بازگشت

ما عجل الله به قتلة الحسين من العذاب في الدنيا


1 - قب: روي أن الحسين صلوات الله عليه قال لعمر بن سعد: إن مما يقر لعيني أنك لا تأكل من بر العراق بعدي إلا قليلا فقال مستهزئا: يا أبا عبد الله في الشعير خلف، فكان كما قال، لم يصل إلي الري و قتله المختار تأريخ النسوي و تاريخ بغداد و إبانة العكبري قال سفيان بن عيينة: حدثتني جدتي أن رجلا ممن شهد قتل الحسين عليه السلام كان يحمل ورسا فصار ورسه دما و رأيت النجم كأن فيه النيران يوم قتل الحسين يعني بالنجم النبات محمد بن الحكم، عن امة قال: انتهب الناس ورسا [1] من عسكر الحسين عليه السلام فمااستعملته إمرأة إلا برصت أمالي أبي سهل القطان يرويه عن ابن عيينة قال: أدركت من قتلة الحسين رجلين أما أحدهما فانه طال ذكره حتي كان يلفه، و في رواية كان يحمله علي عاتقه، و أما الآخر فانه كان يستقبل الراوية فيشربها إلي آخرها و لا يروي و ذلك أنه نظر إلي الحسين و قد أهوي إلي فيه بماء و هو يشرب فرماه بسهم فقال الحسين عليه السلام: لا أرواك الله من الماء في دنياك و لا في آخرتك و في رواية أن رجلا من كلب رماه بسهم فشك شدقه، فقال الحسين عليه السلام: لا أرواك الله فعطش الرجل حتي ألقي نفسه في الفرات و شرب حتي مات [2] بيان: الشك: اللزوم و اللصوق


2 - قب: المقتل، عن ابن بابويه و التاريخ عن الطبري، قال أبو القاسم الواعظ: نادي رجل: يا حسين إنك لن تذوق من الفرات قطرة حتي تموت أو تنزل علي حكم الامير، فقال الحسين عليه السلام: أللهم اقتله عطشا و لا تغفر له أبدا، فغلب عليه العطش فكان يعب المياه و يقول: و اعط شاه! حتي تقطع تأريخ الطبري أنه كان هذا المنادي عبد الله بن الحصين الازدي رواه حميد ابن مسلم و في رواية كان رجلا من دارم فضائل العشرة، عن أبي السعادات بالاسناد في خبر أنه لما رماه الدارمي بسهم فأصاب حنكه جعل يتلقي الدم ثم يقول هكذا إلي السماء [3] فكان هذا الدارمي يصيح من الحر في بطنه و البرد في ظهره، بين يديه المراوح و الثلج، و خلفه الكانون و النار، و هو يقول: اسقوني فيشرب العس ثم يقول: اسقوني أهلكني العطش، قال: فانقد بطنه ابن بطة في الابانة و ابن جرير في التاريخ أنه نادي الحسين عليه السلام ابن جوزة فقال: يا حسين أبشر فقد تعجلت النار في الدنيا قبل الآخرة، قال: ويحك أنا؟ قال: نعم، قال: ولي رب رحيم و شفاعة نبي مطاع، أللهم إن كان عندك كاذبا فجره إلي النار قال: فما هو إلا أن ثني عنان فرسه فوثب به فرمي به و بقيت رجله في الركاب و نفر الفرس فجعل يضرب برأسه كل حجر و شجر حتي مات، و في رواية غيرهما: أللهم جره إلي النار و أذقه حرها في الدنيا قبل مصيره إلي الآخرة فسقط عن فرسه في الخندق و كان فيه نار فسجد الحسين عليه السلام تأريخ الطبري قال أبو مخنف: حدثني عمرو بن شعيب، عن محمد بن عبد الرحمن أن يدي أبجر بن كعب كانتا في الشتاء تنضحان الماء، و في الصيف تيبسان كأنهما عودان، و في رواية غيره: كانت يداه تقطران في الشتاء دما، و كان هذا الملعون سلب الحسين عليه السلام و يروي أنه أخذ عمامته جابر بن زيد الازدي و تعمم بها فصار في الحال معتوها


و أخذ ثوبه جعوبة بن حوية الحضرمي و لبسه فتغير وجهه و حص شعره، و برص بدنه، و أخذ سراويله الفوقاني بحير بن عمرو الجرمي و تسرول به فصار مقعدا [4] بيان: رجل أحص: بين الحصص: أي قليل شعر الرأس، و قد حصت البيضة رأسه 3 - قب: تأريخ الطبري: إن رجلا من كندة يقال له مالك بن اليسرأتي الحسين عليه السلام بعد ما ضعف من كثرة الجراحات فضربه علي رأسه بالسيف و عليه برنس من خز، فقال عليه السلام: لا أكلت بها و لا شربت، و حشرك الله مع الظالمين، فألقي ذلك البرنس من رأسه فأخذه الكندي فأتي به أهله فقالت إمرأته: أسلب الحسين تدخله في بيتي؟ لا تجتمع رأسي و رأسك أبدا فلم يزل فقيرا حتي هلك أحاديث ابن الحاشر قال: كان عندنا رجل خرج علي الحسين عليه السلام ثم جاء بجمل و زعفران فكلما دقوا الزعفران صار نارا، فلطخت إمرأته علي يديها فصارت برصاء، و قال: و نحر البعير فكلما جزوا بالسكبن صار مكانها نارا قال: فقطعوه فخرج منه النار، قال: فطبخوه ففارت القدر نارا و يروي عن سفيان بن عيينة و يزيد بن هارون الواسطي أنهما قالا: نحر إبل الحسين عليه السلام فإذا لحمه يتوقد نارا تأريخ النسوي قال حماد بن زيد: قال جميل ابن مرة: لماطبخوها صارت مثل العلقم و روي أن الحسين عليه السلام دعا (و قال) أللهم إنا أهل بيت نبيك، و ذريته و قرابته، فاقصم من ظلمنا و غصبنا حقنا إنك سميع قريب، فقال محمد بن الاشعث وأي قرابة بينك و بين محمد؟ فقرأ الحسين عليه السلام إن الله اصطفي آدم و نوحا و آل إبراهيم و آل عمران علي العالمين ذرية بعضها من بعض ثم قال: أللهم أرني فيه في هذا اليوم ذلا عاجلا، فبرز ابن الاشعث للحاجة فلسعته عقرب علي ذكره، فسقط و هو يستغيث و يتقلب علي حدثه


