بازگشت

احراق الخيام و نهب الاموال


1 - الشيخ أبوعبدالله المفيد قال حميد بن مسلم فوالله لقد كنت أري المرأة من نسائه و بناته و اهله تنازع ثوبها عن ظهرها حتي تغلب عليه فتذهب به منها، ثم انتهينا الي علي بن الحسين عليهماالسلام و هو منبسط علي فراش و هو شديد المرض و مع شمر جماعة من الرجالة فقالوا له الا تقتل هذا العليل فقلت سبحان الله أيقتل الصبيان انما هذا صبي و انه لما به فلم أزل حتي دفعتهم عنه، و جآء عمر بن سعد فصاح النسآء في وجهه و بكين.

فقال لأصحابه لا يدخل أحد منكم بيوت هؤلاء النسوة و لا تتعرضوا لهذا الغلام المريض و سألته النسوة ليسترجع ما أخذ منهن ليسترن به، فقال من أخذ من متاعهن شيئا فليرده عليهن فوالله ما رد أحد منهم شيئا، فوكل بالفسطاط و بيوت النساء و علي بن الحسين عليهماالسلام جماعة ممن كانوا معه، و قال احفظوهم لئلا يخرج منهم أحد و لا تسؤن اليهم ثم عاد الي مضربه فنادي في أصحابه من ينتدب للحسين فيوطئه فرسه فانتدب عشرة منهم اسحق بن حيوة و أخنس بن مرثد فداسوا


الحسين عليه السلام بخيولهم حتي رضوا ظهره [1] .

2 - قال الفتال النيسابوري: ثم اقبلوا علي سلب الحسين عليه السلام و جاء عمر بن سعد فصاح النساء في وجهه و بكين فقال لأصحابه: لا يدخل أحد منكم بيوت هؤلاء النساء و لا تعرضوا لهذا الغلام المريض يعني علي بن الحسين، فسألته ان يسترجع ما أخذ منهم ليسترن به فقال من أخذ من متاعهن شيئا فليرده فوالله ما رد أحد منهم شيئا و نادي عمر، لعنه الله من ينتدب للحسين فيوطيه فرسه فانتدب عشرة منهم فداسوا الحسين صلوات الله عليه بخيولهم حتي رضوا ظهره [2] .

3 - روي ابن شهرآشوب عن الرضا عليه السلام: ان المحرم شهر كان أهل الجاهلية يحرمون القتال فيه فاستحلت فيه دماءنا و هتك فيه حرمتنا و سبي فيه ذرارينا و نساؤنا و اضرمت النيران في مضاربنا و انتهب ما فيها من ثقلنا و لم يترك لرسول الله حرمة في أمرنا ان يوم الحسين اقرح جفوننا و أسبل دموعنا و أذل عزيزنا أرض كرب و بلاء أور ثتنا الكرب و البلاء الي يوم الانقضاء فعلي مثل الحسين فليبك الباكون فان البكآء عليه يحط الذنوب العظام. [3] .

4 - عنه قال: قصد شمر الي الخيام فنهبوا ما وجدوا حتي قطعت أذن ام كلثوم لحلقة [4] .

5 - قال ابن طاووس: قال الراوي و جائت جارية من ناحية خيم الحسين عليه السلام فقال لها رجل يا أمة الله ان سيدك قتل قالت الجارية فأسرعت الي سيدتي و انا اصيح فقمن في وجهي و صحن، قال و تسابق القوم علي نهب بيوت آل الرسول و قرة عين البتول، حتي جعلوا ينتزعون ملحفة المرئة علي ظهرها و خرج بنات آل رسول الله صلي الله عليه و آله و حريمه يتساعدن علي البكاء ويند بن لفراق الحماة و الاحباء [5] .


6 - عنه قال: روي حميد بن مسلم قال رأيت امرأة من بني بكر بن وائل كانت مع زوجها في أصحاب عمر بن سعد، فلما رأت القوم قد اقتحموا علي نساء الحسين عليه السلام و فسطاطهن و هم يسلبونهن اخذت سيفا و أقبلت نحو الفسطاط و قال يا آل بكر بن وائل أتسلب بنات رسول الله صلي الله عليه و آله لا حكم الا لله يالثارات رسول الله صلي الله عليه و آله فأخذها زوجها و ردها الي رحله.

