بازگشت

ماجري لأهل بيته في الكوفة


1 - الصدوق حدثنا محمد بن موسي بن المتوكل، رحمه الله قال حدثنا علي ابن الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه عن محمد بن سنان، عن أبي الجارود، زياد بن المنذر عن عبدالله بن الحسين عن امه فاطمة بنت الحسين عليه السلام قال دخلت الغانمة علينا الفسطاط و أنا جارية صغيرة و في رجلي خلخالان من ذهب فجعل رجل يفض الخلخالين من رجلي و هو يبكي ء فقلت ما يبكيك يا عدوالله فقال كيف لا أبكي و أنا أسلب ابنة رسول الله فقلت لا تسلبني قال أخاف ان يجي غيري فيأخذه قالت و انتهبوا ما في الابنية حتي كانوا ينزعون الملاحف عن ظهورنا [1] .

2 - عنه حدثنا محمد بن ابراهيم بن اسحق رحمه الله قال حدثنا عبدالعزيز بن يحيي البصري، قال أخبرنا محمد بن زكريا قال: حدثنا أحمد بن محمد بن يزيد، قال: حدثنا أبونعيم قال: حدثني حاجب عبيدالله بن زياد أنه لما جي يرأس الحسين أمر فوضع بين يديه في طست من ذهب و جعل يضرب بقضيب في يده علي ثناياه و يقول لقد أسرع الشيب اليك يا أباعبدالله فقال رجل من القوم مه فاني رأيت رسول الله يلثم حيث تضع قضيبك فقال يوم بيوم بدر.


ثم أمر بعلي بن الحسين عليه السلام فغل و حمل مع النسوة و السبايا الي السجن و كنت معهم فما مررنا بزقاق الا وجدناه ملاء رجالا و نساء يضربون وجوههم و يبكون فحبسوا في سجن و طبق عليهم ثم ان ابن زياد لعنه الله دعا بعلي بن الحسين عليه السلام و النسوة و أحضر رأس الحسين عليه السلام و كانت زينب ابنة علي عليه السلام فيهم فقال ابن زياد: الحمدلله الذي فضحكم و قتلكم و أكذب احاديثكم.

فقالت زينب عليه السلام الحمدلله الذي أكرمنا بمحمد و طهرنا تطهيرا انما يفضح الله الفاسق و يكذب الفاجر قال كيف رأيت صنع الله بكم أهل البيت قالت كتب اليهم القتل فبرزوا الي مضاجعهم و سيجمع الله بينك و بينهم فتتحاكمون عنده فغضب ابن زياد لعنه الله عليها و هم بها فسكن منه عمرو بن حريث فقالت زينب يابن زياد حسبك ما ارتكبت منا فلقد قتلت رجالنا و قطعت أصلنا و أبحت حريمنا و سبيت نساءنا و ذرارينا فان كان ذلك للاشتفاء فقد اشتفيت فامر ابن زياد بردهم، الي السجن و بعث البشاير الي النواحي بقتل الحسين.

3 - قال المفيد: سرح عمر بن سعد من يومه ذلك و هو يوم عاشوراء برأس الحسين عليه السلام مع خولي بن يزيد الأصبحي و حميد بن مسلم الأزدي الي عبيدالله بن زياد، و أمر برؤس الباقين من أصحابه و أهل بيته فقطعت و كانوا اثنين و سبعين رأسا و سرح بها مع شمر بن ذي الجوشن و قيس بن الأشعث و عمرو بن الحجاج، فأقبلوا حتي قدموا بها علي ابن زياد و أقام بقية يومه و اليوم الثاني الي زوال الشمس ثم نادي في الناس بالرحيل و توجه الي الكوفة و معه بنات الحسين عليه السلام و أخواته و من كان معهن من النساء و الصبيان و علي بن الحسين عليهماالسلام فيهم و هو مريض بالذرب و قد اشفي.

لما رحل ابن سعد خرج قوم من بني أسد كانوا نزولا بالغاضرية الي الحسين عليه السلام و أصحابه فصلوا عليهم و دفنوا الحسين عليه السلام حيث قبره الآن و دفنوا ابنه علي


ابن الحسين الأصغر عند رجله و حفروا للشهداء من أهل بيته و أصحابه الذين صرعوا حوله مما يلي رجلي الحسين عليه السلام و جمعوهم فدفنوهم جميعا معا و دفنوا العباس بن علي عليهماالسلام في موضعه الذي قتل فيه علي طريق الغاضرية، حيث قبره الآن، و لما وصل رأس الحسين عليه السلام و وصل ابن سعد من غد يوم وصوله و معه بنات الحسين عليه السلام و أهله.

جلس ابن زياد للناس في قصر الأمارة و أذن للناس اذنا عاما و أمر باحضار الراس فوضع بين يديه و جعل ينظر اليه و يتبسم و في يده قضيب يضرب به ثناياه، و كان الي جانبه زيد بن أرقم صاحب رسول الله صلي الله عليه و آله و هو شيخ كبير فلما رآه يضرب بالقضيب ثناياه قال له ارفع قضيبك عن هاتين الشفتين فوالله الذي لا اله غيره لقد رأيت شفتي رسول الله صلي الله عليه و آله عليهما ما لا أحصيه ثم انتحب باكيا.

فقال له ابن زياد أبكي عينيك اتبكي لفتح الله و لو لا انك شيخ قد خرفت و ذهب عقلك لضربت عنقك فنهض زيد بن أرقم من بين يديه و صار الي منزله و ادخل عيال الحسين عليه السلام علي ابن زياد فدخلت زينب اخت الحسين عليه السلام في جملتهم متنكرة و عليها ارذل ثيابها فمضت حتي جلست ناحية من القصر و حفت بها اماؤها فقال ابن زياد من هذه التي انحازت فجلست ناحية و معها نسائها فلم تجبه زينب فأعاد ثانية يسئل عنها.

فقال له بعض اماؤها هذه زينب بنت فاطمة رسول الله صلي الله عليه و آله فأقبل عليها ابن زياد، فقال لها الحمدلله الذي فضحكم و قتلكم و أكذب أحدوثتكم فقالت زينب عليهماالسلام: الحمدلله الذي أكرمنا بنبيه محمد صلي الله عليه و آله و طهرنا من الرجس تطهيرا انما يفتضح الفاسق و يكذب الفاجر و هو غيرنا، و الحمدلله، فقال ابن زياد كيف رأيت فعل الله بأهل بيتك قالت كتب الله عليهم القتل فبرزوا الي مضاجعهم


و سيجمع الله بينك و بينهم، فتحاجون اليه و تختصمون عنده فغضب ابن زياد و استشاط.

فقال عمرو بن حريث ايها الأمير انها امرأة و المرأة لا تؤاخذ بشي من منطقها و لا تذم علي خطائها فقال لها ابن زياد قد شفي الله نفسي من طاغيتك و العصاة من أهل بيتك فرقت زينب عليهاالسلام و بكت و قالت له لعمري لقد قتلت كهلي و أبرت أهلي و قطعت فرعي و اجتثثت أصلي فان يشفك هذا فقد شفبت فقال لها ابن زياد هذه سجاعة و لعمري لقد كان أبوها سجاعا شاعرا فقالت ما للمرأة و السجاعة ان لي عن السجاعة لشغلا و لكن صدري نفث لما قلت.