إبانة ابن بطة و جامع الدار قطني و فضائل أحمد روي قرة بن أعين، عن خاله قال: كنت عند أبي رجاء العطاردي فقال: لا تذكروا أهل البيت إلا بخير، فدخل عليه رجل من حاضري كربلا و كان يسب الحسين عليه السلام فأهوي الله عليه نجمين فعميت عيناه و سأل عبد الله بن رباح القاضي أعمي عن عمائه فقا ل: كنت حضرت كربلا و ما قاتلت فنمت فرأيت شخصا هائلا قال لي: أجب رسول الله! فقلت: لا اطيق فجرني إلي رسول الله فوجدته حزينا و في يده حربة، و بسط قدامه نطع، و ملك قبله قائم في يده سيف من النار، يضرب أعناق القوم و تقع النار فيهم فتحرقهم، ثم يحيون و يقتلهم أيضا هكذا فقلت: السلام عليك يا رسول الله، و الله ما ضربت بسيف، و لا طعنت برمح، و لا رميت سهما، فقال النبي: ألست كثرت السواد؟ فسلمني و أخذ من طست فيه دم فكحلني من ذلك الدم فاحترقت عيناي فلما انتبهت كنت أعمي كنز المذكرين قال الشعي: رأيت رجلا متعلقا بأستار الكعبة، و هو يقول: أللهم اغفر لي و لا أراك تغفر لي، فسألته عن ذنبه فقال: كنت من الوكلاء علي رأس الحسين و كان معي خمسون رجلا فرأيت غمامة بيضاء من نور، و قد نزلت من السماء إلي الخيمة و جمعا كثيرا أحاطوا بها فإذا فيهم آدم و نوح و إبراهيم و موسي و عيسي ثم نزلت اخري و فيها النبي صلي الله عليه و آله و جبرائيل و ميكائيل و ملك الموت فبكي النبي و بكوا معه جميعا فدنا ملك الموت و قبض تسعا و أربعين فوثب علي فوثبت علي رجلي و قلت: يا رسول الله الامان الامان، فو الله ما شايعت في قتله و لا رضيت، فقال: ويحك و أنت تنظر إلي ما يكون؟ فقلت: نعم، فقال: يا ملك الموت خل عن قبض روحه فانه لابد أن يموت يوما فتركني و خرجت إلي هذا الموضع تائبا علي ما كان مني النطنزي في الخصائص: لماحاؤا برأس الحسين و نزلوا منزلا يقال له: قنسرين إطلع راهب من صومعته إلي الرأس فرأي نورا ساطعا يخرج من فيه [5] و يصعد


إلي السماء فأتاهم بعشرة آلاف درهم و أخذ الرأس و أدخله صومعته، فسمع صوتا و لم يرشخصا قال: طوبي لك، و طوبي لمن عرف حرمته، فرفع الراهب رأسه و قال: يا رب بحق عيسي تأمر هذا الرأس بالتكلم معي، فتكلم الرأس و قال:، يا راهب أي شيء تريد؟ قال: من أنت؟ قال: أنا ابن محمد المصطفي، و أنا ابن علي المرتضي، و أنا ابن فاطمة الزهراء، أنا المقتول بكربلا، أنا المظلوم، أنا العطشان و سكت فوضع الراهب وجهه علي وجهه، فقال: لا أرفع وجهي عن وجهك حتي تقول: أنا شفيعك يوم القيامة، فتكلم الرأس و قال: ارجع إلي دين جدي محمد! فقال الراهب: أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمدا رسول الله، فقبل له الشفاعة فلما أصبحوا أخذوا منه الرأس و الدراهم، فلما بلغوا الوادي نظروا الدراهم، قد صارت حجارة و في أثر عن ابن عباس: أن ام كلثوم قالت لحاجب ابن زياد: ويلك هذه الالف درهم خذها إليك و اجعل رأس الحسين أمامنا، و اجعلنا علي الجمال وراء الناس، ليشتغل الناس بنظرهم إلي رأس الحسين عنا، فأخذ الالف و قد م الرأس فلما كان الغد أخرج الدراهم و قد جعلها الله حجارة سوداء، مكتوبا علي أحد جانبيها و لا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون و علي الجانب الآخر و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون و روي أبو مخنف عن الشعبي أنه صلب رأس الحسين عليه السلام بالصيارف في الكوفة فتنحنح الرأس و قرأ سورة الكهف إلي قوله إنهم فتية آمنوا بربهم و زدناهم هدي فلم يزدهم ذلك إلا ضلالا و في أثر: أنهم صلبوا رأسه علي الشجر سمع منه و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون و سمع أيضا صوته بدمشق يقول: لا قوة إلا بالله و سمع أيضا يقرء إن أصحاب الكهف و الرقيم كانوا من آياتنا عجبا فقال زيد بن أرقم: أمرك أعجب يا ابن رسول الله كتابي ابن بطة و الترمذي و خصائص النطنزي و اللفظ للاول عن عمارة


ابن عمير أنه لماجيئ برأس ابن زياد و رؤس أصحابه إلي المسجد انتهيت إليهم و الناس يقولون: قد جاءت قد جاءت قال: فجائت حية تتخلل الرؤس حتي دخلت في منخره ثم خرجت من المنخر الآخر، ثم قالوا: قد جاءت، قد جاءت ففعلت ذلك مرتين أو ثلاثا [6] أبو مخنف في رواية: لما دخل بالرأس علي يزيد كان للرأس طيب قد فاح علي كل طيب، و لما نحر الجمل الذي حمل عليه رأس الحسين كان لحمه أمر من الصبر، و لما قتل عليه السلام صار الورس دما و انكسفت الشمس إلي ثلاثة أسبات، و ما في الارض حجر إلا و تحته دم، و ناحت عليه الجن كل يوم فوق قبر النبي إلي سنة كاملة [7] بيان: قوله إلي ثلاثة أسبات أي أسابيع و إنما ذكر هكذا لانهم ذكروا أن قتله عليه السلام كان يوم السبت، فابتداء ذلك من هذا اليوم 4 - قب: دلائل النبوة، عن أبي بكر البيهقي بالاسناد إلي أبي قبيل و أمالي أبي عبد الله النيسابوري أيضا أنه لما قتل الحسين عليه السلام و اجتز رأسه، قعدوا في أول مرحلة يشربون النبيذ، و يتحيون بالرأس فخرج عليهم قلم من حديد من حائط فكتب سطرا بالدم:



أترجوا امة قتلت حسينا

شفاعة جده يوم الحساب



قال: فهربوا و تركوا الرأس ثم رجعوا و في كتاب ابن بطة أنهم وجدوا ذلك مكتوبا في كنيسة و قال أنس بن مالك: احتفر رجل من أهل نجران حفيرة فوجد فيها لوح من ذهب فيه مكتوب هذا البيت و بعده:



فقد قدموا عليه بحكم جور

فخالف حكمهم حكم الكتاب






ستلقي يا يزيد غدا عذابا

من الرحمن يالك من عذاب



فسألناهم منذ كم هذا في كنيستكم؟ فقالوا: قبل أن يبعث نبيكم بثلاثمائة عام 5 - أقول: روي السيد في كتاب الملهوف و ابن شهر آشوب و غيرهما، عن عبد الله ابن رباح القاضي قال: لقيت رجلا مكفوفا قد شهد قتل الحسين عليه السلام فسئل عن بصره فقال: كنت شهدت قتله عاشر عشرة، أني لم أطعن برمح، و لم أضرب بسيف و لم أرم بسهم، فلما قتل رجعت إلي منزلي و صليت العشاء الآخرة، و نمت، فأتاني آت في منامي فقال: أجب رسول الله! فقلت: مالي و له؟ فأخذ بتلبيبي و جرني إليه فإذا النبي جالس في صحراء حاسر عن ذراعيه، آخذ بحربة، و ملك قائم بين يديه و في يده سيف من نار يقتل أصحابي التسعة، فكلما ضرب ضربة التهب أنفسهم نارا فدنوت منه و جثوت بين يديه، و قلت: السلام عليك يا رسول الله فلم يرد علي و مكث طويلا ثم رفع رأسه و قال: يا عدو الله انتكهت حرمتي، و قتلت عترتي، و لم ترع حقي و فعلت و فعلت، فقلت: يا رسول الله ما ضربت بسيف، و لا طعنت برمح، و لا رميت بسهم، فقال: صدقت و لكنك كثرت السواد، ادن مني! فدنوت منه فإذا طست مملوء دما فقال لي: هذا دم ولدي الحسين فكحلني من ذلك الدم فانتبهت حتي الساعة لا أبصر شيئا [8] و قال أبو الفرج في المقاتل: قال المدائني: حدثني أبو غسان، عن هارون ابن سعد، عن القاسم بن أصبغ بن نباته قال: رأيت رجلا من بني أبان بن دارم أسود الوجه و كنت أعرفه جميلا شديد البياض، فقلت له: ما كدت أعرفك قال: إني قتلت شابا أمرد مع الحسين بين عينيه أثر السجود، فما نمت ليلة منذ قتلته إلا أتاني فيأخذ بتلابيبي حتي يأتي جهنم فيدفعني فيها فأصيح فما يبقي أحد في الحي إلا سمع صياحي، قال: و المقتول العباس بن علي عليه السلام [9] .


