بازگشت

ما أخبر به الرسول و أميرالمؤمنين والحسين عليهم بشهادته


1 مكا: بإسناد أخي دعبل، عن الرضا، عن آبائه، عن علي بن الحسين عليهم السلام قال: حدثني أسماء بنت عميس الخثعمية قالت: قبلت [1] جدتك فاطمة بنت رسول الله بالحسن والحسين، قالت: فلما ولدت الحسن جاء النبي صلي الله عليه وآله فقال: يا أسماء هاتي ابني، قالت فدفعته إليه في خرقة صفراء، فرمي بها وقال: ألم أعهد إليكم أن لا تلفوا المولود في خرقة صفراء، ودعا بخرقة بيضاء فلفه بها، ثم اذن في اذنه اليمني، وأقام في اذنه اليسري، وقال لعلي عليه السلام: بما سميت ابني هذا؟ قال: ما كنت لاسبقك باسمه يا رسول الله قال: وأنا ما كنت لاسبق ربي عزوجل قال: فهبط جبرئيل قال: إن الله يقرأ عليك السلام ويقول لك: يا محمد علي منك بمنزلة هارون من موسي إلا أنه لا بني بعدك فسم ابنك باسم ابن هارون، قال: النبي صلي الله عليه وآله وما اسم ابن هارون؟ قال جبرئيل: شبر، قال: وما شبر؟ قال: الحسن قالت أسماء: فسماه الحسن.

قالت أسماء: فلما ولدت فاطمة الحسين عليه السلام نفستها به فجاءني النبي فقال: هلم ابني يا أسماء، فدفعته إليه في خرقة بيضاء، ففعل به كما فعل بالحسن قالت: وبكي رسول الله ثم قال: إنه سيكون لك حديث! اللهم العن قاتله، لا تعلمي فاطمة بذلك.

قالت أسماء: فلما كان في يوم سابعه جاءني النبي فقال: هلمي ابني فأتيته


به: ففعل به كما فعل بالحسن وعق عنه كما عق عن الحسن كبشا أملح [2] وأعطي القابلة الورك ورجلا وحلق رأسه وتصدق بوزن الشعر ورقا، وخلق رأسه بالخلوق وقال: إن الدم من فعل الجاهلية [3] . قالت: ثم وضعه في حجره ثم قال: يا أبا عبدالله عزيز علي ثم بكي.

فقلت: بأبي أنت وأمي فعلت في هذا اليوم وفي اليوم الاول فما هو؟ قال: أبكي علي ابني هذا تقتله فئة باغية كافرة من بني امية لعنهم الله لا أنالهم الله شفاعتي يوم القيامة، يقتله رجل يثلم الدين ويكفر بالله العظيم.

ثم قال: اللهم إني أسألك فيهما ما سألك إبراهيم في ذريته اللهم أحبهما وأحب من يحبهما، والعن من يبغضهما ملء السماء والارض [4] .


بيان: نفستها به: لعل المعني كنت قابلتها وإن لم يرد بهذا المعني فيما عندنا من اللغة، يحتمل أن يكون من نفس به بالكسر بمعني ضن، أي ضننت به وأخذته منها، وخلقه تخليقا طيبه.

قوله صلي الله عليه وآله " عزيز علي " أي قتلك قال الجزري: عز علي يعز أن أراك بحال سيئة أي يشتد ويشق علي.

2 لي: السناني، عن ابن زكريا، عن ابن حبيب، عن ابن بهلول، عن علي بن عاصم، عن الحصين بن عبدالرحمان، عن مجاهد، عن ابن عباس قال: كنت مع أمير المؤمنين عليه السلام في خرجته إلي صفين فلما نزل بنينوي وهو بشط الفرات قال بأعلا صوته: يا ابن عباس أتعرف هذا الموضع؟ قلت له: ما أعرفه يا أمير المؤمنين فقال عليه السلام: لو عرفته كمعرفتي لم تكن تجوزه حتي تكبي كبكائي.

قال: فبكي طويلا حتي اخضلت لحيته، وسالت الدموع علي صدره، وبكينا معا وهو يقول: أوه أوه مالي ولآل أبي سفيان؟ مالي ولآل حرب حزب الشيطان؟ وأولياء الكفر؟ صبرا يا أبا عبدالله فقد لقي أبوك مثل الذي تلقي منهم.

ثم دعا بماء فتوضأ وضوء الصلاة فصلي ما شاء الله أن يصلي ثم ذكر نحو كلامه الاول إلا أنه نعس عند انقضاء صلاته وكلامه ساعة ثم انتبه فقال: يا ابن عباس فقلت: ها أنا ذا، فقال: ألا احدثك بما رأيت في منامي آنفا عند رقدتي؟ فقلت: نامت عيناك ورأيت خيرا يا أمير المؤمنين.

قال: رأيت كأني برجال قد نزلوا من السماء معهم أعلام بيض قد تقلدوا سيفوهم وهي بيض تلمع، وقد خطوا حول هذه الارض خطة ثم رأيت كأن هذه النخيل قد ضربت بأغصانها الارض تضطرب بدم عبيط وكأني بالحسين سخلي وفرخي ومضغتي ومخي قد غرق فيه يستغيث فيه فلا يغاث، وكأن الرجال البيض قد نزلوا من المساء ينادونه ويقولون: صبرا آل الرسول، فانكم تقتلون علي أيدي شرار الناس، وهذه الجنة يا أبا عبدالله إليك مشتاقة، ثم يعزونني ويقولون: يا أبا الحسن أبشر، فقد أقر الله به عينك يوم يقوم الناس لرب العالمين.