عرض عليه علي بن الحسين عليهماالسلام فقال له من أنت فقال أنا علي بن الحسين عليه السلام، فقال أليس قد قتل الله علي بن الحسين، فقال له علي عليه السلام قد كان لي أخ يسمي عليا قتله الناس فقال ابن زياد بل الله قتله، فقال علي بن الحسين عليهماالسلام الله يتوفي الأنفس حين موتها فغضب ابن زياد و قال و بك جرأة و فيك بقية للرد علي اذهبوا به، فاضربوا عنقه فتعلقت به زينب عمته و قالت:

يابن زياد حسبك من دمائنا و اعتنقته و قالت و الله لا أفارقه فان قتلته فاقتلني معه فنظر ابن زياد اليها و اليه ثم قال عجبا للرحم، و الله اني لأظنها ودت اني قتلتها معه دعوه فاني أراه لما به ثم قام من مجلسه حتي خرج من القصر و دخل المسجد فصعد المنبر فقال: الحمدلله الذي أظهر الحق و أهله و نصر أميرالمومنين يزيد و حزبه و قتل الكذاب ابن الكذاب و شيعته [2] .

4 - قال المفيد: أخبرني أبوعبدالله محمد بن عمران المرزباني، قال: حدثني أحمد بن محمد الجوهري، قال: حدثنا محمد بن مهران، قال: حدثنا موسي بن عبدالرحمن المسروقي، عن عمر بن عبدالواحد، عن اسماعيل بن ارشد عن حذلم بن


سير، قال قدمت الكوفة في المحرم سنة احدي و ستين عند منصرف علي بن الحسين عليه السلام بالنسوة من كربلاء و معهم الأجناد يحيطون بهم و قد خرج الناس للنظر اليهم، فلما أقبل بهم علي الجمال بغير و طأجعل نساء أهل الكوفه يبكين و يندبن.

فسمعت علي بن الحسين عليه السلام و هو يقول بصوت ضئيل و قد نهكته العلة و في عنقه الجامعة و يده مغلولة الي عنقد ألا ان هؤلاء النسوة يبكين فمن قتلنا قال: و رأيت زينب بنت علي عليه السلام و لم أر خفرة قط أنطق منها كأنها تفرغ عن لسان أميرالمؤمنين عليه السلام قال و قد أو مأت الي الناس أن اسكتوا فارتدت الأنفاس و سكنت الأصوات، فقالت.

الحمدلله و الصلاة علي أبي رسول الله صلي الله عليه و آله أما بعد أهل الكوفة يا أهل الختل و الخذل فلا رقأت العبرة و لا هدأت الرنة فما مثلكم الا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا، تتخذون ايمانكم دخلا بينكم، الاوهل فيكم الا الصلف النطف و الصدر الشنف خوارون في اللقاء عاجزون عن الاعداء ناكثون للبيعة مضيعون للذمة «فبئس ما قدمت لكم أنفسكم أن سخط الله عليكم و في العذاب أنتم خالدون» أتبكون اي والله فابكوا كثيرا و اضحكوا قليلا.

فلقد فزتم بعارها و شنارها و لن تغسلوا دنسها عنكم أبدا فبسلل خاتم الرسالة و سيد شباب أهل الجنة و ملا ذخيرتكم و مفزع نازلتكم و أمارة محجتكم و مدرجة حجتكم خذلتم و له قتلم ألا ساء ما تزرون فتعسا و نكسا فلقد خاب السعي و تربت الأيدي و خسرت الصفقه و يؤتم بغضب من الله و ضربت عليكم الذلة و المسكنة ويلكم أتدرون أي كبد لمحمد فريتم و أي دم له سفكتم و أي كريمة له أصبتم لقد جئتم شيئا ادا تكاد السموات يتفطرن منه و تنشق الأرض و تخر الجبال هدا.

لقد أتيتم بها خرماء شوهاء طلاع الأرض و السماء أفعجبتم أن قطرت السماء


دما و لعذاب الآخرة أخزي فلا يستخفنكم المهل فانه لايحضره البدار و لا يخاف عليه فوت الثار كلا ان ربك لنا المرصاد، قال ثم سكتت فرأيت الناس حياري قدردوا أيديهم في أفواههم و رأيت شيخا قد اخضلت لحيته و هو يقول كهولهم خير الكهول و نساؤهم خير النساء اذا عدو انسل لا يخيب و لا يخزي [3] .

5 - قال الطبرسي: ثم نادي ابن سعد في الناس بالرحيل و توجه نحو الكوفة و معه بنات الحسين و أخواته و من كان معه من النساء و الصبيان و علي بن الحسين فيهم و هو مريض بالذرب و قد أشفي، فلما رحل ابن سعد خرج قوم من بني أسد كانوا نزولا بالغاضرية الي الحسين و أصحابه فصلوا عليهم و دفنوا الحسين حيث قبره الآن و دفنوا ابنه علي بن الحسين الأصغر عند رجليه و حفروا للشهداء من أهل بيته و أصحابه الذين صرعوا حوله حفيرة مما يلي رجله فجمعوهم و دفنوهم جميعا معا و دفنو العباس بن علي في موضعه الذي قتل فيه علي طريق الغاضرية حيث قبره الآن.

لما وصل رأس الحسين عليه السلام و وصل ابن سعد من غد يوم و صوله جلس ابن زياد في قصر الامارة و أذن للناس اذنا عاما و أمر باحضار الرأس فوضع بين يديه فجعل ينظر اليه و يتبسم و بيده قضيب يضرب به ثناياه و كان الي جانبه زيد بن أرقم صاحب رسول الله و هو شيخ كبير، فقال: ارفع قضيبك عن هاتين الشفتين فوالله الذي لا اله غيره لقد رأيت شفتي رسول الله ما لا أحصيه يترشفهما ثم انتحب باكيا، فقال له ابن زياد: أبكي الله عينك أتبكي لقدرة الله و لو لا أنك شيخ كبير و قد خرفت و ذهب عقلك لضربت عنقك.

فنهض زيد بن أرقم و صار الي منزله و ادخل عيال الحسين عليه السلام علي ابن زياد، فدخلت زينب اخت الحسين في جماعتهم. عليها أرذل ثيابها فمضت حتي


جلست ناحية من القصر و حفت بها اماوها، فقال ابن زياد: من هذا التي انحازت و معها نساؤها؟ فلم تجيه زينب فأعادها ثانية و ثالثة فقال له بعض اماؤها: هذه زينب بنت فاطمة بنت رسول الله، فأقبل عليها ابن زياد و قال: الحمد الله الذي فضحكم و قتلكم و أكذب أحدوثتكم.