6 - ما:، المفيد، عن المراغي، عن علي بن الحسين بن سفيان، عن محمد بن عبد الله بن سليمان، عن عباد بن يعقوب، عن الوليد بن أبي ثور، عن محمد بن سليمان عن عمه قال: لما خفنا [10] أيام الحجاج خرج نفر منا من الكوفة مستترين و خرجت معهم فصرنا إلي كربلا، و ليس بها موضع نسكنه، فبنينا كوخا علي شاطئ الفرات و قلنا: نأوي إليه، فبينا نحن فيه إذجاءنا رجل غريب فقال: أصير معكم في هذا الكوخ الليلة فأنا عابر سبيل؟ فأجبناه و قلنا: غريب منقطع به، فلما غربت الشمس و أظلم الليل أشعلنا و كنا نشعل بالنفط، ثم جلسنا نتذاكر أمر الحسين و مصيبته و قتله و من تولاه، فقلنا ما بقي أحد من قتلة الحسين إلا رماه الله ببلية في بدنه فقال ذلك الرجل: فأنا كنت فيمن قتله، و الله ما أصابني سوء و إنكم يا قوم تكذبون فأمسكنا عنه، و قل ضوء النفط فقام ذلك الرجل ليصلح الفتيلة بأصبعه، فأخذت النار كفه فخرج نادا حتي ألقي نفسه في الفرات يتغوث به فو الله لقد رأينا يدخل رأسه في الماء و لنار علي وجه الماء فاذ أخرج رأسه سرت النار إليه فيغوصه إلي الماء ثم يخرجه، فتعود إليه فلم يزل ذلك دأبه حتي هلك 7 - ثو: ابن المتوكل، عن محمد العطار، عن الاشعري، عن محمد بن الحسين عن نصربن مزاحم، عن عمربن سعد، عن محمد بن يحيي الحجازي، عن إسماعيل ابن داود أبي العباس الاسدي، عن سعيد بن الخليل، عن يعقوب بن سليمان قال: سمرت أنا و نفر ذات ليلة فتذاكرنا مقتل الحسين صلوات الله عليه فقال رجل من القوم: ما تلبس أحد بقتله إلا أصابه بلاء في أهله و نفسه و ماله، فقال شيخ من القوم فهو و الله ممن شهد قتله و أعان عليه، فما أصابه إلي الآن أمر يكرهه، فمقته القوم و تغير السراج و كان دهنه نفطا فقام إليه ليصلحه فأخذت النار بأصبعه فنفخها فأخذت بلحيته فخرج يبادر إلي الماء فألقي نفسه في النهر و جعلت النار ترفرف علي رأسه فإذا أخرجه أحرقته حتي مات لعنه الله


7 - ثو: بهذا الاسناد، عن عمربن سعد، عن القاسم بن الاصبغ قال: قدم علينا رجل من بني دارم ممن شهد قتل الحسين صلوات الله عليه مسود الوجه و كان رجلا جميلا شديد البياض، فقلت له:، ما كدت أن أعرفك لتغير لونك فقال: قتلت رجلا من أصحاب الحسين صلوات الله عليه أبيض بين عينيه أثر السجود وجئت برأسه - فقال القاسم: لقد رأيته علي فرس له مرحا و قد علق الرأس بلبانها و هو يصيب ركبتها، قال: فقلت لابي: لو أنه رفع الرأس قليلا أما تري ما تصنع به الفرس بيديها؟ فقال لي: يا بني مايصنع به أشد، لقد حدثني فقال:، ما نمت ليلة منذ قتلته إلا أتاني في منامي حتي يأخذ بتلبيبي فيقودني فيقول: انطلق! فينطلق بي إلي جهنم فيقذف بي فيها حتي أصبح، قال: فسمعت بذلك جارية له فقالت: يا يدعنا ننام شيئا من الليل من صياحه، قال: فقمت في شباب من الحي فأتينا إمرأته فسألناها فقالت: قد أبدي علي نفسه، قد صدقكم بيان: قوله مرحا حال عن الراكب أي فرحا و في نسخة قديمة موجأ فهو صفة للمركوب أي خصي و الاصل فيه موجوء لكن قد يستعمل هذا قال الجزري: و منه الحديث إنه ضحي بكبشين موجوئين أي خصيين و منهم من يرويه موجأين بوزن مكرمين و هو خطأ و منهم موجيين بغير همز علي التخفيف، و يكون من و جئه و جئا فهوموجي و قال الفيروزآبادي: اللبان بالفتح الصدر أو وسطه أو ما بين الثديين أو صدر ذي الحافر، و قوله أبدي أي أظهر، و فيه تضمين معني الطعن أي طاعنا علي نفسه 8 - ثو: بهذا الاسناد، عن عمربن سعد، عن أبي معاوية، عن الاعمش، عن عمار بن عمير التيمي قال: لما جيئ برأس عبيد الله بن زياد لعنه الله و رؤس أصحابه عليهم غضب الله قال: انتهيت إليهم و الناس يقولون: قد جاءت فجاءت حية تتخلل الرؤس حتي دخلت في منخر عبيد الله بن زياد لعنة الله عليه ثم خرجت فدخلت في المنخر الآخر 9 - ثو: أبي، عن محمد بن يحيي، عن الاشعري، عن عبد الله بن محمد


عن علي بن زياد، عن محمد بن علي الحلبي قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إن آل أبي سفيان قتلوا الحسين بن علي صلوات الله عليه فنزع الله ملكهم، و قتل هشام زيد ابن علي فنزع الله ملكه و قتل الوليد يحيي بن زيد فنزع الله ملكه 10 - مل: أحمد بن عبد الله بن علي، عن جعفر بن سليمان، عن أبيه، عن عبد الرحمن الغنوي، عن سليمان قال: و هل بقي في السماوات ملك لم ينزل إلي رسو ل الله يعزيه في ولده الحسين و يخبره بثواب الله إياه، و يحمل إليه تربته مصروعا عليها مذبوحا مقتولا طريحا مخذولا؟ فقال رسول الله صلي الله عليه و آله: أللهم اخذل من خذله، و اقتل من قتله، و اذبح من ذبحه، و لا تمتعه بما طلب قال عبد الرحمن: فو الله لقد عوجل الملعون يزيد و لم يتمتع بعد قتله، و لقد اخذ مغافصة بات سكرانا و أصبح ميتا متغيرا كأنه مطلي بقار، اخذ علي أسف، و ما بقي أحد ممن تابعه علي قتله، أو كان في محاربته إلا أصابه جنون أو جذام أو برص و صار ذلك وراثة في نسلهم [11] 11 - أقول: روي في بعض كتب المناقب المعتبرة عن الحسن بن أحمد الهمداني عن محمود بن إسماعيل الصيرفي، عن أحمد بن محمد بن الحسين، عن الطبراني، عن محمد بن عبد الله الحضرمي، عن محمد بن يحيي الصوفي، عن أبي غسان، عن عبد السلام بن حرب، عن عبد الملك بن كردوس، عن حاجب عبيد الله بن زياد لعنه الله قال: دخلت القصر خلف عبيد الله بن زياد لعنه الله فاضطرم في وجهه نارا فقال هكذا بكمه علي وجهه، فقا ل: هل رأيت؟ قلت: نعم، فأمرني أن أكتم ذلك و قال: أخبرنا علي بن أحمد العاصمي، عن إسماعيل بن أحمد البيهقي، عن والده أحمد بن الحسين، عن أبي عبد الله الحافظ، عن محمد بن يعقوب، عن العباس ابن محمد، عن الاسود بن عامر، عن شريك بن عمير يعني عبد الملك قال: قال الحجاج يوما: من كان له بلاء فليقم فلنعطه علي بلائه، فقام رجل فقال: أعطني علي بلائي قال: و ما بلاؤك؟ قال: قتلت الحسين، قال: و كيف قتلته؟ قال: دسرته و الله بالرمح