قال الرواي ثم اخرج النساء من الخيمة و أشعلوا فيها النار فخرجن حواسر مسلبات حافيات باكيات يمشين سبايا في أسر الذلة و قلن بحق الله الا مامررتم بنا علي مصرع الحسين عليه السلام، فلما نظر النسوة الي القتلي صحن و ضربن وجوههن، قال فوالله لا انسي زينب بنت علي عليه السلام تندب الحسين عليه السلام و تنادي بصوت حزين و قلب كئيب يا محمداه صلي عليك ملائكة السماء هذا حسين مرمل بالدماء مقطع الأعضا و بناتك سبايا الي الله المشتكي و الي محمد المصطفي و الي علي المرتضي و الي فاطمة الزهراء و الي حمزة سيد الشهداء.

يا محمداه هذا حسين بالعراء تسفي عليه الصبا قتيل البغايا و احزناه و اكرباه اليوم مات جدي رسول الله صلي الله عليه و آله يا أصحاب محمداه هؤلاء ذرية المصطفي، يساقون سوق السبايا و في رواية يا محمداه بناتك سبايا و ذريتك مقتلة تسفي عليهم ريح الصبا و هذا حسين محزوز الرأس من القفا مسلوب العمامة و الرداء بابي من أضحي عسكره في يوم الاثنين نهبا بابي في فسطاطه مقطع العري بابي من لا غائب فيرتجي و لا جريح فيداوي بابي من نفسي له الفداء بابي المهموم حتي قضي.

بأبي العطشان حتي مضي بأبي من شيبته تقطر بالدماء بأبي من جده محمد المصطفي بأبي من جده رسول اله السماء بابي من هو سبط نبي الهدي بابي محمد المصطفي بابي خديجة الكبري بابي علي المرتضي، عليه السلام بابي فاطمة الزهراء سيدة النساء بابي من ردت له الشمس و صلي.


قال الراوي فابكت و الله كل عدو و صديق ثم ان سكينة اعتنقت جسد أبيها الحسين عليه السلام فاجتمعت عدة من الأعراب حتي جروها، قال الرواي ثم نادي عمر ابن سعد في أصحابه من ينتدب للحسين عليه السلام فيواطي الخيل ظهره و صدره فانتدب منهم عشرة و هم اسحاق بن حوية الذي سلب الحسين عليه السلام قميصه، و اخنس بن مرثد، و حكيم بن طفيل السنبسي و عمر بن صبيح الصيداوي و رجاء بن منقذ العبدي و سالم بن خيثمة الجعفي و واحظ بن ناعم و صالح بن وهب الجعفي و هاني بن شبث الحضرمي و اسيد بن مالك لعنهم الله تعالي فداسوا الحسين عليه السلام بحوافر خيلهم حتي رضوا صدره و ظهره قال الراوي و جاء هؤلاء العشرة حتي وقفوا علي ابن زياد فقال اسيد بن مالك احد العشرة عليهم لعائن الله:



نحن رضضنا الصدر بعد الظهر

بكل يعبوب شديد الأسر



فقال ابن زياد من أنتم قالوا نحن الذين وطئنا بخيولنا ظهر الحسين حتي طحنا حناجر صدره قال فأمر لهم بجائزة يسيرة. قال أبوعمر الزاهد: فنظرنا الي هؤلاء العشرة فوجدناهم جميعا أولاد زناء و هؤلاء أخذهم المختار فشد أيديهم و أرجلهم بسكك الحديد و أوطأ الخيل ظهورهم حتي هلكوا [6] .

7 - قال محمد بن سعد: أخذ رجل من أهل العراق حلي فاطمة بنت حسين و هو يبكي! فقالت: لم تبكي؟ فقال: أسلب ابنة رسول الله صلي الله عليه و آله و لا أبكي؟ فقالت: دعه، قال اني أخاف أن يأخذه غيري! و كان علي بن حسين الأصغر مريضا نائما علي فراش، فقال شمر بن ذي الجوشن الملعون: اقتلوا هذا! فقال له رجل من أصحابه: سبحان الله أتقتل فتي حدثا مريضا لم يقاتل! و جاء عمر بن سعد فقال: لا تعرضوا لهؤلاء النسوة و لا لهذا المريض.

قال علي بن حسين: فغيبني رجل منهم و اكرم نزلي و احتضنني و جعل يبكي


كلما خرج و دخل حتي كنت أقول: أن يكن عند أحد من الناس وفاء فعند هذا، الي أن نادي منادي ابن زياد: ألا من وجد علي بن حسين، فليأت به فقد جعلنا فيه ثلاثمائة درهم، قال: فدخل و الله علي و هو يبكي و جعل يربط يدي الي عنقي! و هو يقول: أخاف! فأخرجني و الله اليهم مربوطا حتي دفعني اليهم و أخذ ثلاثمائة درهم و أنا أنظر اليهم [7] .

