بازگشت

شهادة الامام الحسين


1 - قال الكليني: قبض عليه السلام في شهر المحرم من سنة احدي و ستين من الهجرة و له سبع و خمسون سنة و أشهر، قتله عبيدالله بن زياد لعنه الله في خلافة يزيد بن معاوية لعنه الله، و هو علي الكوفة، و كان علي الخيل التي حاربته و قتلته عمر بن سعد لعنه الله بكربلا، يوم الاثنين لعشر خلون من المحرم، و أمه فاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه و آله [1] .

2 - عنه، عن سعد و أحمد بن محمد جميعا، عن ابراهيم بن مهزيار، عن أخيه علي بن مهزيار، عن الحسين بن سعيد، عن محمد بن سنان، عن ابن مسكان، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قبض الحسين بن علي عليهماالسلام يوم عاشورا و هو ابن سبع و خمسين سنة [2] .

3 - عنه، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن الحسن، عن محمد بن عيسي بن عبيد، عن علي بن أسباط، عن سيف بن عميرة، عن محمد بن حمران، قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: كان من أمر الحسين عليه السلام ما كان، ضجت الملائكة الي الله بالبكاء و قالت: يفعل هذا بالحسين صفيك و ابن نبيك؟ قال: فأقام الله لهم ظل القائم عليه السلام و قال: بهذا أنتقم لهذا [3] .

4 - عنه عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسي، عن علي بن الحكم،


عن سيف بن عميرة، عن عبدالملك بن أعين، عن أبي جعفر عليه السلام قال: لما نزل النصر علي الحسين بن علي حتي كان بين السماء و الأرض ثم خير: النصر أو لقاء الله فاختار لقاء الله [4] .

5 - عنه، عن الحسين بن محمد قال: حدثني أبوكريب و أبوسعيد الأشج قال: حدثنا عبدالله بن ادريس، عن أبيه ادريس بن عبدالله الأودي قال: لما قتل الحسين عليه السلام أراد القوم أن يوطئوه الخيل، فقالت فضة لزينب يا سيدتي ان سفينة كسر به في البحر فخرج الي جزيرة فاذا هو باسد، فقال: يا أباالحارث أنا مولي رسول الله صلي الله عليه و آله فهمهم بين يديه حتي وقفه علي الطريق و الأسد رابض في ناحية، فدعيني أمض اليه و أعلمه ما هم صانعون غدا.

قال: فمضت اليه فقالت: يا أباالحارث فرفع رأسه ثم قالت: أتدري ما يريدون أن يعملوا غدا بأبي عبدالله عليه السلام؟ يريدون أن يوطئوا الخيل ظهره، قال: فمشي حتي وضع يديه علي جسد الحسين، فأقبلت الخيل فلما نظروا اليه قال لهم عمر بن سعد - لعنه الله -: فتنة لا تثيروها انصرفوا، فانصرفوا [5] .

6 - عنه، عن علي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن محمد بن أحمد، عن الحسن بن علي، عن يونس، عن مصقلة الطحان قال: سمعت أباعبدالله عليه السلام يقول لما قتل الحسين عليه السلام أقامت امرأته الكبية عليه مأتما و بكت و بكين النساء و الخدم حتي جفت دموعهن و ذهبت فبينا هي كذلك اذا رأت جارية عن جواريها تبكي و دموعها تسيل فدعتها فقالت لها مالك أنت من بيننا تسيل دموعك؟ قالت اني لما أصابني الجهد شربت شربة سويق قال فأمرت بالطعام و الأسوقة فاكلت و شربت و سقت و قالت: انما نريد بذلك ان نتقوي علي البكاء علي الحسين عليه السلام.


قال و اهدي الي الكلبية جونا لتستعين بها علي مأتم الحسين عليه السلام، فلما رأت الجون قالت ما هذه قالوا: هدية أهداها فلان لتستعيني علي مأتم الحسين فقالت لسنا في عرس فما نصنع بها، ثم أمرت بهن فاخرجن من الدار فلما أخرجن من الدار لم يحس لها حس كانما طرن بين السماء و الأرض و لم يرلهن بها بعد خروجهن من الدار أثر [6] .

7 - قال الصدوق: نظر الحسين عليه السلام يمينا و شمالا و لا يري أحدا فرفع رأسه الي السماء فقال: اللهم انك تري ما يصنع بولد نبيك و حال بنوكلاب بينه و بين الماء ورمي بسهم فوقع في نحره، و خر عن فرسه فاخذ السهم فرمي به فجعل يتلقي الدم بكفيه فلما امتلأت لطخ بها رأسه و لحيته و يقول ألقي الله عزوجل و أنا مظلوم متلطخ بدمي ثم خر علي خده الأيسر صريعا و أقبل عدو الله سنان الأيادي و شمر ابن ذي الجوشن العامري لعنه الله في رجال من أهل الشام حتي وقفوا علي رأس الحسين عليه السلام.

فقال بعضهم لبعض ما تنظرون أريحوا الرجل فنزل سنان بن أنس الأيادي لعنه الله و أخذ بلحية الحسين عليه السلام و جعل يضرب بالسيف في حلقه و يقول: و الله اني لاجتز رأسك و أنا أعلم انك ابن رسول الله صلي الله عليه و آله و خير الناس أما و أبا و أقبل فرس الحسين عليه السلام حتي لطخ عرفه و ناصيته بدم الحسين و جعل يركض و يصهل فسمعت بنات النبي صلي الله عليه و آله صهيله فخرجن فاذا الفرس بلا راكب فعرض ان حسينا صلي الله عليه قد قتل و خرجت ام كلثوم بنت الحسين واضعة يدها علي رأسها تندب و تقول وا محمدا هذا الحسين بالعراء و قد سلب العمامة و الرداء [7] .

8 - الشيخ الفقيه أبوجعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسي بن بابويه القمي


رحمه الله، قال حدثني أبي رحمه الله، قال حدثنا سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمد بن عيسي، عن أبي عبدالله محمد بن خالد البرقي، عن داود بن أبي يزيد، عن أبي الجارود و ابن بكير و بريد بن معاوية العجلي، عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال اصيب الحسين بن علي عليهماالسلام و وجد به ثلثمائة و بضعة و عشرين طعنة برمح أو ضربة بسيف أو رمية بسهم، فروي انها كانت كلها في مقدمه لأنه عليه السلام كان لا يولي [8] .

9 - عنه، حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رحمه الله، قال حدثنا الحسن بن متيل الدقاق، قال حدثنا يعقوب بن يزيد، عن علي بن الحسن بن علي ابن فضال عن الديلمي، و هو سليمان، عن عبدالله بن لطيف التفليسي قال قال الصادق أبوعبدالله جعفر بن محمد عليهماالسلام لما ضرب الحسين بن علي عليهماالسلام بالسيف ثم ابتدر ليقطع رأسه نادي من قبل رب العزة تبارك و تعالي من بطنان العرش فقال: ألا أيتها الأمة المتحيرة الظالمه بعد نبيها لا وفقكم الله لأضحي و لا فطر، قال: ثم قال أبوعبدالله لا جرم و الله ما وفقوا و لا يوفقون أبدا حتي يقوم ثائر الحسين عليه السلام [9] .

10 - عنه باسناده، عن علي عليه السلام قال قال النبي صلي الله عليه و آله يقتل الحسين شر الامة و يتبرء من ولده من يكفربي [10] .

11 - عنه، حدثنا تميم بن عبدالله بن تميم القرشي، قال حدثني أبي عن أحمد ابن علي الانصاري، عن أبي الصلت الهروي قال قلت: للرضا عليه السلام يابن رسول الله ان في سواد الكوفة قوما يزعمون ان النبي صلي الله عليه و آله لم يقع عليه السهو في صلوته فقال كذبوا لعنهم الله ان الذي لا يسهو هو الله الذي لا اله الا هو، قال: قلت يابن رسول


الله و فيهم قوما يزعمون ان الحسين بن علي عليهماالسلام لم يقتل و انه القي شبهه علي حنظلة بن اسعد الشبامي و انه رفع الي السماء كما رفع عيسي بن مريم عليه السلام، و يحتجون بهذه الاية «و لن يجعل الله للكافرين علي المؤمنين سبيلا».

فقال: كذبوا عليهم غضب الله و لعنته و كفروا بتكذيبهم لنبي الله صلي الله عليه و آله في اخباره بان الحسين بن علي عليه السلام سيقتل و الله لقد قتل الحسين عليه السلام و قتل من كان خيرا من الحسين أميرالمؤمنين و الحسن بن علي عليهم السلام و ما منا الا مقتول و اني والله لمقتول بالسم باغتيال من يغتالني اعرف ذلك بعهد معهود الي من رسول الله صلي الله عليه و آله أخبره به جبرئيل عن رب العالمين عزوجل.

أما قول الله عزوجل «و لن يجعل الله للكافرين علي المؤمنين سبيلا» فانه يقول لن يجعل الله لكافر علي مؤمن حجة و لقد أخبر الله عزوجل عن كفار قتلوا النبيين بغيرا الحق و مع قتلهم اياهم لن يجعل الله لهم علي أنبيائه عليهم السلام سبيلا من طريق الحجة [11] .

12 - عنه، حدثنا محمد بن علي بن بشار القزويني رضي الله عنه قال حدثنا أبوالفرج المظفر بن أحمد القزويني، قال: حدثنا محمد بن جعفر الكوفي الأسدي، قال: حدثنا سهل بن زياد الأدمي قال حدثنا سليمان بن عبدالله الخزاز الكوفي قال حدثنا عبدالله بن الفضل الهاشمي، قال قلت لأبي عبدالله جعفر بن محمد الصادق عليهماالسلام يابن رسول الله كيف صار يوم عاشورا يوم يوم مصيبة و غم و جزع و بكاء دون اليوم الذي قبض فيه رسول الله صلي الله عليه و آله و اليوم الذي ماتت فيه فاطمة عليهاالسلام و اليوم الذي قتل فيه أميرالمؤمنين عليه السلام و اليوم الذي قتل فيه الحسن عليه السلام بالسم.

فقال ان يوم الحسين عليه السلام اعظم مصيبة من جميع ساير الايام و ذلك أن


أصحاب الكساء الذين كانوا اكرم الخلق علي الله عزوجل كانوا خمسة فلما مضي عنهم النبي صلي الله عليه و آله بقي أميرالمؤمنين و فاطمة و الحسن و الحسين عليه السلام فكان فيهم للناس عزاء و سلوة فلما مضت فاطمة عليهاالسلام كان في أميرالمؤمنين و الحسن و الحسين للناس عزاء و سلوة فلما مضي منهم أميرالمؤمنين عليه السلام، كان للناس في الحسن و الحسين عليه السلام عزاء و سلوة.

فلما قتل الحسين صلي الله عليه لم يكن بقي من أهل الكساء أحد للناس فيه بعد عزاء و سلوة فكان ذهابه كذهاب جميعهم كما كان بقاءه كبقاء جميعهم فلذلك صار يومه أعظم الايام مصيبة قال عبدالله بن الفضل الهاشمي: فقلت له يابن رسول الله فلم يكن للناس في علي بن الحسين عليه السلام عزاء و سلوة مثل ما كان لهم في آباءه عليهم السلام فقال بلي ان علي بن الحسين كان سيد العابدين و اماما و حجة علي الخلق بعد آبائه الماضين ولكنه لم يلق رسول الله صلي الله عليه و آله و لم يسمع منه و كان علمه وراثة عن أبيه عن جدة، عن النبي صلي الله عليه و آله.

كان أميرالمؤمنين و فاطمة و الحسن و الحسين عليهم السلام قد شاهدهم الناس مع رسول الله صلي الله عليه و آله في أحوال في أن يتوالي فكانوا متي نظروا الي أحد منهم تذكروا حاله مع رسول الله صلي الله عليه و آله و قول رسول الله صلي الله عليه و آله له و فيه فلما مضوا فقد الناس مشاهدة الاكرمين علي الله عزوجل، و لم يكن في أحد منهم فقد جميعهم، الا في فقد الحسين عليه السلام لانه مضي آخرهم فلذلك صار يومه أعظم الايام مصيبة: قال عبدالله ابن الفضل الهاشمي فقلت له: يابن رسول الله فكيف سمت العامة يوم عاشورا يوم بركة.

فبكي عليه السلام ثم قال: لما قتل الحسين عليه السلام تقرب الناس بالشام الي يزيد فوضعوا له الأخبار و اخذوا عليه الجوايز من الاموال فكان مما وضعوا له أمر هذا اليوم و انه يوم بركة ليعدل الناس فيه من الجزع و البكاء و المصيبة و الحزن الي الفرح


و السرور و التبرك و الاستعداد فيه، حكم الله بيننا و بينهم قال ثم قال عليه السلام يابن عم و ان ذلك لأقل ضررا علي الاسلام و أهله مما وضعه قوم انتحلوا مودتنا و زعموا أنهم يدينون بموالاتنا و يقولون بامامتنا.

زعموا ان الحسين عليه السلام لم يقتل و انه شبه للناس أمره كعيسي بن مريم، فلا لائمة اذن علي بني امية و لا عتب علي زعمهم يابن عم من زعم ان الحسين عليه السلام لم يقتل فقد كذب رسول الله صلي الله عليه و آله و عليا و كذب من بعده الأئمة عليهم السلام في اخبار هم بقتله و من كذبهم فهو كافر بالله العظيم و دمه مباح لكل من سمع ذلك منه، قال عبدالله بن الفضل فقلت له يابن رسول الله فما تقول في قوم من شيعتك يقولون به.

فقال عليه السلام ما هؤلاء في شيعتي و أني بري ء منهم كذا و كذا و كذا و كذا ابطال القرآن و الجنة و النار قال فقلت فقول الله عزوجل «و لقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين» قال ان اولئك مسخوا ثلاثة أيام ثم ماتوا و لم يتناسلوا و أن القرده اليوم مثل اولئك و كذلك الخنازير و ساير المسوخ ما وجد منها اليوم من شيي ء فقد مثله لا يحل أن يؤكل لحمه ثم قال عليه السلام لعن الله الغلاة و المفوضة فانهم صغروا عصيان الله و كفروا به و اشركوا و ضلوا و أضلوا فرارا من اقامة الفرايض و اداء الحقوق [12] .

12 - عنه، حدثنا محمد بن ابراهيم بن اسحاق، قال أخبرنا أحمد بن محمد الهمداني عن علي بن الحسن بن فضال عن أبيه، عن أبي الحسن علي بن موسي الرضا عليهماالسلام فال من ترك السعي في حوايجه يوم عاشوراء قضي الله له حوائج الدنيا و الاخرة و من كان يوم عاشورا يوم مصيبته و حزنه و بكائه يجعل الله عز


و جل يوم القيامة يوم فرحه و سروره و قرت بنا في الجنان عينه و من سمي يوم عاشوراء يوم بركة و ادخر لمنزله شيئا لم يبارك له فيها ادخر و حشر يوم القيامة مع يزيد و عبيدالله بن زياد و عمر بن سعد لعنهم الله الي أسفل درك من النار [13] .

13 - عنه حدثنا الحسين بن أحمد بن ادريس، رحمه الله، قال حدثنا أبي، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن نصر بن مزاحم، عن عمر بن سعد، عن أرطاة بن حبيب، عن فضيل الرسان عن جبلة المكية، قالت سمعت ميثم التمار قدس الله روحه يقول: و الله لتقتل هذه الامة ابن نبيها في المحرم لعشر يمضين منه و ليتخذن أعداء الله ذلك اليوم يوم بركة و ان ذلك لكائن قد سبق في علم الله تعالي ذكره أعلم ذلك بعهد عهده الي مولاي أميرالمؤمنين عليه السلام.

