بازگشت

زيارة اخري في يوم عاشورا


9 - الطوسي باسناده عن عبدالله بن سنان، قال: دخلت علي سيدي أبي عبدالله جعفر بن محمد عليهماالسلام في يوم عاشورا فألفيته كاسف اللوان ظاهر الحزن و دموعه تنحدر من عينيه كاللؤلؤ المتساقط فقلت يا ابن رسول الله مم بكاؤك لا أبكي الله عينيك فقال لي أوفي غفلة أنت أما عملت أن الحسين بن علي عليهماالسلام أصيب في مثل هذا اليوم، قلت يا سيدي فما قولك في صومه؟

فقال لي صمه من غير تبييت و افطره من غير تشميت و لا تجعله يوم صوم كملا وليكن افطارك بعد صلوة العصر بساعة علي شربة من ماء فانه في مثل ذلك الوقت من ذلك اليوم تجلت الهيجاء عن آل رسول الله صلي الله عليه و آله و انكشفت الملحمة عنهم، و في الارض منهم ثلثون صريعا و مواليهم يعز علي رسول الله صلي الله عليه و آله مصرعهم، لو كان في الدنيا يومئذ حيا لكان صلوات الله عليه هو المعزي بهم.

قال: و بكي أبوعبدالله عليه السلام حتي اخضلت لحيته بدموعه ثم قال ان الله عزوجل لما خلق النور خلقه يوم الجمعة في تقديره في أول يوم من شهر رمضان و


خلق الظلمة في يوم الاربعاء يوم عاشورا في مثل ذلك اليوم، نعني يوم العاشر من شهر المحرم في تقديره و جعل لكل منهما شرعة و منهاجا يا عبدالله بن سنان ان افضل مأتأتي به في هذا اليوم ان تعمد الي ثياب طاهرة فتلبسها و تتسلب قلت و ما التسلب.

قال تحلل ازرارك و تكشف عن ذراعيك، كهيئة أصحاب المصائب، ثم تخرج الي أرض مقفرة أو مكان لا يراك به أحدا و الي منزل لك خال أو في خلوة منذ حين يرتفعه النهار، فتصلي أربع ركعات تحسن ركوعها و سجودها و خشوعها و تسلم بين كل ركعتين تقر أو في الركعة الاولي سورة الحمد و قل يا أيها الكافرون، و في الثانية الحمد و قل هو الله أحد.

ثم تصلي ركعتين أخريين تقرأ في الركعة الاولي الحمد و سورة الاحزاب و في الثانية الحمد و سورة اذا جاءك المنافقون، أو ما تيسر من القرآن ثم تسلم و تحول وجهك نحو قبر الحسين صلوات الله عليه و مضجعه فتمثل لنفسك مصرعه و من كان معه من ولده و أهله و تسلم و تسلي عليه و تلعن قاتليه فتبرء من أفعالهم يرفع الله عزوجل لك بذلك في الجنة من الدرجات و يحط عنك من السيآت.

ثم تسعي من الموضع الذي أنت فيه ان كان صحراء أو فضاء و أي شي كان خطوات تقول في ذلك انا لله و انا اليه راجعون رضا بقضاء الله و تسليما لامر وليكن عليك في ذلك الكابة و الحزن و أكثر من ذكر الله سبحانه و الاسترجاع في ذلك اليوم فاذا فرغت من سعيك و فعلك هذا تقف في موضعك الذي صليت فيه ثم قل.

اللهم عذب الفجرة الذين شاقوا رسولك و حاربوا أوليائك و عبدوا غيرك و استحلوا محارمك و العن القادة و الأتباع و من كان منهم فخب و أوضع معهم أو رضي بفعلهم لعنا كثيرا اللهم و عجل فرج آل محمد و اجعل صلواتك عليهم و


استنقذهم من أيدي المنافقون المضلين و الكفرة الجاحدين و افتح لهم فتحا يسيرا و افتح لهم روحا و فرجا قريبا و اجعل لهم من لدنك علي عدوك و عدوهم سلطانا نصيرا.

ثم ارفع يديك و اقنت بهذا الدعاء و قل و أنت تؤمي الي أعداء آل محمد صلي الله عليه و آله: اللهم ان كثيرا من الأمة ناصبت المستحفظين من الأئمة و كفرت بالكلمة و عكفت علي القادة الظلمة و هجرت الكتاب و السنة عن الحلبين اللذين أمرت بطاعتهما و التمسك بهما فأماتت الحق و جارت عن القصد و ما لات الاحزاب و حرفت الكتاب و كفرت بالحق لما جاءها و تمسكت بالباطل لما اعترضها وضيعت حقك و أضلت خلقك و قتلت أولاد نبيك و خيرة عبادك و حملة علمك و ورثة حكتمك و وحيك.

الله فزلزل أقدامهم فانهم أعداء رسولك و أهل بيت رسولك اقدام اعدائك و اعداء رسولك و أهل بيت رسولك، اللهم و أخرب ديارهم و افلل سلاحهم و خالف بين كلمتهم و فت في أعضادهم و أوهن كيدهم و اضربهم بسيفك القاطع و ارمهم بججرك الدامغ و طمهم بالبلاء طما و قمهم بالعذاب فما و عذبهم عذابا نكرا و خذهم بالسنين و المثلات التي أهلكت بها أعدائك انك ذونقمة من المجرمين.