ثم انتبهت هكذا، والذي نفس علي بيده، لقد حدثني الصادق المصدق أبوالقاسم صلي الله عليه وآله أني سأراها في خروجي إلي أهل البغي علينا، وهذه أرض كرب وبلاء، يدفن فيها الحسين عليه السلام وسبعة عشر رجلا من ولدي وولد فاطمة وإنها لفي السماوات معروفة، تذكر أرض كرب وبلاء، كما تذكر بقعة الحرمين، وبقعة بيت المقدس.

ثم قال لي: يا ابن عباس اطلب في حولها بعر الظباء فو الله ما كذبت ولا كذبت وهي مصفرة لونها لون الزعفران، قال ابن عباس فطلبتها فوجدتها مجتمعة فناديتة يا أمير المؤمنين قد أصبتها علي الصفة التي وصفتها لي، فقال علي عليه السلام: صدق الله ورسوله.

ثم قام عليه السلام يهرول إليها فحملها وشمها، وقال: هي هي بعينها، أتعلم يا ابن عباس ما هذه الابعار؟ هذه قد شمها عيسي بن مريم، وذلك أنه مربها ومعه الحواريون فرأي ههنا الظباء مجتمعة وهي تبكي فجلس عيسي، وجلس الحواريون معه، فبكي وبكي الحواريون، وهم لا يدرون لم جلس ولم بكي.

فقالوا: يا روح الله وكلمته ما يبكيك؟ قال: أتعلمون أي أرض هذه؟ قالوا: لا، قال: هذه أرض يقتل فيها فرخ الرسول أحمد صلي الله عليه وآله وفرخ الحرة الطاهرة البتول، شبيهة امي، ويلحد فيها طينة أطيب من المسك لانها طينة الفرخ المستشهد، وهكذا يكون طينة الانبياء وأولاد الانبياء، فهذه الظباء تكلمني و تفول: إنها ترعي في هذه الارض شوقا إلي تربة الفرخ المبارك وزعمت أنها آمنة

-بحار الانوار مجلد: 40 من ص 253 سطر 19 الي ص 261 سطر 18 في هذه الارض.

ثم ضرب بيده إلي هذه الصيران [5] فشمها وقال: هذه بعر الظباء علي هذه الطيب لمكان حشيشها اللهم فأبقها أبدا حتي يشمها أبوه فيكون له عزاء وسلوة


قال، فبقت إلي يوم الناس هذا وقد اصفرت لطول زمنها وهذه أرض كرب وبلاء.

ثم قال بأعلا صوته: يا رب عيسي بن مريم! لا تبارك في قتلته، والمعين عليه والخاذل له.

ثم بكي بكاء طويلا وبكينا معه حتي سقط لوجهه وغشي عليه طويلا ثم أفاق فأخذ البعر فصره في ردائه وأمرني أن أصرها كذلك ثم قال: يا ابن عباس إذا رأيتها تنفجر دما عبيطا، ويسيل منها دم عبيط، فاعلم أن أبا عبدالله قد قتل بها، ودفن.

قال ابن عباس: فو الله لقد كنت أحفظها أشد من حفظي لبعض ما افترض الله عزوجل علي وأنا لا احلها من طرف كمي فبينما أنا نائم في البيت إذا انتبهت فاذا هي تسيل دما عبيطا، وكان كمي قد امتلا دما عبيطا، فجلست وأنا باك وقلت قد قتل والله الحسين، والله ما كذبني علي قط في حديث حدثني ولا أخبرني بشئ قط أنه يكون إلا كان كذلك لان رسول الله كان يخبره بأشياء لا يخبر بها غيره.

ففزعت وخرجت وذلك عند الفجر فرأيت والله المدينة كأنها ضباب لا يستبين منها أثر عين ثم طلعت الشمس ورأيت كأنها منكسفة، ورأيت كأن حيطان المدينة عليها دم عبيط، فجلست وأنا باك فقلت: قد قتل والله الحسين، وسمعت صوتا من ناحية البيت وهو يقول:



اصبروا آل الرسول

قتل الفرخ النحول [6] .



نزل الروح الامين

ببكاء وعويل



ثم بكي بأعلا صوته وبكيت فأثبت عندي تلك الساعة وكان شهر المحرم يوم عاشورا لعشر مضين منه، فوجدته قتل يوم ورد علينا خبره وتاريخه كذلك فحدثت هذا الحديث اولئك الذين كانوا معه، فقالوا: والله لقد سمعنا ما سمعت


ونحن في المعركة ولاندري ما هو، فكنا نري أنه الخضر عليه السلام [7] .

3 ك: أحمد بن محمد بن الحسن القطان، وكان شيخا لاصحاب الحديث ببلد الري، يعرف بأبي علي بن عبد ربه، عن أحمد بن يحيي بن زكريا بالاسناد المتقدم مثله سواء [8] .

بيان: قال الجوهري: قولهم عند الشكاية أوه من كذا ساكنة الواو إنما هو توجع، وربما قلبوا الواو ألفا فقالوا: آه من كذا، وربما شددوا الواو وكسروها وسكنوا الهاء، فقالوا: أوه من كذا وقال: " المضغة " قطعة لحم، وقلب الانسان مضغة من جسده.

قوله عليه السلام: " ولا كذبت " علي بناء المجهول، من قولهم كذب الرجل أي أخبر بالكذب أي ماأخبرني رسول الله بكذب قط ويحتمل أن يكون علي بناء التفعيل أي ما أظهر أحد كذبي والاول أظهر، والضباب بالفتح ندي كالغيم أو سحاب رقيق كالدخان.

قوله " أثر عين " أي من الاعيان الموجودة في الخارج والنحول من النحل بالضم [9] بمعني الهزال.

