابا أولي و لا خيرا من أصحابي، و لا أهل بيت أبر و لا أوصل من أهل بيتي، فجزاكم الله عني جميعا، الا و اني أظن يومنا من هؤلاء الأعداء غدا، ألا و اني قد رأيت [1] لكم فانطلقوا جميعا في حل، ليس عليكم مني ذمام [2] ، هذا ليل قد غشيكم فاتخذوه جملا [3] .


269. الطبقات الكبري: جمع حسين عليه السلام أصحابه في ليلة عاشوراء ليلة الجمعة، فحمد الله و أثني عليه، و ذكر النبي صلي الله عليه و آله و ما أكرمه الله به من النبوة، و ما أنعم به علي امته، و قال:

اني لا أحسب القوم الا مقاتليكم [4] غدا، و قد أذنت لكم جميعا فأنتم في حل مني، و هذا الليل قد غشيكم، فمن كانت له منكم قوة فليضم رجلا من أهل بيتي اليه، و تفرقوا في سوادكم «حتي يأتي الله بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا علي ما أسروا في أنفسهم نادمين» [5] ، فان القوم انما يطلبونني، فاذا رأوني لهوا عن طلبكم.

فقال اهل بيته: لا أبقانا الله بعدك، لا و الله لا نفارقك حتي يصيبنا ما أصابك. و قال ذلك أصحابه جميعا.

فقال: أثابكم الله علي ما تنوون الجنة [6] .

270. الخرائج و الجرائح عن أبي حمزة الثمالي: قال علي بن الحسين عليه السلام: كنت مع أبي اليلة التي قتل صبيحتها، فقال لأصحابه: هذا الليل فاتخذوه جملا، فان القوم انما يريدونني، و لو قتلوني لم يلتفتوا اليكم، و أنتم في حل وسعة.

فقالوا: لا و الله، لا يكون هذا أبدا.

قال: انكم تقتلون غدا كلكم [7] ، لا يفلت منكم رجل.

قالوا: الحمد لله الذي شرفنا بالقتل معك.

ثم دعا، و قال لهم: ارفعوا رؤوسكم و انظروا.


فجعلوا ينظرون الي مواضعهم و منازلهم من الجنة، و هو يقول لهم: هذا منزلك يا فلان، و هذا قصرك يا فلان، و هذه درجتك يا فلان.

فكان الرجل يستقبل الرماح و السيوف بصدره و وجهه ليصل الي منزله من الجنة [8] .

271. أنساب الأشراف: عرض الحسين عليه السلام علي أهله و من معه أن يتفرقوا و يجعلوا الليل جملا، و قال: انما يطلبونني و قد وجدوني، و ما كانت كتب من كتب الي - فيما أظن - الا مكيدة لي و تقربا الي ابن معاوية بي. فقالوا: قبح الله العيش بعدك [9] .

272. الأمالي عن عبدالله بن منصور عن جعفر بن محمد عليه السلام: حدثني أبي عن أبيه قال:... فقام الحسين عليه السلام في أصحابه خطيبا فقال: اللهم اني لا أعرف اهل بيت أبر و لا أزكي و لا أطهر من أهل بيتي، و لا أصحابا هم خير من أصحابي، و قد نزل بي ما قد ترون، و أنتم في حل من بيعتي، ليست لي في أعناقكم بيعة، و لا لي عليكم ذمة، و هذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملا، و تفرقوا في سواده؛ فان القوم انما يطلبونني و لو ظفروا بي لذهلوا [10] عن طلب غيري [11] .


پاورقي

[1] في النقول الاخري: «أذنت» بدل «رأيت»، و هو المناسب للسياق.

[2] الذمة و الذمام: بمعني العهد و الامان و الضمان و الحرمة و الحق (النهاية: ج 2 ص 168 «ذمم»).

[3] تاريخ الطبري: ج 5 ص 418.

[4] في المصدر: «مقاتلوکم»، و التصويب من سير أعلام النبلاء.

[5] تضمين للآيه 52 من سورة المائدة.

[6] الطبقات الکبري (الطبقة الخامسة من الصحابة): ج 1 ص 466، سير أعلام النبلاء: ج 3 ص 301 الرقم 48 نحوه و راجع: الکامل في التاريخ: ج 2 ص 559 و الفتوح: ج 5 ص 94.

[7] في المصدر: «کذلک» بدل «کلکم»، و التصويب من بحارالأنوار.

[8] الخرائج و الجرائح: ج 2 ص 847 ح 62 و ص 254 ح 8 نحوه، بحارالأنوار: ج 44 ص 298 ح 3.

[9] أنساب الاشراف: ج 3 ص 393.

[10] ذهلت عن الشي‏ء: نسيته و غفلت عنه (الصحاح: ج 4 ص 1702 «ذهل»).

[11] الأمالي للصدوق: ص 220 ح 239، بحارالأنوار: ج 44 ص 316 ح 1.