بازگشت

شهادة عبدالله بن عفيف


1 - قال المفيد: قام عبدالله بن عفيف الأزدي و كان من شيعة أميرالمؤمنين عليه السلام فقال لابن زياد يا عدو الله ان الكذاب أنت و أبوك و الذي ولاك و أبوه يابن مرجانة تقتل أولاد النبيين و تقوم علي المنبر مقام الصديقين، فقال ابن زياد علي بن فاخذته الجلاوزة فنادي شعار الأزد فاجتمع منهم سبعمأة فانتزعوه من الجلاوزة فلما كان الليل أرسل اليه ابن زياد من أخرجه من بيته فضرب عنقه و صلبه في السبخة رحمة الله عليه [1] .

2 - قال ابن طاووس: قال الراوي ثم ان ابن زياد صعد المنبر فحمدالله و أثني عليه، و قال في بعض كلامه: الحمدلله الذي أظهر الحق و أهله و نصر أميرالمؤمنين و أشياعه و قتل الكذاب بن الكذاب فمازاد علي الكلام شيئا حتي قام اليه عبدالله بن عفيف الأزدي، و كان من خيار الشيعة، و زهادها، و كانت عينه اليسري ذهبت في يوم الجمل و الأخري في يوم صفين و كان يلازم المسجد الأعظم، يصلي فيه الي الليل.


فقال يا ابن زياد ان الكذاب ابن الكذاب أنت و أبوك و من استعملك و أبوه يا عدوالله أتقتلون أبناء النبيين و تتكلمون بهذا الكلام علي منابر المؤمنين، قال الراوي فغضب ابن زياد و قال من هذا المتكلم فقال: أنا المتكلم يا عدوالله أتقتل الذرية الطاهرة التي قد أذهب الله عنها الرجس و تزعم انك علي دين الاسلام واغوثاه أين اولاد المهاجرين و الأنصار لينتقمون من طاغتيك اللعين بن اللعين علي لسان رسول رب العالمين.

قال الراوي: فازداد غضب ابن زياد حتي انتفخت أو داجه و قال علي بن فتبادرت الهي الجلاوزة من كل ناحية لياخذوه فقامت الأشراف من الازد من بني عمه فخلصوه من أيدي الجلاوزة و أخرجوه من باب المسجد و انطلقوا به الي منزله، فقال ابن زياد اذهبوا الي هذا الأعمي أعمي الازد أعمي الله قبله، كما أعمي عينه فاتوني به قال فانطلقوا اليه فلما بلغ ذلك الأزد اجتمعوا و اجتمعت معهم قبائل اليمن ليمنعوا صاحبهم، قال بلغ ذلك ابن زياد فجمع قبائل مضر و ضمهم الي محمد بن الأشعث و أمرهم بقتال القوم.

قال الراوي فاقتتلوا قتالا شديدا حتي قتل بينهم جماعة من العرب قال و وصل اصحاب ابن زياد الي دار عبدالله بن عفيف فكسروا الباب و اقتحموا عليه فصاحت ابنته اتاك القوم من حيث تحذر فقال لا عليك ناوليني سيفي قال فناولته اياه فجعل يذب عن نفسه و يقول:



انا ابن ذي الفضل عفيف الطاهر

عفيف شيخي و ابن أم عامر



كم دارع من جمعكم و حاسر

و بطل جدلته مغاور



قال و جعلت ابنته تقول يا أبت ليتني كنت رجلا أخاصم بين يديك اليوم هولاء الفجرة قاتلي العترة البررة قال و جعل القوم يدورون عليه من كل جهة و هو يذب عن نفسه فلم يقدر عليه أحد و كلما جائه من جهة قالت يا أبت جاؤك من


جهة كذا حتي تكاثروا عليه و أحاطوا به فقالت بنته و اذلاه يحاط بأبي و ليس له ناصر يستعين به فجعل يدير سيفه و يقول:



اقسم لو يفسح لي عن بصري

ضاق عليك موردي و مصدري



قال الراوي فما زالوا به حتي أخذوه ثم حمل فادخل علي ابن زياد فلما رآه قال الحمدلله الذي أخزاك فقال له عبدالله بن عفيف: يا عدو الله و بماذا أخزاني الله:



