بازگشت

ماجري علي رأسه


1 - قال الصدوق أقبل سنان لعنة الله عليه حتي ادخل رأس الحسين بن علي عليهماالسلام علي عبيدالله بن زياد، لعنة الله عليه و هو يقول:



املأ ركابي فضة و ذهبا

أنا قتلت الملك المحجبا



قتلت خير الناس اما و ابا

و خيرهم اذ ينسبون نسبا



فقال له عبيدالله بن زياد: ويحك فان علمت انه خير الناس أبا و أما لم قتلته اذا فأمر به فضرب عنقه و عجل الله بروحه الي النار [1] .

2 - قال المفيد: سرح عمر بن سعد من يومه ذلك و هو يوم عاشوراء برأس الحسين عليه السلام مع خولي بن يزيد الأصبحي و حميد بن مسلم الأزدي الي عبيدالله بن زياد، و أمر برؤس الباقين من أصحابه و أهل بيته فقطعت و كانوا اثنين و سبعين رأسا و سرح بها مع شمر بن ذي الجوشن و قيس بن الأشعث و عمرو بن الحجاج فأقبلوا حتي قدموا بها علي ابن زياد [2] .

3 - أبوجعفر الطوسي باسناده قال: أخبرنا أبوعمر قال: أخبرنا أحمد قال:


حدثنا أحمد بن الحسين بن عبدالملك قال: حدثنا اسماعيل بن عامر قال: حدثنا الحكم بن محمد بن القاسم الثقفي، قال: حدثني أبي عن أبيه انه خضر عبيدالله بن زياد حين أتي برأس الحسين صلوات الله عليه، فجعل ينكت بقضيب ثناياه، و يقول: انه كان لحسن الثغر، فقال له زيد بن أرقم: ارفع قضيبك فطالما رأيت رسول الله صلي الله عليه و آله يلثم موضعه.

قال: انك شيخ قد خرفت. فقام زيد يجر ثيابه ثم عرضوا عليه، ثم أمر بضرب عنق علي بن الحسين عيهماالسلام، قال له علي: ان كان بينك و بين هؤلاء النساء رحم، فأرسل معهن من يوديهن، فقال تؤديهن أنت و كأنه استحي و صرف الله عزوجل عن علي بن الحسين عليه السلام القتل، قال القاسم بن محمد: ما رأيت منظرا قط أفزع من القاء رأس الحسين بين يديه و هو ينكته [3] .

4 - قال ابن شهرآشوب قال أبومخنف جاءت كندة الي ابن زياد بثلاثة عشر رأسا، و صاحبهم قيس بن الأشعث و جاءت هوازن بعشرين راسا و صاحبهم شمر بن ذي الجوشن، و جاءت بنوتميم بتسعة عشر رأسا، و جاءت بنوأسد بتسعة أرؤس و جاء ساير الجيش بتسعة رؤس فذلك سبعون رأسا و جاء براس الحسين عليه السلام خولي بن يزيد الأصبحي [4] .

5 - قال ابن طاووس: ثم ان عمر بن سعد بعث برأس الحسين عليه السلام في ذلك اليوم و هو يوم عاشورا مع خولي بن يزيد الأصبحي، و حميد بن مسلم الأزدي، الي عبيدالله بن زياد و امر برؤس الباقين من أصحابه و اهل بيته فنظفت، و سرح بها مع شمر بن الجوشن لعنه الله و قيس بن الاشعث و عمرو بن الحجاج فأقبلوا حتي قدموا بها الي الكوفة و أقام بقية يومه و اليوم الثاني الي زوال الشمس ثم رحل بمن تخلف من عيال الحسين عليه السلام و حمل نسائه صلوات الله عليه علي أحلاس أقتاب


الجمال بغير و طاء مكشفات الوجوه بين الاعداء و هن و دائع الانبياء و ساقوهن كما بساق سبي الترك و الروم في أشد المصائب و الهموم و لله در قائله:



يصلي علي المبعوث من آل هاشم

و يغزي بنوه ان ذا العجيب



و قال اخر:



اترجوا مة قتلت حسينا

شفاعة جده يوم الحساب [5] .