فقالت زينب: الحمدلله الذي أكرمنا بنبيه محمد عليه السلام و طهرنا من الرجس تطهيرا، انما يفتضح الفاسق و يكذب الفاجر، و هو غيرنا فقال ابن زياد: كيف رأيت فعل الله بأهل بيتك؟ قالت: كتب الله عليهم القتل فبرزوا الي مضاجعهم و سيجمع الله بينك و بينهم يوم القيامة فتحاجون اليه و تختصمون عنده، فغضب ابن زياد، و استشاط فقال عمرو بن حريث: انها امرأة و المرأة لاتؤخذ بشي من منطقها، فقال لها ابن زياد: لقد شفي الله نفسي من طاغيتك و العصاة من أهل بيتك، فرقت زينب و بكت و قالت:

لعمري لقد قتلت كهلي و أبرت أهلي، و قطعت فرعي فان يشفيك هذا فقد اشتفيت، فقال ابن زياد: هذه سجاعة و لعمري لقد كان أبوها سجاعا، فقالت: ما للمرأة و السجاعة و ان لي عن السجاعة لشغلا ولكن صدري نفثت بما قلت. و عرض عليه علي بن الحسين عليهماالسلام فقال له: من أنت؟ قال: أنا علي بن الحسين قال: أليس قد قتل الله علي بن الحسين؟ فقال: كان لي أخ يسمي عليا فقتله الناس، قال ابن زياد: بل قتله الله، فقال علي بن الحسين عليهماالسلام: «الله يتوفي الأنفس حين موتها».

فغضب ابن زياد و قال: لك جرأة علي جوابي و فيك بقية للرد علي اذهبوا و اضربوا عنقه، فتعلقت به زينب عمته فقالت: يا ابن زياد حسبك من دمائنا و اعتنقته و قالت: و الله لا أفارقه قتلته فاقتلني معه، فنظر ابن زياد اليها ساعة و قال: عجبا للرحم و الله لأظنها ودت اني قتلتها معه، دعوه فاني أراه لما به مشغول،


ثم قال من مجلسه، و لما أصبح ابن زياد بعث برأس الحسين عليه السلام فدير به في سكك الكوفة و قبائلها.

فروي عن زيد بن أرقم أنه قال: مر به علي و هو علي رمح و أنا في غرفة فلما حاذاني سمعته يقرء: «أم حسبت أن أصحاب الكهف و الرقيم كانوا من آياتنا عجبا» فقف و الله شعري و ناديت: رأسك يا ابن رسول الله أعجب و أعجب، فلما فرع القوم من الطواف به ردوه الي باب القصر فدفعه ابن زياد الي زحر بن قيس و دفع اليه رؤوس أصحابه و سرحه الي يزيد بن معاوية و أنفذ معه جماعة من أهل الكوفة حتي و ردوا بها الي يزيد بن معاوية بدمشق، فقال يزيد: قد كنت اقنع و أرضي من طاعتكم بدون قتل الحسين أما لو أني كنت صاحبه لعفوت عنه؟! [4] .

6 - قال ابن شهرآشوب: من كلام لزينب بنت علي عليه السلام يا أهل الكوفة و يا أهل الختر و الختل و الخذل و المكر، فلا رقأت الدمعة و لا هدأت الزفرة انما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوة انكاثا تتخذون أيمانكم دخلا بينكم، هل فيكم الا الصلف و العجب و الشنف و الكذب و ملق الاماء و غمز الاعداء كمرعي علي دمنة أو كقصة علي ملحودة ألا بئس ما قدمت لكم أنفسكم أن سخط الله عليكم و في العذاب انتم خالدون حتي انتهي كلامها الي قولها ألاساء ما قدمتم لانفسكم و ساء ما تزرون ليوم بعثكم.

فتعسا تعسا و نكسا نكسا لقد خاب السعي و تبت الأيدي و خسرت الصفقة و بؤتم بغضب من الله و ضربت عليكم الذلة و المسكنة، أتدرون ويلكم أي كبد لمحمد فريتم و أي عهد نكثتم و أي كريمة أبرزتم و اي دم له سفكتم «لقد جئتم شيئا ادا تكاد السموات يتفطرن و تنشق الارض و تخر الجبال هدا» لقد جئتم بها شوهاء خرقاء طلاع الارض و السماء أفعجبتم ان تمطر السماء دما و لعذاب الاخرة أخزي و


هم لا ينصرون، فلا يستخفنكم المهل فانه عزوجل لا يحقره البدار و لا يخشي عليه فوت ثار كلا ان ربك لنا و لهم بالمرصاد ثم انشات تقول:



ماذا تقولون ان قال النبي لكم

ماذا فعلتم و أنتم آخر الأمم



بعترتي و بأهلي بعد مفتقدي

منهم أساري و قتلي ضرجوابدم



ان كان هذا جزائي اذ نصحت لكم

ان تخلفوني بسؤفي ذوي رحمي [5] .



7 - قال ابن طاووس: قال الراوي و لما انفصل عمر بن سعد لعنه الله عن كربلا خرج قوم من بني أسد فصلوا علي تلك الجثث الطواهر المرملة بالدماء و دفنوها علي ما هي الان عليه، و سار ابن سعد بالسبي، فلما قاربوا الكوفة اجتمع اهلها للنظر اليهن، قال الراوي: فاشرفت امرأة من الكوفيات فقالت من أي الاساري أنتن، فقلن نحن أساري آل محمد صلي الله عليه و آله فنزلت المرئة من سطحها فجمعت لهن ملاء وازرا و مقانع و أعطتهن فتغطين، قال الراوي و كان مع النساء علي بن الحسين عليه السلام قد نهكنه العلة و الحسن بن الحسن المثني و كان قد واسي عمه و امامه في الصبر علي ضرب السيوف و طعن الرماح و قد اثخن بالجراح [6] .

8 - روي مصنف كتاب المصابيح أن الحسن المثني قتل بين يدي عمه الحسين عليه السلام في ذلك اليوم سبعة عشر نفسا و اصابه ثمانية عشر جراحة فوقع فأخذه خاله أسماء بن خارجة فحمله الي الكوفة و داواه حتي برأ و حمله الي المدينة و كان معهم أيضا زيد و عمرو ولد الحسن السبط عليهم السلام فجعل أهل الكوفة ينوحون و يبكون فقال علي بن الحسين عليهماالسلام تنوحون و تبكون من أجلنا فمن ذا الذي قتلنا.

9 - عنه قال بشير بن خزيم الأسدي و نظرت الي زينب بنت علي يومئذ و لم أرخفرة و الله أنطق منها كانها تفرع من لسان أميرالمؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام


و قد أو مأت الي الناس ان اسكتوا فارتدت الأنفاس و سكنت الأجراس ثم قالت الحمدلله و الصلاة علي أبي محمد و آله الطيبين الأخيار أما بعد يا اهل الكوفة يا أهل الختل و الغدر أتبكون فلا رقأت الدمعة و لاهدأت الرنة انما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا تتخذون أيمانكم دخلا بينكم.

الأهل فيكم الا الصلف و النطف و الصدر الشنف و ملق الاماء و غمز الاعدآء او كمرعي علي دمنة أو كفصة لمن علي ملحودة «ألا ساء ما قدمت لكم أنفسكم أن سخط الله عليكم و في العذاب أنتم خالدون» أتبكون و تنتحبون اي و الله فابكوا كثيرا و اضحكوا قليلا فلقد ذهبتم بعارها و شنارها و لن ترحضوها بغسل بعدها أبدا و اني ترحضون قتل سليل خاتم النبوة و معدن الرسالة و سيد شباب أهل الجنة و ملاذ خيرتكم و مفزع نازلتكم و منارحجتكم و مدرة سنتكم ألا ساء ما تزرون و بعدا لكم و سحقا

فلقد خاب السعي و تبت الأيدي و خسرت الصفقة و بوتم بغضب من الله و ضربت عليكم الذلة و المسكنة ويلكم يا أهل الكوفة أتدرون أي كيد لرسول الله فريتم و أي كريمة له أبرزتم و اي دم له سفكتم و أي حرمة له انتهكتم و لقد جئتم بها صلعاء عنقاء فقماء خرقاء شوهاء كطلاع الارض أو ملاء السماء أفعجبتم أن مطرت السماء دما و لعذاب الاخرة أخزي و أنتم لا تنصرون فلا يستخفنكم المهل فانه لا يحفزه البدار و لا يخاف فوت الثار و ان ربكم لبا لمرصاد [7] .

