بازگشت

عذاب قاتل الحسين


1 - محمد بن يعقوب، عن علي بن محمد و محمد بن الحسن، عن سهل بن زياد، عن محمد بن الحسن بن شمون عن عبدالله بن عبدالرحمن الأصم، عن كرام قال: حلفت فيما بيني و بين نفسي ألا آكل طعاما بنهار أبدا حتي يقوم قائم آل محمد عليهم السلام فدخلت علي أبي عبدالله عليه السلام قال: فقلت له: رجل من شيعتكم جعل الله عليه ألا يأكل طعاما بنهار أبدا حتي يقوم قائم آل محمد؟ قال: فصم اذا يا كرام و لا تصم العيدين و لا ثلاثة التشريق و لا اذا كنت مسافرا و لا مريضا.

فان الحسين عليه السلام لما قتل عجت السماوات و الارض و من عليهما و الملائكة، فقالوا: يا ربنا ائذن لنا في هلاك الخلق حتي نجدهم عن جديد الأرض بما استحلوا حرمتك، و قتلوا صفوتك، فأحي الله اليهم يا ملائكتي و يا سماواتي و يا أرضي اسكنوا، ثم كشف حجابا من الحجب فاذا خلفه محمد صلي الله عليه و آله و اثنا عشر وصيا له عليهم السلام و أخذ بيد فلان القائم من بينهم. فقال: يا ملائكتي و يا سماواتي و يا


أرضي بهذا انتصر لهذا قالها ثلاث مرات [1] .

2 - ابن قولويه حدثني أبي رحمه الله، عن سعد بن عبدالله، عن ابراهيم بن هاشم عن عثمان بن عيسي، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال قال رسول الله صلي الله عليه و آله ان في النار لمنزلة لم يكن يستحقها أحد من الناس الا قاتل الحسين ابن علي، و يحيي بن زكريا عليهم السلام [2] .

3 - عنه حدثني أبي رحمه الله و علي بن الحسين، عن سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمد بن سنان، عن اسماعيل بن جابر، عن أبي عبدالله عليهم السلام قال: سمعته يقول: تقتل و الله ذراري قتلة الحسين بفعل آبائها [3] .

4 - عنه حدثني أبي رحمه الله و محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن محمد بن عيسي، عن ابن فضال، عن ابن بكير، عن زرارة، عن عبدالخالق، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: كان قاتل الحسين عليه السلام ولد زنا و قاتل يحيي بن زكريا ولد زنا [4] .

5 - عنه، حدثني محمد بن جعفر القرشي الرزاز، عن خاله محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن علي بن النعمان، عن مثني، عن سدير، قال سمعت أباجعفر عليه السلام يقول ان الله جعل قتل أولاد النبيين من الامم الماضية علي يدي أولاد زنا [5] .

6 - عنه، عن محمد بن الحسين، عن صفوان بن يحيي، عن داود بن فرقد، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: كان الذي قتل الحسين بن علي عليهماالسلام ولد زنا و الذي قتل يحيي بن زكريا ولد زنا [6] .

7 - عنه، عن محمد بن الحسين، عن علي بن أسباط، عن اسماعيل ابن زكريا، عن بعض رجاله، عن أبي عبدالله عليه السلام في قول فرعون: «ذروني أقتل موسي»


فقيل له من كان يمنعه قال كان لرشده لأن الأنبياء و الحجج لا يقتلها ألا أولاد زنا و البغايا [7] .

8 - عنه حدثني أبي رحمه الله، عن سعد بن عبدالله، عن ابراهيم بن هاشم، عن ابن أبي عمير، عن بعض أصحابه، عن ابن مسكان، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قاتل الحسين بن علي ولد زنا [8] .

9 - عنه، حدثني أبي رحمه الله و محمد بن الحسن، عن سعد بن عبدالله، عن ابراهيم بن هاشم، عن عثمان بن عيسي، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال لا يقتل النبيين و أولاد النبيين الا أولاد زنا [9] .

10 - عنه، حدثني أبي رحمه الله، عن سعد بن عبدالله، و عبدالله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن أبيه محمد بن خالد، عن عبدالعظيم ابن عبدالله بن علي الحسني، عن الحسن بن الحسين العمري، عن الحسين بن شداد الجعفي، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله: لا يقتل الأنبياء و أولاد الأنبياء الا ولد زنا [10] .

11 - عنه، حدثني محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، عن محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسي، عن الحسن بن علي بن فضال، عن مروان بن مسلم، عن اسماعيل بن كثير قال: سمعت أباعبدالله عليه السلام يقول: كان قاتل الحسين ابن علي ولد زنا، و كان قاتل يحيي بن زكريا ولد زنا و لم تبك السمآء و الأرض الا لهما [11] .

12 - الصدوق باسناده، قال قال رسول الله صلي الله عليه و آله: ان موسي بن عمران سأل ربه عزوجل فقال: يا رب ان أخي هارون مات فاغفر لي فأوحي الله تعالي اليه:


يا موسي لو سألتني في الأولين و الآخرين لأجبتك ما خلا قاتل الحسين بن علي ابن أبي طالب عليه السلام فاني أنتقم له من قاتله [12] .

13 - عنه باسناده، قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله: ان قاتل الحسين بن علي في تابوت عليهماالسلام من نار عليه نصف عذاب أهل الدنيا و قد شدت يداه و رجلا بسلاسل من نار، منكس في النار حتي يقع في قعر جهنم و له ريح يتعوذ أهل النار الي ربهم، من شدة نتنه، و هو فيها خالد ذائق العذاب الاليم، مع جميع من شايع علي قتله كلما نضجت جلودهم بدل الله عزوجل عليهم الجلود حتي يذوقوا العذاب الأليم، لا يفتر عنهم ساعة و يسقون من حميم جهنم، فالويل لهم لهم من عذاب الله تعالي في النار [13] .

14 - عنه، أبي رحمه الله قال: حدثني سعد بن عبدالله، عن يعقوب بن يزيد، عن زياد القندي، عن محمد بن أبي حمزة، عن عيص بن القاسم، قال: ذكر عند أبي عبدالله عليه السلام قاتل الحسين، فقال بعض أصحابه: كنت أشتهي أن ينتقم الله منه في الدنيا قال: كأنك تستقل له عذاب الله؟ و ما عند الله أشد عذابا و أشد نكالا [14] .