6 - عنه قال: روي أن أصحاب الحسين عليه السلام كانت ثمانية و سبعين رأسا فاقتسمتها القبائل لتقرب بذلك الي عبيدالله بن زياد، و الي يزيد بن معاوية لعنهم الله فجائت كندة بثلاثة عشر رأسا و صاحبهم قيس بن الأشعث و جائت هوازن باثني عشر رأسا و صاحبهم شمر بن الجوشن لعنهم الله و جائت تميم بسبعة عشر رأسا و جائت بنو أسد بستة عشر رأسا، و جائت مذحج بسبعة رؤس و جاء باقي الناس بثلاثة عشر رأسا [6] .

7 - محمد بن يعقوب، عن علي بن ابراهيم، عن أبيه، عن يحيي بن زكريا، عن يزيد بن عمر بن طلحة، قال: قال لي أبوعبدالله عليه السلام و هو بالحيرة، أما تريد ما وعدتك؟ قلت: بلي - يعني الذهاب الي قبر أميرالمؤمنين صلوات الله عليه - قال: فركب و ركب اسماعيل و ركبت معهما حتي اذا جاز الثوية و كان بين الحيرة و النجف، عند ذكوات بيض نزل و نزل اسماعيل و نزلت معهما، فصلي و صلي اسماعيل و صليت، فقال لاسماعيل: قم فسلم علي جدك الحسين عليه السلام، فقلت: جعلت فداك أليس الحسين بكربلا؟ فقال: نعم و لكن لما حمل رأسه الي الشام سرقه مولي لنا فدفنه بجنب أميرالمؤمنين عليه السلام [7] .

8 - عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابراهيم بن عقبة، عن الحسن


الخزاز، عن الوشاء أبي الفرج عن أبان بن تغلب قال: كنت مع أبي عبدالله عليه السلام فمر بظهر الكوفة فنزل فصلي ركعتين، ثم تقدم قليلا فصلي ركعتين، ثم سار قليلا فنزل فصلي ركعتين، ثم قال: هذا موضع قبر أميرالمؤمنين عليه السلام، قلت: جعلت فداك و الموضعين اللذين صليت فيهما؟ قال: موضع رأس الحسين عليه السلام و موضع منزل القائم عليه السلام [8] .

9 - الصدوق حدثنا عبدالواحد بن محمد بن عبدوس النيسابوري العطار رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن محمد بن قتيبة، عن الفضل بن شاذان قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: لما حمل رأس الحسين بن علي عليهماالسلام الي الشام أمر يزيد لعنه الله فوضع و نصبت عليه مائدة، فأقبل هو لعنه الله و أصحابه يأكلون و بشربون الفقاع، فلما فرغوا أمر بالرأس فوضع في طست تحت سريره و بسط عليه رقعة الشطرنج.

جعل يزيد عليه اللعنة يلعب بالشطرنج و يذكر الحسين و أباه و جده صلوات الله عليهم و يستهزي بذكرهم، فمتي قمر صاحبه تناول الفقاع فشربه ثلاث مرأت، ثم صب فضلته، علي ما يلي الطست من الأرض، فمن كان من شيعتنا فليتورع عن شرب الفقاع و اللعب بالشطرنج، و من نظر الي الفقاع أو الي الشطرنج فليذكر الحسين عليه السلام و ليلعن يزيد و آل زياد، يمحو الله بذلك ذنوبه و لو كانت بعدد النجوم [9] .

10 - عنه حدثنا تميم بن عبدالله بن تميم القرشي رضي الله عنه، قال: حدثنا أبي، عن أحمد بن علي الأنصاري، عن عبدالسلام بن صالح الهروي، قال: سمعت أبالحسن علي بن موسي الرضا عليهماالسلام يقول: أول من اتخذ له الفقاع في الاسلام بالشام يزيد بن معاوية، لعنه الله، فاحضر و هو علي المائدة و قد نصبها علي رأس الحسين عليه السلام، فجعل يشربه و يسقي أصحابه و يقول لعنه الله:


اشربوا فهذا شراب مبارك و لو لم يكن من بركته الا أنا أول ما تناولناه و رأس عدونا بين أيدينا و مائدتنا منصوبة عليه و نحن نأكله و نفوسنا ساكنة و قلوبنا مطمئنة، فمن كان من شيعتنا فليتورع عن شرب الفقاع، فانه من شراب أعدائنا فان لم يفعل فليس منا.

