مصائب شيعة اهل البيت
230. المؤمن عن سعد بن طريف: كنت عند أبي جعفر عليه السلام فجاء جميل الأزرق فدخل عليه، قال: فذكروا بلايا الشيعة و ما يصيبهم.
فقال أبوجعفر عليه السلام: ان اناسا اتوا علي بن الحسين عليه السلام و عبدالله بن عباس فذكروا لهما نحوا مما ذكرتم، قال: فأتيا الحسين بن علي عليه السلام فذكرا له ذلك، فقال الحسين عليه السلام: و الله، البلاء و الفقر و القتل أسرع الي من أحبنا من ركض البراذين [1] ، و من السيل الي صمره - قلت: و ما الصمر [2] ؟ قال: منتهاه - و لو لا أن تكونوا كذلك لرأينا أنكم لستم منا [3] .
231. علل الشرائع عن عبدالله بن الحسن عن علي بن الحسين عن أبيه عليهماالسلام: قال رسول الله صلي الله عليه و آله: مازلت أنا و من كان قبلي من النبيين و المؤمنين مبتلين بمن يؤذينا، و لو كان المؤمن علي رأس جبل لقيض [4] الله عزوجل له من يؤذيه ليأجره علي ذلك [5] .
232. المحاسن عن اسحاق بن جرير الجريري عن رجل من أهل بيته عن أبي عبدالله عليه السلام: لما شيع أميرالمؤمنين عليه السلام أباذر رحمه الله، و شيعه الحسن و الحسين عليهماالسلام، و عقيل بن أبي طالب، و عبدالله بن جعفر، و عمار بن ياسر عليهم سلام الله، قال لهم أميرالمؤمنين عليه السلام: و دعوا أخاكم، فانه لابد للشاخص [6] من أن يمضي و للمشيع من أن يرجع. فتكلم كل رجل منهم علي حياله.
فقال الحسين بن علي عليه السلام: رحمك الله يا أباذر، ان القوم انما امتهنوك بالبلاء لانك منعتهم دينك فمنعوك دنياهم، فما أحوجك غدا الي ما منعتهم، و أغناك عما منعوك!
فقال أبوذر: رحمكم الله من أهل بيت، فما لي في الدنيا من شجن [7] غيركم اني اذا ذكرتكم ذكرت رسول الله صلي الله عليه و آله [8] .
233. شرح نهج البلاغة عن ابن عباس: لما اخرج أبوذر الي الربذة [9] ، أمر عثمان فنودي في الناس ألا يكلم أحد أباذر و لا يشيعه و أمر مروان بن الحكم أن يخرج به. فخرج به، و تحاماه الناس الا علي بن أبي طالب عليه السلام و عقيلا أخاه، و حسنا و حسينا عليهماالسلام،
و عمارا؛ فانهم خرجوا يشيعونه.
فجعل الحسن عليهم السلام يكلم اباذر، فقال له مروان: ايها يا حسن! ألا تعلم أن أميرالمؤمنين قد نهي عن كلام هذا الرجل؟! فان كنت لا تعلم فاعلم ذلك.
فحمل علي عليه السلام علي مروان، فضرب بالسوط بين اذني راحلته، و قال: تنح لحاك [10] الله الي النار! فرجع مروان مغضبا الي عثمان فاخبره الخبر، فتلظي علي علي عليه السلام....
ثم تكلم الحسين عليه السلام، فقال: يا عماه، ان الله تعالي قادر أن يغير ما قد تري، و الله كل يوم هو في شأن، و قد منعك القوم دنياهم و منعتهم دينك، فما أغناك عما منعوك، و أحوجهم الي ما منعتهم! فأسأل الله الصبر و النصر، و استعذ به من الجشع و الجزع، فان الصبر من الدين و الكرم، و ان الجشع لا يقدم رزقا، و الجزع لا يؤخر أجلا [11] .
پاورقي
[1] البرذون: الجلد علي السير من الخيل غير العرابية، و أکثر ما يجلب من الروم (تاج العروس: ج 18 ص 54 «برذن»).
[2] في المصدر: «و ما الصمرة»، و التصويب من بحارالانوار.
[3] المؤمن: ص 15 ح 4، مشکاة الانوار: ص 506 ح 1697 نحوه، بحارالأنوار: ج 67 ص 246 ح 85.
[4] قيض الله له کذا: أي قدره (المصباح المنير: ص 521 «قيض»).
[5] علل الشرائع: ص 45 ح 3، بحارالأنوار: ج 67 ص 228 ح 38.
[6] شخص: اذا خرج من موضع الي غيره (المصباح المنير: ص 306 «شخص»).
[7] الشجن: الحاجة. و الشجن: الحزن (الصحاح: ج 5 ص 2143 «شجن»).
[8] المحاسن: ج 2 ص 94 ح 1247، کتاب من لا يحضره الفقيه: ج 2 ص 275 ح 2428، مکارم الاخلاق: ج 1 ص 530 ح 1843 کلاهما من دون اسناد الي المعصوم، بحارالأنوار: ج 76 ص 280 ح 3.
[9] الربذة: من قري المدينة علي ثلاثة أيام، و بهذا الموضع قبر أبيذر الغفاري (معجم البلدان: ج 3 ص 24).
[10] لحاه الله: أي قبحه و لعنه (الصحاح: ج 6 ص 2481 «لحي»).
[11] شرح نهجالبلاغة: ج 8 ص 252؛ الکافي: ج 8 ص 207 ح 251 عن أبيجعفر الخثعمي نحوه، بحارالأنوار: ج 22 ص 412.