15 - عنه، حدثني محمد بن الحسن رضي الله عنه قال: حدثني محمد بن الحسن الصفار، عن ابراهيم بن هاشم، عن عثمان بن عيسي، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: فال رسول الله صلي الله عليه و آله: ان في النار منزلة لم يكن يستحقها أحد من الناس الا بقتل الحسين بن علي صلوات الله عليهما و يحيي بن زكريا عليهماالسلام [15] .

16 - عنه، حدثني محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال: حدثني محمد ابن يحيي العطار، عن محمد بن أحمد، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن سنان، عن


بعض أصحابه عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله: اذا كان يوم القيامة نصب لفاطمة عليهاالسلام قبة من نور و أقبل الحسين عليه السلام رأسه علي يده فاذا رأته شهقت شهقة لا يبقي في الجمع ملك مقرب و لا نبي مرسل و لا عبد مؤمن الا بكي لها فيمثل الله عزوجل رجلا لها في أحسن صورة و هو يخاصم قتلته بلا رأس.

فيجمع الله قتلته و المجهزين عليه و من شرك في قتله فيقتلهم حتي أتي علي آخرهم، ثم ينشرون فيقتلهم أميرالمؤمنين عليه السلام، ثم ينشرون فيقتلهم الحسن عليه السلام ثم ينشرون فيقتلهم الحسين عليه السلام ثم ينشرون فلا يبقي من ذريتنا أحد الا قتلهم قتلة، فعند ذلك يكشف الغيظ و ينسي الحزن، ثم قال أبوعبدالله عليه السلام: رحم الله شيعتنا، شيعتنا و الله هم المؤمنون فقد و الله شركونا في المصيبة بطول الحزن و الحسرة [16] .

17 - عنه، حدثني محمد بن الحسن رضي الله عنه قال: حدثني محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن اسماعيل بن جابر، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: سمعته يقول: القائم و الله يقتل ذراري قتله الحسين عليه السلام بفعال آبائها [17] .

18 - عنه، حدثني محمد بن موسي بن المتوكل، قال: حدثني محمد بن يحيي العطار، عن محمد بن أحمد، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن منصور، عن رجل، عن شريك يرفعه قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله اذا كان يوم القيامة جاءت فاطمة عليهاالسلام في لمة من نسائها فيقال لها: ادخلي الجنة، فيقول: لا أدخل حتي أعلم ما صنع بولدي من بعدي فيقال لها: انظري في قلب القيامة فتنظر الي الحسين عليه السلام قائما و ليس عليه رأس فتصرخ صرخة و أصرخ لصراخها و تصرخ الملائكة لصراخنا.

فيغضب الله عزوجل لنا عند ذلك فيأمر نارا يقال لها هبهب قد أوقد عليها ألف عام حتي اسودت لا يدخلها روح أبدا، و لا يخرج منها غم أبدا، فيقال: التقطي


قتله الحسين و حملة القرآن [18] فتلتقطهم، فاذا صاروا في حوصلتها صهلت و صهلوا بها، و شهقت و شهقوا بها و زفرت و زفروا بها، بألسنة ذلقة طلقة يا ربنا فبما أوجبت لنا النار قبل عبدة الأوثان؟ فيأتيهم الجواب عن الله تعالي: أن من علم ليس كمن لا يعلم [19] .

19 - عنه، عن محمد بن موسي بن المتوكل، رضي الله عنه قال: حدثني محمد ابن يحيي العطار، عن محمد بن أحمد، عن أحمد بن محمد، عن أبيه، عن عبدالله بن المغيرة، عن عبدالله بن عبدالرحمن الأصم، قال: حدثني عبدالله بن بكر الأرجاني قال: صحبت أباعبدالله عليه السلام في طريق مكة من المدينة فنزل منزلا يقال له عسفان ثم مررنا بجبل أسود، علي يسار الطريق وحش، فقلت: يا ابن رسول الله ما أوحش هذا الجبل؟ ما رأيت في الطريق جبلا مثله؟

فقال: يا ابن بكر أتدري أي جبل هذا؟ هذا جبل يقال له: الكمد و هو علي واد من أودية جهنم فيه قتلة أبي الحسين عليه السلام استودعهم الله، يجري من تحته مياه جهنم من الغسلين و الصديد و الحميم الآن و ما يخرج من جهنم و ما يخرج من طينة خبال و ما يخرج من لظي و ما يخرج من الحطمة و ما يخرج من سقر و ما يخرج من الجحيم و ما يخرج من الهاوية و ما يخرج من السعير.

ما مررت بهذا الجبل في مسيري فوقفت الا رأيتهما يستغيثان و يتضرعان و اني لأنظر الي قتلة أبي فأقول لهما، ان هؤلاء انما فعلوا لما أسستما، لم ترحمونا اذ وليتم و قتلتمونا و حرمتمونا، و وثبتم علي حقنا، و استبدتم بالأمر دوننا، فلا يرحم الله من يرحمكما ذوقا و بال ما صنعتما و ما الله بظلام للعبيد [20] .

20 - عنه باسناده، عن محمد بن أحمد، عن محمد بن الحسين، عن نصر بن


مزاحم، عن عمر بن سعد، عن محمد بن يحيي الحجازي، عن اسماعيل بن داود أبي العباس الأسدي، عن سعيد بن الخليل، عن يعقوب بن سليمان قال: سمرت أنا و نفر ذات ليلة فتذاكرنا قتل الحسين عليه السلام فقال رجل من القوم: ما تلبس أحد بقتله الا أصابه بلاء في أهله و ما له و نفسه.

فقال شيخ من القوم فهو و الله ممن شهد قتله و أعان عليه فما أصابه الي الآن أمريكرهه، فمقته القوم و تغير السراج و كان دهنه نفطا، فقام اليه ليصلح فأخذت النار بأصبعه فنفخها، فأخدت بلحيته، فخرج يبادر الي الماء فألقي نفسه في النهر و جعلت النار ترضرضت علي رأسه فاذا أخرجه أحرقته حتي مات لعنه الله [21] .