4 لي: القفطان، عن السكري، عن الجوهري، عن قيس بن حفص الدارمي، عن حسين الاشقر، عن منصور بن الاسود، أن أبي حسان التيمي، عن نشيط بن عبيد، عن رجل منهم، عن جرداء بنت سمين، عن زوجها هرثمة بن أبي مسلم قال: غزونا مع علي بن أبي طالب عليه السلام صفين فلما انصرفنا نزل بكربلا فصلي بها الغداة ثم رفع إليه من تربتها فشمها ثم قال: واها لك أيتها التربة


ليحشرن منك أقوام يدخلون الجنة بغير حساب.

فرجع هرثمة إلي زوجته وكانت شيعة لعلي عليه السلام فقال: ألا احدثك عن وليك أبي الحسن نزل بكربلا فصلي ثم رفع إليه من تربتها فقال: واها لك أيتها التربة ليحشرن منك أقوام يدخلون الجنة بغير حساب قالت: أيها الرجل فان أمير المؤمنين عليه السلام لم يقل إلا حقا.

فلما قدم الحسين عليه السلام قال هرثمة: كنت في البعث الذين بعثهم عبيد الله بن زياد لعنهم الله، فلما رأيت المنزل والشجر ذكرت الحديث فجلست علي بعيري ثم صرت إلي الحسين عليه السلام فسلمت عليه وأخبرته بما سمعت من أبيه في ذلك المنزل الذي نزل به الحسين، فقال: معنا أنت أم علينا؟ فقلت: لا معك ولا عليك، خلفت صبية أخاف عليهم عبيد الله بن زياد قال: فامض حيث لا تري لنا مقتلا ولا تسمع لنا صوتا فوا الذي نفس حسين بيده لا يسمع اليوم واعيتنا أحد فلا يعيننا إلا كبه الله لوجهه في [نار] جهنم [10] .

بيان: قال الجوهري: إذا تعجبت من طيب الشئ قلت: واها له ما أطيبه.

أقول: لعل المراد أن مع سماع الواعية وترك النصرة العذاب أشد وإلا فالظاهر وجوب نصرتهم علي أي حال.

5 لي: أبي، عن الكميداني، عن ابن عيسي، عن ابن أبي نجران، عن جعفر بن محمد الكوفي، عن عبيد السمين، عن ابن طريف، عن أصبغ بن نباته قال: بينا أمير المؤمنين عليه السلام يخطب الناس وهو يقول: " سلوني قبل أن تفقدوني فوالله لا تسألوني عن شئ مضي ولا عن شئ يكون إلا نبأتكم به " فقام إليه سعد بن أبي وقاص فقال: يا أمير المؤمنين أخبرني كم في رأسي ولحيتي من شعرة؟ فقال له: أما والله لقد سألني عن مسألة حدثني خليلي رسول الله صلي الله عليه وآله أنك ستسألني عنها، وما في رأسك ولحيتك من شعرة إلا وفي أصلها شيطان جالس، وإن في


بيتك لسخلا يقتل الحسين ابني، وعمر بن سعد يومئذ يدرج بين يديه [11] .

مل: أبي، عن سعد، عن محمد بن عبدالجبار، عن ابن أبي نجران، عن جعفر ابن محمد بن حكيم، عن عبيد السمين يرفعه إلي أمير المؤمنين عليه السلام قال: كان أمير المؤمنين عليه السلام يخطب الناس وذكر مثله [12] .

6 لي: ابن مسرور، عن ابن عامر، عن عمه، عن الازدي، عن أبان بن عثمان عن أبان بن تغلب، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله: من سره أن يحيا حياتي، ويموت ميتتي، ويدخل جنة عدن منزلي، ويمسك قضيبا غرسه ربي عزوجل ثم قال له: كن فكان، فليتول علي بن أبي طالب وليأتم بالاوصياء من ولده، فانهم عترتي، خلقوا من طينتي، إلي الله أشكوا أعداءهم من امتي المنكرين لفضلهم، القاطعين فيهم صلتي، وأيم الله ليقتلن ابني بعدي الحسين


لا أنا لهم الله شفاعتي [13] .

7 شا، ج: جاء في الآثار أن أمير المؤمنين عليه السلام كان يخطب فقال في خطبته " سلوني قبل أن تفقدوني فوالله لا تسألوني عن فئة تضل مائة وتهدي مائة إلا أنبأتكم بناعقها وسائقها إلي يوم القيامة ".

فقام إليه رجل فقال: أخبرني كم في رأسي ولحيتي من طاقة شعر؟ فقال أمير المؤمنين: والله لقد حدثني خليلي رسول الله صلي الله عليه وآله بما سألت عنه وإن علي كل طاقة شعر في رأسك ملك يعلنك، وعلي كل طاقة شعر في لحيتك شيطان يستفزك وإن في بيتك لسخلا يقتل ابن بنت رسول الله صلي الله عليه وآله وآية ذلك مصداق ما خبرتك به ولولا أن الذي سألت عنه يعسر برهانه لاخبرتك به ولكن آية ذلك ما أنبأتك به من لعنتك وسخلك الملعون، وكان ابنه في ذلك الوقت صبيا صغيرا يحبوا.

فلما كان من أمر الحسين ما كان تولي قتله كما قال أمير المؤمنين عليه السلام: [14] بيان: استنفره أي استخفه وأزعجه.

8 ب: محمد بن عيسي، عن القداح، عن جعفر بن محمد، عن أبيه عليهما السلام قال: مر علي بكربلا في اثنين من أصحابه قال: فلما مر بها ترقرقت عيناه للبكاء ثم قال: هذا مناخ ركابهم، وهذا ملقي رحالهم، وههنا تهراق دماؤهم، طوبي لك من تربة عليك تهراق دماء الاحبة [15] .