لقد حدثني أبي عن أبيه، عن آبائه، عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله: لا تلبسوا لباس أعدائي و لا تطعموا مطاعم أعدائي و لا تسلكو مسالك أعدائي، فتكونوا أعدائي كما هم أعدائي [10] .

11 - قال المجلسي: روي انه حمل رأسه الي الشام جن عليهم الليل فنزلوا عند رجل من اليهود، فلما شربوا و سكروا قالوا: عندنا رأس الحسين عليه السلام فقال: أروه لي فأروه، و هو في الصندوق يسطع منه النور نحو السماء، فتعجب منه اليهودي فاستودعه منهم، و قال للرأس: اشفع لي عند جدك فأنطق الله الرأس فقال: انما شفاعتي للمحمديين، و لست بمحمدي، فجمع اليهودي أقرباءه ثم أخذ الرأس و وضعه في طست و صب علي ماء الورد، و طرح فيه الكافور و المسك و العنبر.

ثم قال لأولاده و أقربائه: هذا رأس ابن بنت محمد عليه السلام. ثم قال: يا لهفاه حيث لم أجد جدك محمدا صلي الله عليه و آله فأسلم علي يديه، يا لهفاه حيث لم أجدك حيا فأسلم علي يديك و اقاتل بين يديك، فلوا سلمت الآن اشفع لي يوم القيامة، فانطق الله الرأس فقال بلسان فصيح: ان أسلمت فأنا لك شفيع، قاله ثلاث مرات و سكت فأسلم الرجل و أقرباؤه [11] .

12 - محمد بن سعد: أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدثنا عطاء بن مسلم، عمن أخبره، عن عاصم بن أبي النجود، عن زر بن حبيش، قال: أول رأس رفع علي


خشبة رأس الحسين [12] .

13 - عنه أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدثني عيسي بن عبدالرحمان السلمي، عن الشعبي، قال: رأس الحسين أول رأس حمل في الاسلام [13] .

14 - عنه أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدثنا شيبان، عن جابر، عن عامر، قال: رأيت رأس الحسين بن علي بعد أن قتل قد نصل الشيب من صبغ السواد [14] .

15 - عنه قال: و أمر عبيدالله بن زياد بحبس من قدم به عليه من بقية أهل حسين معه في القصر، فقال ذكوان أبوخالد، خل بيني و بين هذه الرؤوس فأدفنها ففعل فكفنها و دفنها بالجبانة، و ركب الي أجسادهم فكفنهم و دفنهم [15] .

16 - قال الدينوري: بعث عمر بن سعد برأس الحسين من ساعته الي عبيدالله بن زياد مع خولي بن يزيد الأصبحي قالوا: و لما أدخل رأس الحسين عليه السلام علي ابن زياد فوضع بين يديه جعل ابن زياد ينكت بالخيزرانة ثنايا الحسين، و عنده زيد بن أرقم، صاحب رسول الله صلي الله عليه و آله، فقال له: «مه، ارفع قضيبك عن هذه الثنايا، فلقد رأيت رسول الله صلي الله عليه و آله يلثمها». ثم خنقته العبرة، فبكي. فقال له ابن زياد: مم تبكي؟! أبكي الله، عينيك، و الله لو لا أنك شيخ قد خرفت لضربت عنقك. قالوا: و كانت الرؤس قد تقدم بها شمر بن ذي الجوشن أمام عمر بن سعد. قالوا: و اجتمع أهل الغاضرية فدفنوا أجساد القوم [16] .

16 - قال المسعودي: كان الذي تولي قتله رجل من مذحج و احتز رأسه، و انطلق به الي ابن زياد و هو يرتجز:



أوقر ركابي فضة و ذهبا

أنا قتلت الملك المحجبا



قتلت خير الناس أما و أبا

و خيرهم اذ ينسبون نسبا




فبعث بن ابن زياد الي يزيد بن معاوية و معه الرأس، فدخل الي يزيد و عنده أبوبرزة الأسلمي فوضع الرأس بين يديه، فأقبل ينكت القضيب في فيه و يقول:



تفلق هاما من رجال أحبة

علينا، و هو كانوا أعق و أظلما



فقال له أبوبرزه: ارفع قضيبك فطال ما و الله رأيت رسول الله صلي الله عليه و آله يضع فمه علي يلثمه [17] .