دسرا، و هبرته بالسيف هبرا، و ما أشركت معي في قتله أحدا قال: أما إنك و إياه لن تجتمعا في مكان أبدا قال له: أخرج قال: و أحسبه لم يعطه شيئا و بهذا الاسناد، عن أحمد بن الحسين، عن محمد بن الحسين القطان، عن عبد الله بن جعفر ابن درستويه، عن يعقوب بن سفيان النسوي، عن سليمان بن حرب، عن حماد بن زيد، عن جميل بن مرة قال: أصابوا إبلا في عسكر الحسين عليه السلام يوم قتل، فنحروها و طبخوها، قال: فصارت مثل العلقم فما استطاعوا أن يسيغوا منها شيئا بيان: العلقم شجر مرويقال للحنظل و لكل شيء مرعلقم 12 - ثم قال: و بهذا و بهذ ا الاسناد، عن يعقوب بن سفيان، عن أبي بكر الحميدي عن سفيان قال: حدثتني جدتي قالت: لقد رأيت الورس عاد رمادا و لقد رأيت اللحم كأن فيه النار حين قتل الحسين عليه السلام و بهذا الاسناد، عن يعقوب بن سفيان، عن أبي نعيم، عن عقبة بن أبي حفصة عن أبيه، قال: إن كان الورس من ورس الحسين عليه السلام ليقال به هكذا، فيصير رمادا و بهذا الاسناد، عن أحمد بن الحسين، عن أبي عبد الله الحافظ، عن محمد بن يعقوب، عن العباس بن محمد الدوري، عن يحيي بن معين، عن جرير، عن زيد بن أبي الزناد قال: قتل الحسين ولي أربعة عشر سنة، و صار الورس رمادا الذي كان في عسكرهم، و احمرت آفاق السماء، و نحروا ناقة في عسكرهم فكانوا يرون في لحمها النيران و بهذا الاسناد، عن أبي عبد الله الحافظ، عن الزبير بن عبيد الله، عن أبي عبد الله ابن وصيف، عن المشطاح الوراق قال: سمعت الفتح بن شخرف العابد يقول: أفت الخبز للعصافير كل يوم فكانت تأكل، فلما كان يوم عاشورا فتت لها فلم تأكل فعلمت أنها امتنعت لقتل حسين بن علي عليه السلام و بهذا الاسناد، عن أحمد بن الحسين، عن أبي الحسين بن بشران، عن الحسين ابن صفوان، عن عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا، عن العباس بن هشام بن محمد الكوفي، عن أبيه


عن جده قال: كان رجل من أبان بن دارم يقال له: زرعة، شهد قتل الحسين عليه السلام فرمي الحسين بسهم فأصاب حنكه، فجعل يتلقي الدم ثم يقول هكذا إلي السماء فيرمي به، و ذلك أن الحسين عليه السلام دعا بماء ليشرب فلما رماه حال بينه و بين الماء فقال: أللهم ظمئه أللهم ظمئه قال: فحدثني من شهده و هو يموت و هو يصيح من الحر في بطنه، و البرد في ظهره، و بين يديه المراوح و الثلج و خلفه الكانون و هو يقول: اسقوني أهلكني العطش فيؤتي بعس عظيم فيه السويق و الماء و اللبن، لو شربه خمسة لكفاهم قال:، فيشربه ثم يعود فيقول: اسقوني أهلكني العطش، قال: فانقد بطنه كانقداد البعير و ذكر أعثم الكوفي هذا الحديث مختصرا، قال: اسم الرامي - لعنه الله - عبد الرحمن الازدي فقال له الحسين عليه السلام: أللهم اقتله عطشا و لا تغفر له أبدا قال القاسم ابن أصبغ لقد رأيتني عند ذلك الرجل و هو يصيح و الماء يبرد له فيه السكر والاعساس فيها اللبن، و هو يقول: ويلكم اسقوني فقد قتلني العطش فيعطي القلة أو العس، فإذا نزعه من فيه يصيح حتي أنقد بطنه و مات شر ميتة لعنه الله و بهذا الاسناد عن أبي الدنيا، عن إسحاق بن إسماعيل، عن سفيان قال: حدثتني جدتي ام أبي قالت: أدركت رجلين ممن شهد قتل الحسين فأما أحدهما فطال ذكره حتي كان يلفه، و أما الآخر فكان يستقبل الراوية فيشربها حتي يأتي علي آخرها، قال سفيان: أدركت ابن أحدهما به خبل أو نحو هذا و روي أن رجلا بلاأيد و لا أرجل و هو أعمي، يقول: رب نجني من النار فقيل له: لم تبق لك عقوبة، و مع ذلك تسأل النجاة من النار؟ قال: كنت فيمن قتل الحسين عليه السلام بكربلا فلما قتل رأيت عليه سراويلا و تكة حسنة بعد ما سلبه الناس فأردت أن أنزع منه التكة، فرفع يده اليمني و وضعها علي التكة، فلم أقدر علي دفعها فقطعت يمينه ثم هممت أن آخذ التكة فرفع شماله فوضعها علي تكتة فقطعت يساره، ثم هممت بنزع التكة من السراويل، فسمعت زلزلة فخفت و تركته فألقي الله علي النوم، فنمت بين القتلي فرأيت كأن محمدا صلي الله عليه و آله أقبل و معه علي