9 ير: محمد بن الحسين، عن يزيد شعر، عن هارون بن حمزة، عن أبي عبدالرحمان، عن سعد الاسكاف، عن محمد بن علي بن عمر بن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: قال رسول الله: من سره أن يحيي حياتي، ويموت ميتتي، ويدخل جنة ربي التي وعدني: جنة عدن منزلي: قضيب من قضبانه غرسه ربي تبارك وتعالي بيده فقال له.

كن! فكان، فليتول علي بن أبي طالب والاوصياء من


ذريته، إنهم الائمة من بعدي، هم عترتي من لحمي ودمي، رزقهم الله فضلي وعلمي وويل للمنكرين فضلهم من امتي، القاطعين صلتي، والله ليقتلن ابني لا أنا لهم الله شفاعتي.

مل: ابن الوليد، عن الصفار، عن اليقطيني، عن زكريا المؤمن، عن أيوب بن عبدالرحمان وزيد أبي الحسن وعباد جميعا، عن سعد الاسكاف، عن أبي عبدالله عليه السلام مثله [16] .

بيان: قوله قضيب أي فيها قضيب.

10 ير: سلام بن أبي عمرة الخراساني، عن أبان بن تغلب، عن أبي عبدالله عن أبيه عليهما السلام، أنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله: من أراد أن يحيي حياتي ويموت ميتتي، ويدخل جنة ربي: جنة عدن غرسه ربي، فليتول عليا وليعاد عدوه، وليأتم بالاوصياء من بعده، فانهم أئمة الهدي من بعدي أعطاهم الله فهمي وعلمي، وهم عترتي من لحمي ودمي، إلي الله أشكو من امتي المنكرين لفضلهم القاطعين فيهم صلتي، وأيم الله ليقتلن ابني يعني الحسين لا أنا لهم الله شفاعتي.

11 ير: عبدالله بن محمد، عن ابن محبوب، عن أبي حمزة، عن سويد بن غفلة قال: أنا عند أمير المؤمنين عليه السلام إذ أتاه رجل فقال: يا أمير المؤمنين جئتك من وادي القري، وقد مات خالد بن عرفطة فقال له أمير المؤمنين: إنه لم يمت فأعادها عليه، فقال له علي عليه السلام: لم يمت والذي نفسي بيده لا يموت، فأعادها عليه الثالثة فقال: سبحان الله اخبرك أنه مات، وتقول لم يمت؟ فقال له علي عليه السلام: لم يمت والذي نفسي بيده، لا يموت حتي يقود جيش ضلالة يحمل رايته حبيب بن جماز [17] .

قال: فسمع بذلك حبيب فأتي أمير المؤمنين فقال له: اناشدك في وإني لك شيعة، وقد ذكرتني بأمر لا والله ما أعرفه من نفسي، فقال له علي عليه السلام: إن كنت حبيب بن جماز فتحملنها [فولي حبيب بن جماز وقال: إن كنت حبيب


ابن جماز لتحملنها] [18] .

قال أبوحمزة: فوالله مامات حتي بعث عمر بن سعد إلي الحسين بن علي عليه السلام وجعل خالد بن عرفطة علي مقدمته، وحبيب صاحب رايته [19] .

12 شا: الحسن بن محبوب، عن ثابت الثمالي، عن أبي إسحاق السبيعي عن سويد بن غفلة عنه عليه السلام مثله وزاد في آخره: وسار بها حتي دخل المسجد من باب الفيل [20] .

مل: أبي، وابن الوليد معا، عن سعد، عن اليقطيني، عن صفوان وجعفر ابن عيسي، عن الحسين بن ابي غندر، عمن حدثه، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: كان الحسين بن علي ذات يوم في حجر النبي صلي الله عليه وآله يلاعبه ويضاحكه، فقالت عائشة: يا رسول الله ما أشد إعجابك بهذا الصبي؟ فقال لها: ويلك وكيف لا احبه ولا اعجب به، وهو ثمرة فؤادي، وقرة عيني؟ أما إن امتي ستقتله، فمن زاره بعد وفاته كتب الله له حجة من حججي.

قالت: يا رسول الله حجة من حججك؟ قال: نعم، وحجتين من حججي قالت: يا رسول الله حجتين من حججك؟ قال: نعم، وأربعة قال: فلم تزل تزاده ويزيد ويضعف حتي بلغ تسعين حجة من حجج رسول الله صلي الله عليه وآله بأعمارها [21] .

ما: الحسين بن إبراهيم القزويني، عن محمد بن وهبان، عن علي بن جيش عن العباس بن محمد بن الحسين، عن أبيه، عن صفوان، عن الحسين مثله [22] .

13 مل: محمد الحميري، عن أبيه، عن ابن أبي الخطاب، عن محمد بن حماد


الكوفي، عن إبراهيم بن موسي الانصاري، عن مصعب، عن جابر، عن محمد بن علي عليهما السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله: ن سره أن يحيي حياتي، ويموت مماتي ويدخل جنتي: جنة عدن غرسها ربي بيده، فليتول عليا ويعرف فضله والاوصياء من بعده، ويتبرأ من عدوي، أعطاهم الله فهمي، وعلمي، هم عترتي من لحمي ودمي، أشكوا إليك ربي عدوهم من امتي المنكرين لفضلهم، القاطعين فيهم صلتي والله ليقتلن ابني ثم لاتنالهم شفاعتي [23] .

14 مل: الحسن بن عبدالله بن محمد، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن علي ابن شجرة، عن عبدالله بن محمد الصنعاني، عن أبي جعفر عليه السلام قال: كان رسول الله صلي الله عليه وآله إذا دخل الحسين عليه السلام اجتذبه إليه ثم يقول لامير المؤمنين عليه السلام: أمسكه، ثم يقع عليه فيقبله ويبكي، فيقول: يا أبه لم تبكي؟ فيقول: يا بني أقبل موضع السيوف منك وأبكي قال: يا أبه واقتل؟ قال: إي والله وأبوك و أخوك وأنت قال: يا أبه فمصارعنا شتي؟ قال: نعم، يابني قال: فمن يزورنا من امتك؟ قال: لا يزورني ويزور أباك وأخاك وأنت إلا الصديقون من امتي [24] .