17 - قال سبط ابن الجوزي: ذكر ابن سعد في الطبقات قال: قالت مرجانة ام ابن زياد لأبنها يا خبيث قتلت ابن رسول الله و الله لا تري الجنة أبدا ثم ان ابن زياد نصب الرؤس كلها بالكوفة علي الخشب و كانت زيادة علي سبعين رأسا و هي أول رؤس نصبت في الاسلام بعد رأس مسلم بن عقيل بالكوفة. و ذكر عبدالله بن عمرو الوراق في كتاب المقتل أنه لما حضر الرأس بين يدي ابن زياد أمر حجاما خقال قوره فقوره و اخرج لغاديده و نخاعه و ما حوله من اللحم، و اللغاديد ما بين الحنك و صفحة العنق من اللحم.

فقام عمرو بن حريث المخرومي فقال لابن زياد قد بلغت حاجتك من هذا الرأس فهب لي ما ألقيت منه فقال ما تصنع به فقال أواريه فقال خذه فجمعه في مطرف خزكان عليه و حمله الي داره فغسله و طيبه و كفنه و دفنه عنده في داره و هي بالكوفة تعرف بدار الخز، دار عمرو بن حريث المخزومي، و قيل ان الرباب بنت أمري القيس روجة الحسين أخذت الرأس و وضعته في حجرها و قبلته و قالت:



واحسينا فلا نسيت حسينا

أقصدته أسنة الأعداء



غادروه بكربلاء سريعا

لاسقي الله جانبي بكربلاء [18] .



18 - عنه قال عبيد بن عمير: لقد رأيت في هذا القصر عجبا يعني قصر الكوفة رأيت رأس الحسين بين يدي ابن زياد موضعا، ثم رأيت رأس ابن


زياد بين يدي المختار ثم رأيت رأس المختار بين يدي مصعب بن الزبير، ثم رأيت رأس مصعب بن الزبير بين يدي عبدالملك بن مروان، قيل له فكم كانت المدة؟ فقال: مقدار ثلاث سنين فأف لدنيا تنتهي الي هذا [19] .

19 - عنه قال الواقدي: ثم دعا ابن زياد زحر بن قيس الجعفي و سلم اليه الرؤس و السبايا و جهزه الي دمشق فحكي ربيعة بن عمرو قال: كنت جالسا عند يزيد بن معاوية في بهو له اذ قيل هذا زحر بن قيس بالباب، فاستوي جالسا مذعورا و اذن له في الحال، فدخل فقال: ما وراءك فقال: ما تحب أبشر بفتح الله و نصره، ورد علينا الحسين في سبعين راكبا من أهل بيته و شيعته، فعرضنا عليهم الامان و النزول علي حكم ابن زياد.

فأبوا و اختاروا القتال، فما كان الا كنومة القائل أو جزر جزور حتي أخذت السيوف مأخذها من هام الرجال؟ جعلوا يلوذون بالاكام فهاتيك أجسامهم مجردة و هم صرعي في الفلاة، قال: فدمعت عينا يزيد و قال: لعن الله ابن مرجانة و رحم الله أباعبدالله لقد كنا نرضي منك يا أهل العراق بدون هذا لعن الله ابن مرجانة لو كان بينه و بينه رحم ما فعل به هذا.

فلما حضرت الرؤوس عنده قال: فرقت سمية بيني و بين أبي عبدالله و انقطع الرحم لو كنت صاحبه لعفوت عنه، ولكن ليقضي الله أمرا كان مفعولا رحمك الله يا حسين لقد قتلك رجل لم يعرف حق الأرحام، و في رواية لعن الله ابن مرجانة لقد اضطره الي القتل: لقد سأله أن يلحق ببعض البلاد أو الثغور فمنعه زرع لي ابن زياد في قلب البر و الفاجر و الصالح و الطالح العداوة، ثم تنكر لابن زياد و لم يصل زحر بن قيس بشي، ثم بعث بالرأس الي ابنته عاتكة فغسلته و طيبته.