21 - عنه، باسناده، عن عمر بن سعد، عن القاسم بن الأصبع بن نباتة قال: قدم علينا رجل من بني دارم ممن شهد قتل الحسين عليه السلام مسود الوجه و كان رجلا جميلا شديد البياض، فقلت له؟ ما كدت أعرفك لتغير لونك، فقال: قتلت رجلا من أصحاب الحسين أبيض بين عينيه أثر السجود، و جئت برأسه، فقال القاسم: لقد رأيته علي فرس له مرحا، و قد علق الرأس بلبانها، و هو يصيب ركبتيها، قال: فقلت لأبي: لو أنه رفع الرأس قليلا أما تري ما تصنع به الفرس بيديها؟

فقال لي: يا بني ما يصنع به أشد، لقد حدثني فقال: ما نمت ليلة منذ قتلته الا أتاني في منامي حتي يأخذ بكتفي فيقودني و يقول: انطلق فينطلق بي الي جهنم فيقذف بي فيها حتي أصبح، قال: فسمعت بذلك جارة له، فقالت: ما تدعنا ننام شيئا من الليل من صياحه قال فقمت في شباب من الحي فأتينا امرأته فسألناها، فقالت: قد أبدي علي نفسه قد صدقكم [22] .

22 - عنه، باسناده، عن عمر بن سعد قال: حدثني أبومعاوية، عن الأعمش عن عمار بن عمير التيمي قال: لما جي ء برأس عبيدالله بن زياد لعنه الله و رؤوس


أصحابه عليهم غضب الله قال: انتهيت اليهم و الناس يقولون: قد جاءت، قال: فجائت حية يتخلل الرؤوس حتي نحلت في منخر عبيدالله بن زياد لعنه الله عليه، ثم خرجت فدخلت في المنخر الآخر [23] .

23 - عنه، حدثني علي بن أحمد بن عبدالله، عن أبيه، عن جده، أحمد بن أبي عبدالله، عن أبيه محمد بن خالد، باسناده يرفعه الي عنبسة الطائي، عن أبي جبير، عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله: يمثل لفاطمة عليهاالسلام رأس الحسين متشحطا بدمه فتصيح: و اولداه و اثمرة فؤاداه، فتصعق الملائكة لصيحة فاطمة عليهاالسلام و ينادي أهل القيامة: قتل الله قاتل ولدك يا فاطمة.

قال فيقول الله عزوجل: ذلك أفعل به و بشيعته و أحبائه و أتباعه، و ان فاطمة عليهاالسلام في ذلك اليوم علي ناقة من نوق الجنة مدبجة الجبينين واضحة الخدين، شهلاء العينين، رأسها من الذهب المصفي، و أعناقها من المسك و العنبر، خطامها من الزبرجد الأخضر، رحائلها در مفضض بالجوهر، علي الناقة هودج، غشاوتها من نور الله، و حشوها من رحمة الله.

خطامها فرسخ من فراسخ الدنيا، يحف بهودجها سبعون ألف ملك بالتسبيح و التمجيد و التهليل و التكبير، و الثناء علي رب العالمين، ثم ينادي مناد من بطنان العرش، يا أهل القيامة غضوا أيصاركم فهذه فاطمة بنت محمد رسول الله صلي الله عليه و آله تمر علي الصراط، فتمر فاطمة عليهاالسلام و شيعتها علي الصراط كالبرق الخاطف، قال النبي صلي الله عليه و آله و تلقي أعداؤها و أعداء ذريتها في جهنم [24] .

24 - عنه أبي رحمه الله قال: حدثني محمد بن يحيي العطار، قال: حدثني محمد ابن أحمد قال: حدثني عبدالله بن محمد، عن علي بن زياد، عن محمد بن علي الحلبي قال: قال أبوعبدالله عليه السلام ان آل أبي سفيان قتلوا الحسين بن علي عليهماالسلام


فتزع الله ملكهم، و قتل هشام زيد بن علي فنزع الله ملكه، و قتل الوليد يحيي بن زيد فنزع الله ملكه، علي قتله ذرية رسول الله صلي الله عليه و آله عليهم لعنة الله و الملائكة و الناس أجمعين [25] .

25 - المفيد، حدثنا أبوجعفر محمد بن علي بن موسي، قال حدثنا أبي، قال حدثنا علي بن ابراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبان بن عثمان، عن أبي عبدالله جعفر بن محمد عليهماالسلام: اذا كان يوم القيامة جمع الله الأولين و الآخرين في صعيد واحد فينادي مناد غضوا أبصاركم و نكسوا رؤسكم حتي تجوز فاطمة بنت محمد صلي الله عليه و آله الصراط قال فتغض الخلائق أبصارهم فتأتي فاطمة عليهاالسلام علي نجيب من نجب الجنة يشيعها سبعون ألف ملك فتقف موقفا شريفا من مواقف القيامة.

ثم تنزل عن نجيبها فتأخذ قميص الحسين بن علي بيدها مضمخا بدمه و تقول يا رب هذا قمص ولدي و قد علمت ما صنع به فيأتيها النداء من قبل الله عزوجل يا فاطمة لك عندي الرضا فتقول يا رب انتصرلي من قاتله، فيأمر الله تعالي عنقا من النار فتخرج من جهنم فتلتقط قتلة الحسين بن علي عليهماالسلام كما يلتقط الطير الحب ثم يعود العنق بهم الي النار فيعذبون فيها بأنواع العذاب ثم تركب فاطمة عليهاالسلام نجيبها حتي تدخل الجنة و معها الملائكة المشيعون لها و ذريتها بين يديها و أوليائهم من الناس عن يمينها و شمالها [26] .

26 - أبوجعفر الطبري الامامي باسناده، عن محمد بن سليمان قال: حدثنا عمر، قال لما خفنا أيام الحجاج خرج نفر منا من الكوفة مشردين و خرجت معهم فصرنا الي كربلاء و ليس بها موضع نسكنه فبيننا كوخا علي شاطي ء الفرات و قلنا نأوي اليه فبينا نحن فيه اذ جاءنا رجل غريب منقطع به فلما غربت الشمس و أظلم


الليل اشعلنا و كنا نشعل بالنفط ثم جلسنا نتذاكر أمر الحسين مصيبته و قتله و من تولاه.