15 مل: محمد بن جعفر الرزاز، عن خاله ابن أبي الخطاب، عن علي ابن النعمان، عن عبدالرحمان بن سيابه، عن أبي داود البصري، عن أبي عبدالله الجدلي قال: دخلت علي أمير المؤمنين عليه السلام والحسين إلي جنبه فضرب بيده علي كتف الحسين ثم قال: إن هذا يقتل ولا ينصره أحد، قال: قلت يا أمير المؤمنين! والله إن تلك لحياة سوء قال: إن ذلك لكائن [25] .

-بحار الانوار مجلد: 40 من ص 261 سطر 19 الي ص 269 سطر 18 مل: أبي، عن سعد والحميري ومحمد العطار جميعا، عن ابن أبي الخطاب مثله.


16 مل: محمد بن جعفر، عن خاله ابن أبي الخطاب، عن نصر بن مزاحم عن عمرو بن سعيد، عن يزيد بن إسحاق، عن هانئ بن هانئ، عن علي عليه السلام قال: ليقتل الحسين قتلا وإني لاعرف تربة الارض التي يقتل عليها قريبا من النهرين.

مل: أبي، عن سعد، عن ابن أبي الخطاب مثله.

17 مل: محمد بن جعفر، عن خاله ابن أبي الخطاب، وحدثني أبي وجماعة عن سعد ومحمد العطار معا عن ابن أبي الخطاب، عن نصر بن مزاحم، عن عمرو بن سعيد، عن علي بن حماد، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال علي للحسين: يا أبا عبدالله اسوة أنت قدما؟ فقال: جعلت فداك ما حالي؟ قال: علمت ما جهلوا وسينتفع عالم بما علم، يا بني اسمع وأبصر من قبل أن يأتيك فو الذي نفسي بيده ليسفكن بنو امية دمك ثم لا يريدونك عن دينك، ولا ينسونك.

ذكر ربك، فقال الحسين عليه السلام: والذي نفسي بيده حسبي، وأقررت بما أنزل الله واصدق نبي الله ولا اكذب قول أبي.

بيان: الاسوة ويضم القدوة، وما يأتسي به الحزين أي ثبت قديما أنك اسوة الخلق يقتدون بك، أو يأتسي بذكر مصيبتك كل حزين.

قوله عليه السلام: " لا يريدونك " أي لا يريدون صرفك عن دينك والاصوب لا يردونك [26] .

18 شا: روي إسماعيل بن صبيح، عن يحيي بن المسافر العابدي، عن إسماعيل بن زياد [قال] إن عليا عليه السلام قال للبراء بن عازب ذات يوم: يا براء يقتل ابني الحسين وأنت حي لا تنصره، فلما قتل الحسين عليه السلام كان البراء بن عازب يقول: صدق والله علي بن أبي طالب، قتل الحسين ولم أنصره، ثم يظهر علي ذلك الحسرة والندم [27] .


19 كشف، شا، روي عبدالله بن شريك العامري قال: كنت أسمع أصحاب علي إذا دخل عمر بن سعد من باب المسجد يقولون هذا قاتل الحسين، وذلك قبل أن يقتل بزمان طويل [28] .

20 كشف، شا: روي سالم بن أبي حفصة قال: قال عمر بن سعد للحسين عليه السلام: يا أبا عبدالله إن قبلنا ناسا سفهاء يزعمون أني أقتلك فقال له الحسين: إنهم ليسوا سفهاء ولكنهم حلماء أما إنه يقر عيني أن لا تأكل بر العراق بعدي إلا قليلا [29] .

21 قب: ابن عباس: سألت هند عائشة أن تسأل النبي تعبير رؤيا فقال: قولي لها: فلتقصص رؤياها فقالت: رأيت كأن الشمس قد طلعت من فوقي، والقمر قد خرج من مخرجي، وكأن كوكبا خرج من القمر أسود فشد علي شمس خرجت من الشمس أصغر من الشمس فابتلعها فاسود الافق لابتلاعها ثم رأيت كواكب بدت من السماء وكواكب مسودة في الارض إلا أن المسودة أحاطت بافق الارض من كل مكان.

فاكتحلت عين رسول الله صلي الله عليه وآله بدموعه ثم قال: هي هند اخرجي يا عدوة الله مرتين فقد جددت علي أحزاني ونعيت إلي أحبابي فلما خرجت قال: اللهم العنها والعن نسلها.

فسئل عن تفسيرها فقال عليه السلام: أما الشمس التي طلعت عليها فعلي بن أبي طالب عليه السلام والكوكب الذي خرج كالقمر أسود فهو معاوية مفتون فاسق جاحد لله، وتلك الظلمة التي زعمت، ورأت كوكبا يخرج من القمر أسود فشد علي شمس خرجت من الشمس أصغر من الشمس فابتلعها فاسودت فذلك ابني الحسين عليه السلام يقتله ابن معاوية فتسود الشمس ويظلم الافق، وأما الكواكب السود في الارض أحاطت بالارض من كل مكان فتلك بنو امية [30] .


22 فر: جعفر بن محمد الفزاري معنعنا، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: كان الحسن مع امه تحمله فأخذه النبي صلي الله عليه وآله وقال: لعن الله قاتلك، ولعن الله سالبك وأهلك الله المتوازين عليك، وحكم الله بيني وبين من أعان عليك.

