بازگشت

اصناف الائمة


103. الفتوح: سار [الحسين عليه السلام] حتي اذا بلغ ذات عرق [1] ، فلقيه رجل من بني اسد يقال له بشر بن غالب، فقال له الحسين عليه السلام، ممن الرجل؟ قال: رجل من بني اسد.

قال: فمن أين أقبلت يا أخا بني أسد؟ قال: من العراق.

فقال: كيف خلفت أهل العراق؟ قال: يابن بنت رسول الله، خلفت القلوب معك و السيوف مع بني امية!

فقال له الحسين عليه السلام: صدقت يا أخا العرب، ان الله تبارك و تعالي يفعل ما يشاء، و يحكم ما يريد.

فقال له الاسدي: يابن بنت رسول الله، أخبرني عن قول الله تعالي: (يوم ندعوا


كل أناس بامامهم) [2] .

فقال الحسين عليه السلام: نعم يا أخا بني اسد، هما امامان، امام هدي دعا الي هدي، و امام ضلالة دعا الي ضلالة، فهدي من أجابه الي الجنة، و من أجابه الي الضلالة دخل النار [3] .

104- الامالي عن عبدالله بن منصور عن جعفر بن محمد عليه السلام: حدثني أبي عن أبيه قال:... سار الحسين عليه السلام و أصحابه، فلما نزلوا الثعلبية [4] ورد عليه رجل يقال له: بشر بن غالب. فقال: يابن رسول الله، أخبرني عن قول الله عزوجل:(يوم ندعوا كل أناس بامامهم).

قال: امام دعا الي هدي فأجابوه اليه، و امام دعا الي ضلالة فأجابوه اليها، هؤلاء في الجنة، و هؤلاء في النار، و هو قوله عزوجل:(فريق في الجنة و فريق في السعير) [5] [6] .

105. الخرائج و الجرائح عن أبي حمزه عن علي بن الحسين عن أبيه عليهماالسلام: لما أراد علي أن يسير الي النهروان، استنفر أهل الكوفة و أمرهم أن يعسكروا بالمدائن [7] ، فتأخر عنه شبث بن ربعي، و عمرو بن حريث، و الأشعث بن قيس، و جرير بن عبدالله البجلي، و قالوا: أتأذن لنا أياما نتخلف عنك في بعض حوائجنا و نلحق بك؟


فقال لهم: قد فعلتموها، سوءة لكم من مشايخ، فو الله ما لكم من حاجة تتخلفون عليها، و اني لأعلم ما في قلوبكم و سابين لكم: تريدون أن تثبطوا عني الناس، و كأني بكم بالخورنق [8] و قد بسطتم سفرتكم [9] للطعام، اذ يمر بكم ضب [10] فتأمرون صبيانكم فيصيدونه، فتخلعوني و تبايعونه.

ثم مضي الي المدائن و خرج القوم الي الخورنق و هيؤوا طعاما، فبينا هم كذلك علي سفرتهم و قد بسطوها اذ مر بهم ضب، فأمروا صبيانهم فأخذوه و أوثقوه و مسحوا أيديهم علي يده كما أخبر علي عليه السلام، و أقبلوا علي المدائن.

فقال لهم أميرالمؤمنين عليه السلام: بئس للظالمين بدلا، ليبعثكم الله يوم القيامة مع امامكم الضب الذي بايعتم، لكأني أنظر اليكم يوم القيامة و هو يسوقكم الي النار.

ثم قال: لئن كان مع رسول الله منافقون فان معي منافقين، أما و الله يا شبث و يابن حريث لتقاتلان ابني الحسين، هكذا أخبرني رسول الله صلي الله عليه و آله [11] .


پاورقي

[1] ذات عرق: مهل أهل العراق، و هو الحد بين نجد و تهامة. و قيل: عرق جبل بطريق مکة، و منه ذات عرق (معجم البلدان: ج 4 ص 107).

[2] الاسراء: 71.

[3] الفتوح: ج 5 ص 69، مقتل الحسين للخوارزمي: ج 1 ص 220 و فيه «فهذا و من أجابه الي الهدي في الجنة و هذا و من أجابه الي الضلالة في النار» بدل «فهدي من أجابه... الخ»؛ تسلية المجالس: ج 2 ص 233.

[4] الثعلبية: من منازل طريق مکة من الکوفة (معجم البلدان: ج 2 ص 78).

[5] الشوري: 7.

[6] الأمالي للصدوق: ص 217 ح 239، بحارالأنوار: ج 44 ص 313 ح 1.

[7] المدائن: بناها أنوشروان من ملوک فارس و أقام بها هو و من کان بعده من ملوک بني ساسان،... و في وقتنا هذا بليدة شبيهة بالقرية بينها و بين بغداد ستة فراسخ (معجم البلدان: ج 5 ص 75).

[8] الخورنق: قصر کان بظهر الحيرة، و قد أمر ببنائه النعمان بن امري القيس، و بناه رجل يقال له: سنمار (معجم البلدان: ج 2 ص 401).

[9] في المصدر: «سفرکم»، و التصويب من بحارالأنوار.

[10] الضب: حيوان من جنس الزواحف، غليظ الجسم خشنه، و له ذنب عريض حرش أعقد، يکثر في صحاري الاقطار العربية (المعجم الوسيط: ج 1 ص 532 «ضبب»).

[11] الخرائج و الجرائح: ج 1 ص 225، بحارالأنوار: ج 33 ص 384 ح 614.