فقلنا ما بقي أحد من قتلة الحسين الا رماه الله ببلية في بدنه فقال ذلك الرجل فانا كنت فيمن قتله و الله ما أصابني سوء و انكم يا قوم تكذبون قال: فأمسكنا عنه و قل ضوء النفط فقام ذلك الرجل ليصلح الفتيلة باصبعه أخذت النار كفه فخرج نارا حتي ألقي نفسه في الفرات يتغوث به فوالله لقد رأيناه يدخل نفسه في الماء و النار علي وجه الماء فاذا خرج رأسه سرت النار اليه فيغوصه الي الماء، ثم يخرجه فتعود اليه فلم يزل دأبه ذلك حتي هلك [27] .

27 - أبوجعفر الطوسي باسناده، عن أحمد بن محمد بن سعيد، عن الحسين بن علي بن عفان، عن الحسين بن عطية، قال: حدثنا ناصح، عن أبي عبدالله عن مرية جارية لهم قالت: كان عندنا رجل خرج علي الحسين عليه السلام ثم جاء بجمل و زعفران، قالت: فلما دقوا الزعفران صار نارا، قالت: فجعلت المرأة تأخذ منه الشي ء فتلطخه علي يديها فيصير منه برص، قالت: و نحروا البعير قالت فكلما جزوا بالسكين صار مكانها نارا، قالت: فجعلوا يسلخونه فيصير مكانه نارا، قالت: فقطعوه فخرج منه النار.

قالت: فطبخوه فكلما أو قدوا النار فارت القدر نارا، قالت: فجعلوه في الجفنة فصار نارا، قالت: و كنت صبية يومئذ فأخذت عظما منه فطينت عليه فسقط و أنا يومئذ امرأة فأخذناه نصنع منه اللعب. قالت: فلما جزرناه بالسكين خرج مكانه نارا فعرفنا انه ذلك العظم قذفناه [28] .

28 - عنه، باسناده، أخبرنا ابن الصلت قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا حسن بن علي بن عفان، عن الحسن بن عطية، قال: سمعت جدي أبا


أمي بزيعا قال: كنا نمر و نحن غلمان زمن خالد علي رجل في الطريق جالس أبيض الجسد أسود الوجه، و كان الناس يقولون خرج علي الحسين عليه السلام [29] .

29 - قال: ابن طاووس: روي ابن رباح قال رأيت رجلا مكفوفا قد شهد قتل الحسين عليه السلام فسئل عن ذهاب بصره فقال: كنت شهدت قتله عاشر عشرة غير أني لم أضرب و لم أرم، فلما قتل رجعت الي منزلي و صليت العشاء الأخيرة و نمت فأتاني آت في منامي فقال أجب رسول الله صلي الله عليه و آله فانه يدعوك فقلت مالي و له فأخذ بتلابيبي و جرني اليه فاذا النبي صلي الله عليه و آله جالس في صحراء، حاسر عن ذراعيه أخذ بحربة و ملك قائم بين يديه و في يده سيف من نار.

فقتل أصحابي التسعة فكلما ضرب ضربة التهب أنفسهم نارا فدنوت منه و جثوت بين يديه و قلت: السلام عليك يا رسول الله فلم يرد علي و مكث طويلا ثم رفع رأسه و قال يا عدو الله انتهكت حرمتي و قتلت عترتي، و لم ترع حقي و فعلت ما فعلت فقلت و الله يا رسول الله ما ضربت بسيف و لا طعنت برمح، و لا رميت بسهم، قال صدقت و لكنك كثرت السواد ادن مني فدنوت منه فاذا طست مملؤ دما فقال لي هذا دم ولدي الحسين عليه السلام فكحلني من ذلك الدم فانتبهت حتي الساعة لا أبصر شيئا [30] .

30 - عنه، قال: رأيت في المجلد الثلاثين من تذييل شيخ المحدثين ببغداد محمد ابن النجار في ترجمة فاطمة بنت أبي العباس الأزدي باسناده، عن طلحة قال سمعت رسول الله صلي الله عليه و آله يقول: ان موسي بن عمران سئل ربه قال: يا رب ان أخي هارون مات فاغفر له فأوحي الله اليه يا موسي بن عمران لو سألتني في الأولين و الآخرين لأجبتك ما خلا قاتل الحسين بن علي بن أبي طالب صلوات الله و سلامه عليهما [31] .


31 - قال المجلسي: روي الديلمي في فردوس الأخبار، عن أميرالمؤمنين عليه السلام أن موسي بن عمران سأل ربه عزوجل فقال: يا رب ان أخي هارون مات فاغفر له فأوحي الله أن: يا موسي لو سألتني في الأولين و الآخرين لأجبتك، ما خلا قاتل الحسين بن علي بن أبي طالب فاني أنتقم له منه [32] .

32 - عنه، قال: و حكي أن موسي بن عمران رآه اسرائيلي مستعجلا و قد كسته الصفرة و اعتري بدنه الضعف، و حكم بفرائصه الرجف، و قد اقشعر جسمه، و غارت عيناه و نحف، لأنه كان اذا دعاه ربه للمناجاة يصير عليه ذلك من خيفة الله تعالي، فعرفه الاسرائيلي و هو ممن آمن به، فقال له، يا نبي الله أذنبت ذنبا عظيما فأسأل ربك أن يعفو عني فأنعم، و سار.

فلما ناجي ربه قال له: يا رب العالمين أسألك و أنت العالم قبل نطقي به فقال تعالي: موسي ما تسألني أعطيتك، و ما تريد أبلغك، قال: رب ان فلانا عبدك الاسرائيلي أذنب ذنبا و يسألك العفو، قال: يا موسي أعفو عمن استغفرني الا قاتل الحسين.

قال: يا موسي: يا رب و من الحسين؟ قال له: الذي مر ذكره عليك بجانب الطور، قال: بلي رب و من يقتله؟ قال يقتله امة جده الباغية الطاغية الطاغية في أرض كربلا و تنفر فرسه و تحمحم و تصهل، و تقول في صهيلها، الظليمة الظليمة من امة قتلت ابن بنت نبيها فيبقي ملقي علي الرمال من غير غسل و لا كفن، و ينهب رحله و يسبي نساؤه في البلدان، و يقتل ناصره، و تشهر رؤسهم مع رأسه علي أطراف الرماح يا موسي صغيرهم يميته العطش، و كبيرهم جلده منكمش، يستغيثون و لا ناصر و يستجيرون و لا خافر.