لقد أخبرني أنه يبكي عليه كل شيي ء حتي الوحوش في الفلوات و الحيتان في البحر و الطير في السماء و يبكي عليه الشمس و القمر و النجوم و السماء و الأرض و مؤمنوا الانس و الجن و جميع ملائكة السموات و الأرضين و رضوان و مالك و حملة العرش و تمطر السماء دما و رمادا ثم قال وجبت لعنة الله علي قتلة الحسين عليه السلام كما وجبت علي المشركين الذين يجعلون مع الله الها اخر و كما وجبت علي اليهود و النصاري و المجوس.

قالت جبلة فقلت له: يا ميثم فكيف يتخذ الناس ذلك اليوم الذي قتل فيه الحسين عليه السلام يوم بركة فبكي ميثم رضي الله عنه ثم قال يزعمون لحديث يضعونه انه اليوم الذي تاب الله فيه علي آدم و انما تاب الله علي آدم في ذي الجنة و يزعمون أنه اليوم الذي قبل الله فيه توبة داود و انما قبل الله عزوجل توبته في ذي الحجة، و يزعمون أنه اليوم الذي أخرج الله فيه يونس من بطن الحوت و انما أخرج الله


عزوجل يونس من بطن الحوت في ذي الحجة و يزعمون انه اليوم الذي استوت فيه سفينة نوح عليه السلام علي الجودي و انما استوت علي الجودي يوم الثامن عشر في ذي الحجة.

يزعمون انه اليون الذي فلق الله عزوجل فيه البحر لبني اسرائيل و انما كان ذلك في ربيع الأول ثم قال ميثم: يا جبلة اعلمي ان الحسين بن علي عليهماالسلام سيد الشهداء يوم القامة، و لأصحابه علي ساير الشهداء درجة، يا جبلة اذا نظرت السماء حمراء كأنها دم عبيط فاعلمي ان سيد الشهداء الحسين قد قتل قالت جبلة فخرجت ذات يوم فرأيت الشمس علي الحيطان كأنها الملاحف المعصفرة فضجيت حينئذ و بكيت و قلت قد و الله قتل سيدنا الحسين عليه السلام [14] .

14 - عنه، حدثنا محمد بن ابراهيم بن اسحاق رضي الله عنه، قال حدثنا عبدالعزيز بن يحيي الجلودي، قال حدثنا محمد بن زكريا الجوهري قال: حدثنا جعفر بن محمد بن عمارة، عن أبيه، عن أبي عبدالله عليه السلام قال قلت له أخبرني عن أصحاب الحسين عليه السلام و اقدامهم علي الموت فقال انهم كشف لهم الغطاء حتي رأو منازلهم من الجنة فكان الرجل منهم يقوم علي القتل ليبادر الي حوراء يعانقها و الي مكان في الجنة [15] .

15 - عنه، حدثنا محمد بن الحسن، قال حدثنا محمد بن يحيي، عن محمد بن أحمد، عن السياري، عن محمد بن اسماعيل الرازي، عن أبي جعفر الثاني عليه السلام قال قلت جعلت فداك ما تقول في العامة فانه قد روي انهم لا يوفقون لصوم فقال لي أما انه قد اجيبت دعوة الملك فيهم قال قلت و كيف ذلك جعلت فداك، قال ان الناس لما قتلوا الحسين بن علي صلوات الله عليهما أمر الله عزوجل ملكا ينادي أيتها


الامة الظالمة القاتلة عترة نبيها لا وفقكم الله لصوم و لا فطر و في حديث آخر لفطر و لا أضحي [16] .

16 - عنه، حدثنا علي بن أحمد رحمة الله قال حدثني محمد بن يعقوب، عن علي بن محمد، عمن ذكره عن محمد بن سليمان، عن عبدالله بن الجنيد اللطيف التفليسي عن رزين قال قال أبوعبدالله عليه السلام لما ضرب الحسين بن علي صلوات الله و سلامه عليه بالسيف فسقط ثم ابتدر ليقطع رأسه نادي مناد من بطنان العرش ألا أيتها المتجبرة الضالة بعد نبيها لا وفقكم الله لأضحي و لا فطر قال ثم قال أبوعبدالله عليه السلام فلا جرم و الله ما وفقوا و لا يوفقون حتي يثور ثائر الحسين عليه السلام [17] .

17 - عنه، حدثنا الحسن بن محمد بن يحيي العلوي رضي الله عنه قال: حدثني جدي قال حدثنا داود، قال حدثنا عيسي بن عبدالرحمن بن صالح قال: حدثنا أبومالك الجنبي عن عمر بن بشر الهمداني قال قلت لأبي اسحاق متي ذل الناس قال حين قتل الحسين بن علي عليهماالسلام وادعي زياد و قتل حجر بن عدي [18] .

18 - قال الشيخ المفيد: فقتلوهم حتي لم يبق مع الحسين عليه السلام الا ثلاثة نفر أو أربعة، فلما رأي ذلك الحسين عليه السلام دعي بسراويل يمانية يلمع فيها البصر ففزرها ثم لبسها و انما فزرها ليكلا يسلبها بعد قتله، فلما قتل الحسين عليه السلام عمد أبجر بن كعب اليه فسلبه السراويل و تركه مجردا و كانت يدا أبجر بن كعب لعنه الله بعد ذلك تتيبسان في الصيف حتي كأنهما عودان، و تترطبان في الشتاء فتنضحان دما و قيحا الي أن أهلكه الله.


فلما لم يبق مع الحسين أحد الا ثلثة رهط من أهله أقبل علي القوم يدفعهم عن نفسه و الثلثة يحمونه حتي قتل الثلثة و بقي وحده و قد اثخن بالجراح في رأسه و بدنه فجعل يضاربهم بسيفه و هم يتفرقون عنه يمينا و شمالا، فقال حميد بن مسلم فوالله ما رأيت مكثورا قط قد قتل ولده و أهل بيته و أصحابه أربط جاشا و لا أمضي جنانا منه عليه السلام ان كانت الرجالة لتشد عليه عليه فيشد عليها بسيفه فينكشف عن يمينه و عن شماله انكشاف المعزي اذا شد فيها الذئب.

فلما راي ذلك شمر بن ذي الجوشن استدعي الفرسان فصاروا في ظهور الرجالة و امر الرماة أن يرموه فرشقوه بالسهام حتي صار كالقنفذ، فاحجم عنهم فوقفوا بازائه و خرجت اخته زينب الي باب الفسطاط فنادت عمر بن سعد بن ابي وقاص ويلك يا عمرا يقتل أبوعبدالله و أنت تنظر اليه فلم يجبها عمر بشي ء فنادت و يحكم أما فيكم مسلم فلم يجبها أحد بشي ء و نادي شمر بن ذي الجوشن الفرسان و الرجالة فقال و يحكم ما تنتظرون بالرجل ثلكتكم أمهاتكم فحملوا عليه من كل جانب.

فضربه زرعة بن شريك علي كتفه اليسري ففلقها و ضربه آخر منهم علي عاتقه فكبا منها لوجهه و طعنه سنان بن أنس النخعي بالرمح فصرعه و بدر اليه خولي بن يزيد الاصبحي فنزل ليجتز رأسه فارعد فقال له شمر فت الله في عضدك مالك ترعد و نزل شمر اليه فذبحه ثم دفع راسه الي خولي بن يزيد فقال احمله الي الامير عمر بن سعد ثم اقبلوا عل سلب الحسين عليه السلام فأخذ قميصه اسحاق بن الحيوة الحضرمي، و أخذ سراويله ابجر بن كعب، و اخذ عمامته اخنس بن مرثد، و أخذ سيفه رجل من بني دارم و انتهبوا رحله وابله و اثقاله و سلبوا نسائه

قال حميد بن مسلم فوالله لقد كنت أري المرأة من نسائه و بناته و اهله تنازع ثوبها عن ظهرها حتي تغلب عليه فتذهب به منها، ثم انتهوا الي علي بن الحسين عليه السلام


و هو منبسط علي فراش و هو شديد المرض و مع شمر جماعة من الرجال فقالوا له: الا نقتل هذا العليل فقلت سبحان الله أيقتل الصبيان انما هذا صبي و انه لمابه، فلم ازل حتي دفعتهم عنه و جاء عمر بن سعد.

فصاح النساء في وجهه و بكين، فقال لاصحابه لا يدخل أحد منكم بيوت هؤلاء النسوة و لا تتعرضوا لهذا الغلام المريض و سئلته النسوة ليسترجع ما اخذ منهن ليستترن به فقال من أخذ من متاعهن شيئا فليرده عليهن، فو الله مارد أحد منهم شيئا، فوكل بالفسطاط و بيوت النساء و علي بن الحسين عليه السلام جماعة ممن كانوا معه و قال احفظوهم لئلا يخرج منهم أحد و لا تسؤن اليهم ثم عاد الي مضربه فنادي في أصحابه من ينتدب للحسين فيوطئه فرسه [19] .

19 - الشيخ المفيد أبوعلي الحسن بن محمد الطوسي رحمه الله قال حدثنا الشيخ الولد السعيد أبوجعفر رحمه الله قال حدثنا محمد بن محمد، قال أخبرنا ابوعبدالله محمد بن عمران المرزباني قال: حدثنا أحمد بن محمد قال حدثنا الحسين بن عليل العنزي قال حدثنا عبدالكريم بن محمد قال حدثنا علي بن سلمة عن أبي أسلم محمد بن مخلد، عن أبي هياج عبدالله بن عامر، قال لما أتي نعي الحسين عليه السلام الي المدينه خرجت بنت عقيل بن ابي طالب رضي الله عنهما في جماعة من نسائها حتي انتهت الي قبر رسول الله صلي الله عليه و آله فلاذت به و شهقت عنده ثم التفتت الي المهاجرين و الانصار و هي تقول:



ماذا تقولون ان قال النبي لكم

يوم الحساب و صدق القول مسموع



خذلتم عترتي أو كنتم غيبا

و الحق عند ولي الأمر مجموع



أسلمتموهم بايدي الظالمين فما

منكم له اليوم عند الله مشفوع






ما كان عند غداة الطف اذ حضروا

تلك المنايا و لا عنهن مدفوع



قال: فما رأينا باكيا و لا باكية اكثر مما رأينا ذلك اليوم [20] .

20 - الشيخ المفيد ابوعلي الحسن بن محمد الطوسي رحمه الله، قال أخبرنا الشيخ السعيد الوالد رضي الله عنه، قال أخبرنا محمد بن محمد، قال أخبرني أبوعبدالله محمد بن عمران المرزباني: قال حدثنا أحمد بن محمد الجوهري قال حدثني حسن بن عليل العنزي، عن عبدالكريم بن محمد، قال حدثنا حمزة بن القاسم العلوي، عن عبدالعظيم بن عبدالله العلوي عن الحسن بن محمد بن الحسين العرني عن غياث بن ابراهيم، عن الصادق جعفر بن محمد عليهماالسلام قال: أصبحت يوما ام سلمة رضي الله عنها تبكي فقيل لها مم بكاؤك؟ فقالت لقد قتل ابني الحسين الليلة و ذلك أنني ما رأيت رسول الله صلي الله عليه و آله منذ مضي الا الليلة فرأيته شاحبا كئيبا فقالت قلت مالي اراك يا رسول الله شاحبا كئيا قال مازلت الليلة احفر القبور للحسين و أصحابه عليه و عليهم السلام [21] .

21 - عنه باسناده عن الحسين، عن أبيه، عن أبي عبدالله عليه السلام قال سألته عن صوم يوم عرفة فقال عيد من أعياد المسلمين و يوم دعاء مسألة قلت فصوم عاشورا قال: ذلك يوم قتل فيه الحسين عليه السلام، فان كنت شامتا، فصم ثم قال ان آل أمية عليهم لعنة الله و من أعانهم علي قتل الحسين من أهل الشام نذروا انذرا ان قتل الحسين و سلم من خرج الي الحسين عليه السلام و صارت الخلافة في آل أبي سفيان أن يتخذوا ذلك اليوم عيدا لهم أن يصوموا فيه شكرا و يفرحون أولادهم.

فصارت في آل ابي سفيان سنة الي اليوم في الناس، و اقتدي بهم الناس جميعا


فلذلك يصومونه و يدخلون علي عيالاتهم و أهاليهم الفرح ذلك اليوم، ثم قال: ان الصوم لا يكون للمصيبة، و لا يكون الا شكرا للسلامة، و ان الحسين عليه السلام أصيب فان كنت ممن أصبت به فلاتصم، و ان كنت شامتا ممن سرك سلامة بني امية فصم شكر الله تعالي [22] .

22 - عنه قال أخبرنا أحمد بن عبدون، و عن أبن الزبير، عن علي بن الحسن ابن فضال، عن العباس، عن ابي عمارة، عن معاذ بن مسلم، قال سمعت أباعبدالله عليه السلام يقول وجد بالحسين بن علي صلوات الله عليهما نيف و سبعون ضربة بالسيف [23] .

23 - عنه باسناده عن ابي عمارة عن عبيدالله بن طلحة، عن عبدالله بن سيابة، عن أبي عبدالله عليه السلام قال لما قدم علي بن الحسين و قد قتل الحسين بن علي صلوات الله عليهما استقبله ابراهيم بن طلحة بن عبيدالله قال يا علي بن الحسين من غلب و هو مغطي رأسه و هو في المحمل قال فقال له علي بن الحسين اذا أردت أن تعلم من غلب و دخل وقت الصلاة فأذن ثم أقم [24] .

24 - قال الطبري الامامي: قال ابومحمد الحسن بن علي الثاني ولد الحسين بالمدينة يوم الثلاثاء لخمس خلون من جمادي الأول سنته ثلاث من الهجرة و علقت بالحسين امه بعد ولادة الحسن بخمسين ليلة سنة ثلاث من الهجرة و حملت به سته أشهر فولدته و لم يولد مولود سواه لستة أشهر سوي عيسي بن مريم، قيل و يحي ابن زكريا و كان مقامه مع جده ست سنين و أربعة أشهر و بعد جده مع أبيه تسعا و عشرين سنة و أربعة و مع اخيه بعد ابيه عشر سنين و عشره أشهر


بعد أخيه أيام امامته بقية ملك معاوية و من ايام يزيد عشر سنين و ستة أشهر و صار الي كرامة الله عزوجل و قد كمل عمره سبعا و خمسين سنة في عام الستين من الهجرة في المحرم يوم عاشورا و هو يوم الاثنين و كان بينه و بين اخيه ستة أشهر و كان أشبه الناس بالنبي صلي الله عليه و آله ما بين الصدر الي الرجلين.

قتل في كربلا غربي الفرات عبيدالله بن زياد و عمر بن سعد و شمر بن ذي الجوشن بأمر يزيد بن معاويه أتوه و معهم اثنان و ثلاثون فارسا و أربعون راجلا منهم ثمانيه و عشرون من رهط بني عبدالمطلب و الباقون من سائر الناس، و قال أبو عبدالله جعفر بن محمد عليهماالسلام وجد بالحسين ثلاث و ثلاثون طعنة و أربع و أربعون ضربة و رمية و روي مأة و عشرون [25] .

25 - قال الفتال: حملت، الجماعة علي الحسين فغلبوه علي عسكره واشتد به العطش فركب المسناة يريد الفرات فاعترضه خيل ابن سعد لعنهم الله و فيهم رجل من بني دارم فقال لهم ويلكم حولوا بينه و بين الماء و لا تمكنوه من الفرات فقال الحسين عليه السلام اللهم اظمه فغضب الدارمي و رماه بسهم فاثبته في حنكه فانتزع الحسين عليه السلام السهم و بسط يده تحت حنكه فامتلات راحتاه بالدم فرماه و لما رجع الحسين عليه السلام من المسناة الي فسطاطه تقدم اليه شمر بن ذي الجوشن في جماعة من أصحابه و أحاطوابه

فأسرع منهم رجل يقال له مالك بن أنس فشتم الحسين عليه السلام فضربه علي رأسه بالسيف، و كان علي راسه قلنسوه فقطعها حتي وصل الي رأسه فأدماه فامتلأت القلنسوة دما فقال له الحسين عليه السلام لا اكلت بيمينك و لا شربت بها و حشرت الله مع الظالمين ثم ألقي القلنسوة و دعا بخرقة فشد بها رأسه و استدعا


قلنسوة أخري فلبسها و اعتم عليها و نظر يمينا و شمالا لايري أحدا فرفع رأسه الي السماء فقال: اللهم انك تري ما تصنع بولد نبيك و حال بنوكلاب بينه و بين الماء.