و فاطمة فأخذوا رأس الحسين فقبلته فاطمة، ثم قالت: يا ولدي قتلوك قتلهم الله من فعل هذا بك؟ فكان يقول: قتلني شمر و قطع يداي هذا النائم - و أشار إلي فقالت فاطمة لي: قطع الله يديك و رجليك، و أعمي بصرك، و أدخلك النار، فانتبهت و أنا لا أبصر شيئا و سقطت مني يداي و رجلاي، و لم يبق من دعائها إلا النار أقول: روي السائل عن السيد المرتضي رضي الله عنه، عن خبر روي النعماني في كتاب التسلي عن الصادق عليه السلام أنه قال: إذا احتضر الكافر حضره رسول الله صلي الله عليه و آله و علي صلوات الله عليه و جبرئيل و ملك الموت فيدنو إليه علي عليه السلام فيقول: يا رسول الله إن هذا كان يبغضنا أهل البيت فابغضه، فيقول رسول الله صلي الله عليه و آله يا جبرئيل إن هذا كان يبغض الله و رسوله و أهل بيت رسوله فابغضه، فيقول جبرئيل لملك الموت إن هذا كان يبغض الله و رسوله و أهل بيته فابغضه و اعنف به، فيدنو منه ملك الموت فيقول: يا عبد الله أخذت فكاك رقبتك، أخذت أمان براءتك، تمسكت بالعصمة الكبري في دار الحياة الدنيا؟ فيقول: و ما هي؟ فيقول: ولاية علي بن أبي طالب، فيقول: ما أعرفها و لا أعتقد بها فيقول له جبرئيل: يا عدو الله و ما كنت تعتقد؟ فيقول له جبرئيل: أبشر يا عدو الله بسخط الله و عذابه في النار أما ما كنت ترجو فقد فاتك، و أما الذي كنت تخاف فقد نزل بك، ثم يسل نفسه سلا عنيفا ثم يوكل، بروحه مائة شيطان كلهم يبصق في وجهه، و يتأذي بريحه، فإذا وضع في قبره فتح له باب من أبواب النار، يدخل إليه من فوح ريحها و لهبها ثم إنه يؤتي بروحه إلي جبال برهوت ثم إنه يصير في المركبات بعد أن يجري في كل سنخ مسخوط عليه حتي يقوم قائمنا أهل البيت، فيبعثه الله فيضرب عنقه، و ذلك قوله: ربنا أمتنا اثنتين و أحييتنا اثنتين فاعترفنا بذنوبنا فهل إلي خروج من سبيل [12] و الله لقد اتي بعمر بن سعد بعد ما قتل، و إنه لفي صورة قرد في عنقه سلسلة، فجعل يعرف أهل الدار، و هم لا يعرفونه، و الله لا يذهب الايام حتي يمسخ عدونا مسحا ظآهرا حتي أن الرجل منهم ليمسخ في حياته قردا أو


خنزيرا، و من ورائهم عذاب غليظ و من ورائهم جهنم و ساءت مصيرا بيان: هذا خبر غريب و لم ينكره السيد في الجواب و أجاب بما حاصله أنا ننكر تعلق الروح بجسد آخر و لا ننكر تغير جسمه إلي صورة اخري و أقول: يمكن حمله علي التغيير في الجسد المثالي أو أجزاء جسده الاصلي إلي الصور القبيحة و قد مر بعض القول في ذلك 14 - ما: المفيد، عن ابن قولويه، عن أبيه، عن سعد، عن ابن عيسي، عن ابن محبوب عن أبي محمد الانصاري، عن معاوية بن وهب قال: كنت جالسا عند جعفر بن محمد عليهما السلام إذ جاء شيخ قد انحني من الكبر فقال: السلام عليك و رحمة الله فقال له أبو عبد الله: و عليك السلام و رحمة الله يا شيخ ادن مني، فدنا منه، و قبل يده و بكي فقال له أبو عبد الله عليه السلام: و ما يبكيك يا شيخ؟ قال له: يا ابن رسول الله أنا مقيم علي رجاء منكم منذ نحو من مائة سنة أقول: هذه السنة، و هذا الشهر، و هذا اليوم، و لا أراه فيكم فتلومني أن أبكي، قال: فبكي أبو عبد الله عليه السلام ثم قال: يا شيخ إن اخرت منيتك كنت معنا و إن عجلت كنت يوم القيامة مع ثقل رسول الله صلي الله عليه و آله، فقال الشيخ: ما أبالي ما فاتني بعد هذا يا ابن رسول الله، فقال له أبو عبد الله: يا شيخ إن رسول الله قال: إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا: كتاب الله المنزل، و عترتي أهل بيتي تجيئ و أنت معنا يوم القيامة ثم قال: يا شيخ ما أحسبك من أهل الكوفة قال: لا، قال: فمن أين؟ قال: من سوادها جعلت فداك، قال: أين أنت من قبر جدي المظلوم الحسين؟ قال: إني لقريب منه، قال: كيف إتيانك له؟ قال: إني لآتيه و أكثر، قال: يا شيخ ذاك دم يطلب الله تعالي به، ما اصيب ولد فاطمة و لا يصابون بمثل الحسين، و لقد قتل عليه السلام في سبعة عشر من أهل بيته نصحوا لله و صبروا في جنب الله فجزاهم الله أحسن جزاء الصابرين إنه إذا كان يوم القيامة أقبل رسول الله و معه الحسين و يده علي رأسه يقطر دما فيقول: يا رب سل أمتي فيم قتلوا ابني؟ و قال عليه السلام: كل الجزع و البكاء مكروه سوي الجزع و البكاء علي الحسين


أقول: روي في بعض مؤلفات أصحابنا مرسلا عن بعض الصحابة قال: رأيت النبي صلي الله عليه و آله يمص لعاب الحسين كما يمص الرجل السكرة، و هو يقول: حسين مني و أنا من حسين أحب الله من أحب حسينا، و أبغض الله من أبغض حسينا، حسين سبط من الاسباط، لعن الله قاتله، فنزل جبرئيل عليه السلام و قال: يا محمد إن الله قتل بيحيي بن زكريا سبعين ألفا من المنافقين، و سيقتل بإبن ابنتك الحسين سبعين ألفا و سبعين ألفا من المعتدين و إن قاتل الحسين في تابوت من نار، و يكون عليه نصف عذاب أهل الدنيا، و قد شدت يداه و رجلاه بسلاسل من نار، و هو منكس علي ام رأسه في قعر جهنم، و له ريح يتعوذ أهل النار من شدة نتنها و هو فيها خالد ذائق العذاب الاليم لا يفتر عنه و يسقي من حميم جهنم و روي أيضا في بعض الاخبار أن ملكا من ملائكة الصفيح الاعلي اشتاق لرؤية النبي صلي الله عليه و آله و استأذن ربه بالنزول إلي الارض لزيارته، و كان ذلك الملك لم ينزل إلي الارض أبدا منذ خلقت، فلما أراد النزول أوحي الله تعالي إليه يقول: أيها الملك أخبر محمدا أن رجلا من أمته اسمه يزيد يقتل فرخه الطاهر ابن الطاهرة نظيرة البتول مريم بنت عمران، فقال الملك: لقد نزلت إلي الارض و أنا مسرور بروية نبيك محمد فيكف أخبره بهذا الخبر الفضيع و إنني لاستحيي منه أن افجعه بقتل ولده، فليتني لم أنزل إلي الارض قال: فنودي الملك من فوق رأسه أن: افعل ما امرت به، فدخل الملك إلي رسول الله و نشر أجنحته بين يديه و قال: يا رسول الله أعلم أني استأذنت ربي في النزول إلي الارض شوقا لرؤيتك و زيارتك، فليت ربي كان حطم أجنحتي و لم آتك بهذا الخبر، و لكن لابد من إنفاذ أمر ربي عز و جل، أعلم يا محمد أن رجلا من امتك اسمه يزيد زاده الله لعنا في الدنيا و عذابا في الآخرة يقتل فرخك الطاهر ابن الطاهرة، و لم يتمتع قاتله في الدنيا من بعده إلا قليلا و يأخذه الله مقاصا له علي سوء عمله، و يكون مخلدا في النار فبكي النبي بكاء شديدا و قال: أيها الملك هل تفلح امة بقتل ولدي و فرخ