اللهم ان سنتك ضائعة و أحكامك معطلة و عترة نبيك في الأرض هائمة اللهم فاعن الحق و أهله و اقمع الباطل و أهله و من علينا بالنجاة و اهدنا الي الايمان و عجل فرجنا و انظمه بفرج أوليائك و اجعلهم لنا ودا و جعلنا لهم وفدا، اللهم و أهلك من جعل يوم قتل ابن نبيك و خيرتك عبدا و استهل به فرحا و خذ آخرهم كما اخذت اولهم و اضعف اللهم العذاب و التنكيل علي ظالمي أهل بيت نبيك و أهلك أشياعهم و قادتهم و أبر حماتهم و جماعتهم.


اللهم و ضاعف صلواتك و رحمتك و بركاتك علي عترة نبيك العترة الضايعة الخائفة المنذله بقية من الشجرة الطيبة الزاكية المباركة و اعل اللهم كلمتهم و أفلج حجتهم و اكشف البلاء و اللأواء و حنادس الأباطيل و العمي عنهم و ثبت قلوب شيعتهم و حزبك علي طاعتك و ولايتهم و نصرهم و موالاتهم و أعنهم و امنحهم الصبر علي الأذي فيك و اجعل لهم أياما مشهودة و اوقاتا محمودة مسعودة.

توشك فيها فرجهم و توجب فيها تمكينهم و نصرهم، كما ضمنت لأولياءك في كتابك المنزل فانك قلت و قولك الحق «وعد الله الذين آمنوا منكم و عملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضيت لهم و ليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا».

اللهم فاكشف غمتهم يا من لا يملك كشف الضر الا هو يا أحد يا حي يا قيوم و أنا يا الهي عبدك الخائف منك و الراجع اليك السائل لك المقبل عليك اللاجي الي فنائك العالم بأنه لا ملجا منك الا اليك.

اللهم فتقبل دعائي و اسمع يا الهي علانيتي و نجواي و اجعلني ممن رضيت عمله و قبلت نسكه و نجيته برحمتك أنك انت العزيز الكريم اللهم و صل أولا و آخرا علي محمد و آل محمد و بارك علي محمد و آل محمد و ارحم محمدا و آل محمد باكمل و أفضل ما صليت و باركت و ترحمت علي أنبياءك و رسلك و ملائكتك و حملة عرشك بلا الا الا أنت.

اللهم و لا تفرق بيني و بين محمد و آل محمد صلواتك عليه و عليهم و اجعلني يا مولاي من شيعة محمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين و ذريتهم الطاهرة المنتجبة و هب لي التمسك بجبلهم و الرضا بسبيلهم و الأخذ بطريقتهم انك جواد كريم.


ثم عفر وجهك في الأرض و قل: يا من يحكم يا يشاء و يفعل ما يريد أنت حكمت فلك الحمد محمودا مشكورا فعجل يا مولاي فرجهم و فرجنابهم فانك ضمنت اعزازهم بعد الذلة و تكثيرهم بعد القلة و اظهار هم بعد الخمول يا أصدق الصادقين و يا أرحم الراحمين، فأسئلك يا الهي و سيدي متضرعا اليك بجودك و كرمك بسط أملي و التجاوز عني و قبول قليل عملي و كثيره و الزيادة في أيامي و تبليغي ذلك المشهد و أن تجعلني ممن يدعي فيجيب الي طاعتهم و موالاتهم و نصرهم و تريني ذلك قريبا سريعا في عافية انك علي كل شي قدير.

ثم ارفع رأسك الي السماء و قل أعوذ بك أن أكون من الذين يرجون أيامك فأعذني يا الهي برحمتك من ذلك فان ذلك أفضل يا ابن سنان من كذا و كذا عمرة تتطوعها و تنفق فيها مالك و تنصب فيها بدنك و تفارق فيها أهلك و ولدك و اعلم أن الله تعالي يعطي من صلي هذه الصلوة في هذا اليوم و دعاء بهذا الدعاء مخلصا و عمل هذا العمل موقنا مصدقا عشر خصال:

منها أن يقيه الله ميتة السوء و يؤمنه من المكاره و الفقر و لا يظهر عليه عدوا الي أن يموت من الجنون و الجذام و البرص في نفسه و ولده الي أربعة أعقاب له، و لا يجعل للشيطان و لا لأوليائه عليه و لا علي نسله الي أربعة أعقاب سبيلا قال ابن سنان: فانصرفت و أنا أقول: الحمد الله الذي من علي بمعرفتكم و حبكم و أسئله المعونة علي المفترض علي من طاعتكم بمنه و رحمته [1] .

10 - الشيخ المفيد حدثني أبوالقاسم جعفر بن محمد، قال: حدثني محمد ابن عبدالله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن زيد الشحام، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: من زار


قبر الحسين بن علي عليه السلام يوم عاشورا عارفا بحقه كان كمن زار الله عزوجل في عرشه [2] .

11 - عنه حدثني أبوالقاسم قال: حدثني أبي و أخي و جماعة مشايخي رحمهم الله عن محمد بن يحيي، عن محمد بن علي المدائني قال: أخبرني محمد بن سعيد البلخي، عن قبيصة، عن جابر الجعفي، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: من بات عند قبر الحسين عليه السلام ليلة عاشوراء لقي الله يوم القيامة ملطخا بدمه كأنما قتل معه في عصره. و قال: من زار قبر الحسين يوم عاشوراء و بات عنده كان كمن استشهد بين يديه [3] .


پاورقي

[1] المصباح: 547.

[2] مزار المفيد: 59.

[3] مزار المفيد: 59.