10 - عنه قال الراوي فوالله لقد رأيت الناس يومئذ حياري يبكون و قد وضعوا أيديهم في أفواهم و رأيت شيخا واقفا الي جنبي يبكي حتي اخضلت لحيته و هو يقول بأبي أنتم و أمي اكهولكم خير الكهول و شبابكم خير الشباب و نسائكم


خير النساء و نسلكم خير نسل لا يخزي و لا يبري. [8] .

11- عنه روي زيد بن موسي قال حدثني أبي عن جدي عليهم السلام قال خطبت فاطمة الصغري بعد آن وردت من كربلاء فقالت الحمدلله عدد الرمل و الحصا وزنة العرش الي الثري أحمده و أو من به و أتوكل عليه و أشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له و أن محمدا عبده و رسوله صلي الله عليه و آله و أن اولاده ذبحوا بشط الفرات بغير ذحل و لاتراب.

اللهم اني أعوذبك أن أفتري عليك الكذب أو أن أقول عليك خلاف ما أنزلت عليه من أخذ العهود لوصيه علي بن ابي طالب عليه السلام المسلوب حقه المقتول من غير ذنب كما قتل ولده بالأمس في بيت من بيوت الله فيه معشر مسلمة بالسنتهم تعسا لرؤسهم ما دفعت عنه ضيما في حياته و لا عند مماته حتي قبضته اليك محمود النقيبة طيب العريكة معروف المناقب، مشهور المذاهب، لم تأخذه فيك اللهم لومة لائم و عذل عاذل هديته اللهم للاسلام صغيرا و حمدت مناقبه كبيرا.

لم يزل ناصحا لك و لرسولك صلي الله عليه و آله حتي قبضته اليك زاهدا في الدنيا غير حريص عليها راغبا في الآخرة مجاهدا لك في سبيلك رضيته فاخترته فهديته الي صراط مستقيم.

أما بعد يا أهل الكوفة يا أهل المكر و الغدر و الخيلاء فانا أهل بيت ابتلانا الله بكم و ابتلاكم بنافجعل بلائنا حسنا، و جعل علمه عندنا و فهمه لدينا فنحن عيبة علمه و وعاء حكمته علي الأرض في بلاده لعبادة أكرمنا الله بكرامته و فضلنا بنبيه محمد صلي الله عليه و آله علي كثير، ممن خلق تفضيلا بينا فكذبتمونا و رأيتم قتالنا حلالا و أموالنا نهبا كأننا أولاد ترك و كابل كما قتلتم جدنا بالامس و سيوفكم تقطر من دمائنا


أهل البيت لحقد متقدم لذلك عيونكم و فرحت قلوبكم علي افتراء الله و مكر مكرتم و الله خير الماكرين.

فلا تدعونكم أنفسكم الي الجذل بما أصبتم من دمائنا و نالت أيديكم من أموالنا فان ما أصابنا من المصائب الجليلة و الرزايا العظيمة في كتاب من قبل أن نبرئها ان ذلك علي الله يسير «ليكلا تأسوا علي مافاتكم و لا تفرحوا بما أتيكم و الله لا يحب كل مختال فخور» تبا لكم فانتظروا اللعنة و العذاب فكان قدحل بكم و تواثرت من السماء نقمات فيسحتكم بعذاب و يذيق بعضكم بأس بعض ثم تخلدون في العذاب الأليم يوم القيامة بما ظلمتمونا ألا لعنة الله علي الظالمين.

ويلكم أتدرون أية يد طاعنتنا منكم و أية نفس نزعت الي قتالنا أو بأية رجل مشيتم الينا تبغون محاربتنا و الله قست قلوبكم و غلظت أكبادكم و طبع علي أفئدتكم و ختم علي سمعكم و بصركم و سول لكم الشيطان و أملي لكم و جعل علي بصركم غشاوة فانتم لا تهتدون فتبا لكم يا أهل الكوفة أي تراث لرسول الله صلي الله عليه و آله قبلكم، و ذحول له لديكم بما عندتم بأخيه علي بن أبي طالب جدي و بنيه و عترته الطيبين الاخيار فافتخر بذلك مفتخر و قال:



نحن قتلنا عليا و بني علي

بسيوف هندية و رماح



و سبينا نسائهم سبي ترك

و نطحناهم فأي نطاح



بفيك أيها القائل الكثكث و الأثلب افتخرت بقتل قوم زكاههم الله و طهرهم الله و أذهب عنهم الرجس فاكظم واقع كما أقعي ابوك فانما لكل امري ء ما كسب و ما قدمت قداه أحسدتمونا ويلالكم علي ما فضلنا الله



فما ذنبنا ان جاش دهرا بحورنا

و بحرك ساج ما يواري الدعا مصا



ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء و الله ذوالفضل العظيم، و من لم يجعل الله له


نورا فماله من نور [9] .

12 - عنه، قال و خطبت ام كلثوم بنت علي عليه السلام في ذلك اليوم من وراء كلتها رافعة صوتها بالبكاء فقالت يا أهل الكوفة سوئة لكم مالكم خذلتم حسينا و قتلتموه و انتهبتم أمواله و ورثتموه و سبيتم نسائه و نكبتموه فتبا لكم و سحقا ويلكم أتدرون أي دواه دهتكم و أي وزر علي ظهوركم حملتم و أي دماء سفكتموها و أي كريمة أصبتموها و أي صبية سلبتموها و أي اموال انتهبتموها، قتلتم خير رجالات بعد النبي صلي الله عليه و آله و نزعت الرحمة من قلوبكم، ألا ان حزب الله هم الفائزون و حزب الشيطان هم الخاسرون ثم قالت:



قتلتم أخي صبرا فويل لأمكم

ستجزون نارا حرها يتوقد



سفكتم دماء حرم الله سفكها

و حرمها القرآن ثم محمد



ألا فابشروا بالنار انكم غدا

لفي سقر حقا يقينا تخلدوا



و اني لا بكي في حياتي علي أخي

علي خير من بعد النبي سيولد [10] .



بدمع غريز مستهل مكفكف

علي الخدمني دائما ليس يجمد



قال الرواي فضج الناس بالبكاء و النوح و نشر النساء شعورهن و وضعن التراب علي رؤسهن و خمشن وجوههن و ضربن خدودهن و دعون بالويل و الثبور و بكي الرجال و نتفوا لحاهم فلم يرباكية و باك اكثر من ذلك اليوم.

