الا و من كان باذلا فينا مهجته
الحسين (ع) لا يطلب من الناس مالاً، ولا زعامة ، ولا سلطاناً، و لا شاناً من شؤون الدنيا، وإنما يطلب منهم مهجهم ، و هو اغلي و اعزّ ما يطلب إمام من ماموميه ، و لا يدعوهم الي الخروج معه لينالوا فتحاً او سلطاناً او يسقطوا سلطاناً، و إنما يدعوهم للخروج ليبذلوا مهجهم و أفئدتهم و دماءهم . وهذا نموذج فريد من القادة .
إن القادة لا يريدون من الناس مهجهم و أفئدتهم ، و إنما يدعون الناس لتحقيق اهداف سياسية او عسكرية ، و يدفعون من مهج الناس و أفئدتهم ما تحتاجه هذه الغايات ، ضريبة للمكاسب والإنجازات التي يطلبونها.
امّا الحسين (ع) فيدعو الناس منذ اول يوم الي ان يبذلوا له مهجهم و افئدتهم و دماءهم .
وهي الميزة الفريدة التي تتميز بها ثورة الحسين (ع) عن غيرها من الحركات و الثورات ووعي هذه الخصلة مسالة مهمّة في فهم ثورة الحسين (ع).