قلت: هكذا وقعت هذه الرواية، رواها هشام بن محمد و أما المشهور عن


يزيد في جميع الروايات: انه لما حضر الرأس بين يديه جمع أهل الشام و جعل ينكت عليه بالخيزران و يقول أبيات ابن الزبعري:



ليت أشياخي ببدر شهدوا

وقعة الخزرج من وقع الأسل



قد قتلنا القرن من ساداتهم

و عدلنا قتل بدر فاعتدل [20] .



20 - عنه حكي القاضي أبو يعلي عن أحمد بن حنبل في كتاب الوجهين و الروايتين أنه قال: ان صح ذلك عن يزيد فقد فسق: قال الشعبي و زاد يزيد فيها:



لعبت هاشم بالملك فلا

خبر جاء و لا وحي نزل



لست من خندف ان لم أنتقم

من بني أحمد ما كان فعل



قال مجاهد: نافق [21] .

21 - عنه قال الزهري: لما جاءت الرؤس كان يزيد في منظره علي جيرون فأنشد لنفسه:



لما بدت تلك الحمول و أشرقت

تلك الشموس علي ربي جيرون



نعب الغراب فقلت صح أو لاتصح

فلقد قضيت من الغريم ديوني [22] .



22 - عنه ذكر ابن أبي الدنيا انه لما نكت بالقضيب ثناياه أنشد لحصين بن الحمام المري:



صبرنا و كان الصبر مناسجية

بأسيافنا تفرين هاما و معصما



تفلق هاما من رؤس أحبة

الينا و هم كانوا أعق و أظلما



قال مجاهد فوالله لم يبق في الناس أحد الا من سبه و عابه و تركه، قال ابن أبي الدنيا، و كان عنده أبوبرزة الأسلمي فقال له يا يزيد أرفع قضيبك فوالله لطال


ما رأيت رسول الله صلي الله عليه و آله يقبل ثناياه [23] .

23 - عنه ذكر البلاذري: ان الذي كان عند يزيد و قال هذه المقالة أنس بن مالك و هو غلظ من البلاذري لأن أنسأ كان بالكوفة عند ابن زياد و لما جي ء بالرأس بكي و قد ذكرناه [24] .

24 - عنه قال هشام: لما أنشد يزيد الأبيات قال له علي بن الحسين بل ما قال الله أولي (ما أصاب من مصيبة في الأرض و لا في أنفسكم الا في كتاب من قبل آن نبرأها) فقال يزيد و ما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم و يعفو عن كثير، و كان علي بن الحسين و النساء موثقين في الحبال فناداه علي يا يزيد ما ظنك برسول الله لو رآنا موثقين في الحبال عرايا علي أقتاب الجمال فلم يبق في القوم الا من بكي [25] .

25 - روي ابن أبي الدنيا عن الحسن البصري قال ضرب يزيد رأس الحسين و مكانا كان يقبله رسول الله صلي الله عليه و آله ثم تمثل الحسن:



سمية أمسي نسلها عدد الحصي

و بنت رسول الله ليس لها نسل [26] .



26 - عنه قال ابن سعد بعث ابن زياد بالرأس مع مخفر بن ثعلبة العايدي و أمر يزيد نسائه فأقمن الماتم علي الحسين ثلاثة أيام [27] .

27 - عنه قال: حكي هشام بن محمد عن أبيه عن عبيد بن عمير، قال: كان رسول قيصر حاضرا عند يزيد فقال ليزيد هذا رأس من؟ فقال رأس الحسين قال و من الحسين قال اين فاطمة، قال و من فاطمة؟ قال بنت محمد، قال: نبيكم؟ قال نعم، قال: و من أبوه؟ قال علي بن أبي طالب، قال و من علي بن أبي طالب؟ قال ابن عم نبينا، فقال تبالكم ولدينكم ما أنتم و حق المسيح علي شي ان عندنا في بعض


الجزاير ديرفيه حافر حمار ركبه عيسي السيد المسيح و نحن نحج اليه في كل عام من الأقطار و تنذر له النذور و نعظمه كما تعظمون كعبتكم فاشهد أنكم علي باطل ثم قام و لم يعد اليه [28] .

