بازگشت

شهادة قاسم بن الحسن


15 - قال المفيد: قال حميد بن مسلم: فبينا كذلك اذ خرج علينا غلام كان وجهه شقة قمر في يده سيف و عليه قميص و ازار و نعلان قد انقطع شسع احديهما فقال لي عمر بن سعد بن نفيل الأزدي: والله لأشدن عليه فقلت سبحان الله و ما تريد بذلك دعه يكفيكه هؤلاء القوم الذين ما يبقون علي أحد منهم، فقال و الله لأشدن عليه، فشد عليه فما ولي حتي ضرب رأسه بالسيف ففلقه و وقع الغلام لوجهه فقال يا عماه.

فجلا الحسين عليه السلام كما يجلي الصقر، ثم شد شده ليث أغضب فضرب عمر بن سعد بن نفيل بالسيف فاتقاها بالساعد فقطعها من لدن المرفق فصاح صيحة سمعها أهل العسكر، ثم تنحي عنه الحسين عليه السلام و جعلت خيل الكوفة لتستنقذوه، فتوطأته بأرجلها حتي مات و انجلت الغبرة فرأيت الحسين قائما علي رأس الغلام و هو يفحص برجليه و الحسين عليه السلام يقول: بعدا لقوم قتلوك و من خصمهم يوم القيمامة فيك جدك.

ثم قال عليه السلام عز والله علي عمك ان تدعوه فلا يجيبك، أو يجيبك فلا ينفعك، صوت و الله كثر واتره و قل ناصره ثم حمله علي صدره و كاني أنظر الي رجلي الغلام يخطان الأرض فجاذبه حتي ألقاه مع ابنه علي بن الحسين عليهماالسلام و القتلي من أهل بيته فسئلت عنه فقيل لي: هو القاسم بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام [1] .


16 - قال الفتال: برز من بعده القاسم بن الحسن بن علي عليهم السلام، و هو يقول:



لا تجزعي نفسي و كل فان

اليوم تلقين ذري الجنان



فقتل منهم ثلثة ثم رمي عن فرسه عليه السلام [2] .

17 - قال ابن شهرآشوب: ثم برز القاسم و عليه ثوب و ازار و نعلان فقط، و كأنه فلقة قمر و انشأ يقول:



اني أنا القاسم من نسل علي

نحن و بيت الله أولي بالنبي



من شمر ذي الجوشن أو ابن الدعي

فقتله عمرو بن سعيد الازدي فخر و صاح يا عماه، فحمل الحسين عليه السلام فقطع يده و سلبه أهل الشام من يد الحسين، فوقف الحسين علي رأسه و قال: عز علي عمك ان تدعوه فلا يجيبك أو يجيبك فلا تنفعك اجابته [3] .



18 - قال ابن طاووس: قال الراوي و خرج غلام كأن وجهه شقة قمر فجعل يقاتل، فضربه ابن فضيل الأزدي علي رأسه ففلقه فوقع الغلام لوجهه و صاح يا عماه فجلي الحسين عليه السلام كما يجلي الصقر، ثم شد شدة ليث أغضب فضرب ابن فضيل بالسيف، فاتقاها بالساعد، فأطنه من لدن المرفق، فصاح صيحة سمعه أهل العسكر و حمل أهل الكوفة يستنقذوه، فوطأته الخيل حتي هلك.

قال و انجلت الغبرة فرأيت الحسين عليه السلام قائما علي رأس الغلام و هو يفحص برجليه و الحسين عليه السلام يقول بعد القوم قتلوك و من خصمهم يوم القيامة فيك جدك و أبوك، ثم قال: عز والله علي عمك أن تدعوه فلا يجيبك أو يجيبك، فلا ينفعك، صوته هذا يوم والله كثر واتره، و قل ناصره، ثم حمل صلوات الله عليه الغلام علي


صدره حتي ألقاه بين القتلي من أهل بيته [4] .