ثم ان زين العابدين عليه السلام أو ماء الي الناس ان اسكتوا فقام قائما فحمدالله و اثني عليه و ذكر النبي صلي الله عليه و آله ثم صلي عليه، ثم قال ايها الناس من عرفني فقد عرفني و من لم يعرفني فانا أعرفه بنفسي أنا علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب عليهم السلام، أنا ابن من انتهكت حرمته و سلبت نعمته، و انتهب ماله و سبي عياله أنا ابن المذبوح


شط الفرات من غير ذحل و لا ترات أنا ابن من قتل صبرا و كفي بذلك فخرا، ايها الناس فانشدكم الله هل تعلمون انكم كتبتم الي أبي و خدعتموه و أعطيتموه من أنفسكم العهد و الميثاق و البيعة و قاتلتموه فتبا لما قدمتم لانفسكم و سوءة لرأيكم باية عين تنظرون الي رسول الله صلي الله عليه و آله اذ يقول لكم قتلتم عترتي و انتهكتم حرمتي فلستم من امتي.

قال الراوي فارتفعت الاصوات من كل ناحية و يقول يعضهم لبعض هلكتم و ما تعلمون فقال عليه السلام رحم الله أمرا قبل نصيحتي و حفظ وصيتي في الله و في رسوله و أهل بيته فان لنا في رسول الله صلي الله عليه و آله أسوة حسنة فقالوا بأجمعهم نحن كلنا يابن رسول الله سامعون مطيعون حافظون لذمامك زاهدين فيك و لا راغبين عنك فمرنا بأمرك يرحمك الله فانا حرب لحربك و سلم لسلمك لناخذن يزيد لعنه الله و نبرأ ممن ظلمك.

فقال عليه السلام هيهات ايها الغدرة المكرة حيل بينكم و بين شهوات أنفسكم أتريدون أن تأتوا الي كما أتيتم الي آبائي من قبل كلا و رب الراقصات فان الجرح لما يندمل قتل أبي صلوات الله عليه بالأمس و أهل بيته و معه و لم ينسي ثكل رسول الله صلي الله عليه و آله و ثكل أبي و بني أبي و جده بين لهاتي و مرارته بين حناجري و حلقي و غصصه تجري من فراش صدري و مسئلتي ان تكونوا لا لنا و لا علينا ثم قال:



لاغروان قتل الحسين فشيخه

قد كان خيرا من حسين و أكرم



فلا تفرحوا يا اهل كوفان بالذي

اصيب حسين كان ذلك أعظم



قتيل بشط النهر روحي فدائه

جزاء الذي أرداه نار جهنم




ثم قال رضينا منكم رأسا براس فلا يوم لنا و لا يوم علينا [11] .

13 - عنه قال الراوي ثم ان ابن زياد جلس في القصر للناس و اذن اذنا عاما و جي ء برأس الحسين عليه السلام فوضع بين يديه و ادخل نساء الحسين عليه السلام و صبيانه اليه فجلست زينب بنت علي عليه السلام متنكرة فسأل عنها فقيل زينب بنت علي عليه السلام فأقبل اليها فقال الحمدلله الذي فضحكم و أكذب احدوثتكم.

فقالت انما يفتضح الفاسق و يكذب الفاجر و هو غيرنا فقال ابن زياد كيف رأيت صنع الله بأخيك و اهل بيتك فقالت ما رأيت الا جميلا هؤلاء قوم كتب الله عليهم القتل فبرزوا الي مضاجعهم و سيجمع الله بينك و بينهم فتحاج و تخاصم فانظر لمن يكون الفلج يومئذ هبلتك امك يابن مرجانة.

قال الراوي فغضب ابن زياد و كانه هم بها فقال له عمرو بن حريث انها امراة و المرأة لا تؤخذ بشي من منطقها فقال لها ابن زياد لقد شفي الله قلبي من طاغتيك الحسين و العصاة المردة من أهل بيتك فقالت لعمري لقد قتلت كهلي و قطعت فرعي و اجتثثت أصلي فان كان هذا شفاك فقد اشتفيت فقال ابن زياد هذه سجاعة و لعمري لقد كان أبوك شاعرا سجاعا فقالت يا ابن زياد ما للمرأة و السجاعة، ثم التفت ابن زياد الي علي الحسين عليهماالسلام فقال من هذا فقيل علي بن الحسين فقال اليس قد قتل الله علي بن الحسين.

فقال علي عليه السلام قد كان لي أخ يقال له علي بن الحسين قتله الناس، فقال بل الله قتله فقال علي «الله يتوفي الأنفس حين موتها و التي لم تمت في منافها» فقال ابن زياد ألك جرأة علي جوابي اذهبوا به فاضربوا عنقه فسمعت به عمته زينب فقالت يا ابن زياد انك لم تبق متا أحدا فان كنت عزمت علي قتله فاقتلني معه،


فقال علي عليه السلام لعمته اسكتي يا عمة حتي اكلمه ثم أقبل عليه السلام فقال أبا القتل تهددني يا ابن زياد ما علمت ان القتل لنا عادة و كرامتنا الشهادة.

ثم أمر ابن زياد بعلي بن الحسين عليه السلام و أهله فحملوا الي دار جنب المسجد الأعظم فقالت زينب بنت علي عليه السلام لا يدخلن عربية الا أم ولد أو مملوكة فانهن سبين كما سبينا ثم أمر ابن زياد برأس الحسين عليه السلام فطيف به في سكك الكوفة و يحق لي ان أتمثل هنا بابيات لبعض ذوي العقول يرثي بها قتيلا من آل الرسول:



رأس ابن بنت محمد و وصيه

للناظرين علي قناة يرفع



و المسلمون بمنظر و بمسمع

لامنكر منهم و لا متفجع



كحلت بمنظرك العيون عماية

و أصم رزءك كل اذن تسمع



أيقظت أجفانا و كنت لها كري

و انمت عينا لم تكن بك تهجع



ما روضة الا تمنت أنها

لك حفرة و لخط قبرك مضجع [12] .



14 - قال الفتال: ارسل ابن زياد لعنه الله الي ام كلثوم بنت الحسين صلوات الله عليه فقال: الحمدلله الذي قتل رجالكم فكيف ترين ما فعل لله بكم فقالت عليهاالسلام يابن زياد لئن قرت عينك بقتل الحسين عليه السلام فطا لما قرت عين جده صلي الله عليه و آله به و كان يقبله و يلثم شفتيه و يضعه علي عاتقه يابن زياد أعد لجده جوابا فانه خصمك غدا [13] .

قال حاجب عبيدالله بن زياد لعنهم الله لما جي برأس الحسين عليه السلام امر فوضع بين يديه في طشت من ذهب و جعل يضرب يقضيب في يده علي ثناياه، و يقول لقد أسرع الشيب اليك يا أباعبدالله فقال رجل من القوم مه فاني رأيت رسول الله صلي الله عليه و آله يلثم حيث تضع قضيبك فقال يوم بيوم بدر ثم أمر بعلي بن الحسين عليه السلام فغل و حمل مع السبايا و النسوة الي السجن و كنت معهم فما مررنا بزقاق الا


وجدناه ملأن رجالا و نساء يضربون وجوههم و يبكون فحسبوا في سجن و ضيق عليهم.