قال حميد بن مسلم فوالله ما رأيت مكثورا قط قد قتل ولده و أهل بيته و أصحابه أربط جأشا و لا أمضي جنانا منه، ان كانت الرجال ليشد عليه فيشد عليها بسيفه فينكشف عن يمينه و شماله انكشاف المعزي اذا أشد فيها الذئب، فلما راي ذلك شمر بن ذي الجوشن استدعا الفرسان فصار وافي ظهور الرجالة و أمر الرماة ان يرموه فرشقوه بالسهام حتي صار كالقنفذ و نادي شمر الفرسان و الرجاله فقال ويلكم ما تنتظرون بالرجال ثكلتكم أمهاتكم فحمل عليه من كل جانب.

فضربه ذرعة بن شريك علي كتفه اليسري فقطعها و ضربه أخري منه علي عاتقة فكبا منه علي وجهه فطعنه سنان بن أونس بالرمح فصرعه و بدر اليه خولي بن يزيد الأصبحي فنزل ليجتز، رأسه فارعد فقال له شمرفت الله في عضدك مالك ترعد فنزل اليه فذبحه ثم دفع رأسه الي خولي بن يزيد فقال أحمله الي الامير عمر ابن سعد، ثم أقبلوا علي سلب الحسين عليه السلام و جاء عمر بن سعد فصاح النساء في وجهه و بكين.

فقال لأصحابه لا يدخل أحد منكم بيوت هؤلاء النساء و لا تعرضوا لهذا الغلام المريض يعني علي بن الحسين، فسألته أن يسترجع ما أخذ منهم ليستترن به فقال: من أخذ من متاعهن شيئا فليرده فوالله مارد أحد منهم شيئا و نادي عمر لعنه الله من ينتدب للحسين فيوطيه فرسه فانتدب عشرة منهم فداسوا الحسين صلوات الله عليه بخيولهم حتي رضوا ظهره، و أقبل فرس الحسين عليه السلام حتي لطخ عرفه و ناصيته بدم الحسين عليه السلام و جعل يركض و يصهل.

فسمع بنات النبي صلوات الله و سلامه عليه صهيله فخرجن فاذا الفرس بلا راكب فعرفن أن حسينا عليه السلام قد قتل و خرج أم كلثوم بنت الحسين واضعة يدها


علي رأسها تندب، و تقول وامحمداه هذا حسين بالعرا قد سلب العمامة و الرداء.

قال الباقر عليه السلام أصيب الحسين بن علي عليهماالسلام و وجد به ثلثمائة و بضعة و عشرين طعنة برمح أو ضربة بسيف أو رمية بسهم، و روي انها كانت كلها في مقدمته لأنه عليه السلام كان لا يولي [26] .

26 - قال ابن شهرآشوب: فبقي الحسين وحيدا و في حجره علي الاصغر فرمي اليه بسهم فأصاب حلقه فجعل الحسين ياخذ الدم من نحره فيرميه الي السماء فما يرجع منه شي ء و يقول لا يكون أهون عليك من فصيل، ثم قال عليه السلام ائتوني يثوب لا يرغب فيه البسه غير ثيابي لا أجرد فاني مقتول مسلوب فاتوه بتبان فأبي أن يلبسه و قال هذالباس أهل الذمة ثم أتوه بشي ء أوسع منه دون السراويل و فوق التبان فلبسه، ثم ودع النساء و كانت سكينة تصيح فضمها الي صدره و قال:



سيطول بعدي يا سكينة فاعلمي

منك البكاء اذالحام دهاني



لا تحرقي قلبي بدمعك حسرة

مادام مني الروح في جثمان



و اذا قتلت فأنت أولي بالذي

تأتينه يا خيرة النسوان



ثم برز عليه السلام قال يا أهل الكوفة قبحا لكم و ترحا و بؤسا لكم و تعسا حين استصرختمونا و لهين، فاتيناكم موجفين فشحذتم علينا سيفا و كان في ايماننا و حششتم لأعدائكم من غير عدل أفشوه فيكم و لا ذنب كان منا اليكم فهلا لكم الويلات اذ كرهتمونا تركتمونا و السيف مشيم و الجاش طامن و الرأي لما يستحصد لكنكم أسرعتم الي بيعتنا كسرع الدبا و تهافتم اليها كتهافت الفراش.

ثم نقضتموها سفها وضلة و فتكا لطواغيت الامة و بقية الأحزاب و نبذة الكتاب، ثم انتم تتخاذلون عنا و تقتلوننا ألا لعنة الله علي الظالمين قال ثم انشأ: كفر


القوم و قدما رغبو الأبيات.

ثم استوي علي راحلته و قال: أنا ابن علي الخير من آل هاشم، الابيات، ثم حمل علي الميمنة و قال الموت خير من ركوب العار، ثم حمل علي الميسرة و قال:



انا الحسين بن علي

أحمي عيالات أبي



آليت أن لا انثني

أمضي علي دين النبي



جعل يقاتل حتي قتل ألف رجل و تسعماة و خمسين سوي المجروحين، فقال عمر بن سعد لقومه: الويل لكم أتدرون من تبارزون هذا ابن البطين هذا ابن قتال العرب فاحملوا عليه من كل جانب فحملوا بالطعن مائة و ثمانين و أربعة آلاف بالسهام، قال الطبري قال أبومخنف عن جعفر بن محمد بن علي قال و جدنا بالحسين ثلاثا و ثلثين طعنة و أربعا و ثلثين ضربة.

قال الباقر عليه السلام و أصيب و وجد به ثلثمائة و بضعة و عشرين طعنة برمح أو ضربة بسيف أو رمية بسهم، و روي ثلثمأة و ستون جراحة و قيل ثلثا و ثلثين ضربة، سوي السهام و قيل ألف و تسعمأة جراحة و كانت السهام في درعه كالشوك في جلد القنفذ و روي انها كانت كلها في مقدمه قال العوني:



يا سهاما بدم ابن المصطفي منقسمات

و رماحا في ضلوع ابن النبي متصلات



فقال شمرا ما وقوفكم و ما تنتظرون بالرجل و قد اثخنتة السهام احملوا عليه ثكلتكم امهاتكم، فحملوا عليه من كل جانب فرماه أبوالحنوق الجعفي في جبينه و الحصين بن نمير في فيه، و أبوأيوب الغنوي بسهم مسموم في حلقه، فقال بسم الله و لا حول و لا قوة الا بالله و هذا قتيل في رضي الله، و كان ضربه زرعة بن شريك التميمي علي كتفه الأيسر و عمرو بن خليفة الجعفي علي حبل عاتقة، و كان طعنه صالح بن وهب المزني علي جنبه و كان رماه سنان بن أنس النخعي في صدره.

فوقع علي الأرض و اخذ دمه بكفيه و صبه علي رأسه مرارا فدنا منه عمرو


و قال جزوا رأسه فقصد اليه نضر بن خرشة فجعل يضربه بسيفه فغضب عمر و قال لخولي بن يزيد الأصبحي انزل فجز رأسه فنزل و جز رأسه [27] .

27 - روي أبومنصور الطبرسي عن الناحية المقدسة: أما قول من زعم ان الحسين لم يقتل فكفر و تكذيب و ضلال [28] .

28 - قال ابن طاووس: قال الراوي و اشتد العطش بالحسين عليه السلام فركب المسناة بريد الفرات و العباس أخوه بين يديه فاعترضته خيل ابن سعد فرمي رجل من بني دارم الحسين عليه السلام بسهم فأثبته في حنكه الشريف فانتزع صلوات الله عليه السهم و بسط يديه تحت حنكه حتي أمتلأت راحتاه من الدم ثم رمي به و قال: اللهم اني اشكو اليك ما يفعل بابن بنت نبيك، ثم اقتطعوا العباس عنه و أحاطوا به من كل جانب حتي قتلوه قدس الله روحه، فيكي الحسين عليه السلام لقتله بكاء شديدا و في ذلك يقول الشاعر:



أحق الناس أن يبكي عليه

فتي أبكي الحسين بكربلاء



أخوه و ابن والده علي

أبوالفضل المضرج بالدماء



و من و اساء لا يثنيه شي ء

و جادله علي عطش بماء [29] .



29 - عنه قال الرواي: ثم ان الحسين دعا الناس الي البراز فلم يزل يقتل كل من برز اليه حتي قتل مقتلة عظيمة و هو في ذلك يقول:



القتل أولي من ركوب العار

و العار اولي من دخول النار [30] .



30 - قال بعض الرواة: فو الله ما رأيت مكثورا قط قد قتل ولده و أهل بيته و أصحابه أربط جأشا منه و ان كانت الرجال لتشد عليه فيشد: عليها بسيفه


فتنكشف عنه انكشاف المعزي اذا شد فيه الذئب و لقد كان يحمل فيهم و لقد تكملوا ثلاثين ألفا فيهزمون بين يديه كانهم الجراد المنتشر ثم يرجع الي مركزه و هو يقول: لا حول و لا قوة الا بالله [31] .

31 - قال الراوي: و لم يزل عليه السلام يقاتلهم حتي حالوا بينه و بين رحله، فصاح عليه السلام ويلكم يا شيعة آل أبي سفيان ان لم يكن لكم دين و كنتم لا تخافون المعاد فكونوا احرارا في دنياكم هذه و ارجعوا الي أحسابكم ان كنتم عربا كما تزعمون قال فناداه شمر لعنه الله ما تقول يا ابن فاطمه فقال أني أقول اقاتلكم و تقاتلونني و النساء ليس عليهن جناح فامنعوا اعتاتكم و جهالكم و طغاتكم من التعرض لحرمي مادمت حيا فقال شمر لعنه الله لك ذلك يا ابن فاطمة فقصدوه بالحرب.

فجعل يحمل عليهم و يحملون عليه و هو في ذلك يطلب شربة من ماء و لا يجدي حتي أصابه اثنان و سبعون جراحة فوقف يستريح ساعة و قد ضعف عن القتال فبينا هو واقف اذا أتاه حجر فوقع علي جبهته فأخذ الثوب ليمسح الدم عن جبهته فأتاه سهم مسموم له ثلاث شعب فوقع علي قبله فقال بسم الله و بالله و علي ملة رسول الله ثم رفع رأسه الي السماء و قال: الهي أنت تعلم أنهم يقتلون رجلا ليس علي وجه الأرض ابن بنت نبي غيره.

ثم أخذ السهم فاخرجه من وراء ظهره فانبعث الدم كأنه ميزاب فضعف عن القتال، و وقف فكلما اتاه رجل انصرف عنه كراهة أن يلقي الله بدمه حتي جائه رجل من كندة يقال له مالك بن النسر فشتم الحسين عليه السلام و ضربه علي رأسه الشريف بالسيف فقطع البرنس و وصل السيف الي رأسه فامتلأ البرنس دما، قال الراوي فاستدعي الحسين عليه السلام بخرقة فشد بها رأسه فاستدعي بقلنسوة فلبسها


و اعتم فلبثوا هنيئة ثم مادوا اليه و أحاطوا به.

ثم ان شمر بن ذي الجوشن حمل علي فسطاط الحسين عليه السلام، فطعنه بالرمح، ثم قال علي بالنار أحرقه علي من فيه فقال له الحسين عليه السلام: يا ابن ذي الجوشن أنت الداعي بالنار لتحرق علي أهلي أحرقك الله بالنار و جاء شبث فوبخه فاستحا فانصرف [32] .

32 - قال الراوي قال الحسين عليه السلام ابغو الي ثوبا لا يرغب فيه اجعله تحت ثيابي لئلا اجرد منه، فأتي بتبان فقال لا ذاك لباس من ضربت عليه الذلة فخرقه و جعله تحت ثيابه، فلما قتل عليه السلام جردوه منه ثم استدعي الحسين عليه السلام بسراويل من حبرة ففرزها و لبسها و انما فرزها لئلا يسلبها فلما قتل عليه السلام سلبها بحر بن كعب لعنه الله و ترك الحسين صلوات الله عليه مجردا فكانت يدا بحر بعد ذلك تيبسان في الصيف كانهما عودان يابسان و تترطبان في الشتاء فتنضحان دما وقيحا الي ان أهلكه الله تعالي.

قال و لما اثخن الحسين عليه السلام بالجراج و بقي كالقنفذ طعنه صالح بن وهب المري علي خاصرته طعنة فسقط الحسين عليه السلام عن فرسه الي الارض علي خده الأيمن و هو يقول بسم الله و بالله و علي ملة رسول الله، ثم قام صلوات الله عليه. قال الراوي و خرجت زينب من باب الفسطاط و هي تنادي وا أخاه وا سيداه وا أهل بيتاه ليت السماء اطبقت علي الارض و ليت الجبال تدكدكت علي السهل.

قال و صاح شمر بأصحابه ما تنتظرون بالرجل قال و حملوا عليه من كل جانب فضربه زرعة بن شريك علي كتفه اليسري و ضرب الحسين عليه السلام زرعة فصرعه و ضرب آخر علي عاتقه المقدس بالسيف ضربة كبا عليه السلام بها لوجهه، و


كان قد أعيا و جعل ينوء و يكبت فطعنه سنان ابن أنس النخعي في ترقوته، ثم انتزع الرمح فطعنه في بواني صدره ثم رماه سنان أيضا بسهم.

فوقع السهم في نحره فسقط عليه السلام و جلس قاعدا فنزع السهم من نحره و قرن كفيه جميعا فكلما امتلاتا من دمائه خضب بهما رأسه و لحيته و هو يقول: هكذا ألقي الله مخضبا بدمي مغصوبا علي حقي، فقال عمر بن سعد لرجل عن يمينه انزل ويحك الي الحسين فارحه قال: فبدر اليه خولي بن يزيد الأصبحي ليحتز رأسه فارعد فنزل اليه سنان بن أنس النخعي لعنه الله فضرب بالسيف في حلقه الشريف و هو يقول و الله اني لاجتز رأسك و اعلم انك ابن رسول الله صلي الله عليه و آله و خير الناس أبا و أما ثم اجتز رأسه المقدس المعظم و في ذلك يقول الشاعر:



فأي رزية عدلت حسينا

غداة تبيره كفا سنان [33] .



33 - عنه، روي أبوطاهر محمد بن الحسن النرسي في كتاب معالم الدين قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: لما كان أمر الحسين عليه السلام ما كان ضجت الملائكة الي الله بالبكاء و قالت يا رب هذا الحسين عليه السلام صفيك و ابن بنت نبيك قال فأقام الله ظل القائم عليه السلام و قال بهذا انتقم لهذا

قال الراوي: فارتفعت في السماء في ذلك الوقت غبرة شديدة سوداء مظلمة فيها ريح حمراء لا تري فيها عين و لا أثر حتي ظن القوم ان العذاب قد جائهم فلبثوا كذلك ساعة ثم انجلت عنهم [34] .

34 - عنه، روي هلال بن نافع قال: اني كنت واقفا مع أصحاب عمر بن سعد لعنه الله اذ صرخ أبشر أيها الامير فهذا شمر قتل الحسين عليه السلام قال فخرجت بين الصفين فوقفت عليه و انه ليجود بنفسه فو الله ما رأيت قط قتيلا مضمخا بدمه


أحسن منه و لا أنور وجها و لقد شغلني نور وجهه و جمال هيئته عن الفكرة في قتله، فاستسقي في تلك الحال ماء فسمعت رجلا يقول و الله لا تذوق الماء حتي ترد الحاميه فتشرب من حميمها فسمعته يقول:

يا ويلك أنا لا أرد الحامية و لا أشرب من حميمها بل أرد علي جدي رسول الله صلي الله عليه و آله و اسكن معه في داره في مقعد صدق عند مليك مقتدر و اشرب من ماء غير آسن و اشكو اليه ما ارتكبتم مني و فعلتم بي قال فغضبوا بأجمعهم حتي كان الله لم يجعل في قلب أحد منهم من الرحمة شيئا فاجتزوا رأسه و انه ليكلمهم فتعجبت من قلة رحمتهم و قلت و الله لا أجامعكم علي أمر أبدا [35] .

