بازگشت

الاحتجاج علي امامه أهل البيت


181. كتاب سليم بن قيس: لما كان قبل موت معاوية بسنة، حج الحسين بن علي صلوات الله عليه و عبدالله بن عباس و عبدالله بن جعفر معه. فجمع الحسين عليه السلام بني هاشم؛ رجالهم و نساءهم و مواليهم و شيعتهم من حج منهم، و من الأنصار ممن يعرفه الحسين عليه السلام و أهل بيته، ثم أرسل رسلا: لا تدعوا أحدا ممن حج العام من أصحاب رسول الله صلي الله عليه و آله المعروفين بالصلاح و النسك الا اجمعوهم لي.

فاجتمع اليه بمني أكثر من سبعمئة رجل و هم في سرادقه [1] ، عامتهم من التابعين، و نحو من مئتي رجل من أصحاب النبي صلي الله عليه و آله و غيرهم. فقام فيهم الحسين عليه السلام خطيبا، فحمدالله و أثني عليه، ثم قال:

أما بعد، فان هذا الطاغية قد فعل بنا و بشيعتنا ما قد رأيتم و علمتم و شهدتم، و اني اريد أن أسألكم عن شي ء فان صدقت فصدقوني، و ان كذبت فكذبوني: أسألكم بحق الله عليكم و حق رسول الله و حق قرابتي من نبيكم، لما سيرتم مقامي هذا


و وصفتم مقالتي، و دعوتم أجمعين في أنصاركم من قبائلكم من أمنتم من الناس و وثقتم به، فادعوهم الي ما تعلمون من حقنا؛ فاني أتخوف أن يدرس [2] هذا الأمر و يذهب الحق و يغلب، و الله متم نوره و لو كره الكافرون.

و ما ترك شيئا مما أنزل الله فيهم من القرآن الا تلاه و فسره، و لا شيئا مما قاله رسول الله صلي الله عليه و آله في أبيه و أخيه و امه و في نفسه و أهل بيته الا رواه.

و كل ذلك يقول الصحابة: اللهم نعم، قد سمعنا و شهدنا.

و يقول التابعي: اللهم قد حدثني به من اصدقه و أأتمنه من الصحابة.

فقال: أنشدكم الله الا حدثتم به من تثقون به و بدينه.

قال سليم: فكان فيما ناشدهم الحسين عليه السلام و ذكرهم أن قال:

أنشدكم الله، أتعلمون أن علي بن أبي طالب عليه السلام كان أخا رسول الله صلي الله عليه و آله حين آخي بين أصحابه، فآخي بينه و بين نفسه، و قال: أنت أخي و أنا أخوك في الدنيا و الآخرة؟

قالوا: اللهم نعم.

قال: أنشدكم الله، هل تعلمون أن رسول الله صلي الله عليه و آله اشتري موضع مسجده و منازله فابتناه، ثم ابتني فيه عشرة منازل، تسعة له، و جعل عاشرها في وسطها لأبي، ثم سد كل باب شارع [3] الي المسجد غير بابه، فتكلم في ذلك من تكلم، فقال صلي الله عليه و آله: «ما أنا سددت أبوابكم و فتحت بابه، و لكن الله أمرني بسد أبوابكم و فتح بابه» ثم نهي الناس أن يناموا في المسجد غيره، و كان يجنب في المسجد و منزله في منزل رسول الله صلي الله عليه و آله، فولد لرسول الله صلي الله عليه و آله و له فيه أولاد؟


قالوا: اللهم نعم.

قال: أفتعلمون أن عمر بن الخطاب حرص علي كوة [4] قدر عينه يدعها من منزله الي المسجد، فأبي عليه، ثم خطب صلي الله عليه و آله فقال: «ان الله أمر موسي أن يبني مسجدا طاهرا لا يسكنه غيره و غير هارون و ابنيه، و ان الله أمرني أن أبني مسجدا طاهرا لا يسكنه غيري و غير أخي و ابنيه»؟

قالوا: اللهم نعم.

قال: أنشدكم الله، أتعلمون أن رسول الله صلي الله عليه و آله نصبه يوم غدير خم، فنادي له بالولاية و قال: «ليبلغ الشاهد الغائب»؟

قالوا: اللهم نعم.

قال: أنشدكم الله، أتعلمون أن رسول الله صلي الله عليه و آله قال له في غزوة تبوك: «أنت مني بمنزلة هارون من موسي، و أنت ولي كل مؤمن بعدي»؟

قالوا: اللهم نعم.

قال: أنشدكم اله، أتعلمون أن رسول الله حين دعا النصاري من أهل نجران الي المباهلة، لم يأت الا به و بصاحبته و ابنيه؟

قالوا: اللهم نعم.

قال: أنشدكم الله، أتعلمون انه دفع اليه اللواء يوم خيبر، ثم قال: «لأدفعه الي رجل يحبه الله و رسوله و يحب الله و رسوله، كرار غير فرار، يفتحها الله علي يديه»؟

قالوا: اللهم نعم.

قال: أتعلمون أن رسول الله صلي الله عليه و آله بعثه ببراءة، و قال: «لا يبلغ عني الا أنا أو


رجل مني»؟

قالوا: اللهم نعم.

