بازگشت

ويحكم ، اهولاء تقصدون و عنا تتخاذلون ؟


وهذه اعجب ردّة في حياة الإنسان ؛ ينقلب فيها الإنسان علي نفسه ،فيحب عدوّه و يعادي وليّه ، وهو بمعني أن ينسي الإنسان نفسه .

لان ّ نفس الإنسان حب وبغض ، يحب اولياءه يبغض أعداءه ، فإذا نسي الإنسان نفسه ، نسي من يجب ان يحب و من يجب ان يبغض ،و اعظم من ذلك ان ينقلب عنده الحب والبغض ، فيحب عدوّه و يبغض وليه .

و هذه الحالة هي التي يعاقب الله بها الذين ينسونه ، فينسيهم أنفسهم (نسوا الله فانساهم انفسهم ).

و الذين خاطبهم الحسين (ع) يوم عاشوراء، كانوا من الذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم ، ونسوا حبهم وبغضهم ، فأحبوا بني اُمية ، وكان عليهم أن يعادوهم ، لما جنت ايديهم من الظلم والعصيان ، وقاتلوا اولياءهم الذين امر الله تعالي المسلمين بمودّتهم و اتباعهم في آيات محكمات من كتابه .

و لست أدري ماذا في هذا الخطاب من الم يعتصر قلب الإمام (ع)؟الم نابع من الإشفاق عليهم لهذه الحالة التي وصلوا اليها من البؤس ، و ليس لان ّ الإمام فقد نصرتهم له في محنته .