35 - روي المجلسي، عن بعض كتب المناقب روي، عن الحسن بن أحمد الهمداني، عن هبة الله بن محمد الشيباني، عن الحسن بن علي التميمي، عن أحمد بن جعفر القطيفي، عن ابراهيم بن عبدالله، عن سليمان بن حرب، عن حماد، عن عمار ان ابن عباس رأي النبي صلي الله عليه و آله في منامه يوما بنصف النهار، و هو أشعث أغبر في يده قارورة فيها دم، فقال يا رسول الله ما هذا الدم قال: دم الحسين لم أزل التقطه منذ اليوم فأحصي ذلك اليوم فوجد أنه قتل في ذلك اليوم [36] .

36 - عنه قال: روي عن أبي الحسن العاصمي، عن اسماعيل بن أحمد عن والده، عن علي بن أحمد بن عبدان، عن احمد بن عبيد، عن تمتام، عن أبي سعيد، عن أبي خالد الاحمر، عن زربن حبيش، عن سلمي قالت دخلت علي أم سلمة و هي تبكي، فقلت لها ما يبكيك، قالت رأيت رسول الله صلي الله عليه و آله في المنام و علي رأسه و لحيته أثر التراب فقلت مالك يا رسول الله مغبرا قال شهدت قتل الحسين آنفا [37] .


37 - عنه قال: وجاء في المراسيل ان سلمي المدنية قالت وضع رسول الله صلي الله عليه و آله الي أم سلمة قارورة فيها رمل من الطف، و قال لها اذا تحول هذا دما عبيطا فعند ذلك يقتل الحسين، قالت سلمي فارتفعت واعية من حجرة ام سلمة فكنت أول من أتاها فقلت ما دهاك يا أم المؤمنين، قال رأيت رسول الله صلي الله عليه و آله في المنام و التراب علي رأسه فقلت مالك فقال وثب الناس علي ابني فقتلوه و قد شهدته قتيلا الساعة فاقشعر جلدي فوثبت الي القارورة فوجدتها تفور دما قلت سلمي فرأيتها موضوعة بين يديها [38] .

38 - عنه من كتاب الجمع بين الصحاح الستة قال ان النبي رئي في المنام و هو يبكي فقيل له مالك يا رسول الله قال قتل الحسين عليه السلام [39] .

39 - قال أبوالفرج: قتل يوم الجمعة، لعشر خلون من المحرم سنة احدي و ستين من الهجرة و كانت سنة يوم قتل ستا و خمسين سنة و شهورا، و قيل: ان مقتله كان يوم السبت روي ذلك عن أبي نعيم الفضل بن دكين و الذي ذكرناه اولا أصح، فاما ما تقوله العامة انه قتل يوم الاثنين فباطل و هو شي ء قالوه بلا رواية و كان أول المحرم الذي قتل فيه يوم الأربعاء اخرجنا ذلك بالحساب الهندي من سائر الزيجات و اذا كان ذلك كذلك فليس يجوز أن يكون اليوم العاشر يوم الاثنين [40] .

40 - قال أبوالفرج: هذا دليل صحيح واضح تنضاف اليه الرواية أخبرنا به، أحمد بن عيسي، قال: حدثنا أحمد بن الحرث، عن الحسن بن نصر قال: حدثنا أبي عن عمر بن سعد، عن أبي مخنف، و حدثني به أحمد بن محمد بن شيبة، قال حدثنا أحمد بن الحارث الخزاز، قال: حدثنا علي بن محمد المدائني، عن أبي مخنف و


عوانة بن الحكم، و يزيد بن جعدبة و غيرهم فأما ما تعارفه العوام من أنه قتل يوم الاثنين فلا أصل له و لا حقيقة و لا وردت به رواية [41] .

41 - عنه روي سفيان الثوري، عن جعفر بن محمد أن الحسين بن علي عليهم السلام قتل و له ثمان و خمسون سنة و أن الحسن عليه السلام كذلك كانت سنوه يوم مات، و أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب، و علي بن الحسين و أبوجعفر محمد بن علي، حدثني بذلك العباس بن علي قال حدثنا أبوالسائب سلم بن جنادة، قال حدثنا وكيع، عن سفيان الثوري، عن جعفر بن محمد بن علي، قال أبوالفرج: و هذا و هو لأن الحسن ولد في سنة ثلاث من الهجرة و توفي في سنة احدي و خمسين و لا خلاف في ذلك و سنة علي هذا ثمان و أربعون سنة أو نحوها [42] .

42 - عنه قال و جعل الحسين يطلب الماء، و شمر - لعنه الله - يقول له و الله لا ترد النار: فقال له رجل ألا تري الي الفرات يا حسين كانه يطون الحيات و الله لا تذوقه أو تموت عطشا، فقال الحسين عليه السلام اللهم أمته عطشا قال و الله لقد كان هذا الرجل يقول: اسقوني ماء فيؤتي بماء فيشرب، حتي يخرج من فيه و هو يقول: اسقوني قتلني العطش فلم يزل حتي مات لعنه الله [43] .

43 - عنه قال أبومخنف: فحدثني سليمان بن أبي راشد عن حميد بن مسلم، قال لما اشتد العطش علي الحسين دعا أخاه العباس بن علي فبعثه في ثلاثين راكبا و ثلاثين راجلا و بعث معه بعشرين قربة فجاءوا حتي دنوا من الماء فاستقدم أمامهم نافع بن هلال الجملي فقال له عمرو بن الحجاج من الرجل قال: نافع بن هلال قال


مرحبا بك يا أخي ما جاء بك قال جئنا لنشرب من هذا الماء الذي حلاتمونا عنه، قال اشرب قال لا و الله لا أشرب منه قطرة و الحسين عطشان.

فقال له عمرو لا سبيل الي ما أردتم انما وضعونا بهذا المكان لنمنعكم من الماء فلما دنا منه أصحابه قال للرجالة املأ و اقربكم فشدت الرجالة فدخلت الشريعة فملاؤا قربهم ثم خرجوا و نازعهم عمرو بن الحجاج، و أصحابه فحمل عليهم العياس بن علي و نافع بن هلال احمر الجملي جميعا فكشفوه ثم انصرفوا الي رجالهم و قالوا للرجالة انصرفوا فجاء أصحاب الحسين عليه السلام بالقرب حتي ادخلوها عليه [44] .

44 - عنه، قال المدائني أبوغسان، عن هارون بن سعد، عن القاسم بن الأصبغ بن نباتة، قال رأيت رجلا من بني أبان بن دارم اسود الوجه، و كنت أعرفه جميلا شديد البياض، فقلت له ماكدت أعرفك قال: اني قتلت شابا أمرد مع الحسين بين عينيه أثر السجود فما نمت ليلة منذ قتلته الا أتاني فيأخذ بتلابيبي حتي يأتي جهنم فيدفعني فيها فأصيح فما يبقي أحد في الحي الا سمع صياحي قال و المقتول العباس ابن علي عليه السلام [45] .

45 - قال المدائني: فحدثني مخلد بن حمزة بن بيض و حباب بن موسي، عن حمزة بن بيض قال حدثني هاني بن ثبيت الفايضي زمن خالد، قال: قال كنت ممن شهد الحسين فاني لواقف علي خيول اذ خرج غلام من آل الحسين مذعورا يلتفت يمينا و شمالا فأقبل رجل منا يركض حتي دنا منه فمال عن فرسه فضربه فقتله.

قال و حمل شمر - لعنه الله - علي عسكر الحسين فجاء الي فسطاطه لينهبه فقال الحسين ويلكم ان لم يكن لكم دين فكونوا احرارا في الدنيا فرحلي لكم عن


ساعة مباح، قال فاستحيا و رجع قال و جعل الحسين يقاتل بنفسه و قد قتل ولده و اخوته و بنو أخيه و بنو عمه فلم يبق منهم أحد و حمل عليه ذرعة بن شريك - لعنه الله - فضرب كتفه اليسري بالسيف فسقطت - صلوات الله عليه - و قتله ابو الجنوب زياد بن عبدالرحمان الجعفي، و القثعم و صالح بن وهب اليزني، و خولي بن يزيد كل قد ضربه و شرك فيه و نزل سنان بن أنس النخعي فاحتز رأسه صلوات الله عليه و يقال ان الذي أجهز عليه شمر بن ذي الجوشن الضبابي لعنه الله [46] .

46 - قال خليفة بن خياط، قتل الحسين بن علي بن أبي طالب يوم الأربعاء لعشر خلون من المحرم يوم عاشورا سنة احدي و ستين و قتل معه جعفر بن علي بن أبي طالب الذي ولي قتل الحسين شمر بن ذي الجوشن و أمير الجيش عمر بن سعد ابن مالك [47] .

47 - قال الدينوري: بقي الحسين وحده فحمل عليه مالك بن بشر الكندي، فضربه بالسيف علي رأسه و عليه برنس حز فقطعه و أفضي السيف الي رأسه فجرحه، فالقي الحسين البرنس و دعا بقلنسوة فلبسها ثم اعتم بعمامة و جلس فدعا بصبي له صغير فاجلسه في حجره فرماه رجل من بني أسد و هو في حجر الحسين بمشقص فقتله، و بقي الحسين عليه السلام مليا جالسا و لو شاءوا ان يقتلوه قتلوه غير أن كل قبيلة كانت تتكل علي غيرها و تكره الاقدام علي قتله و عطش الحسين فدعا بقدح من ماء.

فلما وضعه في فيه رماه الحصين بن نمير بسهم فدخل فمه و حال بينه و بين شرب الماء فوضع القدح من يده و لما رأي القوم قد احجموا عنه قام يتمشي علي


المسناة نحو الفرات فحالوا بينه و بين الماء فانصرف الي موضعه الذي كان فيه، فانتزع له رجل من القوم بسهم فاثبته في عاتقه فنزع عليه السلام السهم فضربه زرعة بن شريك التميمي بالسيف واتقاه الحسين بيده، فاسرع السيف في يده، و حمل عليه سنان بن أوس النخعي فطعنه فسقط، و نزل اليه خولي بن يزيد الاصبحي ليحتز رأسه، فارعدت يداه، فنزل أخوه شبل بن يزيد فاحتز رأسه فدفعه الي أخيه خولي ثم مال الناس علي ذلك الورس الذي كان أخذه من العير و الي ما في المضارب فانتهبوه.

لم ينج ما أصحاب الحسين عليه السلام و ولده و ولد أخيه الا ابنه علي الأصغر و كان قد راهق، و الا عمر، و قد كان بلغ أربع سنين، و لم يسلم من أصحابه الا رجلان أحدهما المرقع بن ثمامة الاسدي بعث به عمر بن سعد الي ابن زياد، فسيره الي الزبدة فلم يزل بها حتي هللك يزيد و هرب عبيدالله الي الشام فانصرف المرقع الي الكوفة و الاخر مولي لرباب ام سكينه أخذوه بعد قتل الحسين فارادوا ضرب عنقه فقال لهم اني عبد مملوك فخلوا سبيله [48] .

48 - قال سبط ابن الجوزي: قال هشام بن محمد: لما رآهم الحسين مصرين علي قتله أخذ المصحف و نشره و جعله علي رأسه و نادي بيني و بينكم كتاب الله و جدي محمد رسول الله يا قوم بم تستحلون دمي الست ابن بنت نبيكم، ألم يبلغكم قول جدي في و في أخي هذان سيدا شباب أهل الجنة ان لم تصدقوني، فسألوا جابرا و زيد بن أرقم و أباسعيد الخدري أليس الطيار عمي فناداه شمر الساعة ترد الهاوية فقال الحسين الله أكبر أخبرني جدي رسول الله، فقال رأيت كان كلبا ولغ


في دماء أهل بيتي و ما اخالك الا اياه، فقال شمر أنا أعبد الله علي حرف ان كنت أدري ما تقول:

فالتفت الحسين فاذا بطفل له يبكي عطشا فاخذه علي يده و قال يا قوم ان لم ترحموني فارحموا هذا الطفل فرماه رجل منهم بسهم، فذبحه فجعل الحسين يبكي، و يقول: الله احكم بيننا و بين قوم دعونا لينصرونا فقتلونا، فنودي من الهوي دعه يا حسين فان له مرضعا في الجنة و رماه حصين بن تميم بسهم فوقع في شفتيه فجعل الدم يسيل من شفتيه، و هو يبكي و يقول: اللهم اني أشكو اليك ما يفعل بي و باخوتي و ولدي و أهلي، ثم اشتد به العطش فهم ان يلقي نفسه بين القوم ثم شرفت نفسه عن ذلك.

ثم جاء وقت صلاة الظهر فصلي بأصحابه صلاة الخوف فبيناهم في الصلاة تكالبوا عليه فحمل زهير بن القين يذب عن الحسين و يقول:



أنا زهير و أنا ابن القين

أردكم باليسف عن حسين



ثم صاح زهير بالحسين:



أقدم هديت هاديا مهديا

اليوم نلقي جدك النبيا



و حسنا و المرتضي عليا

فخفق الحسين برأسه خفقه ثم انتبه و هو يقول رأيت الساعة جدي رسول الله و هو يقول يا بني اصبر الساعة تأتي الينا، و صاح شمر ما تنتظرون به احملوا عليه فتشدد الحسين و لبس سراويلا ضيقا فاعجلوه فضربه الحصين به تميم علي رأسه بالسيف فسقط و ضربه زرعة بن شريك التميمي علي كتفه اليسري فأبانها فجعل يبكي و حمل عليه سنان بن أنس النخعي فطعنه برمح في ترقوته، ثم نزل فحز رأسه بعد أن ذبحه.




قد اختلفوا في قاتله علي أقوال أحدها سنان بن أنس النخعي قاله هشام بن محمد و الثاني الحصين بن نمير رماه بسهم ثم نزل فذبحه و علق رأسه في عنق فرسه ليقترب به الي ابن زياد و الثالث مهاجر بن اوس التميمي،، و الرابع كثير بن عبدالله الشعبي، و الخامس بن ذي الجوشن و الاصح انه سنان بن أنس النخعي، و شاركه شمر بن ذي الجوشن.

لما دخل سنان علي الحجاج قال له انت قاتل الحسين قال نعم قال أبشر فانك أنت و اياه لا تجتمعان في دار أبدا قالوا فما سمع من الحجاج كلمة خيرا منها، ثم عدوا ما في جسده فوجدوه ثلاثا و ثلاثين طعنة برمح و أربعا و ثلاثين ضربة بسيف و وجدوا في ثيابه مائة و عشرين رمية بسهم [49] .

49 - قال الترمذي: حدثنا ابوسعيد الاشج، حدثنا أبوخالد الأحمر، حدثنا رزين قال حدثني سلمي، قالت دخلت علي ام سلمة و هي تبكي فقلت ما يبكيك قالت رأيت رسول الله صلي الله عليه و آله تعني في المنام و علي رأسه و لحيته التراب، فقلت مالك يا رسول الله قال شهدت قتل الحسين آنفا [50] .

50 - قال الطبري: قال هشام: حدثني عمرو بن شمر، عن جابر الجعفي، قال: عطش الحسين حتي اشتد عليه العطش، فدنا ليشرب من الماء فرماه حصين بن تميم بسهم، فوقع في فمه، فجعل يتلقي الدم من فمه، و يرمي به الي السماء، ثم حمدالله و أثني عليه، ثم جمع يديه فقال: اللهم أحصهم عددا، و اقتلهم بددا، و لا تذر علي الأرض منهم أحدا [51] .