قالت فاطمة الزهراء: يا أبت أي شئ تقول؟ قال: يا بنتاه ذكرت ما يصيبه بعدي وبعدك من الاذي والظلم والغدر والبغي، وهو يومئذ في عصبة كأنهم نجوم السماء، ويتهادون إلي القتل، وكأني أنظر إلي معسكرهم، وإلي موضع رحالهم وتربتهم.

قالت: يا أبه وأين هذا الموضع الذي تصف؟ قال: موضع يقال له كربلا وهي دار كرب وبلاء علينا وعلي الامة [31] يخرج عليهم شرار امتي لو أن أحدهم شفع له من في السماوات والارضين ما شفعوا فيه، وهم المخلدون في النار.

قالت: يا أبه فيقتل؟ قال: نعم يا بنتاه، وما قتل قتلته أحد كان قبله ويبكيه السماوات والارضون، والملائكة، والوحش، والنباتات، والبحار، والجبال ولو يؤذن لها ما بقي علي الارض متنفس، ويأتيه قوم من محبينا ليس في الارض أعلم بالله ولا أقوم بحقنا منهم، وليس علي ظهر الارض أحد يلتفت إليه غيرهم اولئك مصابيح في ظلمات الجور، وهم الشفعاء، وهم واردون حوضي غدا أعرفهم إذا وردوا علي بسيماهم، وكل أهل دين يطلبون أئمتهم، وهم يطلبوننا لا يطلبون غيرنا، وهم قوام الارض، وبهم ينزل الغيث.

فقالت فاطمة الزهراء عليها السلام: يا أبه إنا لله، وبكت فقال لها: يا بنتاه! إن أفضل أهل الجنان هم الشهداء في الدنيا، بذلوا أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا، فما عند الله خير من الدنيا وما فيها قتلة أهون من ميتة، ومن كتب عليه القتل، خرج إلي مضجعه، ومن لم يقتل فسوف يموت.

يا فاطمة بنت محمد أما تحبين أن تأمرين غدا بأمر فتطاعين في هذا الخلق عند


الحساب؟ أما ترضين أن يكون ابنك من حملة العرش؟ أما ترضين أن يكون أبوك يأتونه يسألونه الشفاعة؟ أما ترضين أن يكون بعلك يذود الخلق يوم العطش عن الحوض فيسقي منه أولياءه ويذود عنه أعداءه؟ أما ترضين أن يكون بعلك قسيم النار: يأمر النار فتطيعه، يخرج منها من يشاء ويترك من يشاء.

أما ترضين أن تنظرين إلي الملائكة علي أرجاء السماء ينظرون إليك وإلي ما تأمرين به، وينظرون إلي بعلك قد حضر الخلائق وهو يخاصمهم عند الله فما ترين الله صانع بقاتل ولدك وقاتليك وقاتل بعلك إذا أفلجت حجته علي الخلائق، وامرت النار أن تطيعه؟ أما ترضين أن يكون الملائكة تبكي لابنك، وتأسف عليه كل شئ؟ أما ترضين أن يكن من أتاه زائرا في ضمان الله ويكون من أتاه بمنزلة من حج إلي بيت الله واعتمر، ولم يخل من الرحمة طرفة عين، وإذا مات مات شهيدا وإن بقي لم تزل الحفظة تدعو له ما بقي، ولم يزل في حفظ الله وأمنه حتي يفارق الدنيا.

قالت: يا أبه سلمت، ورضيت وتوكلت علي الله، فمسح علي قلبها ومسح عينيها، وقال: إني وبعلك وأنت وابنيك في مكان تقر عيناك، ويفرح قلبك [32] .

مل: محمد الحميري، عن أبيه، عن علي بن محمد بن سالم، عن محمد بن خالد عن عبدالله بن حماد البصري، عن عبدالله بن عبدالرحمان الاصم، عن مسمع ابن عبدالملك، عن أبي عبدالله عليه السلام مثله إلي قوله: بهم ينزل الغيث ثم قال: وذكر هذا الحديث بطوله [33] .

بيان: قوله: " يتهادون إلي القتل " إما من الهدية كأنه يهدي بعضهم بعضا إلي القتل، أو من قولهم: تهادت المرأة: تمايلت في مشيتها، أو من قولهم هداه أي تقدمه أي يتسابقون، وعلي التقديرات كناية عن فرحهم وسرورهم بذلك، والذود الطرد والدفع.


أقول: قد مر بعض الاخبار في باب الولادة.

23 وروي في بعض الكتب المعتبرة عن لوط بن يحيي، عن عبدالله بن قيس قال: كنت مع من غزي مع أمير المؤمنين عليه السلام في صفين وقد أخذ أبوأيوب الاعور السلمي [34] الماء وحرزه عن الناس فشكي المسلمون العطش فأرسل فوارس علي كشفه فانحرفوا خائبين، فضاق صدره، فقال له ولده الحسين عليه السلام أمضي إليه يا أبتاه؟ فقال: امض يا ولدي، فمضي مع فوارس فهزم أبا أيوب عن الماء، وبني خيمته وحط فوارسه، وأتي إلي أبيه وأخبره.

فبكي علي عليه السلام فقيل له: ما يبكيك يا أمير المؤمنين؟ وهذا أول فتح ببركة الحسين عليه السلام فقال: ذكرت أنه سيقتل عطشانا بطف كربلا، حتي ينفر فرسه ويحمحم ويقول: " الظليمة لامة قتلت ابن بنت نبيها ".

24 وروي ابن نما ره في مثير الاحزان، عن ابن عباس قال: لما اشتد برسول الله صلي الله عليه وآله مرضه الذي مات فيه، ضم الحسين عليه السلام إلي صدره يسيل من عرقه عليه وهو يجود بنفسه، ويقول: ما لي وليزيد لا بارك الله فيه اللهم العن يزيد ثم غشي عليه طويلا وأفاق وجعل يقبل الحسين وعيناه تذرفان، ويقول: أما إن لي ولقاتلك مقاما بين يدي الله عزوجل.