28 - عنه قال: حكي محمد بن سعد في الطبقات عن محمد بن عبدالرحمان قال لقيني رأس الجالوت فقال ان بيني و بين داود سبعين نبيا و أن اليهود تعظمني و تحترمني و أنتم قتلتم ابن بنت نبيكم [29] .

29 - ذكر عبدالملك بن هاشم في كتاب السيرة أخبرنا القاضي الأسعد أبوالبركات عبدالقوي ابن أبي المعالي ابن الحبار السعدي، في جمادي الأول سنة تسع و ستمائة بالديار المصرية قراءة عليه و نحن نسمع، قال: أنيانأ أبومحمد عبدالله بن رفاعة بن غدير السعدي في جمادي الأولي سنة خمس و خمسين و خمسمائة قال أنبأنا أبوالحسن علي بن الحسن الخلعي، أنبأنا أبومحمد عبدالرحمان بن عمر بن سعيد النحاس التجيي أنبأنا أبومحمد عبدالله بن جعفر بن محمد بن رنجويه البغدادي، أنبأنا أبوسعيد عبدالرحيم بن عبدالله البرقي، أنبأنا أبومحمد عبدالملك بن هشام النحوي البصري.

قال لما أنفذ ابن زياد رأس الحسين عليه السلام الي يزيد بن معاوية مع الأساري موثقين في الحبال، منهم نساء و صبيان و صبيات من بنات رسول الله صلي الله عليه و آله علي أقتاب الجمال موثقين مكشفات الوجوه و الرؤس و كلما نزلوا منزلا أخرجوا الرأس من صندوق أعدوه له فوضعوه علي رمح و حرسوه طول الليل الي وقت الرحيل ثم يعيدون الي الصندوق و يرحلوا فنزلوا بعض المنازل و في ذلك المنزل دير فيه راهب فأخرجوا الرأس علي عادتهم و وضعوه علي الرمح و حرسه الحرس علي عادته و أسندوا الرمح الي الدير.


فلما كان في نصف الليل رأي الراهب نورا من مكان الرأس الي عنان السماء فاشرف علي القوم و قال من أنتم؟ قالوا نحن أصحاب ابن زياد قال و هذا رأس من؟ قالوا رأس الحسين بن علي بن أبي طالب ابن فاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه و آله قال: نبيكم؟ قالوا نعم قال بئس القوم أنتم لو كان للمسيح ولد لا سكناه أحداقنا ثم قال هل لكم في شي قالوا و ما هو قال عندي عشرة آلاف دينار تأخذونها و تعطوني الرأس يكون، عندي تمام الليلة و اذا رحلتم تأخذونه قالوا و ما يضرنا فناولوه الرأس و ناولهم الدنانير فاخذه الراهب فغسله و طيبه و تركه علي فخذه و قعد يبكي الليل كله.

فلما أسفر الصبح قال يا رأس لا أملك إلا نفسي، و أنا أشهد أن لا اله الا الله و أن جدك محمدا رسول الله و أشهد الله انني مولاك و عبدك ثم خرج عن الدير و ما فيه و صار يخدم أهل البيت، قال ابن هشام في السيرة: ثم انهم أخذوا الرأس و ساروا فلما قربوا من دمشق قال بعضهم لبعض تعالوا حتي نقسم الدنانير لا يراها يزيد فيأخذها منا فأخدوا الأكياس و فتحوها و اذا الدنانير قد تحولت خزفا و علي أحد جانب الدينار مكتوب (و لا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون) الآية و علي الجانب الآخر (و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) فرموها في بردا [30] .