51 - عنه قال هشام، عن أبيه محمد بن السائب، عن القاسم بن الأصبغ بن نباتة، قال: حدثني من شهد الحسين في عسكره أن حسينا حين غلب علي عسكره ركب المسناة يريد الفرات، قال: فقال رجل من بني أبان بن دارم: ويلكم حولوا بينه و بين الماء، لا تتام اليه شيعته، قال: و ضرب فرسه، و أتبعه الناس حتي حالوا بينه و بين الفرات، فقال الحسين، اللهم أظمه، قال: و ينتزع الأباني بسهم، فأثبته في حنك الحسين، قال: فانتزع الحسين السهم، ثم بسط كفيه فامتلأت دما.

ثم قال الحسين، اللهم اني أشكو اليك ما يفعل بابن بنت نبيك، قال: فوالله ان مكث الرجل الا يسيرا حتي صب الله عليه الظماء، فيجعل لا يروي، قال القاسم ابن الأصبغ: لقد رأيتني فيمن يروح عنه و الماء يبردله فيه السكر و عساس فيها اللبن، و قلال فيها الماء، و انه ليقول: ويلكم! اسقوني قتلني الظما، قيعطي القلة أو العس كان مرويا أهل البيت فيشربه، فاذا نزعه من فيه اضطجع الهنية ثم يقول: ويلكم! اسقوني قتلني الظمأ، قال: فوالله مالبث الا يسيرا حتي اتقد بطنه انقداد بطن البعير [52] .

52 - عنه قال أبومخنف في حديثه: ثم ان شمر بن ذي الجوشن أقبل في نفر نحو من عشرة من رجالة أهل الكوفة قبل منزل الحسين الذي فيه ثقله و عياله، فمشي نحوه، فحالوا بينه و بين رحله، فقال الحسين: ويلكم! ان لم يكن لكم دين، و كنتم لا تخافون يوم المعاد، فكونوا في أمر دناكم أحرارا ذوي أحساب امنعوا رحلي و أهلي من طغامكم و جهالكم، فقال ابن ذي الجوشن: ذلك لك يابن فاطمة، قال: و أقدم عليه بالرجالة، منهم أبوالجنوب - واسمه عبدالرحمن الجعفي - والقشعم بن عمرو بن


يزيد الجعفي، و صالح بن وهب اليرني، و سنان بن أنس النخعي، و خولي بن يزيد الأصبحي.

فجعل شمر ابن ذي الجوشن يحرضهم، فمر بأبي الجنوب و هوشاك في السلاح فقال له: أقدم عليه، قال: و ما يمنعك أن تقدم عليه أنت! فقال له شمر: ألي تقول ذا! قال: و أنت لي تقول ذا! فاستبا، فقال له أبوالجنوب - و كان شجاعا: و الله لهممت أن أخضخض السنان في عينك، قال: فانصرف عنه شمر و قال: و الله لئن قدرت علي أن أضرك لأضرنك [53] .

53 - عنه قال أبومخنف: حدثني سليمان بن أبي راشد، عن حميد بن مسلم، قال: سمعت الحسين يومئذ و هو يقول: اللهم أمسك عنهم قطر السماء، وامنعهم بركات الأرض، اللهم فان متعتهم الي حين ففرقهم فرقا، واجعلهم طرائق قددا، و لاترض عنهم الولاة أبدا، فانهم دعونا لينصرونا، فعدوا علينا فقتلونا. قال: و ضارب الرجالة حتي انكشفوا عنه، قال: و لما بقي الحسين في ثلاثة رهط أو أربعة، دعا بسراويل محققة يلمع فيها البصر، يماني محقق ففزره و نكثه لكيلا يسلبه، فقال له بعض أصحابه: لو لبست تحته تبانا! قال: ذلك ثوب مذلة و لا ينبغي لي أن ألبسه، قال: فلما قتل أقبل بحر بن كعب فسلبه اياه فتركه مجردا [54] .

54 - عنه قال أبومخنف فحدثني عمرو بن شعيب، عن محمد بن عبدالرحمن أن يدي بحر بن كعب، كانتا في الشتاء تنضحان الماء، و في الصيف تيبسان كأنهما عود [55] .

55 - عنه قال أبومخنف: عن الحجاج، عن عبدالله بن عمار بن عبديغوث البارقي، و


عتب علي عبدالله بن عمار بعد ذلك مشهده قتل الحسين، فقال عبدالله بن عمار: ان لي عند بني هاشم ليدا، قلنا له: و ما يدك عندهم؟ قال: حملت علي حسين بالرمح فانتهيت اليه، فوالله لو شت لطعنته، ثم انصرفت عنه غير بعيد، و قلت: ما أصنع بأن أتولي قتله يقتله غيري قال: فشد عليه رجالة ممن عن يميينه و شماله، فحمل علي من عن يمينه حتي ابذعروا، و علي من شماله حتي ابذعروا، و عليه قميص له من خزو هو معتم.

قال: فوالله ما رأيت مكسورا قط قد قتل ولده و أهل بيته و أصحابه أربط جأشا، و لا أمضي جنانا و لا أجرا مقدما منه، و الله ما رأيت قبله و لا بعده مثله، أن كانت الرجالة لتنكشف من عن يمينه و شماله انكشاف المعزي اذا شد فيها الذئب، قال: فوالله انه لكذلك اذ خرجت زينب ابنة فاطمة أخته، و كأني أنظر الي قرطها يجول بين أذنيها و عاتقها و هي تقول: ليت السماء تطابقت علي الأرض! و قددنا عمر بن سعد من حسين، فقالت: يا عمر بن سعد، أيقتل أبوعبدالله و أنت تنظر اليه؟! قال فكأني انظر الي دموع عمر و هي تسيل علي خديه و لحيته، قال: و صرف بوجهه عنها [56] .

56 - عنه، قال أبومخنف: حدثني الصقعب بن زهير، عن حميد بن مسلم، قال: كانت عليه جبة من خز، و كان معتما، و كان مخضوبا بالوسمة، قال: و سمعته يقول قبل أن يقتل، و هو يقاتل علي رجليه قتال الفارس الشجاع يتقي الرمية، و يفترص العورة، و يشد علي الخيل، و هو يقول: أعلي قتلي تحاثون! أما والله لا تقتلون بعدي عبدا من عباد الله الله أسخط عليكم لقتله مني، و أيم الله اني لأرجو أن يكرمني الله بهوانكم، ثم ينتقم لي منكم من حيث لا تشعرون، أما و الله أن لو قد


قتلتموني لقد ألقي الله بأسكم بينكم، و سفك دمائكم، ثم لا يرضي لكم حتي يضاعف لكم العذاب الأليم.

قال: و لقد مكث طويلا من النهار و لوشاء الناس أن يقتلوه لفعلوا، ولكنهم كان يتقي بعضهم ببعض، و يحب هؤلاء أن يكفيهم هؤلاء، قال: فنادي شمر في الناس، و يحكم ماذا تنتظرون بالرجل! اقتلوه ثكلتكم أمهاتكم! قال فحمل عليه من كل جانب، فضربت كفه اليسري ضربة، ضربها زرعة بن شريك التميمي، و ضرب علي عاتقه ثم انصرفوا و هو ينوء و يكبو، قال: و حمل عليه في تلك الحال سنان بن أنس بن عمرو النخعي فطعنه بالرمح فوقع، ثم قال لخولي بن يزيد الأصبحي، احتز رأسه، فأراد أن يفعل، فضعف فارعد، فقال له سنان بن أنس: فت الله عضديك، و أبان يديك! فنزل اليه فذيحه واحتز رأسه، ثم دفع الي خولي بن يزيد، و قد ضرب قبل ذلك بالسيوف [57] .

57 - عنه قال أبومخنف، عن جعفر بن محمد بن علي، قال: وجد بالحسين عليه السلام حين قتل ثلاث و ثلاثون طعنة و أربع و ثلاثون ضربة، قال: و جعل سنان بن أنس لا يدنو أحد من الحسين الا شد عليه مخافة أن يغلب علي رأسه، حتي أخذ رأس الحسين فدفعه الي خولي [58] .

58 - الخطيب البغدادي: أخبرنا ابن رزق قال نا أبوبكر محمد بن عمر الحافظ نا الفضل بن الحباب بالبصرة: نا محمد بن عبدالله الخزاعي، قال: نا حماد بن سلمة، عن عمار بن أبي عمار، عن ابن عباس، قال: رأيت رسول الله صلي الله عليه و آله فيما يري النائم نصف النهار، أشعث أغبر، بيده قارورة، فقلت ما هذه القارورة؟ قال: دم الحسين و


أصحابه مازلت ألتقطه منذ اليوم، فنظرنا فاذا هو في ذلك اليوم قتل [59] .

59 - أخبرنا محمد بن الحسين الأرزق، قال: أنبأنا جعفر بن محمد الخلدي، قال: نا محمد بن عبدالله بن سليمان، قال نا أحمد بن يحيي بن زكريا قال نا اسماعيل ابن أبان، قال: أخبرني حبان بن علي عن سعد بن طريف، عن أبي جعفر، عن أم سلمة. قالت قال رسول الله صلي الله عليه و آله: يقتل حسين علي رأس ستين من مهاجري [60] .

60 - أخبرنا عبيدالله بن عمر الواعظ، قال: حدثني أبي، قال: نا عبدالله محمد، قال: حدثني هارون بن عبدالله، قال: سمعت أبانعيم يقول: قتل الحسين بن علي سنة ستين، يوم السبت يوم عاشورا، و قتل و هو ابن خمس و ستين، أو ست و ستين أخبرنا عبيدالله بن عمر، قال قال لي أبي، و هذه الرواية لأبي نعيم و هم من جهتين في القتل و المولد، فأما مولد الحسين، فاننه كان بينه و بين أخيه الحسن طهر، و ولد الحسن للنصف من شهر رمضان سنة ثلاث من الهجرة، و أما الوهم في تاريخ موته، فأجمع أكثر أهل التاريخ انه قتل في المحرم، سنة احدي و ستين، الا هشام بن الكلبي فانه قال: سنة اثنتين و ستين، و هو و هم أيضا [61] .

61 - أخبرنا عبيدالله قال حدثني أبي قال نا يحيي بن محمد قال نا محمد بن موسي ابن حماد، عن ابن ابي السري، عن هشام بن الكلبي، قال: و في سنة اثنتين و ستين قتل الحسين بن علي يوم عاشورا [62] .

62 - أخبرنا ابن بشران قال: أنبأنا الحسين بن صفوان، قال أنبأنا ابن أبي الدنيا، قال،: أنبأنا محمد بن سعد، قال: الحسين بن علي بن أبي طالب قتل بنهري كربلاء يوم


عاشوراء في المحرم سنة احدي و ستين و هو ابن ست و خمسين سنة [63] .

63 - عنه أخبرنا ابن الفضل قال: أنبأنا عبدالله بن جعفر، قال: أنبأنا يعقوب بن سفيان، قال: أنبأنا سلمة، عن أحمد - يعني ابن حنبل - عن اسحاق بن عيسي، و أخبرنا ابن رزق قال: أنبأنا عثمان بن أحمد، قال: أنبأنا حنبل قال: حدثني أبوعبدالله عن اسحاق بن عيسي، عن أبي معشر، قال حنبل و حدثنا عاصم بن علي قال أنبأنا أبومعشر، قال: و قتلي الحسين بن علي لعشر ليال خلون من المحرم، سنة احدي و ستين - و اللفظ لحديث سلمة [64] .

64 - عنه أخبرنا علي بن أحمد الرزاز قال: أنبأنا محمد بن أحمد بن الحسن الصواف، قال أنبأنا بشر بن موسي قال: نبأنا عمرو بن علي، قال: و قتل الحسين بن علي، و كان يكني بأبي عبدالله سنة احدي و ستين، و هو يومئذ ابن ست و خمسين سنة، في المحرم يوم عاشورا [65] .

65 - أخبرنا ابن رزق قال: أنبأنا محمد ابن عمر الحافظ قال أنبأنا هيثم بن خلف، قال: أنبأنا ابن زنجويه، قال: أنبأنا أبوالأسود قال: قتل الحسين سنة ستين، و قال محمد بن عمر أنبأنا محمد بن القاسم أنبأنا عباد أنبأنا عيسي بن عبدالله قال: قتل الحسين بن علي سنة ستين، قال الشيخ أبوبكر الخطيب و قول من قال سنة احدي و ستين أصح [66] .

66 - عنه أخبرنا ابن بشران، قال أنبأنا الحسين بن صفوان، قال أنبأنا ابن أبي الدنيا، قال: أنبأنا محمد بن سعد، قال: أخبرت عن ابن عيينة قال سمعت الهذلي


يسأل جعفر بن محمد، فقال قتل الحسين و هو ابن ثمان و خمسين سنة [67] .

67 - عنه أخبرنا أبوبكر البرقاني قال حدثني أبوعمر محمد بن العباس الخزاز، قال: أنبأنا مكرم بن أحمد، قال أنبأنا أحمد بن سعيد الحمال، قال سألت أبانعيم عن زيارة قبر الحسين فكأنه أنكر أن يعلم أين قبره؟ [68] .

68 - الحافظ أبونعيم، حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا الزبير بن بكار، حدثني محمد ابن الحسن، قال: لما نزل القوم بالحسين، و أيقن أنهم قاتلوه، قام في أصحابه خطيبا فحمد الله و اثني عليه ثم قال: قد نزل من الأمر ما ترون، و أن الدنيا قد تغيرت و تنكرت و أدبر معروفها و انشمرت، حتي لم يبق منها الا كصبابة الاناء الا خسيس عيش كالمرعي الوبيل. ألا ترون الحق لا يعمل به، و الباطل لا يتناهي عنه ليرغب المؤمن في لقاء الله و اني لا أري الموت الا سعادة، و الحياة مع الظالمين الا جرما [69] .

69 - قال اليعقوبي: ثم حمل عليهم فقتل منهم خلقا عظيما و أتاه سهم فوقع في لبته فخرج من قفاه فسقط و بادر القوم فاحتزوا رأسه و بعثوا به الي عبيدالله بن زياد، و انتهبوا مضاربه، و ابتزوا حرمه و حملوهن الي الكوفة فلما دخلن اليها خرجن نساء الكوفة يصرخن و يبكين، فقال علي بن الحسين عليه السلام هؤلاء يبكون علينا فمن قتلنا، و أخرج عيال الحسين و ولده الي الشام و نصب رأسه علي رمح، و كان مقتله لعشر لعيال خلون من المحرم سنة احدي و ستين و اختلفوا في اليوم فقالوا: في يوم السبت. و قالوا يوم الاثنين، و قالوا يوم الجمعة، و كان من شهور العجم في تشرين الأول [70] .


70 - عنه قال الخوارزمي: و كانت الشمس يومئذ في الميزان سبع عشرة درجه و عشرين دقيقة، و القمر في الدلو عشرين درجة و عشرين دقيقة و زحل في السرطان تسعا و عشرين درجة و عشرين دقيقة و القمر في الدلو عشرين درجة و عشرين دقيقة و زحل في السرطان تسعا و عشرين درجة و عشرين دقيقه، و المشتري في الجدي اثنتي عشرة درجة و أربعين دقيقة، و الزهرة في السنبلة خمس درجات و خمسين دقيقه، و عطارد في الميزان خمس درجات و أربعين دقيقة و الرأس في الجوزاء درجة و خمسا و أربعين دقيقة و وضع الرأس بين يدي يزيد فجعل يزيد يقرع ثناياه بالقضيب.

كان أول صارخة صرخت في المدينة أم سلمة زوج رسول الله صلي الله عليه و آله كان دفع اليها قارورة فيها تربة و قال لها ان جبرئيل أعلمني أن امتي تقتل الحسين قالت: و أعطاني هذه التربة و قال لي: اذا صارت دما عبيطا، فاعلمي أن الحسين قد قتل، و كانت عندها، فلما حضر ذلك الوقت جعلت تنظر الي القارورة في كل ساعة فلما رأتها قد صارت دما صاحت: واحسيناه و ابن رسول الله فتصارخن النساء من كل ناحية، حتي ارتفعت المدينة بالضجة التي ما سمع بمثلها قط و كانت سني الحسين عليه السلام يوم قتل ستا و خمسين سنة و ذلك انه ولد في سنة أربع من الهجرة [71] .

