بازگشت

وفاتها


175. الأمالي عن علي بن محمد الهرمزاني عن علي بن الحسين بن علي عن أبيه الحسين عليهماالسلام: لما مرضت فاطمة بنت النبي صلي الله عليه و آله و عليها السلام، وصت الي علي صلوات الله عليه أن يكتم أمرها، و يخفي خبرها، و لا يؤذن أحدا بمرضها، ففعل ذلك، و كان يمرضها بنفسه، و تعينه علي ذلك أسماء بنت عميس رحمها الله علي


استسرار بذلك كما وصت به.

فلما حضرتها الوفاة وصت أميرالمؤمنين عليه السلام أن يتولي أمرها، و يدفنها ليلا، و يعفي [1] قبرها. فتولي ذلك اميرالمؤمنين عليه السلام و دفنها، و عفي موضع قبرها.

فلما نفض يده من تراب القبر هاج به الحزن، فأرسل دموعه علي خديه، و حول وجهه الي قبر رسول الله صلي الله عليه و آله فقال:

السلام عليك يا رسول الله مني، و السلام عليك من ابنتك و حبيبتك و قرة عينك، و زائرتك و البائتة في الثري ببقعتك، و المختار لها الله سرعة اللحاق بك، قل يا رسول الله عن صفيتك صبري، و ضعف عن سيدة النساء تجلدي، الا ان في التأسي لي بسنتك و الحزن الذي حل بي بفراقك موضع التعزي، فلقد وسدتك في ملحود قبرك بعد أن فاضت نفسك علي صدري، و غمضتك بيدي، و توليت امرك بنفسي، نعم و في كتاب الله أنعم القبول: (انا لله و انا اليه راجعون). [2] .

لقد استرجعت الوديعة، و اخذت الرهينة، و اختلست الزهراء، فما أقبح الخضراء و الغبراء، [3] ، يا رسول الله، أما حزني فسرمد [4] ، و أما ليلي فمسهد [5] ، لا يبرح الحزن من قلبي أو يختار الله لي دارك التي انت فيها مقيم، كمد [6] مقيح، و هم مهيج، سرعان ما فرق بيننا، و الي الله أشكو. و ستنبئك ابنتك بتضافر امتك علي و علي هضمها حقها،


فاستخبرها الحال، فكم من غليل معتلج [7] بصدرها لم تجد الي بثه سبيلا، و ستقول، و يحكم الله و هو خير الحاكمين.

سلام عليك يا رسول الله سلام مودع، لا سئم و لا قال [8] ، فان أنصرف فلا عن ملالة، و ان اقم فلا عن سوءظن بما وعد الله الصابرين، و الصبر أيمن و أجمل، و لو لا غلبة المستولين علينا لجعلت المقام عند قبرك لزاما، و للبثت عنده معكوفا، و لأعولت اعوال الثكلي علي جليل الرزية، فبعين الله تدفن ابنتك سرا، و تهتضم حقها قهرا، و تمنع ارثها جهرا، و لم يطل العهد و لم يخل منك الذكر، فالي الله يا رسول الله المشتكي، و فيك أجمل العزاء، و صلوات الله عليك و عليها و رحمة الله و بركاته [9] .


پاورقي

[1] عفت الريح الاثر: أي درسته و محته (تاج العروس: ج 19 ص 687 «عفو»).

[2] البقرة: 156.

[3] الغبراء: الأرض، و الخضراء: السماء؛ للونهما (النهاية: ج 3 ص 337 «غبر»).

[4] السرمد: الدائم الذي لا ينقطع (النهاية: ج 2 ص 363 «سرمد»).

[5] السهد: الارق (القاموس المحيط: ج 1 ص 305 «سهد»).

[6] الکمد - بالفتح و بالتحريک -: تغير اللون و ذهاب صفائه، و الحزن الشديد، و مرض القلب (القاموس المحيط: ج 1 ص 333 «الکمدة»).

[7] اعتلج الموج: التطم، و اعتلج الهم في صدر، کذلک علي المثل (لسان العرب: ج 2 ص 327 «علج»).

[8] القلي: البغض. يقال: قلاه يقليه قلي و قلي: اذا أبغضه (النهاية: ج 4 ص 105 «قلا»).

[9] الأمالي للمفيد: ص 281 ح 7، الأمالي للطوسي: ص 109 ح 166 عن علي بن محمد الهرمزداني عن الامام زين‏العابدين عنه عليهماالسلام، بشارة المصطفي: ص 258 عن علي بن محمد الهرمزداري عن الامام زين‏العابدين عنه عليهماالسلام، الکافي: ج 1 ص 458 ح 3 عن علي بن محمد الهرمزاني عن الامام الحسين عليه‏السلام، دلائل الامامة: ص 137 ح 46 عن المفضل بن عمر عن الامام الصادق عن آبائه عليهم‏السلام و ليس فيها صدره الي «وصت به»، و کلاهما نحوه، بحارالأنوار: ج 43 ص 193 ح 21.