إبنتي؟ فقال: لا يا محمد بل يرميهم الله باختلاف قلوبهم و ألسنتهم في دار الدنيا، و لهم في الآخرة عذاب أليم و عن كعب الاحبار حين أسلم في أيام خلافة عمربن الخطاب و جعل الناس يسألونه عن الملاحم التي تظهر في آخر الزمان فصار كعب يخبرهم بأنواع الاخبار و الملاحم و الفتن التي تظهر في العالم ثم قال: و أعظمها فتنة و أشدها مصيبة لا تنسي إلي أبد الآبدين مصيبة الحسين عليه السلام و هي الفساد الذي ذكره الله تعالي في كتابه المجيد حيث قال: ظهر الفساد في البر و البحر بما كسبت أيدي الناس [13] و إنما فتح الفساد بقتل هابيل بن آدم، و ختم بقتل الحسين عليه السلام أو لا تعلمون أنه يفتح يوم قتله أبواب السماوات و يؤذه السماء بالبكاء فتبكي دما فإذا رأيتم الحمرة في السماء قد ارتفعت، فاعلموا أن السماء تبكي حسينا فقيل: يا كعب لم لا تفعل السماء كذلك و لا تبكي دما لقتل الانبياء ممن كان أفضل من الحسين؟ فقال: ويحكم إن قتل الحسين أمر عظيم و إنه ابن سيد المرسلين، و إنه يقتل علانية مبارزة ظلما و عدوانا و لا تحفظ فيه وصية جده رسول الله و هو مزاج مائه و بضعة من لحمه، يذبح بعرصة كربلا فو الذي نفس كعب بيده لتبكينه زمرة من الملائكة في السماوات السبع، لا يقطعون بكاءهم عليه إلي آخر الدهر، و إن البقعة التي يدفن فيها خير البقاع، و ما من نبي إلا و يأتي إليها و يزورها و يبكي علي مصابه، و لكربلا في كل يوم زيارة من الملائكة و الجن و الانس فإذا كانت ليلة الجمعة ينزل إليها تسعون ألف ملك يبكون علي الحسين، و يذكرون فضله و إنه يسمي في السماء حسينا المذبوح و في الارض أبا عبد الله المقتول، و في البحار الفرخ الازهر المظلوم، و إنه يوم قتله تنكسف الشمس بالنهار، و من الليل ينخسف القمر، و تدوم الظلمة علي الناس ثلاثة أيام و تمطر السماء دما، و تدكدك الجبال و تغطمط البحار، و لولابقية من ذريته و طائفة من شيعته الذين يطلبون بدمه و يأخذون بثأره، لصب الله عليهم نارا من السماء أحرقت الارض و من عليها


ثم قال كعب: يا قوم كأنكم تتعجبون بما احدثكم فيه من أمر الحسين عليه السلام و إن الله تعالي لم يترك شيئا كان أو يكون من أول الدهر إلي آخره إلا و قد فسره لموسي عليه السلام و ما من نسمة خلقت إلا و قد رفعت إلي آدم في عالم الذر، و عرضت عليه، و لقد عرضت عليه هذه الامة و نظر إليها و إلي اختلافها و تكالبها علي هذه الدنيا الدنية، فقال آدم: يا رب ما لهذه الامة الزكية و بلاء الدنيا و هم أفضل الامم؟ فقال له: يا آدم إنهم اختلفوا فاختلفت قلوبهم، و سيظهرون الفساد في الارض كفساد قابيل حين قتل هابيل، و إنهم يقتلون فرخ حبيبي محمد المصطفي ثم مثل لآدم عليه السلام مقتل الحسين و مصرعه و و ثوب امة جده عليه فنظر إليهم فرآهم مسودة وجوههم، فقال: يا رب أبسط عليهم الانتقام كما قتلوا فرخ نبيك الكريم عليه أفضل الصلاة و السلام و روي في الكتاب المذكور عن سعيد بن المسيب قال: لما استشهد سيدي و مولاي الحسين عليه السلام و حج الناس من قابل دخلت علي علي بن الحسين فقلت له: يا مولاي قد قرب الحج فماذا تأمرني فقال: أمض علي نيتك، و حج فحججت فبينما أطوف بالكعبة و إذا أنا برجل مقطوع اليدين، و وجهه كقطع الليل المظلم، و هو متعلق بأستار الكعبة، و هو يقول: أللهم رب هذا البيت الحرام اغفر لي و ما أحسبك تفعل و لو تشفع في سكان سماواتك و أرضك، و جميع ما خلقت، لعظم جرمي قال سعيد بن المسيب: فشغلت و شغل الناس عن الطواف حتي حف به الناس و اجتمعنا عليه، فقلنا: يا ويلك لو كنت إبليس ما كنا ينبغي لك أن تيأس من رحمة الله فمن أنت و ما ذنبك؟ فبكي و قال: يا قوم أنا أعرف بنفسي و ذنبي و ما جنيت، فقلنا له: تذكره لنا، فقال: أنا كنت جمالا لابي عبد الله عليه السلام لما خرج من المدينة إلي العراق، و كنت أراه إذا أراد الوضوء للصلاة يضع سراويله عندي فأري تكة تغشي الابصار بحسن إشراقها، و كنت أتمناها تكون لي إلي أن صرنا بكربلا، و قتل الحسين و هي معه، فدفنت نفسي في مكان من الارض فلما جن الليل، خرجت من مكاني فرأيت من تلك المعركة نورا لا ظلمة


و نهارا لا ليلا، و القتلي مطرحين علي وجه الارض، فذكرت لخبثي و شقائي التكة فقلت: و الله لاطلبن الحسين و أرجو أن تكون التكة في سراويله فآخذها و لم أزل أنظر في وجوه القتلي حتي أتيت إلي الحسين عليه السلام فوجدته مكبوبا علي وجهه و هو جثة بلا رأس، و نوره مشرق مرمل بدمائه، و الرياح سافية عليه، فقلت: هذا و الله الحسين فنظرت إلي سراويله كما كنت أراها فدنوت منه، و ضربت بيدي إلي التكة لآخذها فإذا هو قد عقدها عقدا كثيرة فلم أزل أحلها حتي حللت عقدة منها فمد يده اليمني و قبض علي التكة فلم أقدر علي أخذ يده عنها و لا أصل إليها فدعتني النفس الملعونة إلي أن أطلب شيئا أقطع به يديه فوجدت قطعة سيف مطروح فأخذتها و اتكيت علي يده و لم أزل أحزها حتي فصلتها عن زنده، ثم نحيتها عن التكة و مددت يدي إلي التكة لا حلها فمديده اليسري فقبض عليها فلم أقدر علي أخذها فأخذت قطعة السيف، فلم أزل أحزها حتي فصلتها عن التكة، و مددت يدي إلي التكة لآخذها، فإذا الارض ترجف و السماء تهتز و إذا بغلبة عظيمة، و بكاء و نداء و قائل يقول: واابناه، وا مقتولاه، وا ذبيحاه، وا حسيناه، وا غريباه! يا بني قتلوك و ما عرفوك، و من شرب الماء منعوك فلما رأيت ذلك، صعقت و رميت نفسي بين القتلي، و إذا بثلاث نفر و إمرأة و حولهم خلائق وقوف، و قد امتلات الارض بصور الناس و أجنحة الملائكة، و إذا بو احد منهم يقول: يا ابناه يا حسين فداك جدك و أبوك و أخوك و أمك و إذا بالحسين عليه السلام قد جلس و رأسه علي بدنه و هو يقول:، لبيك يا جداه يا رسول الله و يا أبتاه يا أمير المؤمنين و يا اماه يا فاطمة الزهراء، و يا أخاه المقتول بالسم عليكم مني السلام ثم إنه بكي و قال: يا جداه قتلوا و الله رجالنا، يا جداه سلبوا و الله نساءنا، يا جداه نهبوا و الله رحالنا، يا جداه ذبحوا و الله أطفالنا، يا جداه يعز و الله عليك أن تري حالنا، و ما فعل الكفار بنا و إذاهم جلسوا يبكون حوله علي ما أصابه، و فاطمة تقول: يا أباه يا رسول الله أما تري ما فعلت امتك بولدي؟ أتأذن لي أن آخذ من دم شيبه و أخضب به ناصيتي