71 - روي الهيتمي، عن ابن أبي ليلي قال: قال حسين حين أحس بالقتل ائتوني ثوبا لا يرغب فيه أحدا اجعله تحت ثيابي لا أجرد فقيل له تبان فقال: لا ذاك لباس من ضربت عليه الذلة فأخذ ثوبا فخرقه فجعله تحت ثيابه، فلما أن قتل جردوه [72] .

72 - عنه، عن عمار الدهني قال: مر علي عليه السلام كعب الاحبار فقال يقتل


من ولد هذا الرجل رجل في عصابة لا يجف عرق خيولهم حتي يردوا علي محمد صلي الله عليه و آله فمر حسن فقالوا هذا يا أبااسحاق قال لا فمر حسين فقالوا هذا قال نعم [73] .

73 - عنه، عن ابن عباس قال رأيت النبي صلي الله عليه و آله في المنام بنصف النهار أشعث أغبر معه قارورة فيها دم ينتقطه أو يبيع فيها شيئا فقلت ما هذا؟ قال دم الحسين و أصحابه فلم أزل اتتبعه منذ اليوم [74] .

74 - عنه، عن عمارة بن يحيي بن خالد بن عرفطة قال: كنا عند خالد ابن عرفطة يوم قتل الحسين بن علي عليهماالسلام، فقال لنا خالد هذا ما سمعت من رسول الله صلي الله عليه و آله انكم ستبتلون في أهل بيتي من بعدي [75] .

75 - عنه، عن حبيب بن يسار قال لما أصيب الحسين بن علي عليهماالسلام، عنه قال زيد بن أرقم علي باب المسجد، فقال: افعلتموها، أشهد لسمعت رسول الله صلي الله عليه و آله يقول: اللهم اني استودعكهما و صالح المؤمنين، فقيل لعبيدالله بن زياد ان زيد بن أرقم قال: كذا و كذا قال ذاك شيخ قد ذهب عقله [76] .

76 - عنه، عن الزبير بن بكار، قال: ولد الحسين لخمس ليال خلون من شعبان سنة أربع من الهجرة، و قتل يوم الجمعة يوم عاشوراء سنة احدي و ستين قتله سنان بن أنس و أجهز عليه خولي بن يزيد الأصبحي من حمير و حز رأسه و أتي به عبيدالله بن زياد فقال سنان:



أوفد ركابي فضة و ذهبا

أنا قتلت الملك المحجبا



قتلت خير الناس أما و أبا [77] .


77 - عنه عن شهر بن حوشب، قال سمعت ام سلمة حين جاء نعي الحسين ابن علي لعنت اهل العراق و قالت قتلوه قتلهم الله عزوجل غروه و دلوه لعنهم الله [78] .

78 - عنه عن أسلم المنقري، قال دخلت علي الحجاج فدخل سنان بن انس قاتل الحسين فاذا شيخ ادم فيه خنا طويل الأنف في وجهه برش فأوقف بحيال الحجاج فنظر اليه الحجاج فقال أنت قتلت الحسين قال: نعم قال و كيف صنعت به قال دعمته بالرمح و هبرته بالسيف هبرا فقال له الحجاج أما انكما لن تجتمعا في دار [79] .

79 - عنه عن ابراهيم يعني النخعي قال لو كنت فيمن قتل الحسين ثم غفرلي ثم ادخلت الجنة استحييت أن أمر علي النبي صلي الله عليه و آله فينظر في وجهي [80] .

80 - قال المسعودي: قتل الحسين، و هو ابن خمس و خمسين سنة، و قيل: ابن تسع و خمسين سنة، و قيل غير ذلك. و وجد بالحسين يوم قتل ثلاث و ثلاثون طعنة، و أربع و ثلاثون ضربة، ضرب زرعة بن شريك التميمي كتفه اليسري، و طعنه سنان بن أنس النخعي، ثم نزل فاحتز رأسه، و في ذلك يقول شاعر:



و أي رزيه عدلت حسينا

غداة تبينه كفا سنان



و قتل معه من الأنصار أربعة، و باقي من قتل معه من أصحابه - من سائر العرب، و في ذلك يقول مسلم بن قتيبة مولي بني هاشم:



عين جودي بعبرة و عويل

و اندبي ان ندبت آل الرسول



و اندبي تسعة لصلب علي

قد أصيبوا، و خمسة لعقيل



و ابن عم النبي عونا أخاهم

ليس فيما ينوب بالمخذول






و سمي النبي غودر فيهم

قد علوه بصارم مصقول



و اندبي كهلهم فليس اذا ما

عد في الخير كهلهم كالكهول



لعن الله حيث كان زيادا

و ابنه و العجوز ذات البعول



أمر عمر بن سعد أصحابه أن يوطئوا خيلهم الحسين، فانتدب لذلك اسحاق ابن حيوة الحضرمي في نفر معه، فوطئوه بخيلهم، و دفن أهل الغاضرية - و هم قوم من بني غاضر من بني أسد - الحسين و أصحابه بعد قتلهم بيوم، و كان عدة من قتل من أصحاب عمر بن سعد في حرب الحسين عليه السلام ثمانية و ثمانين رجلا [81] .

81 - الحافظ ابن عساكر أخبرنا أبوالقاسم محمود بن أحمد بن الحسن بن علي بن علي، بتبريز، أنبأنا أبوالفضائل محمد بن أحمد بن عمر بن الحسن بن يونس باصبهان، أنبأنا أبونعيم الحافظ، أنبأنا عبدالله بن محمد بن جعفر، أنبأنا اسحاق بن أحمد الفارسي، أنبأنا عبدالواحد بن محمد، أنبأنا أبوالمنذر، عن أبي مخنف: عن أبي خالد الكابلي قال: لما صبحت الخيل الحسين بن علي رفع يديه فقال:

أللهم أنت ثقتي في كل كرب و رجائي في كل شدة، و أنت لي في كل أمر نزل بي ثقة و عدة، فكم من هم يضعف فيه الفؤاد، و تقل فيه الحيلة، و يخذل فيه الصديق، و يشمت فيه العدو، فأنزلته بك و شكوته اليك رغبة فيه اليك عمن سواك، ففرجته و كشفته و كفيتنيه، فأنت ولي كل نعمة و صاحب كل حسنة، و منتهي كل غاية [82] .

82 - أخبرنا أبوالحسين محمد بن محمد بن الفرآء، و أبوغالب و أبوعبدالله ابنا البناء قالوا: أنبأنا أبوجعفر بن المسلمة، أنبأنا أبوطاهر المخلص، أنبأنا أحمد بن سليمان، أنبأنا الزبير بن بكار، قال: و حدثني محمد بن حسن قال: لما نزل عمر بن سعد بحسين و أيقن أنهم قاتلوه في أصحابه خطيبا فحمد الله و أثني عليه ثم قال:

قد نزل بنا ماترون من الأمر، و ان الدنيا قد تغيرت و تنكرت و أدبر معروفها


و استمرت حتي لم يبق منها الاصبابة كصابة الانا الا خسيس عيش كالمرعي الوبيل، ألا ترون أن الحق لا يعمل به، و أن الباطل لا يتناهي عنه، ليرغب المؤمن في لقاء الله، و اني لا أري الموت الا سعادة و الحياة مع الظالمين الا برما [83] .

83 - عنه أخبرنا خالي أبوالمعالي محمد بن يحيي القاضي، أنبأنا سهل بن بشر الأسفرائني، أنبأنا محمد بن الحسين بن أحمد بن السري، أنبأنا الحسين بن رشيق، أنبأنا يموت بن المزرع، أنبأنا محمد بن الصباح السماك، أنبأنا بشر بن طائحة. عن رجل من همدان، قال: خطبنا الحسين بن علي غداة اليوم استشهد فيه فحمد الله و أثني عليه ثم قال: عباد الله اتقوالله و كونوا من الدنيا علي حذر، فان الدنيا لو بقيت لأحد أو بقي عليها أحد، كانت الأنبياء أحق بالبقاء و أولي بالرضا، و أرضي بالقضاء غير أن الله تعالي خلق الدنيا للبلاء، و خلق أهلها للفناء، فجديدها بال و نعيمها مضمحل، و سرورها مكفهر، و المنزل بلغة و الدار قلعة، فتزودوا، فان خير الزاد التقوي فاتقو الله لعلكم تفلحون [84] .

84 - عنه أخبرنا أبوالمسعود أحمد بن محمد المحلي أنبأنا محمد بن محمد بن أحمد، أنبأنا عبدالله بن علي بن أيوب، أنبأنا أبوبكر أحمد بن محمد بن الجراح، أنبأنا أبوبكر بن دريد، قال: لما استكف الناس بالحسين ركب فرسه ثم استنصت الناس فأنصتوا له فحمد الله و أثني عليه و صلي علي النبي صلي الله عليه و آله، ثم قال: تبا لكم أيتها الجماعة و ترحا أحين استصرختمونا، و لهين، فأصرخناكم موجفين شحذتم علينا سيفا كان في أيماننا، و حششتم علينا نارا قد حناها علي عدوكم و عدونا.

فأصبحتم البا علي أوليائكم و يدا عليهم لأعدائكم بغير عدل رأيتموه بثوه فيكم، و لا أمل أصبح لكم فيهم و من غير حدث كان منا و لا رأي يفيل فينا فهلا لكم الويلات اذكرهتمونا تركتمونا و السيف مشيم و الجأش طامن و الرأي لم


يستخف، و لكن استصرعتم الينا طيرة الدبا و تداعيتم الينا كتداعي الفراش قيحا و حكة و هلوعا و ذلة لطواغيت الأمة، و شذاذ الأحزاب و نبذة الكتاب، و عصبة الآثام، و بقية الشيطان، و محر في الكلام و مطفئي السنن و ملحقي العهرة بالنسب، و أسف المؤمنين، و مزاج المستهزئين الذين جلعوا القرآن عضين «لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم و في العذاب هم خالدون».

فهؤلاء تعضدون؟ و عنا تتخاذلون؟ أجل و الله الخذل فيكم معروف و شجت عليه عروقكم، و استأزرت عليه أصولكم فأقرعكم، فكنتم أخبث ثمرة شجرة للناظر و أكلة للغاصب ألا فلعنة الله علي الناكئين الذين ينقضون الأيمان بعد توكيدها و قد جعلوا الله عليهم كفيلا. ألا و ان البغي ابن البغي قد ركز بين اثنتين بين السلة و الذلة و هيهات منا الذلة أبي و الله ذلك و رسوله و المؤمنون و حجور طابت و بطون طهرت و أنوف حمية و نفوس أبية أن تؤثر مصارع الكرام علي ظآر اللئام. ألا و اني زاحف بهذه الأسرة علي قل العدد و كثرة العدو، و خذلة الناصر ثم تمثل عليه السلام بقول الشاعر:



فان نهزم فهزامون قدما

و ان نهزم فغير مهزمينا



و ما ان طبنا جبن و لكن

منايانا و طعمة آخرينا



ألا ثم لا تلبثون الا ريث ما يركب فرس حتي تداربكم دور الرحا و يفلق بكم فلق المحور عهدا عهده النبي الي أبي «فأجمعوا أمركم و شركاءكم ثم لا يكن أمركم عليكم غمة ثم اقضوا الي و لا تنظرون اني توكلت علي الله ربي و ربكم ما من دابة الا هو آخذ بناصيتها ان ربي علي صراط مستقيم» [85] .

85 - عنه أخبرنا أبومحمد بن الأكفاني أنبأنا عبدالعزيز الكناني، أنبأنا أبومحمد ابن أبي نصر، أنبأنا أبوالميمون ابن راشد، أنبأنا أبوزرعة، أنبأنا سعيد بن


سليمان، عن عباد بن عوام، عن حصين قال: أدركت ذاك حين مقتل الحسين، قال: فحدثني سعد بن عبيدة قال: فرأيت الحسين و عليه جبة برود، و رماه رجل يقال له: عمرو بن خالد الطهوي بسهم فنطرت الي السهم معلقا بجبته [86] .

86 - عنه أخبرنا أبوغالب ابن البناء، أنبأنا أبوالغنائم ابن المأمون، أنبأنا أبوالقاسم ابن حبابة، أنبأنا أبوالقاسم البغوي، أنبأنا اسحاق الطالقاني سنة خمس و عشرين، أنبأنا جرير: عن ابن أبي ليلي قال: قال الحسين بن علي حين أحس بالقتل: ايغوالي ثوبا لا يرغب فيه أجعله تحت ثيابي حتي لا أجرد. فقيل له: تبان فقال: ذاك لباس من ضربت عليه الذلة! فأخذ ثوبا فخرقه فجعله تحت ثيابه، فلما قتل جرد صلوات الله عليه و رضوانه [87] .

87 - عنه أخبرنا أبونصر أحمد بن عبدالله بن رضوان، و أبوغالب أحمد بن الحسن، و أبومحمد عبدالله بن محمد، قالوا: أنبأنا أبومحمد الحسن بن علي، أنبأنا أبوبكر ابن مالك أنبأنا ابراهيم بن عبدالله البصري أنبأنا حجاج، أنبأنا حماد: أنبأنا عمار بن أبي عمار، عن ابن عباس قال: رأيت رسول الله صلي الله عليه و آله فيما يري النائم بنصف النهار أغبر أشعث و بيده قارورة فيها دم، فقلت، بأبي أنت و أمي يا رسول الله ما هذا؟ قال: هذا دم الحسين و أصحابه لم أزل منذ اليوم التقطه فأحصي ذلك اليوم فوجدوه قتل يومئذ.

قال أبوبكر بن مالك: و أنبأنا ابراهيم، أنبأنا سليمان بن حرب، عن حماد، عن عمار بن أبي عمار: أن ابن عباس رأي النبي صلي الله عليه و آله في منامه يوما بنصف النهار، و هو أشعث أغبر و بيده قارورة فيها دم فقلت: يا رسول الله ما هذا الدم؟ فقال: دم الحسين لم أزل التقطه منذ اليوم. فأحصي ذلك اليوم فوجدوه قتل في ذلك اليوم [88] .


88 - عنه أخبرنا أبومحمد بن طاووس، أنبأنا أبوالغنائم أبن أبي عثمان، أنبأنا أبوالحسين ابن بشران، أنبأنا الحسين بن صفوان، أنبأنا أبوبكر بن أبي الدنيا، أنبأنا عبدالله بن محمد بن هاني، أبو عبدالرحمان النحوي، أنبأنا معدي بن سليمان، أنبأنا علي بن زيد بن جدعان، قال: استيقظ ابن عباس من نومه فاسترجع و قال: قتل الحسين و الله فقال له أصحابه: كلا يا ابن عباس كلا! قال رأيت رسول الله صلي الله عليه و آله و معه زجاجة من دم، فقال: ألا تعلم ما صنعت أمتي من بعدي؟ قتلوا ابني الحسين و هذا دمه و دم أصحابه أرفعها الي الله عزوجل، قال: فكتب ذلك اليوم الذي قال فيه و تلك الساعة - قال - فما لبثوا الا أربعة و عشرين يوما حتي جاءهم الخبر بالمدينة أنه قتل ذلك اليوم و تلك الساعة [89] .

89 - عنه أخبرنا أبوالفتح محمد بن علي بن عبدالله المضري و أبوبكر ناصر ابن أبي العباس بن علي الصيدلاني بهراة قالا: أنبأنا أبوعبدالله محمد بن عبدالعزيز بن محمد الفارسي، أنبأنا أبومحمد بن أبي شريح، أنبأنا يحيي بن محمد بن صاعد أنبأنا أبوسعيد ألاشج، أنبأنا أبوخالد الأحمر حدثني زريق قال: حدثني سلمي قالت: دخلت علي أم سلمة و هي تبكي فقلت: ما يبكيك؟ قالت: رأيت رسول الله صلي الله عليه و آله في المنام و علي رأسه و لحيته التراب. فقلت: مالك يا رسول الله؟ قال: شهدت قتل الحسين آنفا [90] .