25 في الديوان المنسوب إلي أمير المؤمنين عليه السلام:



حسين إذا كنت في بلدة

غريبا فعاشر بآدابها



فلا تفخرن فيهم بالنهي

فكل قبيل بألبابها






ولو عمل ابن أبي طالب

بهذا الامور كأسبابها



ولكنه اعتام أمر الا له

فأحرق فيهم بأنيابها



عذيرك من ثقة بالذي

ينيلك دنياك من طابها



فلا تمرحن لاوزارها

ولا تضجرن لاوصابها



قس الغد بالامس كي تستريح

فلا تبتغي سعي رغابها



كأني بنفسي وأعقابها

وبالكربلاء ومحرابها



فتخضب منا اللحي بالدما

ءخضاب العروس بأثوابها



أراها ولم يك رأي العيان

واوتيت مفتاح أبوابها



مصائب تأباك من أن ترد

فأعدد لها قبل منتابها



سقي الله قائمنا صاحب

القيامة والناس في دأبها



هو المدرك الثأر لي يا حسين

بل لك فاصبر لاتعابها



لكل دم ألف ألف وما

يقصر في قتل أحزابها



هناك لا ينفع الظالمين

قول بعذر وإعتابها



حسين فلا تضجرن للفراق

فديناك أضحت لتخرابها



سل الدور تخبر وأفصح بها

بأن لا بقاء لاربابها



أنا الدين لا شك للمؤمنين

بآيات وحي وإيجابها



لناسمة الفخر في حكمها

فصلت علينا باعرابها



فصل علي جدك المصطفي

وسلم عليه لطلابها



بيان: " ولو عمل " " لو " للتمني، وقال الجوهري: العيمة بالكسر خيار المال واعتام الرجل إذا أخذ العيمة، وقال: حرقت الشئ حرقا بردته وحككت بعضه ببعض، ومنه قولهم حرق نابه يحرقه ويحرقه أي سحقه حتي سمع له صريف.

وقال: " عذيرك من فلان " أي هلم من يعذرك منه، بل يلومه ولا يلومك.

وقال الرضي: معني من فلان: من أجل الاساءة إليه وإيذائه أي أنت ذو عذر


فيما تعامله به من المكروه، وإضافة الدنيا إلي المخاطب للاشعار بأن لا علاقة بينه عليه السلام وبين الدنيا.

وقال الجوهري: الطاب الطيب، وقال: المرح شدة الفرح، وقال: الوصب المرض.

وقوله " سعي " إما مفعول به لقوله " لا تبتغي " أو مفعول مطلق من غير اللفظ والمحراب محل الحرب، والعروس نعت يستوي فيه الرجل والمرأة، والمنتاب مصدر ميمي من قولهم انتاب فلان القوم أي أتاهم مرة بعد اخري.

ووصف القائم عليه السلام بصاحب القيامة لاتصال زمانه بها أو لرجعة بعض الاموات في زمانه، والدأب مصدر دأب في عمله أي جد وتعب أو العادة والشأن، والاتعاب بالفتح جمع التعب والاعتاب الارضاء، والتخراب بالفتح مبالغة في الخراب وتخبر علي بناء الفاعل أو المفعول، وأفصح بها للتعجب، والحمل في أنا الدين للمبالغة، وإشارة إلي قوله تعالي: " اليوم أكملت لكم دينكم " [35] وإلي أن الاسلام لا يتم إلا بولايته لقوله تعالي " إن الدين عند الله الاسلا. " [36] .

وقوله عليه السلام: للمؤمنين متعلق بالنسبة بين أنا والدين أو خبر " لا " وبآيات متعلق بالنسبة أو بالمؤمنين قوله " وإيجابها " أي إيجاب الآيات طاعتي وولايتي علي الناس والمصراع بعده إشارة إلي ما نزل في شأن أهل البيت عليهم السلام عموما وإسناد الصلاة إلي الآيات مجاز، والاعراب الاظهار والبيان.

وقال شارح الديوان: المصراع الذي بعده إشارة إلي قراءة نافع وابن عامر ويعقوب " آل ياسين " بالاضافة وإلي ما روي أن " يس " اسم محمد صلي الله عليه وآله أو إلي قوله تعالي: " وسلام علي عباده الذين اصطفي " ولطف " إعرابها " علي التوجيه الاول غير خفي انتهي.

أقول: لا وجه للتخصيص غير التعصب، بل ربع القرآن نازل فيهم عليهم السلام كما عرفت وستعرفه.



پاورقي

[1] قبل المرأة کعلم قبالة بالکسر کانت قابلة وهي المرأة التي تأخذ الولد عند الولادة.

[2] الملحة بياض يخالطه سواد، يقال: کبش أملح وتيس أملح: اذا کان شعره خليسا، وقد املح الکبش املحاحا: صار أملح ذکره الجوهري، والخلوق، طيب معروف مرکب من الزعفران وغيره من أنواع الطيب وتغلب عليه الصفرة والحمرة.

[3] روي ابوداود في سننه ج 2 ص 96 باسناده عن أبي بريدة يقول: کنا في الجاهلية اذا ولد لا حدنا غلام ذبح شاة ولطخ رأسه بدمها، فلما جاء الله بالاسلام کنا نذبح شاة ونحلق رأسه ونلطخه بزعفران.