و ألقي الله عز و جل و أنا مختضبة بدم ولدي الحسين؟ فقال لها: خذي و نأخذ يا فاطمة فرأيتهم يأخذون من دم شيبه و تمسح به فاطمة ناصيتها، و النبي و علي و الحسن عليهم السلام يمسحون به نحورهم و صدورهم و أيديهم إلي المرافق، و سمعت رسول الله يقول: فديتك يا حسين! يعز و الله علي أن أراك مقطوع الرأس مرمل الجبينين دامي النحر مكبوبا علي قفاك، قد كساك الذارئ من الرمول [14] و أنت طريح مقتول، مقطوع الكفين يا بني من قطع يدك اليمني وثني باليسري؟ فقال: يا جداه كان معي جمال من المدينة و كان يراني إذا وضعت سراويلي للوضوء فيتمني أن يكون تكتي له، فما منعني أن أدفعها إليه إلا لعلمي أنه صاحب هذا الفعل فلما قتلت خرج يطلبني بين القتلي، فوجدني جثة بلا رأس، فتفقد سراويلي فرأس التكة، و قد كنت عقدتها عقدا كثيرة، فضرب بيده إلي التكة فحل عقدة منها فمددت يدي اليمني فقبضت علي التكة، فطلب في المعركة فوجد قطعة سيف مكسور فقطع به يميني ثم حل عقدة اخري، فقبضت علي التكة بيدي اليسري كي لا يحلها، فتنكشف عورتي، فحز يدي اليسري، فلما أراد حل التكة حس بك فرمي نفسه بين القتلي فلما سمع النبي كلام الحسين بكي بكاء شديدا و أتي إلي بين القتلي إلي أن وقف نحوي، فقال: مالي و مالك يا جمال؟ تقطع يدين طال ما قبلهما جبرئيل و ملائكة الله أجمعون، و تباركت بها أهل السماوات و الارضين؟ أما كفاك ما صنع به الملاعين من الذل و الهوان، هتكوا نساءه من بعد الخدور، و انسدال الستور سود الله وجهك يا جمال في الدنيا و الآخرة، و قطع الله يديك و رجليك، و جعلك في حزب من سفك دماءنا و تجرء علي الله، فما استتم دعاءه حتي شلت يداي و حسست بوجهي كأنه ألبس قطعا من الليل مظلما، و بقيت علي هذه الحالة فجئت إلي هذا البيت أستشفع و أنا أعلم أنه لا يغفر لي أبدا


فلم يبق في مكة أحد إلا و سمع حديثه و تقرب إلي الله بلعنته، و كل يقول: حسبك ما جنيت يا لعين، و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون و قال: حكي عن رجل كوفي حداد قال: لما خرج العسكر من الكوفة لحرب الحسين بن علي جمعت حديدا عندي و أخذت آلتي و سرت معهم فلما وصلوا و طنبوا خيمهم، بنيت خيمة و صرت أعمل أوتادا للخيم، و سككا و مرابط للخيل و أسنة للرماح، و ما اعوج من سنان أوخنجر أو سيف كنت بكل ذلك بصيرا، فصار رزقي كثيرا، و شاع ذكري بينهم حتي أتي الحسين مع عسكره فارتحلنا إلي كربلا و خيمنا علي شاطئ العلقمي و قام القتال فيما بينهم، و حموا الماء عليه، و قتلوه و أنصاره و بنيه، و كان مدة إقامتنا و ارتحالنا تسعة عشر يوما فرجعت غنيا إلي منزلي و السبايا معنا، فعرضت علي عبيد الله فأمر أن يشهروهم إلي يزيد إلي الشام فلبثت في منزلي أياما قلائل، و إذا أنا ذات ليلة راقد علي فراشي فرأيت طيفا كأن القيامة قامت، و الناس يموجون علي الارض كالجراد إذا فقدت دليلها وكلهم دالع لسانه علي صدره من شدة الظماء، و أنا اعتقد بأن ما فيهم أعظم مني عطشا لانه كل سمعي و بصري من شدته هذا غير حرارة الشمس يغلي منها دماغي و الارض تغلي كأنها القير، إذا اشعل تحته نار، فخلت أن رجلي قد تقلعت قدماها فو الله العظيم لو أني خيرت بين عطشي و تقطيع لحمي حتي يسيل دمي لاشربه لرأيت شربه خيرا من عطشي فبينا أنا في العذاب الاليم، و البلاء العميم، إذا أنا برجل قد عم الموقف نوره، و ابتهج الكون بسروره، راكب علي فرس، و هو ذو شيبة قد حفت به ألوف من كل نبي و وصي و صديق و شهيد و صالح، فمركأنه ريح أو سيران فلك فمرت ساعة و إذا أنا بفارس علي جواد أعز، له وجه كتمام القمر، تحت ركابه ألوف إن أمر ائتمروا، و إن زجرانزجروا، فاقشعرت الاجسام من لفتاته، و ارتعدت الفرائص من خطراته، فتأسفت علي الاول ما سألت عنه خيفة من هذا، و إذا به قد قام في ركابه و أشار إلي أصحابه، و سمعت قوله خذوه و إذا بأحدهم قاهر بعضدي


كلبة حديد خارجة من النار، فمضي بي إليه فخلت كتفي اليمني قد انقلعت فسألته الخفة فزادني ثقلا فقلت له: سألتك بمن أمرك علي من تكون؟ قال: ملك من ملائكة الجبار، قلت: و من هذا؟ قال: علي الكرار، قلت: و الذي قبله؟ قال: محمد المختار، قلت: و الذي حوله؟ قال: النبيون، و الصديقون، و الشهداء و الصالحون، و المؤمنون، قلت: أنا ما فعلت حتي أمرك علي؟ قال: إليه يرجع الامر و حالك حال هؤلاء فحققت النظر و إذا بعمر بن سعد أمير العسكر، و قوم لم أعرفهم و إذا بعنقه سلسلة من حديد، و النار خارجة من عينيه و اذنيه، فأيقنت بالهلاك، و باقي القوم منهم مغلل، و منهم مقيد، و منهم مقهور بعضده مثلي فبينا نحن نسير و إذا برسول الله صلي الله عليه و آله الذي وصفه الملك جالس علي كرسي عال يزهوأظنه من اللؤلؤ، و رجلين ذي شيبتين بهيتين عن يمينه، فسألت الملك عنهما فقال: نوح و إبراهيم و إذا برسول الله صلي الله عليه و آله يقول: ما صنعت يا علي؟ قال: ما تركت أحدا من قاتلي الحسين إلا و أتيت به، فحمد الله تعالي علي أني لم أكن منهم ورد إلي عقلي و إذا برسول الله صلي الله عليه و آله يقول: قدموهم، فقد موهم إليه، و جعل يسألهم و يبكي، و يبكي كل من في الموقف لبكائه، لانه يقول للرجل: ما صنعت بطف كربلاء بولدي الحسين؟ فيجيب يا رسول الله أنا حميت الماء عنه و هذا يقول: أنا قتلته و هذا يقول: أنا وطئت صدره بفرسي، و منهم من يقول: أنا ضربت ولده العليل، فصاح رسول الله صلي الله عليه و آله: وا ولداه و أقله ناصراه، وا حسيناه، وا علياه، هكذا جري عليكم بعدي أهل بيتي أنظر يا أبي آدم أنظر يا أخي نوح كيف خلفوني في ذريتي، فبكوا حتي ارتج المحشر، فآمر بهم زبانية جهنم يجرونهم أولافأولا إلي النار و إذا بهم قد أتوا برجل فسأله فقال: ما صنعت شيئا، فقال: أما كنت نجارا قا ل: صدقت يا سيد ي لكني ما عملت شيئا إلا عمود الخيمة لحصين بن نمير لانه انكسر من ريح عاصف فوصلته، فبكي و قال: كثرت السواد علي ولدي خذوه إلي النار، و صاحوا: لاحكم إلا لله و لرسوله و وصيه