قال: أتعلمون أن رسول الله صلي الله عليه و آله لم تنزل به شدة قط الا قدمه لها ثقة به، و أنه لم يدعه باسمه قط الا أن يقول: يا أخي، و ادعوا لي أخي؟

قالوا: اللهم نعم.

قال: أتعلمون أن رسول الله صلي الله عليه و آله قضي بينه و بين جعفر و زيد، فقال له:«يا علي، انت مني و أنا منك، و أنت ولي كل مؤمن و مؤمنة بعدي»؟

قالوا: اللهم نعم.

قال: أتعلمون أنه كانت له من رسول الله صلي الله عليه و آله كل يوم خلوة و كل ليلة دخلة؛ اذا سأله أعطاه، و اذا سكت أبدأه؟

قالوا: اللهم نعم.

قال: أتعلمون أن رسول الله صلي الله عليه و آله فضله علي جعفر و حمزة حين قال لفاطمة عليهاالسلام: «زوجتك خير أهل بيتي؛ أقدمهم سلما، و أعظمهم حلما، و أكثرهم علما»؟

قالوا: اللهم نعم.

قال: أتعلمون أن رسول الله صلي الله عليه و آله قال: «أنا سيد ولد آدم، و أخي علي سيد العرب، و فاطمة سيدة نساء أهل الجنة، و ابناي الحسن و الحسين سيد شباب أهل الجنة»؟

قالوا: اللهم نعم.

قال: أتعلمون أن رسول الله صلي الله عليه و آله أمره بغسله، و أخبره أن جبرئيل يعينه عليه؟

قالوا: اللهم نعم.

قال: أتعلمون أن رسول الله صلي الله عليه و آله قال في آخر خطبة خطبها: «ايها الناس: اني


تركت فيكم الثقلين؛ كتاب الله و أهل بيتي، فتمسكوا بهما لن تضلوا»؟

قالوا: اللهم نعم.

فلم يدع شيئا أنزل الله في علي بن أبي طالب عليه السلام خاصة و في أهل بيته من القرآن و لا علي لسان نبيه صلي الله عليه و آله الا ناشدهم فيه، فيقول الصحابة: اللهم نعم، قد سمعنا، و يقول التابعي: اللهم قد حدثنيه من أثق به، فلان و فلان.

ثم ناشدهم أنهم قد سمعوه صلي الله عليه و آله يقول: «من زعم انه يحبني و يبغض عليا فقد كذب، ليس يحبني و هو يبغض عليا»، فقال له قائل: يا رسول الله، و كيف ذلك؟ قال: «لأنه مني و أنا منه، من أحبه فقد أحبني و من أحبني فقد أحب الله، و من أبغضه فقد أبغضني و من أبغضني فقد أبغض الله»؟

فقالوا: اللهم نعم، قد سمعنا. و تفرقوا علي ذلك [5] .

182. الارشاد - في ذكر مسير الامام الحسين عليه السلام الي كربلاء -: ثم أمر مناديه فنادي بالعصر و أقام، فاستقدم [6] الحسين عليه السلام فصلي بالقوم ثم سلم و انصرف اليهم بوجهه، فحمد الله و أثني عليه ثم قال:

أما بعد: أيها الناس، فانكم ان تتقوا الله و تعرفوا الحق لأهله يكن أرضي لله عنكم، و نحن أهل بيت محمد، و أولي بولاية هذا الامر عليكم من هؤلاء المدعين ما ليس لهم، و السائرين فيكم بالجور و العدوان، و ان أبيتم الا كراهية لنا و الجهل


بحقنا، فكان رأيكم الآن غير ما أتتني به كتبكم و قدمت به علي رسلكم، انصرفت عنكم [7] .

راجع: ص 177 (اتمام الحجة علي أعدائه).


پاورقي

[1] السرادق: هو کل ما أحاط بشي‏ء من حائط أو مضرب أو خباء (النهاية: ج 2 ص 359 «سردق»).

[2] درس: أي عفا (الصحاح: ج 3 ص 927 «درس»).

[3] شرع الباب الي الطريق شروعا: اتصل به (المصباح المنير: ص 310 «شرع»).

[4] الکوة - و يضم -: الخرق في الحائط (القاموس المحيط: ج 4 ص 384 «کوو»).

[5] کتاب سليم بن قيس: ج 2 ص 788 ح 26، بحارالأنوار: ج 33 ص 181 ح 456 و راجع: الاحتجاج: ج 2 ص 87 ح 162.

[6] في الطبعة المعتمدة:«فاستقام»، و ما في المتن أثبتناه من بحارالأنوار و بعض النسخ الخطية للمصدر.

[7] الارشاد: ج 2 ص 79، اعلام الوري: ج 1 ص 448، بحارالأنوار: ج 44 ص 377؛ تاريخ الطبري: ج 5 ص 402، الکامل في التاريخ: ج 2 ص 552، مقتل الحسين للخوارزمي: ج 1 ص 232، أنساب الأشراف: ج 3 ص 380 و راجع: روضة الواعظين: ص 198.