29 - عنه اختلفوا في الرأس علي اقوال: اشهرها أنه رده الي المدينة مع السبايا ثم رد الي الجسد بكربلا فدفن معه، قاله هشام و غيره، و الثاني: انه دفن بالمدينة عند قبر أمه فاطمة عليهماالسلام قاله ابن سعد قال لما وصل الي المدينة كان سعيد بن العاص واليا عليها فوضعه بين يديه و أخذ بارنبة أنفه ثم أمر به فكفن و دفن عند أمه فاطمة عليهماالسلام و ذكر الشعبي: أن مروان بن الحكم كان بالمدينة فأخذه و تركنه بين يديه و تناول أرنبة أنفه و قال:




يا حبذا بردك في اليدين

و لونك الأحمر في الخدين



و الله لكأني أنظر الي ايام عثمان، و قال ابن الكلبي سمع سعيد بن العاص أو عمرو بن سعيد الضجة من دور بني هاشم فقال:



عجت نساء بني تميم عجة

كعجيج سؤتنا غداة الأرنب



و البيت لعمرو بن معدي كرب و الرواية (عجت نساء بني زياد) و روي ان مروان أنشد:



ضرب الدوسر فيهم ضربة

اثتبت أوتاد ملك فاستقر



و الثالث: انه بدمشق حكي ابن ابي الدنيا قال وجد رأس الحسين في خزانة يزيد بدمشق فكفنوه و دفنوه بباب الفراديس و كذا ذكر البلاذري في تاريخه قال هو بدمشق في دار الأمارة و كذا ذكر الواقدي ايضا.

الرابع: انه بمسجد الرقة علي الفرات بالمدينة المشهورة. ذكره عبدالله بن عمر الوراق في كتاب المقتل و قال لما حضر الراس بين يدي يزيد بن معاوية قال: لأبعثنه الي آل أبي معيط عن رأس عثمان و كانوا بالرقة فبعثه اليهم فدفنوه في بعض دورهم ثم ادخلت تلك الدار في المسجد الجامع قال و هو الي جانب سدرة هناك و عليه شبيه النيل لا يذهب شتاءا و لا صيفا.

الخامس: ان الخلفاء الفاطميين نقلوه من باب الفراديس الي عسقلان ثم نقلوه الي القاهرة و هو فيها و له مشهد عظيم يزار في الجملة ففي أي مكان رأسه أو جسده فهو ساكن في القلوب و الضمائر قاطن في الأسرار و الخواطر أنشدنا بعض أشياخنا في هذا المعني:



لا تطلبوا المولي حسين

بأرض شرق أو بغرب



و دعوا الجميع و عرجوا

نحوي فمشهده بقلبي [31] .




30 - محمد بن اسماعيل البخاري عن محمد بن الحسين بن أبراهيم قال حدثني حسين بن محمد، حدثنا جرير، عن أنس بن مالك أتي عبيدالله بن زياد برأس الحسين عليه السلام فجعل في طست فجعل ينكت، و قال في حسنه شيئا، فقال أنس كان أشبههم برسول الله صلي الله عليه و آله و كان مخضوبا بالوسمة [32] .

31 - ابوعيسي الترمذي حدثنا خلاد بن أسلم، أبوبكر البغدادي، حدثنا النضر بن شميل. أخبرنا هشام بن حسان، عن حفصة بنت سيرين قالت: حدثني أنس بن مالك قال: كنت عند ابن زياد فجي برأس الحسين فجعل يقول بقضيب له في أنفه و يقول: ما رأيت مثل هذا حسنا قال، قالت: أما انه كان من أشبههم برسول الله صلي الله عليه و آله [33] .

32 - قال الهيتمي: قتله سنان بن أبي أنس و أجهز عليه خولي بن يزيد الاصبحي، من حمير و حز رأسه و أتي به عبيدالله بن زياد فقال سنان



أوقر ركابي فضة و ذهبا

أنا قتلت الملك المحجبا



قتلت خير الناس أما و أبا

رواه الطبراني و رجاله ثقات [34] .



33 - عنه باسناده، عن الشعبي قال رأيت رأس الحسين أول رأس حمل في الاسلام [35] .

34 - عنه عن عبدالملك بن عمير قال دخلت علي عبيدالله بن زياد و اذا رأس الحسين قدامه علي ترس فوالله ما لبثت الا قليلا حتي دخلت علي المختار فاذا رأس عبيدالله بن زياد علي ترس، فوالله ما لبثت الا قليلا حتي دخلت علي مصعب بن الزبير، و اذا رأس المختار علي ترس، فوالله ما لبثت الا قليلا حتي دخلت علي


عبدالملك و اذا رأس مصعب بن الزبير علي ترس [36] .