8 - قال الطبري قال أبومخنف، عن جعفر بن محمد بن علي، قال: وجد بالحسين عليه السلام حتي قتل ثلاث و ثلاثون طعنة و أربع و ثلاثون ضربة، قال: و جعل سنان بن أنس لا يدنو أحد من الحسين الاشد عيله مخافة أن يغلب علي رأسه، حتي أخذ رأس الحسين فدفعه الي خولي، قال لا و سلب الحسين ما كان عليه، فأخذ سراويله بحر بن كعب، و أخذ قيس بن الأشعث قطيفته و كانت من خز، و كان يسمي بعد قيس قطيفة و أخذ نعليه رجل من بني أود يقال له الأسود، و أخذ سيفه رجل من بني نهشل بن دارم، قوقع بعد ذلك الي أهل حبيب بن بديل [8] .

9 - عنه قال أبومخنف: حدثني زهير بن عبدالرحمان الخثعمي، أن سويد بن عمرو بن أبي المطاع كان صرع فأثخن، فوقع بين القتلي مثخنا، فسمعهم يقولون: قتل الحسين، فوجدا فاقة، فاذا معه سكين و قد أخذ سيفه، فقاتلهم بسكينه ساعة، ثم انه قتل، قتله عروة بن بطار التغلبي، و زيد بن رقاد الجنبي، و كان آخر قتيل [9] .

10 - عنه قال أبومخنف: حدثني سليمان بن أبي راشد، عن حميد بن مسلم، قال، انتهيت الي علي بن الحسين بن علي الأصغر و هو منبسط علي فراش له، و هو مريض، و اذا شمر بن ذي الجوشن في رجالة معه يقولون: ألا نقتل هذا؟ قال: فقلت: سبحان الله! أنقتل الصبيان! انما هذا صبي، قال: فما زال ذلك دأبي أدفع عنه كل من


جاء حتي جاء عمر بن سعد، فقال: ألا لا يدخلن بيت هؤلاء النسوة أحد، و لا يعرضن لهذا الغلام المريض، و من أخذ من متاعهم شيئا فليرده عليهم.

قال: فوالله ما رد احد شيئا، قال: فقال علي بن الحسين: جزيت من رجل خيرا! فوالله لقد دفع الله عني بمقالتك شرا، قال: فقال الناس لسنان بن انس: قتلت حسين بن علي و ابن فاطمة ابنة رسول الله، قتلت أعظم العرب خطرا، جاء الي هؤلاء يريد أن يزيلهم عن ملكهم، فأت أمراءك فاطلب ثوابك منهم، لو أعطوك بيوت أموالهم في قتل الحسين كان قليلا، فأقبل علي رأسه، و كان شجاعا، و كانت به لوثة، فأقبل حتي وقف علي باب فسطاط عمر بن سعد، ثم نادي بأعلي صوته



أوقر ركابي فضة و ذهبا

أنا قتلت الملك المحجبا



قتلت خير الناس اما و أبا

و خيرهم اذ ينسبون نسبا



فقال عمر بن سعد: أشهد انك لمجنون ما صححت قط، أدخلوه علي، فلما أدخل حذفه بالقضيب ثم قال: يا مجنون، أتتكلم بهذا الكلام! أما و الله لوسع ابن زياد لضرب عنقك، قال: و أخذ عمر بن سعد عقبة بن سمعان و كان مولي للرباب بنت امري القيس الكلبية، و هي أم سكينة بنت الحسين فقال له: ما أنت؟ قال: أنا عبد مملوك، فخلي سبيله، فلم ينج منه أحد غيره، الا أن المرقع بن ثمامة الأسدي كان قد نثرنبله و جثا علي ركبتيه، فقاتل، فجاءه نفر من قومه، فقالوا له: أنت آمن، اخرج الينا.

فخرج اليهم، فلما قدم بهم عمر بن سعد علي ابن زياد و أخبره خبره سيره الي الزارة، قال: ثم ان عمر بن سعد نادي في أصحابه: من ينتدب للحسين و يوطئه فرسه؟! فانتدب عشرة: منهم اسحاق بن حيوة الحضرمي، و هو الذي سلب قميص الحسين - فبرص بعد - و أحبش بن مرثد بن علقمة بن سلامة الحضرمي، فأتوا فداسوا الحسين بخيولهم حتي رضوا ظهره و صدره، فبلغني أن أحبش بن مرثد بعد


ذلك بزمان أتاه سهم غرب، و هو واقف في قتال ففلق قبله، فمات [10] .