ثم ان ابن زياد لعنه الله دعا بعلي بن الحسين عليهماالسلام و النسوة و أحضر رأس الحسين صلوات الله عليه و كانت زينب ابنة علي فيهم فقال ابن زياد لعنه الله: الحمدلله الذي فضحكم و قتلكم و أكذب أحاديثكم فقالت زينب عليهاالسلام: الحمدلله الذي اكرمنا بمحمد و طهرنا تطهيرا انما يفضح الله الفاسق و يكذب الفاجر قال: كيف رأيت صنع الله بكم أهل البيت قال: كتب عليهم القتل فبرزوا الي مضاجعهم و سيجمع الله بينك و بينهم، فيتحاكمون عنده فغضب ابن زياد لعنه الله و هم بها فسكن منه عمرو بن حريث.

فقالت زينب يابن زياد و حسبك ما ارتكبت منا فلقد قتلت رجالنا و قطعت أملنا و أبحت حريمنا و سبيت نساننا و ذرارينا فان كان ذلك للاشتفاء فقد اشتفيت، فأمر ابن زياد بردهم الي السجن و بعث البشاير الي النواحي بقتل الحسين [14] .

15 - قال الدينوري: أمر عمر بن سعد بحمل نساء الحسين و أخواته و بناته و جواريه و حشمه في المحامل المستورة علي الابل. و كانت بين وفاة رسول الله صلي الله عليه و آله و بين قتل الحسين خمسون عاما.

قالوا: و لما أدخل رأس الحسين عليه السلام علي ابن زياد فوضع بين يديه جعل ابن زياد ينكت بالخيزرانة ثنايا الحسين، و عنده زيد بن أرقم، صاحب رسول الله صلي الله عليه و آله، فقال له: مه، ارفع قضيبك عن هذه الثنايا، فلقد رأيت رسول الله صلي الله عليه و آله يلثمها، ثم خنقته العبرة، فبكي. فقال له ابن زياد: مم تبكي؟ أبكي الله عينيك، و الله لو لا أنك شيخ قد خرفت لضربت عنقك.


قالوا: و كانت الرؤس قد تقدم بها شمر بن ذي الجوشن أمام عمر بن سعد، قالوا: و اجتمع أهل الغاضرية فدفنوا أجساد القوم، و روي عن حميد بن مسلم قال: كان عمر بن سعد لي صديقا، فأتيته عند منصرفه من قتال الحسين، فسألته عن حاله، فقال: لا تسأل عن حالي، فانه مارجع غائب الي منزله بشر مما رجعت به، قطعت القرابة القربية، و ارتكبت الأمر العظيم. [15] .

16 - روي ابومنصور الطبرسي: عن زيد بن موسي بن جعفر، عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال: خطبت فاطمة الصغري عليهاالسلام بعد ان ردت من كربلاء فقالت: الحمدلله عدد الرمل و الحصي، وزنة العرش الي الثري، أحمده و اومن به و أتوكل عليه، و أشهد ان لا اله الله، وحده لا شريك له، و أن اولاده ذبحوا بشط الفرات من غير ذحل و لا تراث، أللهم اني أعوذبك ان أفتري عليك الكذب، و أن أقول خلاف ما أنزلت عليه من أخذ العهود لوصيه علي بن أبي طالب عليه السلام.

المسلوب حقه، المقتول من غير ذنب، كما قتل ولده بالأمس في بيت من بيوت الله و بها معشر مسلمة بألسنتهم، تعسا لرؤوسهم! ما دفعت عنه ضيما في حياته و لا عند مماته، حتي قبضته اليك محمود النقيبة، طيب الضريبة، معروف المناقب، مشهور المذاهب، لم تأخذه فيك لومة لائم، و لا عذل عاذل، هديته يا رب للاسلام صغيرا، و حمدت مناقبه كبيرا، و لم يزل ناصحا لك و لرسولك صلواتك عليه و آله حتي قبضته اليك، زاهدا في الدنيا غير حريص عليها، راغبا في الآخرة مجاهدا لك في سبيلك، رضيته فاخترته، و هديته الي طريق مستقيم.

أما بعد يا أهل الكوفة! يا أهل المكر و الغدر و الخيلاء، انا أهل بيت ابتلانا الله بكم، و ابتلاكم بنا، فجعل بلاءنا حسنا، و جعل علمه عندنا و فهمه لدينا، فنحن عيبة علمه، و وعاء فهمه و حكمته، و حجته في الأرض في بلاده لعباده، أكرمنا الله


بكرامته، و فضلنا بنبيه صلي الله عليه و آله علي كثير من خلقه تفضيلا، فكذبتمونا، و كفرتمونا، و رأيتم قتالنا حلالا، و أموالنا نهبا، كأنا أولاد الترك أو كابل، كما قتلتم جدنا بالأمس، و سيوفكم تقطر من دمائنا أهل البيت لحقد متقدم، قرت بذلك عيونكم، و فرحت به قلوبكم، اجتراءا منكم علي الله، و مكرا مكرتم و الله خير الماكرين.

فلا تدعونكم أنفسكم الي الجذل بما أصبتم من دمائنا و نالت أيديكم من أموالنا، فان ما أصابنا من المصائب الجليلة، و الرزايا العظيمة في كتاب من قبل أن نبرأها ان ذلك علي الله يسير، لكيلا تأسوا علي مافاتكم و لا تفرحوا بما آتاكم و الله لا يحب كل مختال فخور، تبا لكم! فانتظروا العنة و العذاب، فكأن قد كل بكم، و تواترت من السماء نقمات فيسحتكم بما كسبتم و يذيق بعضكم بأس بعض، ثم تخلدون في العذاب الأليم يوم القيامة بما ظلمتمونا، ألا لعنة الله علي الظالمين.

ويلكم أتدرون أية يد طاعنتنا منكم، أو أية نفس نزعت الي قتالنا، أم بأية رجل، مشيتم الينا، تبغون محاربتنا؟! قست قلوبكم، و غلظت أكبادكم، و طبع علي أفئدتكم و ختم علي سمعكم و بصركم، و سول لكم الشيطان، و أملي لكم، و جعل علي بصركم غشاوة فانتم لا تهتدون، تبا لكم يا أهل الكوفة! كم تراث لرسول الله صلي الله عليه و آله قبلكم، و ذحوله لديكم، ثم غدرتم بأخيه علي بن أبي طالب عليه السلام جدي، و بنيه عترة النبي الطيبين الأخيار و افتخر بذلك مفتخر فقال:



نحن قتلنا عليا و بني

علي بسيوف هندية و رماح



و سبينا نساءهم سبي ترك

و نطحناهم فأي نطاح



فقالت: بفيك ايها القائل الكثكث و لك الأثلب افتخرت بقتل قوم زكاههم الله و طهرهم، و أذهب عنهم الرجس، فاكظم واقع كما أقعي أبوك، و انما لكل امرء ما قدمت يداه، حسدتمونا و يلالكم علي ما فضلنا الله.



فما ذنبنا ان جاش دهر بحورنا

و بحرك ساج لايواري الدعامصا




ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء و من لم يجعل الله له نورا فما له من نور. قال: فارتفعت الأصوات بالبكاء و قالوا: حسبك يا بنت الطيبين! فقد أحرقت قلوبنا، و أنضجت نحورنا، و أضرمت أجوافنا، فسكتت عليها و علي أبيها وجدها السلام [16] .

17 - عنه باسناده عن خديم بن شريك الأسدي قال: لما أتي علي بن الحسين زين العابدين بالنسوة من كربلاء و كان مريضا، و اذا نساء اهل الكوفة ينتد بن مشققات الجيوب و الرجال معهن يبكون، فقال زين العابدين عليه السلام - بصوت ضئيل و قد نهكته العلة - ان هؤلاء يبكون علينا فمن قتلنا غيرهم، فأومأت زينب بنت علي بن أبي طالب عليهماالسلام الي الناس بالسكوت.