90 - عنه أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد، و جماعة اذنا قالوا: أنبأنا أبوبكر محمد بن عبدالله بن ريذه: أنبأنا سليمان بن أحمد، أنبأنا زكريا بن يحيي الساجي، أنبأنا محمد بن عبدالرحمان بن صالح الأزدي، أنبأنا السري بن منصور بن عمار عن أبيه، عن أبن لهيعة عن أبي قبيل قال: لما قتل الحسين بن علي احتزوا رأسه و قعدوا في أول مرحلة يشربون النبيذ و يتحيون بالرأس فخرج عليهم قلم من حديد من


حائط فكتب بسطردم:



أترجو أمة قتلت حسينا

شفاعة جده يوم الحساب



فهربوا و تركوا الرأس ثم رجعوا [91] .

91 - عنه أخبرنا ابوبكر اللفتواني أنبأنا أبوعمرو بن مندة، أنبأنا الحسن بن محمد بن يوسف، أنبأنا أحمد بن محمد بن عمر و أخبرنا أبوالحسن أنبأنا أبومنصور أنبأنا أبوبكر أنبانا ابن بشران، أنبأنا الحسين بن صفوان قالا: أنبأنا ابن أبي الدنيا أنبأنا محمد بن سعد، قال: أخبرت عن ابن عيينة قال: سمعت الهذلي يسأل جعفر بن محمد عن عمر جده الحسين حين قتل فقال: قتل حسين و هو ابن ثمان و خمسين سنة [92] .

92 - عنه أخبرنا أبوالقاسم بن السمرقندي، أنبأنا عمر بن عبيدالله، أنبأنا أبوالحسين ابن بشران، أنبأنا عثمان بن أحمد أنبأنا حنبل بن اسحاق، حدثني أبوعبدالله، أنبأنا علي قال: و أنبأنا سفيان قال: سمعت الهذلي يسأل جعفر بن محمد عن عمر الحسين حين قتل فقال: قتل حسين و هو ابن ثمان و خمسين [93] .

93 - عنه أخبرنا أبومحمد الأكفاني، أنبأنا عبدالعزيز الكتاني، أنبأنا أبومحمد بن أبي نصر أنبأنا أبو الميمون بن راشد عبدالرحمان بن عبدالله بن عمر، أنبأنا أبوزرعة، قال: قال محمد بن أبي عمر، عن ابن عيينة عن جعفر بن محمد قال: قتل حسين و هو ابن ثمان و خمسين سنة قال أبونعيم قتل في يوم سبت يوم عاشورا [94] .

94 - عنه أخبرنا أبومحمد السلمي أنبأنا أبوبكر الخطيب: و أخبرنا أبوالقاسم اسماعيل بن أحمد أنبأنا أبوبكر بن الطبري قالا: أنبأنا أبوالحسين ابن الفضل أنبأنا عبدالله بن جعفر أنبأنا محمد بن يحيي أنبأنا سفيان عن جعفر بن محمد عن أبيه قال: و


قتل الحسين - يعني - لثمان و خمسين [95] .

95 - عنه أخبرنا أبوغالب ابن البناء، أنبأنا أبوالحسين بن الآبنوسي أنبأنا عبيدالله بن عثمان بن جنيقا أنبأنا اسماعيل بن علي أنبأنا عبدالله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي أنبأنا رجل أنبأنا سفيان قال: سمعت الهذلي يسأل جعفر بن محمد عن سني عمر الحسين حين قتل قال: قتل الحسين و هو ابن ثمان و خمسين سنة [96] .

96 - عنه أخبرنا أبوالقاسم اسماعيل بن أحمد أنبأنا عمر بن عبيد، أنبأنا علي ابن محمد بن بشران أنبأنا أبوعمرو بن السماك أنبأنا حنبل بن اسحاق أنبأنا الحميدي أنبأنا سفيان أنبأنا جعفر بن محمد عن أبيه قال: قتل علي و هو ابن ثمان و خمسين و مات لها حسن و قتل حسين لها قال: و أنبأنا الخطبي أنبأنا محمد بن عثمان أنبأنا اسماعيل بن بهرام، أنبأنا محمد بن جعفر بن محمد، عن أبيه: أن الحسين عمر سبعا و خمسين سنة [97] .

97 - عنه أخبرنا أبوالبركات عبدالوهاب بن المبارك، أنبأنا أحمد بن الحسن ابن خيرون، أنبأنا عبدالملك بن محمد بن بشران، أنبأنا محمد بن أحمد بن الصواف، أنبأنا محمد بن عثمان أبن أبي شيبة، أنبأنا اسماعيل بن ابراهيم أنبأنا محمد بن جعفر بن محمد عن أبيه، أن الحسين عمر سبعا و خمسين أو ثمانيا و خمسين [98] .

98 - أخبرنا ابوالحسين بن الفراء، و أبوغالب و أبوعبدالله ابنا البناء قالوا أنبأنا أبوجعفر بن المسلمة أنبأنا أبوطاهر المخلص، أنبأنا أحمد بن سليمان الطوسي، أنبأنا الزبير بن بكار، حدثني سفيان عيينة عن جعفر بن محمد قال: قتل الحسين و هو ابن ثمان و خمسين [99] .

99 - عنه أخبرنا أبوالحسين بن قيس، أنبأنا أبومنصور ابن زريق، أنبأنا


أبوبكر الخطيب انبانا ابن رزق أنبأنا محمد بن عمر الحافظ أنبأنا هيثم بن خلف أنبأنا ابن زنجويه: أنبأنا أبوالأسود قال: قتل الحسين ستة ستين و قال محمد بن عمر: أنبأنا محمد بن القاسم أنبأنا عباد أنبأنا عيسي بن عبدالله، قال قتل الحسين بن علي سنة ستين قال الخطيب: و قول من قال: سنة احدي و ستين أصح [100] .

100 - عنه أخبرنا أبوالفضل محمد بن اسماعيل الفضيلي، أنبأنا أبوالقاسم أحمد بن محمد الخليلي أنبأنا أبوالقاسم الخزاعي أنبأنا أبوسعيد الهيثم بن كليب، قال: سمعت محمد بن صالح يقول: سمعت عثمان يقول سمعت الفضيل يقول: مات الحسين بن علي السبت يوم عاشورا سنة ستين. [101] .

101 - عنه أخبرنا أبوغالب بن البناء أنبأنا أبوالحسين بن الآبنوسي، أنبأنا أبوالقاسم بن جنيق؟ أنبأنا أبومحمد اسماعيل بن علي الخطبي أنبأنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبونعيم قال: قتل الحسين بن علي يوم عاشوراء و قيل: يوم الاثنين [102] .

102 - عنه أخبرنا أبوالبركات أنبأنا أبوالفضل، أنبأنا أبوالعلاء أبوبكر البابسيري أنبأنا الأحوص بن المفضل أنبأنا أبي أنبأنا أبونعيم قال: و قتل الحسين بن علي في سنة ستين في آخرها يوما [103] .

103 - عنه أخبرنا أبومحمد بن الأكفاني أنبأنا عبدالعزيز التميمي، أنبأنا أبومحمد بن أبي نصر، أنبأنا أبوالميمون عبدالرحمان بن عبدالله البجلي، أنبأنا أبوزرعة قال: قال أبونعيم: قتل الحسين يوم عاشوراء يوم السبت [104] .

104 - عنه أنبأنا أبوسعد المطرز و أبوعلي الحداد، و أبوالقاسم غانم بن محمد ابن عبيدالله، ثم أخبرنا أبوالمعالي عبدالله بن أحمد أنبأنا أبوعلي الحداد، قالوا:


أنبأنا أبونعيم، أنبأنا أبوبكر أحمد بن جعفر بن حمدان أنبأنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي حدثني أبونعيم. و أخبرنا أبوالقاسم ابن السمرقندي أنبأنا عمر بن عبيدالله أنبأنا أبوالحسين بن بشران أنبأنا عثمان بن أحمد أنبأنا حنبل بن اسحاق، أنبأنا أبونعيم قال: و الحسين بن علي قتل يوم السبت يوم عاشوراء سنة ستين قال ابن عساكر و هذا و هم [105] .

105 - عنه أخبرنا أبوالحسين بن قبيس و أبومنصور بن زريق، أنبأنا أبوبكر الخطيب، أنبأنا عبيدالله بن عمر الواعظ، حدثني أبي أنبأنا عبدالله بن محمد، حدثني هارون بن عبدالله، قال: سمعت أبانعيم يقول: قتل الحسين بن علي سنة ستين يوم السبت يوم عاشوراء، و قتل و هوا بن خمس و ستين أو ست و ستين قال: و أنبأنا عبيدالله بن عمر قال: قال أبي: و هذه الرواية لأبي نعيم و هم من وجهين في القتل و المولد فأما مولد الحسين فانه كان بينه و بين أخيه الحسن طهر و ولد الحسن للنصف من شهر رمضان سنة ثلاث من الهجرة أما الوهم في تاريخ موته فأجمع أكثر أهل التاريخ أنه قتل في المحرم سنة احدي و ستين الا هشام ابن الكلبي فانه قال: سنة اثنتين و ستين و هو و هم أيضا [106] ..

106 - عنه أخبرنا أبوالبركات الأنماطي، أنبأنا أبوالفضل بن خيرون، أنبأنا أبوالقاسم بن بشران، أنبأنا أبوعلي بن الصواف، أنبأنا محمد بن عثمان بن أبي شبية، قال: قال أبي: و قتل الحسين يوم عاشوراء آخر سنة ستين، و قال عمي أبوبكر: قتل الحسين بن علي في سنة احدي و ستين يوم عاشوراء، قتله سنان بن أبي أنس، و جاء برأسه خولي بن يزيد الأصبحي جاء به الي عبيدالله بن زياد [107] .

107 - عنه أخبرنا أبوالفضل بن ناصر، أنبأنا أبوالفضل بن خيرون، أنبانا


القاضي أبوالعلاء محمد بن علي، أنبأنا علي بن الحسن بن علي قال: و أنبأنا ابن خيرون، أنبأنا الحسن بن الحسين النعالي، حدثتني جدي لأمي اسحاق بن محمد النعالي، قالا: أنبأنا عبيدالله بن اسحاق، أنبأنا قعنب بن المحرر، قال: و قتل الحسين سنة ستين يوم عاشوراء، اول سنة احدي و ستين. كذا قال هؤلاء و الأكثرون قالوا: سنة احدي و ستين [108] .

108 - عنه أخبرنا أبوالقاسم بن السمرقندي، أنبأنا أبوالفضل عمر بن عبيدالله بن عمر، أنبأنا عبدالواحد بن محمد بن عثمان، أنبأنا الحسن بن محمد بن اسحاق، أنبأنا اسماعيل بن اسحاق، أنبأنا اسماعيل بن اسحاق بن اسماعيل: قال: سمعت علي بن المديني قال: مقتل حسين سنة ثنتين و ستين [109] .

109 - عنه أخبرنا أبوالبركات الأنماطي أنبأنا محمد بن طاهر، أنبأنا مسعود بن ناصر، أنبأنا عبدالملك بن الحسن، أنبأنا أحمد بن محمد بن الحسن الكلاباذي قال: الحسين بن علي بن أبي طالب أبوعبدالله أخو أبي محمد الحسن بن علي الهاشمي المديني، و أمهما فاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه و آله قال الكلاباذي: قال الواقدي: و ماتت فاطمة ليلة الثلاثاء لثلاث خلون من شهر رمضان سنة احدي عشرة من الهجرة، و هي ابنة تسع و عشرين سنة، أو نحوها.

سمع أباه علي بن أبي طالب: روي عنه ابنه علي بن الحسين الأصغر في المسجد و الخمس و غير موضع: ولد سنة أربع من الهجرة بعد أخيه الحسن، و ولد أخوه سنة ثلاث من الهجرة، قال خليفة: و قتل يوم عاشوراء يوم الأربعاء سنة احدي و ستين قاله خليفة و مسدد، و يروي عن جعفر عن أبيه قال: لم يكن بين الحسن و الحسين الا طهر، و مات الحسن في شهر ربيع الأول سنة تسع و أربعين و هو ابن سبع و أربعين، و كان قد سقي السم: قال الواقدي و ابن نمير مثله.


قال الواقدي: و فيها يعني في سنة ثلاث من الهجرة ولد الحسن بن علي في النصف من شهر رمضان، و فيها علقت فاطمة بالحسين و كان بين علوقها به و بين ولاد الحسن خمسين ليلة: و قال الواقدي: و فيها ولد الحسين - يعني في سنة أربع من الهجرة - في ليال خلون من شعبان. و قال ابي أبي شيبة: قتل يوم عاشورا سنة احدي و ستين.

قال ابن نمير: قتل في عشر من المحرم سنة احدي و ستين و هو ابن خمس و خمسين سنة.

قال محمد بن سعد، قال الواقدي: قتل بنهر كربلا يوم عاشورا سنة احدي و ستين و هو ابن ست و خمسين سنة، و قال الذهلي: قال يحيي بن بكير: قتل في صفر سنة احدي و ستين و سنه ست و خمسون سنة، قال الواقدي: و عندنا انه قتل في المحرم يوم عاشوراء و هو ابن خمس و خمسين سنة و أشهر، و قال الواقدي: حدثني أفلح بن سعيد، عن ابن كعب القرظي قال: قتل الحسين في صفر سنة احدي ستين [110] .

110 - عنه أخبرنا أبوسهل بن محمد بن ابراهيم، أنبأنا أبوالفضل الرازي أنبأنا جعفر بن عبدالله، أنبأنا محمد بن هارون، أنبأنا محمد بن اسحاق، أنبأنا العباس بن محمد مولي بني هاشم، أنبأنا يحيي بن أبي بكير، أنبأنا علي و يكني أبااسحاق: عن عامر بن سعد البجلي قال: لما قتل الحسين بن علي رأيت رسول الله صلي الله عليه و آله في المنام فقال: ان رأيت البراء بن عازب فاقرأه مني السلام و أخبره أن قتلة الحسين بن علي في النار، و ان كاد الله أن يسحت أهل الأرض منه بعذاب أليم. قال: فأتيت البراء فأخبرته فقال: صدق رسول الله صلي الله عليه و آله قال رسول الله صلي الله عليه و آله و من رآني في المنام فقد رآني فان الشيطان لا يتصوربي [111] .

111 - قال الجاحظ: قال الحسين بن علي عليهماالسلام:




الموت خير من ركوب العار

و العار خير من دخول النار



و الله من هذا و هذا جاري [112] .

112 - قال محمد بن سعد: عطش الحسين فاستسقي - و ليس معهم ماء - فجاءه رجل بماء فتناوله ليشرب فرماه حصين بن تميم بسهم فوقع في فيه فجعل يتلقي الدم بيده و يحمدالله. و توجه نحو المسناة يريد الفرات، فقال رجل من بني ابان بن دارم: حولوا بينه و بين الماء، فعرضوا فحالوا بينه و بين الماء و هو أمامهم، فقال حسين: اللهم أظمه، و رماه الأبان بسهم فأثبته في حنكه، فانتزع السهم و تلقي الدم فملأكفه، و قال: اللهم اني أشكو اليك ما فعل هؤلاء.

فما لبث الأبان الا قليلا حتي رئي و انه ليوتي بالقلة أو العس ان كان ليروي عدة فيشربه فاذا نزعه عن فيه قال: اسقوني فقد قتلني العطش! فما زال بذلك حتي مات. و جاء شمر بن ذي الجوشن فحال بين الحسين و بين رحله فقال الحسين: رحلي لكم عن ساعة مباح فامنعوه من جهالكم و طغامكم، و كونوا في دنياكم أحرارا اذا لم يكن لكم دين. فقال شمر: ذلك لك يابن فاطمة. قال: فلما قتل أصحابه و أهل بيته بقي الحسين عامة النهار لا يقدم عليه أحد الا انصرف حتي أحاطت به الرجالة، فما رأينا مكثورا قط أربط جأشا منه، ان كان ليقاتلهم قتال الفارس الشجاع، و ان كان ليشد عليهم فينكشفون عنه انكشاف المعزي شد فيها الأسد.