قال الحداد: فأيقنت بالهلاك فأمر بي فقد موني فاستخبرني فأخبرته فأمر بي إلي النار فما سحبوني إلا و انتبهت، و حكيت لكل من لقيته، و قد يبس لسانه و مات نصفه، و تبرأ منه كل من يحبه، و مات فقيرا لارحمه الله و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون قال: و حكي عن السدي قال: أضافني رجل في ليلة كنت احب ألفاظها فرحبت به وقر بته و أكرمته، و جلسنا نتسامر و إذا به ينطلق بالكلام كالسيل إذا قصد الحضيض، فطرقت له فانتهي في سمره طف كربلا، و كان قريب العهد من قتل الحسين عليه السلام فتأوهت الصعداء، و تزفرت كملا فقال: ما بالك؟ قلت: ذكرت مصابا يهون عنده كل مصاب، قال: أما كنت حاضرا يوم الطف؟ قلت: لا، و الحمد لله قال: أراك تحمد، علي أي شيء؟ قلت: علي الخلاص من دم الحسين عليه السلام لان جده صلي الله عليه و آله قال: إن من طولب بدم ولدي الحسين يوم القيامة لخفيف الميزان قال: قال هكذا جده؟ قلت: نعم، و قال صلي الله عليه و آله: ولدي الحسين يقتل ظلما و عدوانا، ألا و من قتله يدخل في تابوت من نار، و يعذب بعذاب نصف أهل النار، و قد غلت يداه و رجلاه و له رائحة يتعوذ أهل النار منها، هو و من شايع و بايع أو رضي بذلك، كلما نضجت جلودهم بدلوا بجلود غيرها، ليذوقوا العذاب لا يفتر عنهم ساعة و يسقون من حميم جهنم، فالويل لهم من عذاب جهنم قال: لا تصدق هذا الكلام يا أخي؟ قلت: كيف هذا و قد قال صلي الله عليه و آله: لا كذبت و لا كذبت، قال: تري قالوا: قال رسول الله: قاتل ولدي الحسين لا يطول عمره، و ها أنا و حقك قد تجاوزت التسعين مع أنك ما تعرفني، قلت: لا و الله، قال: أنا الاخنس بن زيد، قلت: و ما صنعت يوم الطف، قال: أنا الذي أمرت علي الخيل الذين أمرهم عمربن سعد بوطي جسم الحسين بسنابك الخيل، و هشمت أضلاعه، و جررت نطعا من تحت علي بن الحسين و هو عليل حتي كببته علي وجهه و خرمت اذني صفية بنت الحسين، لقرطين كانا في اذنيها


قال السدي: فبكي قلبي هجوعا، و عيناي دموعا، و خرجت أعالج علي إهلاكه و إذا بالسراج قد ضعفت، فقمت أزهرها فقال: اجلس و هو يحكي متعجبا من نفسه و سلامته و مد إصبعه ليزهرها فاشتعلت به ففركها في التراب، فلم تنطف فصاح بي: أدركني يا أخي فكببت الشربة عليها و أنا مجب لذلك، فلما شمت النار رائحة الماء ازدادت قوة، و صاح بي ما هذه النار و ما يطفئها، قلت: ألق نفسك في النهر فرمي بنفسه فكلما ركس جسمه في الماء اشتعلت في جميع بدنه كالخشبة البالية في الريح البارح، هذا و أنا أنظره، فو الله الذي لا إله إلا هو، لم تطفأ حتي صار فحما و سار علي وجه الماء ألا لعنة الله علي الظالمين، و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون أقول: و روي ابن شيرويه في الفردوس، عن ابن عباس، عن النبي صلي الله عليه و آله قال: قال لي جبرئيل: قال الله عز و جل: قتلت بدم يحيي بن زكريا سبعين ألفا و إني أقتل بدم ابنك الحسين بن علي سبعين ألفا و سبعين ألفا، و عن علي عليه السلام عنه صلي الله عليه و آله قال: قاتل الحسين في تابوت من نار، عليه نصف عذاب أهل الدنيا 16 - ما أحمد بن الصلت، عن ابن عقدة، عن الحسن بن علي بن عفان، عن الحسن بن عطية، عن ناصح أبي عبد الله، عن قريبة جارية لهم قالت: كان عندنا رجل خرج علي الحسين عليه السلام ثم جاء بجمل و زعفران قالت: فلما دقوا الزعفران صار نارا، قالت: فجعلت المرأة تأخذ منه الشيء فتلطخه علي يدها فيصير منه برص، قالت: و نحروا البعير فلما جزوا بالسكين صار مكانها نارا، قالت: فجعلوا يسلخونه فيصير مكانه نارا، قالت: فقطعوه فخرج منه النار قالت: فطبخوه فكلما أو قدوا النار فارت القدر نارا، قالت: فجعلوه في الجفنة فصار نارا قالت: و كنت صبية يومئذ فأخذت عظما منه فطينت عليه فوجدته بعد زمان فلما حززناه بالسكين صار مكانه نارا فعرفنا أنه ذلك العظم فدفناه 17 - ما: بالاسناد عن ابن عطية قال: سمعت جدي أبا امي بزيعا قال:


كنا نمرونحن غلمان زمن خالد علي رجل في الطريق جالس أبيض الجسد أسود الوجه، و كان الناس يقولون: خرج علي الحسين عليه السلام


پاورقي

[1] مناقب آل أبي طالب ج 4 ص 55 و 56.

[2] مناقب آل أبي طالب ج 4 ص 55 و 56.

[3] اي يرميه إلي السماء.

[4] المصدر ج 4 ص 56 و 57.

[5] کأن هذا الراهب کان يري ملکوت الاشياء برياضته و رهبانيته: فرأي النور الساطع من الرأس، و لا يراه سائر الناس.

[6] ذکره ابن الاثير في أسد الغابة ج 2 ص 22 و قال: قال الترمذي: هذا حديث صحيح، أخرجه الثلاثة.

[7] المصدر ج 4 ص 57 - 61.

[8] الملهوف ص 121 - 122، و اللفظ له، و قد مر عن المناقب بغير هذا اللفظ.

[9] مقاتل الطالبيين ص 86، و قد ذکر القصة ابن شهر آشوب في المناقب ج 4 ص 58 بغير هذا اللفظ، و زاد: قال: فسمعت بذلک جارة له فقالت: ما يدعنا ننام الليل من صياحه.

[10] هذا هو الصحيح، و في بعض النسخ: رجعنا، و في بعضها جعنا.

[11] کامل الزيارات: ص 61 و 62.

[12] غافر: 11.

[13] الروم: 41.

[14] جمع الرمل علي الرمول علي قياس.