بازگشت

وحششتم علينا نارا اقتدحناها علي عدونا وعدوكم


ما هي هذه النار التي يتحدث الحسين (ع) عنها يوم عاشوراء؟

و من اقتدحها؟

و أين اقتدحها؟

هذه النار هي انفجار النور الهائل في جزيرة العرب ، و كانت تحمل الي البشرية وهجاً ساطعاً، انار قلوب الناس و عقولهم في الشرق و الغرب ،و دخل كل بيت ، وبهذا النور اذهب الله عن الناس ظلمات الجاهلية ؛فتحول هذا النور الي إيمان و إخلاص و عطاء و يقين ، و قيم ، و تضحية و صلاة ، ودعاء، والي مدارس للعلم ومساجد للعبادة ، انتشرت علي وجه الارض ، والي ثورات و حركات للمظلومين علي الظالمين ، كما اُحرقت هذه النار عروش الطغاة و الجبابرة في فارس و الروم و مصر، وكسرت الاغلال و القيود من معاصم الناس و أقدامهم ، و أطلقتهم من أسر الظالمين .

واقتدح رسول الله (ص) هذه النار في جزيرة العرب ، ثم عمّت الدنيا كلّها، فلم يمض علي هذه القدحة خمسون سنة ؛ حتي كانت هذه النار تنير مشارق الارض و مغاربها.

اقتدحها رسول الله (ص) في هذا الوسط الجاهلي من جزيرة العرب ،و لم ينتق لهذه الدعوة طبقة معينة ، و انما فجّر كوامن الفطرة والعقل في نفوس من استجاب منهم لهذه الدعوة ، و جعل منهم قوة هائلة هزمت جيوش الفرس والروم ، واطاحت بعروش كسري و قيصر.

تماماً كما يستخرج المهندس من صخرة معتمة باردة النور و الحرارة ، و كما تعطينا الخشبة المعتمة الباردة النور والحرارة .

كذلك فجّر رسول الله (ص) كوامن الفطرة والعقل والضمير في نفوس هؤلاء الناس الخاملين في الجزيرة فجعل منهم قمماً في الصلاح والتقوي والقوّة والصمود والإيمان والخشوع ، استطاعوا فيما بعد ان ينشروا هذه الدعوة علي وجه الارض ، ويكونوا سادة وائمة وقادة للبشرية ، بعد أن كانوا منزوين عن الحضارات في رقعة صحراوية غير ذات زرع .

اجل ، ثم لم يمض خمسون سنة علي وفاة رسول الله (ص) الذي اقتدح هذه النار فيهم ليحرق بها عروش الظالمين ، حتي حرق الناس بهذه النار ابيات آل رسول الله (ص)، و حرقوا بها باب علي و فاطمة ، و حرقوا بها خيام اهل بيت رسول الله (ص) في كربلاء.

فاي ّ حق اضاعه هؤلاء الناس ؟

وكيف ردّوا لرسول الله (ص) الجميل ؟

يا حسرة علي العباد!!

وقد قال الله تعالي لهم : (قل لا اسالكم عليه أجراً إلاّ المودة في القربي ).