قال: فبكي موسي عليه السلام و قال: يا رب و ما لقاتليه من العذاب؟ قال: يا موسي


عذاب يستغيث منه أهل النار، لا تنالهم رحمتي، و لا شفاعة جده، و لو لم تكن كرامة له لخسفت بهم الأرض، قال موسي: برئت اليك اللهم منهم و ممن رضي لفعالهم، فقال سبحانه: يا موسي كتبت رحمة لتابعيه من عبادي، و اعلم أنه من بكا عليه أو أبكا أو تباكي حرمت جسده علي النار [33] .

33 - عنه، روي أن رجلا بلا أيد و لا أجل و هو أعمي، تقول: رب نجني من النار فقيل له: لم تبق لك عقوبة، و مع ذلك تسأل النجاة من النار؟ قال: كنت فيمن قتل الحسين عليه السلام بكربلا فلما قتل رأيت عليه سراويلا و تكة حسنة بعد ما سلبه الناس فأردت أن أنزع منه التكه، فرفع يده اليمني و وضعها علي التكة، فلم أقدر علي دفعها فقطعت يمينه ثم هممت أن آخذ التكة فرفع شماله فوضعها علي تكة فقطعت يساره، ثم هممت بنزع التكة من السراويل، فسمعت زلزلة فخفت و تركته فألقي الله علي النوم.

فنمت بين القتلي فرأيت كأن محمدا صلي الله عليه و آله أقبل و معه علي و فاطمة فأخذوا رأس الحسين فقبلته فاطمة، ثم قالت: يا ولدي قتلوك قتلهم الله من فعل هذا بك؟ فكان يقول: قتلني شمر. و قطع يداي هذا النائم - و أشار الي فقالت فاطمة لي: قطع الله يديك و رجليك، و أعمي بصرك، و أدخلك النار، فانتبهت و أنا لا أبصر شيئا و سقطت من يداي و رجلاي، و لم يبق من دعائها الا النار [34] .

34 - عنه، روي في بعض مؤلفات أصحابنا مرسلا، عن بعض الصحابة قال: رأيت النبي صلي الله عليه و آله يمص لعاب الحسين كما يمص الرجل السكرة، و هو يقول: حسين مني و أنا من حسين أحب الله من أحب حسينا، و أبغض الله من أبغض حسينا، حسين سبط من الأسباط، لعن الله قاتله، فنزل جبرئيل عليه السلام و قال: يا محمد ان الله قتل بيحيي بن زكريا سبعين ألفا من المنافقين، و سيقتل بابن ابنتك الحسين سبعين


ألفا و سبعين ألفا من المعتدين، و ان قاتل الحسين في تابوت من نار، و يكون عليه نصف عذاب أهل الدنيا و قد شدت يداه و رجلاه بسلاسل من نار، و هو منكس علي أم رأسه في قعر جهنم، و له ريح يتعوذ أهل النار من شدة نتنها و هو فيها خالد ذائق العذاب الأليم لا يفتر عنه و يسقي من حميم جهنم [35] .

35 - قال سبط ابن الجوزي: حكي الواقدي عن ابن الرماح، قال: كان بالكوفة شيخ أعمي قد شهد قتل الحسين، فسألناه يوما عن ذهاب بصره فقال كنت في القوم و كنا عشرة غير أني لم أضرب بسيف و لو أطعن برمح و لا رميت بسهم، فلما قتل الحسين و حمل رأسه رجعت الي منزلي، و أنا صحيح و عيناي كأنهما كوكبان فنمت تلك الليلة فاتاني آت في المنام و قال أحب رسول الله، قلت مالي و لرسول الله فاخذ بيدي و انتهرني و لزم تلبابي و انطلق بي الي مكان فيه جماعة و رسول الله صلي الله عليه و آله جالس و هو مغتم متحير حاسر عن ذراعيه و بيده سيف و بين يديه نطع اذا أصحابي العشرة مذبحين بين يديه.

فسلمت عليه فقال لا سلم الله عليك و لا حياك يا عدو الله الملعون أما استحييت مني تهتك حرمتي و تقتل عترتي و لم ترع حقي؟ قلت يا رسول الله ما قاتلت، قال: نعم و لكنك كثرت السواد و اذا بطست عن يمينه فيه دم الحسين فقال اقعد فجثوت بين يديه فأخذ مرودا و أحماه ثم كحل به عيني فأصبحت أعمي كما ترون [36] .

36 - عنه قال: حكي هشام بن محمد، عن القاسم بن الأصبغ المجاشعي قال: لما أتي بالرؤس الي الكوفة اذا بفارس أحسن الناس وجها قد علق في لبب فرسه رأس غلام أمرد كأنه القمر ليلة تمامه و الفرس يمرح فاذا طأطأ رأسه لحق الرأس بالأرض، فقلت له رأس من هذا؟ فقال هذا رأس العباس بن علي، قلت و من أنت؟ قال


حرملة بن الكاهل الأسدي، قال فلبثت اياما و اذا بحرملة و وجهه أشد سوادا من القار.

فقلت له لقد رأيتك يوم حملت الرأس و ما في العرب انضر وجها منك، و ما أري اليوم لا أقبح و لا أسود وجها منك فبكي و قال و الله منذ حملت الرأس و الي اليوم ماتمر علي ليلة الا و اثنان يأخذان بضبعي ثم ينتهيان بي الي نار تأجج فيد فعاني فيها و أنا انكص فتسعفني كما تري ثم مات علي أقبح حال [37] .

37 - عنه حكي السدي قال: نزلت بكربلا و معي طعام للتجارة فنزلنا علي رجل فتعشينا عنده و تذاكرنا قتل الحسين و قلنا ما شرك أحد في دم الحسين الا و مات أقبح موتة فقال الرجل ما أكذبكم أنا شركت في دمه و كنت فيمن قتله و ما أصابني شي قال: فلما كان آخر الليل اذا بصياح قلنا ما الخبر قالوا: قام الرجل يصلح المصباح فاحترقت اصبعه ثم دب الحريق في جسده فاحترق، قال السدي فانا و الله رأيته كأنه حممة [38] .