قال حذيم الأسدي: لم أر و الله خفرة قط انطق منها، كأنها تنطق و تفرغ علي لسان علي عليه السلام، و قد أشارت الي الناس بان انصتوا فارتدت الانفاس، و سكنت الأجراس، ثم قالت - بعد حمدالله تعالي و الصلاة علي رسوله صلي الله عليه و آله -: أما بعد يا أهل الكوفة، يا أهل الختل و الغدر، و الخذل أفلا رقأت العبرة و لا هدأت الزفرة، انما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا تتخذون أيمانكم دخلا بينكم هل فيكم الا الصلف و العجب، و الشنف، و الكذب و ملق الاماء و غمز الأعداء أو كمرعي علي دمنة أو كفضة علي ملحودة ألا بئس ما قدمت لكم أنفسكم ان سخط الله عليكم و في العذاب انتم خالدون.

أتبكون اخي؟ أجل و الله فابكوا فانكم أحري بالبكاء فابكوا كثيرا و اضحكوا قليلا، فقد أبليتم بعارها، و منيتم بشنارها و لن ترحضوها أبدا و أني ترحضون قتل سليل خاتم النبوة و معدن الرسالة، و سيد شباب أهل الجنة، و ملاذ حربكم، و معاذ جزبكم، و مقر سلمكم، و آسي كلمكم و مفزع نازلتكم، و المرجع اليه عند مقاتلتكم و مدرة حججكم و منار محجتكم، ألاساء ما قدمت لكم


أنفسكم، و ساء ما تزرون ليوم بعثكم، فتعسا تعسا و نكسا نكسا! لقد خاب السعي، و تبت الأيدي، و خسرت الصفقة، و بؤتم بغضب من الله، و ضربت عليكم الذلة و المسكنة.

أتدرون ويلكم اي كبد لمحمد صلي الله عليه و آله فرثتم؟ و أي عهد نكثتم؟ و أي كريمة لله أبرزتم؟ و أي حرمة هتكتم و أي دم له سفكتم؟! لقد جئتم شيئا ادا تكاد السماوات يتفطرن منه و تنشق الأرض و تخر الجبال هدا! لقد جئتم بها شوهاء صلعاء، عتقاء، سوداء، فقماء، خرقاء كطلاع الأرض، أوملأ السماء أفعجبتم ان تمطر السماء دما، و لعذاب الآخرة أخزي و هم لا ينصرون، فلا يستخفنكم المهل، فانه عزوجل لا يحفزه البدار و لا يخشي عليه فوت الثار كلا ان ربك لنا و لهم لبالمرصاد، ثم انشأت تقول عليه السلام:



ماذا تقولون اذ قال النبي لكم

ماذا صنعتم و أنتم آخر الامم



بأهل بيتي و أولادي و تكرمتي

منهم اساري و منهم ضرجوا بدم



ما كان ذلك جزائي اذ نصحت لكم

ان تخلفوني بسوء في ذوي رحمي



اني لأخشي عليكم أن يحل بكم

مثل العذاب الذي أودي علي ارم



ثم ولت عنهم، قال حذيم، فرأيت الناس حياري قد ردوا أيديهم في أفواهم، فالتفت الي شيخ في جانبي يبكي و قد اخضلت لحيتة بالبكاء، و يده مرفوعة الي السماء و هو يقول: بأبي و امي كهولهم خير كهول، و نساؤهم خير نساء، و شبابهم خير شباب و نسلهم نسل كريم، و فضلهم فضل عظيم، ثم أنشد:



كهولكم خير الكهول و نسلكم

اذا عد نسل لا يبورو لا يخزي



فقال علي بن الحسين عليه السلام: يا عمة اسكتي ففي الباقي من الماضي اعتبار، و أنت بحمد الله عالمة غير معلمة، فهمة غير مفهمة، ان البكاء و الحنين لا يرد ان من قد أباده الدهر، فسكنت، ثم نزل عليه السلام و ضرب فسطاطه، و أنزل نسائه و دخل


الفسطاط [17] .

18 - قال الطبري: أقام عمر بن سعد يومه ذلك و الغد، ثم أمر حميد بن بكير الأحمري فأذن في الناس بالرحيل الي الكوفة، و حمل معه بنات الحسين و أخواته و من كان معه من الصبيان، و علي بن الحسين مريض [18] .

19 - عنه قال أبومخنف: فحدثني أبوزهير العبسي، عن قرة بن قيس التميمي، قال: نظرت الي تلك النسوة لما مررن بحسين و أهله و ولده صحن و لطمن وجوههن. قال: فاعترضتهن علي فرس، فما رأيت منظرا من نسوة قط كان أحسن من منظر رأيته منهن ذلك اليوم و الله لهن أحسن من مهايبرين. قال: فما نسيبت من الأشياء لا أنس قول زينب ابنة فاطمة حين مرت بأخيها الحسين صريعا و هي تقول.

يا محمداه! يا محمداه! صلي عليك ملائكة السماء، هذا الحسين بالعراء مرمل بالدماء، مقطع الأعضاء، يا محمداه! و بناتك سبايا، و ذريتك مقتلة، تسفي عليها الصبا. قال: فأبكت و الله كل عدو و صديق، قال: و قطف رؤس الباقين، فسرح باثنين و سبعين رأسا مع شمر بن ذي الجوشن و قيس بن الأشعث و عمرو بن الحجاج و عزرة بن قيس، فأقبلوا حتي قدموا علي عبيدالله بن زياد [19] .

20 - عنه قال أبومخنف: حدثني سليمان بن أبي راشد، عن حميد بن مسلم، قال: دعاني عمر بن سعد فسرحني الي أهله لأبشرهم بفتح الله عليه و بعافيته، فأقبلت حتي أتيت أهله، فأعلمتهم ذلك، ثم أقبلت حتي أدخل فأجد ابن زياد قد جلس للناس، و أجد الوفد قد قدموا عليه، فأدخلهم، و أذن للناس، فدخلت فيمن دخل، فأذا رأس الحسين موضوع بين يديه، و اذا هو ينكت بقضيب بين ثنيتيه


ساعة، فلما رآه زيد بن أرقم لا ينجم عن نكته بالقضيب.

قال له: اعل بهذا القضيب عن هاتين الثنيتين، فو الذي لا اله غيره لقد رأيت شفتي رسول الله صلي الله عليه و آله علي هاتين الشفتين يقبلهما، قم انفضخ الشيخ يبكي، فقال له ابن زياد: أبكي الله عينيك! فوالله لو لا أنك شيخ قد خرفت و ذهب عقلك لضربت عنقك، قال: فنهض فخرج، فلما خرج سمعت الناس يقولون: و الله لقد قال زيد بن أرقم قولا لو سمعه ابن زياد لقتله، قال: فقلت: ما قال: قالوا: مربنا و هو يقول: ملك عبد عبدا، فأتخذهم تلدا، أنتم يا معشر العرب العبيد بعد اليوم، قتلتم ابن فاطمة، و أمرتم ابن مرجانة، فهو يقتل خياركم، و يستعبد شراركم، فرضيتم بالذل، فبعدا لمن رضي بالذل!