35 - عنه عن أبي قبيل، قال لما قتل الحسين احتزوا رأسه و قعدوا في أول مرحلة يشربون النبيذ يتحيون بالرأس فخرج اليهم قلم من حديد من حائط فكتب بسطردم:



أترجو أمة قتلت حسينا

شفاعة جده يوم الحساب



فهربوا و تركوا الرأس ثم رجعوا.

36 - الحافظ ابن عساكر، أخبرنا أبوبكر بن عبدالباقي، أنبأنا أبومحمد الجوهري املاء، قالا: أنبأنا أبوبكر بن مالك، أنبانا ابراهيم بن عبدالله، أنبانا سليمان بن حرب، أنبأنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن أنس بن مالك، قال: لما أتي برأس الحسين - يعني الي عبيدالله بن زياد - قال: فجعل ينكت بقضيب في يده و يقول: ان كان لحسن الثغر: فقلت: و الله لأسوئنك! لقد رأيت رسول الله صلي الله عليه و آله يقبل موضع قضيبك من فيه [37] .

37 - عنه أخبرتنا أم المجتبي فاطمة بنت ناصر، قالت: قري علي ابراهيم بن منصور، أنبأنا أبوبكر بن المقري، قالا: أنبأنا أبويعلي، أنبأنا ابراهيم - هو ابن الحجاج - أنبأنا حماد - هو ابن سلمة - عن علي بن زيد: عن أنس قال: لما قتل الحسين جي برأسه الي عبيدالله بن زياد، فجعل ينكت بقضيب علي ثناياه و قال: ان كان حسن الثغر: فقلت: أما و الله لأسوءنك، فقلت: لقد رأيت رسول الله صلي الله عليه و آله يقبل موضع قضيبك من فيه [38] .

38 - أخبرنا أبوالقاسم ابن السمرقندي أنبأنا عبدالعزيز بن أبي طاهر، أنبأنا صدقة ابن محمد بن مروان، أنبأنا عثمان بن محمد الذهبي، أنبأنا اسحاق بن الحسن بن


ميمون، أنبأنا محمد بن عبدالوهاب، أنبأنا معتمر بن سليمان، عن قرة بن خالد، عن الحسن عن أنس، أنه قال: لم ترعيني - أو لم ترعيناي - يوما مثل يوم أتي برأس الحسين في طست الي ابن زياد، فجعل ينكت فاه و يقول: ان كان لصبيحا ان كان لقد خضب [39]


پاورقي

[1] امالي الصدوق: 98.

[2] الارشاد: 227.

[3] امالي الطوسي: 257:1.

[4] المناقب: 224:2.

[5] اللهوف: 62.

[6] اللهوف: 62.

[7] الکافي: 571:4.

[8] الکافي: 572:4.

[9] عيون اخبار الرضا: 22:2.

[10] عيون اخبار الرضا: 23:2.

[11] بحارالانوار: 172:45.

[12] ترجمة الامام الحسين من الطبقات.

[13] ترجمة الامام الحسين من الطبقات.

[14] ترجمة الامام الحسين من الطبقات.

[15] ترجمة الامام الحسين من الطبقات.

[16] الاخبار الطول: 259.

[17] مروج الذهب: 70:3.

[18] تذکرة الخواص: 259.

[19] تذکرة الخواص: 259.

[20] تذکرة الخواص: 260.

[21] تذکرة الخواص: 261.

[22] تذکرة الخواص: 261.

[23] تذکرة الخواص: 262.

[24] تذکرة الخواص: 262.

[25] تذکرة الخواص: 262.

[26] تذکرة الخواص: 262.

[27] تذکرة الخواص: 262.

[28] تذکرة الخواص: 263.

[29] تذکرة الخواص: 263.

[30] تذکرة الخواص: 263.

[31] تذکرة الخواص: 264.

[32] صحيح البخاري: 32:5.

[33] صحيح الترمذي: 659:5.

[34] مجمع الزوائد: 194:9.

[35] مجمع الزوائد: 196:9.

[36] مجمع الزوائد: 196:9.

[37] ترجمة الامام الحسين: 257.

[38] ترجمة الامام الحسين: 258.

[39] ترجمة الامام الحسين: 258.