38 - عنه فاما قتل ابن زياد و جماعة آخرين فذكر علماء السير قالوا: لما قتل الحسين سقط في أيدي القوم الذين قعدوا عن نصرته و قاموا مكفرين نادمين، فلما مات يزيد بن معاوية منصف ربيع الأول سنة أربع و ستين تحركت الشيعة بالكوفة. كانوا يخافون منه و قيل انما تحركت في هذه السنة قبل موت يزيد و هو الأصح فذكر هشام بن محمد قال:

لما قتل الحسين تحركت الشيعة و بكوا و رأوا انه لا ينجيهم و لا يغسل عنهم العار و الاثم الا قتل من قتل الحسين أو يقتلوا فيه عن آخرهم، و فزعوا الي خمسة من رؤساء أهل الكوفة و هم سليمان بن صرد الخزاعي و كانت له صحبة مع رسول الله صلي الله عليه و آله و المسيب بن نجبة الفزاري و كان من أصحاب علي عليه السلام و خيارهم، و


عبدالله بن سعد بن نفيل الأزدي، و عبدالله بن وال التميمي، و رفاعة بن شداد البجلي.

كان اجتماعهم في منزل سليمان بن صرد فاتفقوا و تعاهدوا و تعاقدوا علي المسير الي قتال أهل الشام، و الطلب بدم الحسين و أن يكون اجتماعهم بالنخلية سنة خمس و ستين، ثم انهم كاتبوا الشيعة فأجابهم أهل الأمصار، و قيل انهم تحركوا عقيب قتل الحسين أول سنة احدي و ستين و لم يزالوا في جمع الأموال و الاستعداد حتي مات يزيد.

ثم ان المختار بن أبي عبيدة في هذه السنة وثب بالكوفة في رمضان يوم الجمعة بعد موت يزيد بخمسة أشهر و كان قدومه من مكة من عند عبدالله بن الزبير، نايبا عنه في زعمه فوجد الشيعة قد اجتمعوا علي سليمان بن صرد فحسده فقال انما جئت من عند محمد بن الحنفية و هو المهدي و أنا أمينه و وزيره فانضمت اليه طائفة من الشيعة و جمهورهم مع سليمان بن صرد فكان المختار يحسده له و يقول ليس لسليمان خبرة بالحرب و انه يقتلكم و يقتل نفسه و والله لأقتلن بقتله الحسين عدد من قتل علي دم يحيي بن زكريا.

لما دخلت سنة خمس و ستين اجتمع سليمان بن صرد بالنخلية مع الشيعة و كان قد حلف له من الكوفة ثمانية عشر ألفا فصفي له خمسة آلاف فلما عزم علي المسير الي الشام قال له عبدالله بن سعد تمضي الي الشام و قتلة الحسين كلهم بالكوفة عمر بن سعد و رؤوس الأرباع. فقال سليمان: هو ما تقول غير أن الذي جهز اليه الجيوش بالشام هو الفاسق بن الفاسق ابن مرجانة و كان ابن زياد لما بلغه موت يزيد هرب من الكوفة الي الشام فالتجي الي مروان بن الحكم و هو الذي ولاه الخلافة.

قال سليمان فاذا قتلناه عدنا الي قتلة الحسين عليه السلام ثم سار سليمان بمن معه و


كانوا يسمون التوابين فلم يزالوا سائرين الي عين وردة و هي بالخابور قريبة من أعمال قرقيسيا فألتقاهم عبيدالله بن زياد هناك في جيوش أهل الشام جهزهم معه مروان بن الحكم فاقتتلوا أياما و كانوا في أربعة آلاف و ابن زياد في ثلاثين ألفا ثم التقوا يوما فكانت لسليمان في أول النهار ثم عادت عليه في آخره و قيل لم يكن ابن زياد حاضرا بل كان مقدم الجيش الحصين بن نمير، ثم قتل سليمان و افترقوا و كانت الوقعة في رجب و مات مروان بن الحكم في رمضان [39] .

39 - عنه، ذكر ابن جرير أن ابن زياد لما فرغ من التوابين جاءه نعي مروان بالطاعون فسار حتي نزل الجزيرة، و قيل ان الواقعة كانت بالشام بعين وردة من عمل بعلبك، و الأول أصح ذكره ابن سعد و غيره، ثم عاد من بقي من التوابين الي العراق فوثب المختار ابن أبي عبيدة و جاءه الامداد من البصرة و المدائن و الأمصار و قام معه ابراهيم بن الأشتر النخعي و خرج و الشيعة معه ينادون يا لثارات الحسين [40] .

40 - عنه، قال ابن سعد: سليمان بن صرد من الطبقة الثالثة من المهاجرين، و كنيته أبوالمطرف صحب رسول الله صلي الله عليه و آله و كان اسمه يسار فسماه رسول الله صلي الله عليه و آله سليمان، و كان له سن عالية و شرف في قومه فلما قبض رسول الله صلي الله عليه و آله تحول فنزل الكوفة و شهد مع علي عليه السلام الجمل و صفين، و كان في الذين كتبوا الي الحسين أن يقدم الكوفة غير انه لم يقاتل معه خوفا من ابن زياد، ثم قدم بعد قتل الحسين فجمع الناس فالتقوا بعين وردة و هي من أعمال قرقيسيا و علي أهل الشام الحصين بن نمير، فاقتتلوا.

فترجل سليمان فرماه الحصين بن نمير يسهم فقتله فوقع و قال فزت و رب الكعبة و قتل معه المسيب بن نجبة فقطع رأسيهما و بعث بهما الي مروان ابن الحكم، و


قال: و كان سن سليمان يوم قتل ثلاث و تسعون سنة و لما دخلت سنة ست و ستين أعلن المختار بالطلب بثأر الحسين و كان ابن زياد بالجزيرة ثم نفي المختار عبدالله بن مطيع و الي ابن الزبير علي الكوفة الي مكة و ملك القصر، ثم أخذ المختار من شهد قتل الحسين بأقبح القتلات و أشنعها فلم يبق من السته آلاف الذين قتلوه مع عمر ابن سعد و ملكوا الشرائع أحدا.

بعث الي خولي بن يزيد الأصبحي الذين حمل رأس الحسين الي ابن زياد فأحاطوا بداره فاختبا في المخرج فقالو لأمرأته أين هو؟ فقالت في المخرج فأخرجوه فمثلوا به و حرقوه، و قال المختار لأقتلن رجلا يرضي بقتله أهل السموات و الأرض و قد كان أعطي عمر ابن سعد أمانا ان لا يخرج من الكوفة فاتي رجل الي عمر و قال له: قد قال المختار كذا و كذا و الله ما يريد سواك فأرسل اليه عمر ولده حفصا و قال للمختار يقول لك أبي أتفي ء لنا بالذي وعدتنا أو بالذي كان بيننا و بينك؟ فقال لحفص اجلس.

