بازگشت

بغير عدل افشوه فيكم و لا امل اصبح لكم فيهم


يقول لهم الإمام (ع): إن ّ الذي تغيّر هو القلوب ، تحولت من الهدي الي الضلال ، ومن أولياء الله الي أعداء الله، وانقلبت من الولاء الي البراءة ، و من البراءة الي الولاء دون أن يتغيّر بنو امية عمّا كانوا عليه .

«بغير عدل افشوه فيكم »:

هاهم بنو امية يمارسون الظلم ، كما كانوا يمارسونه من قبل ، و امعنوا في الظلم و الضلال ، وأسرفوا علي أنفسهم في ذلك ايّما إسراف .

فلم يحدث انقلاب في واقع بني امية ، إنما الذي حدث ردّة في القلوب ، من محور الولاء الي البراءة ، ومن محور البراءة الي الولاء. فإن هؤلاء الناس انقلبوا من ولاء اهل البيت الي ولاء بني أمية ، دون أن يتغيراهل بيت الرسالة : عمّا كانوا عليه من الهدي و الصلاح ، او يتغير بنوأمية عمّا كانوا عليه من الضلال والظلم .

ولكن الناس انقلبوا من البراءة من بني أمية الي البراءة من اهل البيت (ع) و قتالهم ، ومن الولاء لاهل البيت : الي الولاء لبني أميّة .

«و لا امل اصبح لكم فيهم »:

و كما لم يكن هذا الانقلاب بسبب حصول انقلاب في بني أمية من الظلم الي العدل ، كذلك لم يكن بسبب أن َّ الناس اصبح لهم أمل في عدل بني أمية بعد ذلك .

اذن ، لم ينخدع الناس ببني اُمية حينما والوهم ، و قاتلوا أعداءهم و خصومهم .

فإن لم يكن الناس مخدوعين ، فماذا جري في نفوسهم حتي انقلبوا من آل رسول الله الي آل اُمية ؟ إن َّ الذي حدث هو أن بني اُمية اذلّوهم بالإرهاب و الطمع .

و فرق بين الخداع والإذلال ؛ فإن ّ الذي ينخدع بعدوّه : يُحِب ُّ عدوه و يواليه و يحارب اعداءه خطاً، وهذا عجز في الوعي و المعرفة ، و ليس ذُلاًو عجزاً في الكرامة . و اما الذي يوالي عدوّه ويعطيه سيفه وماله ثم يعطيه قلبه وحبه وهو يعلم انه له عدوّ فهذا هو الذل ّ بعينه و انعدام الكرامة .

و هذا لن يكون في امة إلا بالإذلال ، والإذلال قد يكون بالإرهاب و القوة ، و قد يكون بالمال والذهب .

و قد استعمل بنو أمية كلا الامرين : الإذلال بالقوّة و الإرهاب و الإذلال بالمال و السلطان فأذلوا الناس ، نعم استعملوا التغرير والاعلام والخداع ، إلاّ أن إسرافهم في الظلم و الترف و المعصية كان اظهر من أن يخفي علي احد.