فمكث مليا من النهار و الناس يتدافعونه و يكرهون الاقدام عليه، فصاح بهم شمر بن ذي الجوشن: ثكلتكم امهاتكم! ماذا تنتظرون به، أقدموا عليه. فكان أول من انتهي اليه زرعة بن شريك التميمي فضرب كتفه اليسري و ضربه حسين علي عاتقه فصرعه، و بزر له سنان بن أنس النخعي فطعنه في ترقوته، ثم انتزع الرمح فطعنه في بواني صدره، فخر الحسين صريعا ثم نزل اليه ليحتز رأسه و نزل معه


خولي بن يزيد الأصبحي فاحتز رأسه ثم أتي به عبيدالله بن زياد، فقال:



أوقر ركابي فضة و ذهبا

اني قتلت الملك المحجبا



قتلت خير الناس اما و أبا

و خيرهم اذ ينسبون نسبا



قال: فلم يعطه عبيدالله شيئا. قال: و وجدوا بالحسين ثلاثا و ثلاثين جراحة، و وجدوا في ثوبه مائة و بضعة عشر خرقا من السهام و أثر الضرب، و قتل يوم الجمعة يوم عاشوراء في المحرم سنة احدي و ستين، و له يومئذ ست و خمسون سنة و خمسة أشهر، و كان جعفر بن محمد يقول: قتل الحسين و هو ابن ثمان و خمسين سنة، و قتل مع الحسين اثنان و سبعون رجلا، و قتل من أصحاب عمر بن سعد ثمانية و ثمانون رجلا [113] .

113 - قال ابن ابي شيبة قتل الحسين بن علي سنة احدي و ستين في يوم عاشوراء و قتله سنان بن أنس النخعي الموصلي لعنه الله و جاء برأسه الي عبيدالله بن زياد.

114- قال ابن عبدربه: قتل الحسين عليه السلام يوم الجمعة، يوم عاشوراء، سنة احدي و ستين بالطف من شاطي الفرات، بموضع يدعي كربلاء، و ولد لخمس ليال من شعبان ستة أربع من الهجرة. و قتل و هو ابن ست و خمسين سنة، و هو صابغ بالسواد، قتله سنان بن أنس، و أجهز عليه خولة بن يزيد الأصبحي، من حمير. و حز رأسه و أتي به عبيدالله و هو يقول:



او قر ركابي فضة و ذهبا

أنا قتلت الملك المحجبا



خير عباد الله اما و أبا

فقال له عبيدالله بن زياد: اذا كان خير الناس اما و أبا و خير عباد الله، فلم




قتلته؟ قدموه فاضربوا عنقه، فضريت عنقه [114] .

115 - قال ابن أبي الحديد: سيد اهل الاباء، الذي علم الناس الحمية و الموت تحت ظلال السيوف، اختيارا له علي الدنية، أبوعبدالله الحسين بن علي بن أبي طالب عليهماالسلام، عرض عليه الأمان و أصحابه، فأنف من الذل، و خاف من ابن زياد أن يناله بنوع من الهوان، و ان لم يقتله، فاختار الموت علي ذلك. و سمعت النقيب أبا زيد يحيي بن زيد العلوي البصري، يقول: كأن أبيات أبي تمام في محمد بن حميد الطائي ما قيلت الا في الحسين عليه السلام.



و قد كان فوت الموت سهلا فرده

اليه الحفاظ المر و الخلق الوعر



و نفس تعاف الضيم حتي كأنه

هو الكفر يوم الروع أو دونه الكفر



فأثبت في مستنقع الموت رجله

و قال لها، من تحت أخمصك الحشر



تردي ثياب الموت حمرا فما أتي

لها الليل الا و هي من سندس خضر



لما فر أصحاب مصعب عنه، و تخلف في نفر يسير من أصحابه، كسر جفن سيفه، و أنشد:



فاني الاولي بالطف من آل هاشم

تأسوا فسنوا للكرام التأسيا



فعلم أصحابه أنه قد اسقتل. و من كلام الحسين عليه السلام يوم الطف المنقول عنه، نقله عنه زين العابدين علي ابنه عليه السلام: «ألا و ان الدعي بن الدعي، قد خيرنا بين اثنتين: السلة أو الذلة، و هيهات منا الذلة يأبي الله ذلك لنا و رسوله و المؤمنون، و حجور طابت، و حجز طهرت، و أنوف حميه، و نفوس أبيته [115] .

116 - الزبير قال: حدثني أبوصخرة أنس بن عياض قال: قيل لجعفر بن محمد: كن تتأخر الرؤيا؟ فقال: رأي رسول الله صلي الله عليه و آله كأن كلبا أبقع يلغ في دمه، فكان شمر بن ذي الجوشن قاتل الحسين عليه السلام ذلك، و كان أبرص، و كان تأويل الرؤيا بعد


ستين سنة [116] .

117 - قال ابن الاثير: اشتد عطش الحسين فدنا من الفرات ليشرب فرماه حصين بن نمير بسهم فوقع في فمه فجعل يتلقي الدم بيده و رمي به الي السماء، ثم حمدالله و أثني عليه ثم قال: اللهم اني أشكو اليك ما يصنع بابن بنت نبيك! اللهم أحصهم عددا، و اقتلهم بددا، و لا تبق منهم أحدا! و قيل الذي رماه رجل من بني أبان بن دارم، فمكث ذلك الرجل يسيرا ثم صب الله عليه الظمأ فجعل لا يروي فكان يروح عنه و يبرد له الماء فيه السكر و عساس فيها اللبن و يقول: اسقوني، فيعطي القلة او العس فيشربه، فاذا شربه اضطجع هنية ثم يقول: اسقوني قتلني الظمأ، فما لبث الا يسيرا حتي انقدت بطنه انقداد بطن البعير.

ثم ان شمر بن ذي الجوشن أقبل في نفر نحو عشرة من رجالهم نحو منزل الحسين فحالوا بينه و بين رحله، فقال لهم الحسين: ويلكم! ان لم يكن لكم دين و لا تخافون يوم المعاد فكونوا أحرارا ذوي أحساب، امنعوا رحلي و أهلي من طغاتكم و جهالكم، فقالوا: ذلك لك يا ابن فاطمة. و أقدم عليه شمر بالرجالة منهم: أبوالجنوب، و اسمه عبدالرحمن الجعفي و القشعم بن نذير الجعفي، و صالح بن وهب اليزني، و سنان بن أنس النخعي، و خولي ابن يزيد الأصبحي، و جعل شمر يحرضهم علي الحسين و هو يحمل عليهم فينكشفون عنه.

ثم انهم أحاطوا به، و أقبل الي الحسين غلام من أهله فقام الي جنبه و قد أهوي بحر بن كعب بن تيم الله بن ثعلبة الي الحسين بالسيف، فقال الغلام يابن الخبيثة أتقتل عمي فضربه بالسيف فاتقاه الغلام بيده فاطنها الي الجلدة فنادي الغلام يا أماه! فاعتنقه الحسين و قال له: يا ابن أخي اصبر علي مانزل بك فان الله يلحقك بآبائك الطاهرين الصالحين، رسول الله، صلي الله عليه و آله، و علي و حمزة و جعفر و


الحسن و قال الحسين.

اللهم أمسك عنهم قطر السماء و امنعهم بركات الأرض! اللهم قال متعتهم الي حين ففرقهم فرقا و اجعلهم طرائق قددا و لا ترض عنهم الولاة أبدا، فانهم دعونا لينصرونا فعدوا علينا فقتلونا! ثم ضارب الرجالة حتي انكشفوا عنه، و لما بقي الحسين في ثلاثة أو أربعة دعا بسراويل ففزره و نكثه لئلا يسلبه، فقال له بعضهم: لو لبست تحته التبان. قال: ذلك ثوب مذلة و لا ينبغي لي أن ألبسه، فلما قتل سلبه بحر بن كعب، و كانت يداه في الشتاء تنضحان بالماء و في الصيف تيبسان كأنهما عود، و حمل الناس عليه عن يمينه و شماله، فحمل علي الذين عن يمينه فتفرقوا.

ثم حمل علي الذين عن يساره فتفرقوا، فما رؤي مكثور قط قد قتل ولده و أهل بيته و أصحابه أربط جأشا منه و لا أمضي جنانا و لا أجرا مقدما منه، ان كانت الرجالة لتنكشف عن يمينه و شماله انكشاف المعزي اذا شد فيها الذئب. فبينما هو كذلك اذ خرجت زينب و هو تقول: ليت السماء انطبقت علي الأرض! و قددنا عمر ابن سعد، فقالت: يا عمر أيقتل أبوعبدالله و أنت تنظر اليه فدمعت عيناه حتي سالت دموعه علي خديه و لحيته و صرف وجهه عنها.

كان علي الحسين جبة من خز، و كان معتما مخصوبا بالوسمة، و قاتل راجلا قتال الناس الشجاع يتقي الرمية و يفترص العورة و يشد علي الخيل و هو يقول: أعلي قتلي تجتمعون؟ أما و الله لا تقتلون بعدي عبدا من عباد الله الله أسخط عليكم لقتله مني! و أيم الله اني لأرجو أن يكرمني الله بهوانكم ثم ينتقم لي منكم من حيث لا تشعرون! أما و الله لو قتلتموني لألقي الله بأسكم بينكم و سفك دماءكم ثم لا يرضي بذلك منكم حتي يضاعف لكم العذاب الأليم.

قال: و مكث طويلا من النهار، و لو شاء الناس أن يقتلوه لقتلوه ولكنهم كان يتقي بعضهم ببعض و يحب هؤلاء أن يكفيهم هؤلاء، فنادي شمر في الناس: ويحكم


ماذا تنتظرون بالرجل؟ اقتلوه ثكلتكم أمهاتكم! فحملوا عليه من كل جانب، فضرب زرعة بن شريك التميمي علي كتفه اليسري، و ضرب أيضا علي عاتقه، ثم انصرفوا عنه و هو يقول و يكبو، حمل عليه في تلك الحال سنان بن أنس النخعي فطعنه بالرمح و قال لخولي بن يزيد الأصبحي احتز رأسه فأراد أن يفعل فضعف و ارعد، فقال له سنان: فت الله عضدك و نزل اليه فذبحه و احتز رأسه فدفعه الي خولي [117] .


پاورقي

[1] الکافي: 463:1.

[2] الکافي: 463:1.

[3] الکافي: 465:1.

[4] الکافي: 365:1.

[5] الکافي: 365:1.

[6] الکافي: 466:1.

[7] امالي الصدوق: 98.

[8] امالي الصدوق: 99.

[9] امالي الصدوق: 101.

[10] عيون اخبار الرضا: 64:2.

[11] عيون اخبار الرضا: 203:2.

[12] علل الشرايع: 215:1.

[13] علل الشرايع: 217:1.

[14] علل الشرايع: 217:1.

[15] علل الشرايع: 218:1.

[16] علل الشرايع: 75:2.

[17] علل الشرايع: 76:2.

[18] الخصال: 181.

[19] الارشاد: 225.

[20] امالي الطوسي: 1 و امالي المفيد: 196.

[21] امالي الطوسي: 89:1.

[22] امالي الطوسي: 279:2.

[23] امالي الطوسي: 289:2.

[24] امالي الطوسي: 289:2.

[25] دلائل الامامة.

[26] روضة الواعظين: 161.

[27] مناقب ابن شهرآشوب: 222:2.

[28] الاحتجاج: 282:2.

[29] اللهوف: 51.

[30] اللهوف: 51.

[31] اللهوف: 51.

[32] اللهوف: 52.

[33] اللهوف: 53.

[34] اللهوف: 55.

[35] اللهوف: 55.

[36] بحارالانوار: 231:45.

[37] بحارالانوار: 232:45.

[38] بحارالانوار: 232:45.

[39] بحارالانوار: 232:45.

[40] مقاتل الطالبيين: 51.

[41] مقاتل الطالبيين: 51.

[42] مقاتل الطالبيين: 52.

[43] مقاتل الطالبيين: 78.

[44] مقاتل الطالبيين: 78.

[45] مقاتل الطالبيين: 78.

[46] مقاتل الطالبيين: 97.

[47] تاريخ خليفة بن خياط: 284:1.

[48] الاخبار الطوال: 258.

[49] تذکرة الخواص: 252.

[50] صحيح الترمذي: 657:5.

[51] تاريخ الطبري: 449:5.

[52] تاريخ الطبري: 449:5.

[53] تاريخ الطبري: 450:5.

[54] تاريخ الطبري: 451:5.

[55] تاريخ الطبري: 451:5.

[56] تاريخ الطبري: 451:5.

[57] تاريخ الطبري: 452:5.

[58] تاريخ الطبري: 453:5.

[59] تاريخ بغداد: 142:1.

[60] تاريخ بغداد: 142:1.

[61] تاريخ بغداد: 142:1.

[62] تاريخ بغداد: 142:1.

[63] تاريخ بغداد: 143:1.

[64] تاريخ بغداد: 143:1.

[65] تاريخ بغداد: 143:1.

[66] تاريخ بغداد: 143:1.

[67] تاريخ بغداد: 143:1.

[68] تاريخ بغداد: 143:1.

[69] حلية الاولياء: 39:2.

[70] تاريخ اليعقوبي: 232:2.

[71] تاريخ اليعقوبي: 232:2.

[72] مجمع الزوائد: 193:9.

[73] مجمع الزوائد: 193:9.

[74] مجمع الزوائد: 193:9.

[75] مجمع الزوائد: 194:9.

[76] مجمع الزوائد: 194:9.

[77] مجمع الزوائد: 194:9.

[78] مجمع الزوائد: 194:9.

[79] مجمع الزوائد: 194:9.

[80] مجمع الزوائد: 195:9.

[81] مروج الذهب: 71:3.

[82] ترجمة الامام الحسين: 213.

[83] ترجمة الامام الحسين: 214.

[84] ترجمة الامام الحسين: 215.

[85] ترجمة الامام الحسين: 217.

[86] ترجمة الامام الحسين: 221.

[87] ترجمة الامام الحسين: 221.

[88] ترجمة الامام الحسين: 262.

[89] ترجمة الامام الحسين: 262.

[90] ترجمة الامام الحسين: 263.

[91] ترجمة الامام الحسين: 273.

[92] ترجمة الامام الحسين: 277.

[93] ترجمة الامام الحسين: 277.

[94] ترجمة الامام الحسين: 277.

[95] ترجمة الامام الحسين: 278.

[96] ترجمة الامام الحسين: 278.

[97] ترجمة الامام الحسين: 279.

[98] ترجمة الامام الحسين: 279.

[99] ترجمة الامام الحسين: 279.

[100] ترجمة الامام الحسين: 280.

[101] ترجمة الامام الحسين: 280.

[102] ترجمة الامام الحسين: 281.

[103] کذا في ترجمة الامام الحسين: 281.

[104] ترجمة الامام الحسين: 281.

[105] ترجمة الامام الحسين: 281.

[106] ترجمة الامام الحسين: 281.

[107] ترجمة الامام الحسين: 283.

[108] ترجمة الامام الحسين: 283.

[109] ترجمة الامام الحسين: 294.

[110] ترجمة الامام الحسين: 295.

[111] ترجمة الامام الحسين: 297.

[112] البيان و التبيين: 278:3.

[113] ترجمة الامام الحسين من طبقات ابن سعد: 74.

[114] العقد الفريد: 380:4.

[115] شرح نهج‏البلاغه: 249:3.

[116] الموفقيات: 167.

[117] کامل التواريخ: 76:4.