ثم سار المختار رجلين فغابا ثم عادا و بيد أحدهما رأس عمر بن سعد فقال ولده حفص أقتلتم أبا حفص، فقال المختار أنت تطمع الحياة بعده لا خيرلك فيها فضرب عنقه، و قال المختار عمر بالحسين و حفص بعلي بن الحسين و لا سواء، ثم قال: و الله لو قتلت به ثلاثة أرباع قريش ما وفوا و لا بأنملة من أنامله، ثم قتل شمر أقبح قتلة، و قيل ذبح شمر كما ذبح الحسين، و كان شمرأ برص و أوطأ الخيل صدره و ظهره، قال ابن سعد: قدم أبوشمر الضباني الكلابي و كنية أبوشمر، و يقال أبوالنابغة و يقال له ذو الجوشن، قدم علي رسول الله صلي الله عليه و آله.

فقال له أسلم، فلم يفعل، له رسول الله صلي الله عليه و آله ما يمنعك أن تكون في أول هذا الأمر؟ فقال رأيت قومك كذبوك و أخرجوك و قاتلوك فان ظهرت عليهم تبعتك و ان لم تظهر عليهم لم أتبعك، فقال له رسول الله صلي الله عليه و آله ستري ظهوري


عليهم، قال ذو الجوشن: فو الله اني لفي قومي اذ قدم علينا ركب فقلنا ما الخبر؟ فقالوا ظهر محمد علي قومه و كان ذو الجوشن يتوجع علي تركه الاسلام حين دعاه رسول الله صلي الله عليه و آله. قال ابن سعد، و كان ذو الجوشن جاء رسول الله صلي الله عليه و آله بعد فراغه من بدر و أهدي له فرسا يقال لها العوجاء فلم يقبلها منه.

قال ابن سعد: و بعث المختار بالرؤس الي محمد بن الحنفية ثم جاء ابن زياد فنزل الموصل في ثلاثين ألفا فجهز اليه المختار ابراهيم بن الأشتر في ثلاثه آلاف و قيل في سبعة آلاف و ذلك في سنة تسع و ستين فالتقي بابن زياد، فقتله علي التراب و كان من غرق من أصحابه أكثر ممن قتل و اختلفوا في قاتل ابن زياد [41] .

41 - عنه، ذكر ابن جرير، عن ابراهيم بن الأشتر أنه قال: قتلت رجلا شممت منه رائحة المسك علي شاطي ء نهر جاذر قال ضربته فقددته نصفين، و قيل ان الذي قتله شريك بن جرير الثعلبي، و قيل جابر أو جبير، و بعث ان الأشتر برأس ابن زياد الي المختار فجلس في القصر و ألقيت الرؤوس بين يديه فألقاها في المكان الذي وضع فيه رأس الحسين و أصحابه، و نصب المختار رأس ابن زياد في المكان الذي نصب فيه رأس الحسين، ثم القاه في اليوم الثاني في الرحبة مع الرؤس [42] .

42 - قال عمار بن عمير: فبينا أنا واقف عند الرؤس بالكناسة اذ قال الناس قد جاءت قد جاءت فاذا حية عظيمة تتخلل الرؤس حتي دخلت في منخري ابن زياد و خرجت فغابت ساعة ثم عادت ففعلت كذلك و قيل انما فعلت الحية ذلك بالقصر بين يدي المختار فقال المختار دعوها دعوها و في رواية فعلت ذلك ثلاثة أيام [43] .

43 - الحافظ ابن عساكر، أخبرنا أبومحمد هبة الله بن أحمد بن طاووس، أنبأنا طراد بن محمد بن علي، أنبأنا علي بن محمد بن عبدالله بن بشران، أنبأنا


الحسين بن صفوان، أنبأنا عبدالله بن محمد بن عبيدالله بن أبي الدنيا، أخبرني العباس بن هشام بن محمد الكوفي، عن أبيه عن جده قال: كان رجل من بني أبان بن دارم يقال له زرعة شهد قتل الحسين فرمي الحسين بسهم فأصاب حنكه فجعل يلتقي الدم ثم يقول هكذا الي السماء فيرمي به، و ذلك ان الحسين دعا بماء ليشرب فلما رماه حال بينه و بين الماء.

فقال: اللهم ظمه اللهم، قال: فحدثني من شهده و هو يموت هو يصيح من الحر في بطنه و البرد في ظهره، و بين يديه المراوح و الثلج و خلفه الكافور، و هو يقول: اسقوني أهلكني العطش فيؤتي بالعس العظيم فيه السويق أو الماء أو اللبن لو شربه خمسة لكفاهم قال: فيشربه ثم يعود فيقول: اسقوني أهلكني العطش و قال: فاتقد بطنه كانقداد البعير [44] .

44- عنه، أخبرنا أبوالقاسم ابن السمرقندي، أنبأنا أبوبكر ابن اللالكاني، قالوا: أنبأنا محمد بن الحسين بن الفضل، أنبأنا عبدالله بن جعفر، أنبأنا يعقوب، أنبأنا سليمان بن حرب، أنبأنا حماد بن زيد، حدثني جميل بن مرة، قال: أصابوا ابلا في عسكر الحسين، يوم قتل فنحروها و طبخوها، قال: فصارت مثل العلقم فما استطاعوا أن يسيغوا منها شيئا [45] .

45 - عنه، أخبرنا أبوبكر الشاهد، أنبأنا الحسين بن علي، أنبأنا محمد بن العباس، أنبأنا أحمد بن معروف، أنبأنا الحسين بن الفهم، أنبأنا محمد بن سعد، أنبأنا علي بن مجاهد بن حنش بن الحارث، عن شيخ من النخع قال: قال الحجاج، من كان له بلاء فليقم ققام قوم فذكروا بلاءهم و قام سنان بن أنس فقال: أنا قاتل حسين، فقال الحجاج: بلاء حسن! و رجع سنان الي منزله فاعتقل لسانه و ذهب


عقله، فكان يأكل و يحدث في مكانه [46] .