19 - قال الطبري: قال أبومخنف: حدثني سليمان بن أبي راشد عن حميد بن مسلم، قال خرج الينا غلام كأن وجهه شقة قمر، في يده السيف عليه قميص و ازار، و نعلان قد انقطع شسع أحدهما ما أنسي أنها اليسري، فقال لي عمرو بن سعد بن نفيل الأزدي: و الله لاشدن عليه، فقلت له، سبحان الله و ما تريد ذلك يكفيك قتل هؤلاء الذين تراهم قداحتوشوه، قال: فقال: و الله لأشدن عليه، فشد عليه فما ولي حتي ضرب رأسه بالسيف.

فوقع الغلام لوجهه، فقال يا عماه قال: فجلي الحسين كما يجلي الصقر ثم شد شدة، ليث اذا غضب فضرب عمرا بالسيف فاتقاه بالساعد، فأطنها من لدن المرفق فصاح ثم تنحي عنه و حملت خيل الأهل الكوفة ليستنقذوا عمرا من حسين، فاستقبلت عمرا بصدورها فحركت حوافرها و جالت الخيل بفرسانها عليه فوطئته حتي مات، و انجلت الغبرة، فاذا بالحسين قائم علي رأس الغلام و الغلام يفحص برجليه و حسين يقول:

بعدا لقوم قتلوك و من خصمهم يوم القيامة فيك جدك، ثم قال عز والله علي عمك أن تدعوه فلا يجيبك أو يجيبك ثم لا ينفعك صوت والله كثر واتره و قل ناصره، ثم احتمله فكأني انظر الي رجلي الغلام يخطان في الارض و قد وضع حسين صدره علي صدره، قال فقلت في نفسي ما يصنع به فجاء به حتي القاه مع ابنه علي ابن الحسين، و قتلي قد قتلت حوله من أهل بيته فسألت عن الغلام فقيل: هو القاسم ابن الحسن بن علي بن أبي طالب. [5] .

20- قال أبوالفرج: و القاسم بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام، و هو


أخو أبي بكر بن الحسن المقتول قبله لأبيه و امه [6] .

21 - حدثني أحمد بن عيسي قال: حدثنا الحسين بن نصر قال حدثنا أبي قال حدثنا عمر بن سعد عن أبي مخنف: عن سليمان بن أبي راشد، عن حميد بن مسلم قال: خرج الينا غلام كأن وجهه شقة قمر في يده السيف و عليه قميص و ازار و نعلان قد انقطع شسع أحدهما ما أنس أنه اليسري فقال عمرو بن سعيد بن نفيل الازدي: و الله لأشدن عليه، فقلت له: سبحان الله و ما تريد الي ذلك يكفيك قتله هؤلاء الذين تراهم قداحتوشوه من كل جانب.

قال: و الله لاشدن عليه فما ولي وجهه حتي ضرب رأس الغلام بالسيف فوقع الغلام لوجهه و صاح: يا عماه، قال: فوالله لتجلي الحسين كما يتجلي الصقر، ثم شد شدة الليث اذا غضب فضرب عمرا بالسيف فاتقاه بساعده فأطنها من لدن المرفق، ثم تنحي عنه و حملت خيل عمر بن سعد، فاستنقذوه من الحسين و لما حملت الخيل استقبله بصدورها و جالت فتوطاته فلم يرم حتي مات.

فلما تجلت الغبرة اذا بالحسين علي رأس الغلام و هو يفحص برجليه و حسين يقول: بعد القوم قتلوك خصمهم فيك يوم القيامة رسول الله صلي الله عليه و آله، ثم قال: عز علي عمك أن تدعوه فلا يجيبك أو يجيبك، ثم لا تنفعك اجابته يوم كثر واتره و قل ناصره، ثم احتمله علي صدره و كأني أنظر الي رجلي الغلام تخطان في الأرض حتي ألقاه مع ابنه علي بن الحسين فسألت عن الغلام، فقالوا: هو القاسم بن الحسن بن علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم أجمعين [7] .



پاورقي

[1] الارشاد: 223.

[2] روضة الواعظين: 161.

[3] المناقب: 221:2.

[4] اللهوف: 50.

[5] تاريخ الطبري: 447:5.

[6] مقاتل الطالبيين: 58.

[7] مقاتل الطالبيين: 58.