11 - قال المقرم، لما قتل أبوعبدالله الحسين عليه السلام مال الناس علي ثقله و متاعه و انتهبوا ما في الخيام و أضرموا النار فيها و تسابق القوم علي سلب حرائر الرسول صلي الله عليه و آله ففررن بنات الزهرا عليهماالسلام حواسر مسلبات باكيات و ان المرأة لتسلب مقنعتها من رأسها و خاتمها من اصبعها و قرطها من أذنها و الخلخال من رجلها و أخذ رجل قرطين، لأم كلثوم و خزم أذنها و جاء آخر الي فاطمة ابنة الحسين فانتزع خلخالها و هو يبكي.

قالت له: مالك؟ فقال: كيف لا ابكي و انا أسلب ابنة رسول الله قالت له: دعني قال: أخاف ان يأخذه غيري. و رأت رجلا يسوق النساء بكعب رمحه و هن يلذن بعضهن ببعض و قد اخذ ما عليهن من أخمرة و أسورة و لما بصربها قصدها ففرت منه قاتبعها رمحه فسقطت لوجهها مغشيا عليها و لما أفاقت رأت عمتها ام كلثوم عند رأسها تبكي.

نظرت أمرأة من آل بكر بن وائل كانت مع زوجها الي بنات رسول الله بهذا الحال فصاحت يا آل بكر بن وائل أتسلب بنات رسول الله صلي الله عليه و آله لا حكم الا لله يا لثارات رسول الله صلي الله عليه و آله فردها زوجها الي رحله، و انتهي القوم الي علي بن الحسين و هو مريض علي فراشه لا يستطيع النهوض فقائل يقول لا تدعوا منهم صغيرا و لا كبيرا و آخر يقول لا تعجلوا حتي نستشير الأمير عمر بن سعد، و جرد الشمر سيفه يريد قتله.

فقال له حميد بن مسلم: يا سبحان الله أتقتل الصبيان انما هو صبي مريض، فقال: ان ابن زياد أمر بقتل أولاد الحسين و بالغ ابن سعد في منعه خصوصا لما سمع العقيلة زينب ابنة أميرالمؤمنين تقول: لا يقتل حتي أقتل دونه فكفوا عنه.




كانت عيادته منهم سياطهم

و في كعوب الفنا قالوا البقاء لكا



جروه فانتهبوا النطع المعدله

و أوطؤا جسمه السعدان و الحسكا



أقبل ابن سعد الي النساء فلما رأيته بكين في وجهه، فمنع القوم عنهن و قد أخذوا ما عليهن و لم يردوا شيئا فوكل جماعة بحفظهن و عاد الي خيمته.

و نادي ابن سعد: ألا من ينتدب الي الحسين فيوطي الخيل صدره و ظهره، فقام عشرة منهم اسحاق بن حوية و الأحبش بن مرئد بن علقمة بن سلمة الحضرمي، و حكيم بن الطقيل السنبسي، و عمرو بن صبيح الصيداوي و رجاء بن منقذ العبدي و سالم بن خيثمة الجعفي، و صالح بن وهب الجعفي و واخط بن غانم و هاني بن ثبيت الحضرمي و اسيد بن مالك، قداسوا بخيولهم جسد ريحانة الرسول و أقبل هؤلاء العشره الي ابن زياد يقدمهم اسيد بن مالك يرتجز:



نحن رضضنا الصدر بعد الظهر

بكل يعبوب شديد الأسر



فأمرهم بجائزة يسيرة.

قال البيروني: لقد فعلوا بالحسين ما لم يفعل في جميع الأمم بأشرار الخلق من القتل بالسيف و الرمح و الحجارة و اجراء الخيول و قد وصل بعض هذه الخيول الي مصر فقلعت نعالها و سمرت علي أبواب الدور تبركا و جرت بذلك السنة عندهم فصار أكثرهم يعمل نظيرها و يعلق علي أبواب الدور [11] .


پاورقي

[1] الارشاد: 226.

[2] روضة الواعظين: 162.

[3] المناقب: 206:2.

[4] المناقب: 224:2.

[5] اللهوف: 57.

[6] اللهوف: 57.

[7] ترجمة الامام الحسين من الطبقات.

[8] تاريخ الطبري: 453:5.

[9] تاريخ الطبري: 453:5.

[10] تاريخ الطبري: 454:5.

[11] مقتل الحسين: 362 - 357.