46 - عنه أخبرنا أبوغالب أحمد و أبوعبدالله يحيي، ابنا البناء في كتابيهما، أنبأنا أبوبكر أحمد بن محمد بن سياوش الكازروني، أنبأنا أبوأحمد عبيدالله بن محمد بن محمد ابن أبي مسلم الفرضي المقري قال: قري ء علي أبي بكر محمد بن القاسم بن يسار الأنباري النحوي و أنا حاضر، أنبأنا أبوبكر موسي بن اسحاق الأنصاري أنبأنا هارون بن حاتم أبوبشر، أنبأنا عبدالرحمان بن أبي حماد، أنبأنا الفضل بن الزبير، قال: كنت جالسا عند شخص فأقبل رجل فجلس اليه ورائحته رائحة القطران فقال له: يا هنا أتبيع القطران؟ قال: ما بعته قط.

قال: فما هذه الرائحة؟ قال: كنت ممن شهد عسكر عمر بن سعد، و كنت أبيعهم أوتاد الحديد، فلما جن علي الليل رقدت فرأيت في نومي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و معه علي و علي يسقي القتلي من أصحاب الحسين، فقلت له: اسقني فأبي، فقلت: يا رسول الله مره يسقيني. فقال: ألست ممن عاون علينا؟ فقلت: يا رسول الله و الله ما ضربت بسيف و لا طعنت برمح و لا رميت بسهم، ولكني كنت أبيعهم أوتاد الحديد، فقال: يا علي اسقه فناولني قعبا مملوءا قطرانا فشربت منه قطرانا، و لم أزل أبول القطران، أياما ثم انقطع ذلك البول مني و بقيت الرائحة في جسمي، فقال له السري: يا عبدالله كل من بر العراق و اشرب من ماء الفرات فما أراك تعاين محمدا أبدا [47] .

47 - عنه، قال هارون بن حاتم: و أنبأنا عبدالرحمان بن أبي حماد، عن ثابت ابن اسماعيل عن أبي النضر الجرمي قال: رأيت رجلا سمج العمي فسألته عن سبب ذهاب بصره فقال: كنت ممن حضر عسكر عمر بن سعد، فلما جاء الليل رقدت فرأيت رسول الله صلي الله عليه و آله في المنام و بين يديه طست فيها دم و ريشة في الدم، و هو


يؤتي بأصحاب عمر بن سعد، فيأخذ الريشة فيخط أعينهم فأتي بي فقلت: يا رسول الله و الله ما ضربت بسيف و لا طعنت برمح و لا رميت بسهم. قال: أفلم تكثر عدونا! و أدخل اصبعه في الدم - السبابة و الوسطي - و أهوي بهما الي عيني فأصبحت و قد ذهب بصري [48] .

48 - عنه، أخبرنا أبومحمد الأكفاني شفاها، أنبأنا عبدالعزيز بن أحمد، أنبأنا أسد ابن القاسم الحلبي قال: رأي جدي صالح بن الشحام - رحمه الله - بحلب و كان صالحا دينا - في النوم كلبا أسود و هو يلهث عطشا و لسانه قد خرج علي صدره قال فقلت: هذا كلب عطشان دعني اسقه ماء أدخل فيه الجنة، و هممت لأفعل ذلك فاذا بهاتف يهتف من وارئه و هو يقول: يا صالح لا تسقه هذا قاتل الحسين بن علي أعذبه بالعطش الي يوم القيامة [49] .

49 - قال ابن أبي الحديد عند ذكر اعمال يزيد بن معاوية: ثم أغلظ ما انتهك، و أعظم ما اجترم، سفكه دم الحسين بن علي عليه السلام، مع موقعه من رسول الله صلي الله عليه و آله و مكانه و منزلته من الدين و الفضل و الشهادة له و لأخيه بسيادة شباب أهل الجنة، اجتراء علي الله، و كفرا بدينه، و عداوة لرسوله، و مجاهدة لعترته، و استهانة لحرمته، كأنما يقتل منه و من أهل بيته قوما من كفرة الترك و و الديلم، و لا يخاف من الله نقمة، و لا يراقب منه سطوة، فتبر الله عمره و أخبث أصله و فرعه، و سلبه ما تحت يده، و أعد له من عذابه و عقوبته، ما استحقه من الله بمعصيته [50] .



پاورقي

[1] الکافي: 534:1.

[2] کامل الزيارات: 77.

[3] کامل الزيارات: 78.

[4] کامل الزيارات: 78.

[5] کامل الزيارات: 78.

[6] کامل الزيارات: 78.

[7] کامل الزيارات: 78.

[8] کامل الزيارات: 78.

[9] کامل الزيارات: 78.

[10] کامل الزيارات: 79.

[11] کامل الزيارات: 79.

[12] عيون اخبار الرضا، 47:2.

[13] عيون اخبار الرضا، 47:2.

[14] عقاب الاعمال: 257.

[15] عقاب الاعمال: 257.

[16] عقاب الاعمال: 257.

[17] عقاب الاعمال: 257.

[18] کذا في الاصل.

[19] عقاب الاعمال: 258.

[20] عقاب الاعمال: 258.

[21] عقاب الاعمال: 259.

[22] عقاب الاعمال: 259.

[23] عقاب الاعمال: 260.

[24] عقاب الاعمال: 260.

[25] عقاب الاعمال: 261.

[26] امالي المفيد: 84.

[27] بشارة المصطفي: 340.

[28] أمالي الطوسي: 336:2.

[29] أمالي الطوسي: 337:2.

[30] اللهوف: 59.

[31] اللهوف: 61.

[32] بحارالأنوار: 315:43.

[33] بحارالأنوار: 308:44.

[34] بحارالأنوار: 311:45.

[35] بحارالأنوار: 314:45.

[36] تذکرة الخواص: 281.

[37] تذکرة الخواص: 281.

[38] تذکرة الخواص: 282.

[39] تذکرة الخواص: 282.

[40] تذکرة الخواص: 284.

[41] تذکرة الخواص: 286.

[42] تذکرة الخواص: 286.

[43] تذکرة الخواص: 286.

[44] ترجمة الامام الحسين: 236.

[45] ترجمة الامام الحسين: 250.

[46] ترجمة الامام الحسين: 250.

[47] ترجمة الامام الحسين: 298.

[48] ترجمة الامام الحسين: 299.

[49] ترجمة الامام الحسين: 300.

[50] شرح النهج: 178:15.