قال: فلما دخل برأس الحسين و صبيانه و أخواته و نسائه علي عبيدالله بن زياد قال: من هذه الجالسة؟ فلم تكلمه، فقال ذلك ثلاثا، كل ذلك لا تكلمه فقال بعض اماءها هذه زينب ابنة فاطمة قال: فقال لها عبيدالله الحمدلله الذي فضحكم و قتلكم و أكذب أحدوثتكم.

فقالت الحمدلله الذي أكرمنا بمحمد صلي الله عليه و آله و طهرنا تطهيرا لاكما تقول أنت انما يفتضح الفاسق و يكذب الفاجر قال: فكيف رأيت صنع الله بأهل بيتك، قالت كتب علهيم القتل فبرزوا الي مضاجعهم و سيجمع الله بينك و بينهم فتحاجون اليه و تخاصمون عنده قال فغضب ابن زياد و استشاط قال: فقال له عمرو ابن حريث أصلح الله الأمير انما هي امراة و هل تؤاخذ المرأة بشي من منطقها انها لا تؤاخذ بقول و لا تلام علي خطل.

فقال لها ابن زياد قد أشفي الله نفسي من طاغيتك و العصاة المردة من أهل بيتك قال فبكت ثم قالت لعمري لقد قتلت كهلي و أبرت أهلي و قطعت فرعي و اجتثت أصلي فان يشفك هذا فقد اشتفيت فقال لها عبيدالله هذه سجاعة قد


لعمري كان أبوك شاعرا سجاعا قالت ما للمراة و السجاعة ان لي عن السجاعة لشغلا و لكن نفسي ما اقول [20] .

21 - عنه، قال أبومخنف و أما سليمان بن أبي راشد فحدثني عن حميد بن مسلم، قال اني لقائم عند ابن زياد، حين عرض عليه علي بن الحسين فقال له ما اسمك قال أنا علي بن الحسين قال أو لم يقتل الله علي بن الحسين فسكت، فقال له ابن زياد ما لك لا تتكلم، قال قد كان لي أخ يقال له أيضا علي فقتله الناس، قال ان الله قد قتله قال فسكت علي فقال له ما لك لا تكلم قال: (الله يتوفي الأنفس حين موتها و ما كان لنفس ان تموت الا باذن الله) قال أنت و الله منهم فقال لرجل عنده اقتله.

فقال علي بن الحسين: من توكل بهؤلاء و النسوة و تعلقت به زينب عمته فقالت يابن زياد حسبك منا أما رويت من دمائنا و هل أبقيت منا أحدا قال فاعتنقته فقالت أسالك بالله ان كنت مؤمنا ان قتله لما قتلتني معه قال و ناداه علي فقال يابن زياد ان كانت بينك و بينهن قرابة فابعث معهن رجلا تقبا بصحبهن صحبة الاسلام قال فنظر اليها ساعة ثم نظر الي القوم فقال عجبا للرحم و الله اني لأظنها ودت لو أني قتلته أني قتلتها معه دعوا الغلام انطلق مع نسائك [21] .

22 - قال محمد بن اسحاق كان علي بن حسين الاصغر مريضا نائما علي فراش فقال شمر بن ذي الجوشن الملعون اقتلوا هذا فقال له رجل من أصحابه: سبحان الله أتقتل فتي حدثا مريضا لم يقاتل و جاء عمر بن سعد فقال لا تعرضوا لهولاء النسوة و لا هذا المريض.

قال علي بن حسين فغيبني رجل منهم و أكرم نزلي و احتضنني و جعل يبكي كلما خرج و دخل حتي كنت أقول ان يكن عند أحد من الناس وفاء فعند هذا الي


أن نادي منادي ابن زياد ألا من وجد علي بن حسين فليأت به فقد جعلنا فيه ثلاثمائة درهم، قال فدخل و الله علي و هو يبكي و جعل يربط يدي الي عنقي و هو يقول: أخاف فاخرجني و الله اليهم مربوطا حتي دفعني اليهم و أخذ ثلاثمائة درهم و انا أنظر اليه.

فأخذت فأدخلت علي ابن زياد فقال ما اسمك فقلت علي بن حسين قال أولم يقتل الله عليا قال: قلت كان لي أخ يقال له علي أكبر مني قتله الناس، قال بل الله قتله قلت الله يتوفي الأنفس حين موتها فأمر بقتله فصاحت زينب بنت علي بابن زياد حسبك من دمائنا أسالك بالله ان قتلته الا قتلتني معه فتركه.

قال: و لما امر عمر بن سعد بثقل الحسين أن يدخل الكوفة الي عبيدالله بن زياد، و بعث اليه برأسه مع خولي بن يزيد الأصبحي، فلما حمل النساء و الصبيان فمروا بالقتلي صرخت امرأة منهم يا محمداه هذا حسين بالعراء مرمل بالدماء و أهله و نساؤه سبايا، فما بقي صديق و لا عدو الا اكب باكيا ثم قدم بهم علي عبيدالله بن زياد فقال عبيدالله من هذه.

فقالوا زينب بنت علي بن أبي طالب فقال كيف رأيت صنع الله بأهل بيتك قالت كتب عليهم القتل فبرزوا الي مضاجعهم و سيجمع الله بيننا و بينك و بينهم، قال الحمدلله الذي قتلكم و أكذب حديثكم قالت الحمدلله الذي أكرمنا بمحمد و طهرنا تطهيرا، فلما وضعت الرؤس بين يدي عبيدالله بن زياد جعل يضرب بقضيب معه علي في الحسين و هو يقول:



يفلقن هاما من أناس اعزة

علينا و هم كانوا أعق و أشأما.



فقال له زيد بن أرقم لو نحيت هذا القضيب فان رسول الله صلي الله عليه و آله كان يضع فاه علي موضع هذا القضيب [22] .


23 - عنه قال أخبرنا سليمان بن حرب، قال حدثنا حماد بن سلمة، عن علي ابن زيد، عن أنس بن مالك قال شهدت عبيدالله بن زياد حيث أتي برأس الحسين عليه السلام قال فجعل ينكت بقضيب معه علي أسنانه و يقول ان كان لحسن الثغر قال فقلت و الله لأسوأنك فقلت أما أني قد رأيت رسول الله صلي الله عليه و آله تقبل موضع قضيبك من فيه [23] .


پاورقي

[1] امالي الصدوق: 99.

[2] الارشاد: 227.

[3] امالي المفيد: 198.

[4] اعلام الوري: 246.

[5] المناقب: 226:2.

[6] اللهوف: 63.

[7] اللهوف: 64.

[8] اللهوف: 65.

[9] اللهوف: 65.

[10] کذا في الاصل.

[11] اللهوف: 66.

[12] اللهوف: 69.

[13] روضة الواعظين: 163.

[14] روضة الواعظين: 163.

[15] الاخبار الطوال: 259.

[16] الاحتجاج: 27:2.

[17] الاحتجاج: 29:2.

[18] تاريخ الطبري: 455:5.

[19] تاريخ الطبري: 455:5.

[20] تاريخ الطبري: 456:5.

[21] تاريخ الطبري: 456:5.

[22] ترجمة الامام الحسين من الطبقات: 78.

[23] ترجمة الامام الحسين من الطبقات.