نعم قد روي أبوداود عن حفص بن عمر النمري عن همام عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة، عن رسول الله صلي الله عليه وآله " قال: کل غلام رهينة بعقيقة تذبح عنه يوم السابع ويحلق رأسه ويدمي " قال: فکان قتادة اذا سئل عن الدم کيف يصنع به؟ قال: اذا ذبحت رأسه أخذت منها صوفة واستقبلت به أو داجها ثم توضع علي يا فوخ الصبي حتي يسيل علي العقيقة مثل الخيط ثم يغسل رأسه بعد ويحلق.

لکهنم وهموا هماما في روايته ذلک وقالوا: ان الصحيح من الحديث " يسمي " بدل " يدمي ".

[4] قد مر مثله في ج 43 ص 238 240 ب 11 تحت الرقم 4 عن الصدوق في عيون أخبار الرضا وعن ابن شهر آشوب في المناقب، فراجع.

[5] الصيران: جمع صوار کغراب وکتاب ومن معانيها وعاء المسک، کأنه أراد تشبيه البعر بنافجة المسک لطيبها، ويحتمل أن يکون جمع صور بالفتح وأراد به الحشيش الملتف النابت في تلک الارض.

[6] کذا في النسخ کلها والصواب " النحيل " صفة من النحول وهوالانسب بقافية النظم.

[7] أمالي الصدوق المجلس 87 تحت الرقم: 5.

[8] کمال الدين ج 2 ص 214 217 ب 51 الرقم 4.

[9] النحل بالضم: الاسم من النحلة بالضم وهي الدقة والهزال، وفي حديث معبد " لم تعبه نحلة " نقله الشرتوني في ذيل أقرب الموارد عن التاج.

ولکن في سائر المعاجم النحل بالضم: مصدر نحل ينحل کقطع يقطع بمعني اعطاء الشئ من غير عوض بطيب نفس وأما الذي بمعني الهزال فهو النحول، وأظن ما ذکره التاج من کلام المولدين.

[10] المصدر: المجلس 28، الرقم: 6.

وتري مثله في شرح النهج لابن أبي الحديد ج 1 ص 350 و 351 نقلا عن کتاب صفين لنصر بن مزاحم.

[11] المصدر المجلس 28، تحت الرقم: 1، ولا يخفي ما في الحديث من تسمية الرجل السائل المتعنت بأنه سعد بن أبي وقاص، حيث ان سعد بن أبي وقاص اعتزل عن الجماعة وامتنع عن بيعة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فاشتري أرضا واشتغل بها فلم يکن ليجئ إلي الکوفة ويجلس إلي خطبة علي عليه السلام.

علي أن عمر بن سعد قد ولد في السنة التي مات فيها عمر بن الخطاب وهي سنة ثلاث وعشرين کما نص عليه ابن معين فکان عمر بن سعد حين يخطب علي عليه السلام هذه الخطبة بالکوفة غللاما بالغا أشرف علي عشرين لا انه سخل في بيته.

ولما کان أصل القصة مسلمة مشهورة، عدل الشيخ المفيد في الارشاد علي ما سيأتي تحت الرقم 7 عن تسمية الرجل، وتبعه الطبرسي في اعلام الوري 186، ولعل الصحيح ما ذکره ابن أبي الحديد حيث ذکر الخطبة في شرحه علي النهج ج 1 ص 253 عن کتاب الغارات لابن هلال الثقفي عن زکريا بن يحيي العطار عن فضيل عن محمد بن علي عليهما السلام وقال في آخره: والرجل هو سنان بن أنس النخعي.

[12] راجع کامل الزيارات ص 74.

وقال فيه المحشي في عبيد السين: الظاهر انه هو عبدالحميد بن أبي العلاء الکوفي الشهير بالسمين.

[13] أمالي الصدوق المجلس 9 تحت الرقم 11.

[14] الارشاد: ص 156، الاحتجاج: ص 132 واللفظ له.

[15] المصدر ص 20.

[16] کامل الزيارات ص 69 وفيه: عن أبي جعفر عليه السلام.

[17] ضبطه في الاصابة: حبيب بن حمار.

[18] ما بين العلامتين ساقط من نسخة الکمباني.

[19] بصائر الدرجات: ص 85.

[20] الارشاد: ص 155 ومثله في الاختصاص: ص 280، اعلام الوري: ص 177، شرح النهج لابن أبي الحديد: ج 1 ص 253.

[21] المصدر ص 68.

[22] أمالي الشيخ ص 62.

[23] کامل الزيارات ب 22 الرقم 7.

[24] المصدر ص 70.

[25] المصدر ص 71 وفيه عن ابي داود السبيعي.

[26] بل الصحيح: " لا يزيلونک " کما في المصدر ص 72، و " يريدونک " تصحيف منه ظاهر.

[27] الارشاد: ص 156.

[28] کشف الغمة: ج 2 ص 178، ارشاد المفيد: ص 235.

[29] ارشاد المفيد: ص 235، کشف الغمة: ج 2 ص 178.

[30] مناقب آل أبي طالب: ج 4 ص 72.

[31] الائمة خ ل.

[32] تفسير فرات: ص 55 و 56.

[33] کامل الزيارات ص 69.

[34] هو عمرو بن سفيان بن عبد شمس ينتهي نسبه إلي ثعلبة بن بهثة بن سليم، وهو مشهور بکنيته وهي " أبوالاعور " ولم نرفي أصحاب التراجم من کناه بأبي أيوب، کان مع معاوية وکان من أشد من عنده علي علي عليه السلام وکان عليه السلام يذکره في القنوت في صلاة الغداة ويدعو عليه، وهو الذي کان لي المشارع يوم صفين حين منعوا الماء عن عسکر علي عليه السلام، والمشهور أن الذي طردهم عن المشرعة، الاشتر في اثني عشر ألفا من أهل العراق.

[35] المائدة: 7.

[36] آل عمران: 18.