و الله لو فرج لي عن بصري

ضاق عليكم موردي و مصدري



فقال ابن زياد يا عدوالله ما تقول في عثمان بن عفان فقال يا عبد بني علاج يا ابن مرجانة و شتمه ما انت و عثمان بن عفان أساء و أحسن و اصلح أم فسدو الله تبارك و تعالي ولي خلقه يقضي بينهم و بين عثمان بالعدل و الحق ولكن سلني عن أبيك و عنك و عن يزيد و أبيه فقال ابن زياد لأسئلنك عن شي أو تذوق الموت غصة بعد غصة.

فقال عبدالله بن عفيف: الحمدلله رب العالمين أما أني قد كنت أسئل الله ربي أن يرزقني الشهادة من قبل أن تلدك أمك و سألت الله ان يجعل ذلك علي يدي ألعن خلقه و أبعضهم اليه فلما كف بصري يئست عن الشهادة و الان فالحمدلله الذي رزقنيها بعد اليأس منها و عرفني الاجابة منه في قديم دعائي فقال ابن زياد اضربوا عنقه فضربت عنقه و صلب في السبخة [2] .

3 - قال سبط ابن الجوزي: قال ابن أبي الدنيا: ثم جمع ابن زياد الناس في المسجد، ثم خطب و قال: الحمدلله الذي قتل الكذاب ابن الكذاب حسين و شيعته، فقام اليه عبدالله بن عفيف الازدي و كان منقطعا في المسجد ذهبت عينه اليمني مع علي عليه السلام يوم صفين فقال يا ابن مرجانة الكذاب ابن الكذاب أنت و أبوك و الذي


و لاك يا ابن مرجانة أتقتلون أولاد النبيين، و تتكلمون بكلام الفاسقين، فقال ابن زياد دونكم و اياه، فصاح عفيف بشعار الازد فثار اليه منهم سبعمائة رجل فحملوه الي داره [3] .

4 - قال الطبري: قال حميد بن مسلم: لما دخل عبيدالله القصر و دخل الناس، نودي: الصلاة جامعة! فاجتمع الناس في المسجد الأعظم، فصعد المنبر ابن زياد فقال: الحمدلله الذي أظهر الحق و أهله، و نصر أميرالمؤمنين يزيد بن معاوية و حزبه، و قتل الكذاب ابن الكذاب، الحسين بن علي و شيعته، فلم يفرغ ابن زياد من مقالته حتي و ثب اليه عبدالله بن عفيف الأزدي ثم الغامدي، ثم أحد بني و البة - و كان من شيعة علي عليه السلام، و كانت عينه اليسري ذهبت يوم الجمل مع علي، فلما كان يوم صفين ضرب علي رأسه ضربة، و أخري علي حاجبه، فذهبت عينه الأخري، فكان لا يكاد يفارق المسجد الأعظم يصلي فيه الي الليل ثم ينصرف.

قال: فلما سمع مقالة ابن زياد، قال: يابن مرجانة ان الكذاب ابن الكذاب أنت و أبوك و الذي ولاك و أبوه، يابن مرجانة، أتقتلون أبناء النبيين، و تكلمون بكلام الصديقين! فقال ابن زياد، علي به، قال: فوثبت عليه الجلاوزة فأخذوه، قال: فنادي بشعار الأزد: يا مبرور - قال و عبدالرحمن بن مخنف الأزدي جالس - فقال: ويح غيرك! أهلكت نفسك، و أهلكت قومك، قال: و حاضر الكوفة يومئذ من الأزد سبعمائة مقاتل، قال: فوثب اليه فتية من الأزد فانتزعوه فأتوا به أهله، فأرسل اليه من أتاه به، فقتله، و أمر بصلبه في السبخة، فصلب هنا لك [4] .



پاورقي

[1] الارشاد: 229.

[2] اللهوف: 71.

[3] تذکرة الخواص: 259.

[4] تاريخ الطبري: 458:5.