بازگشت

شهادة علي الاكبر


2 - قال الصدوق: برز علي بن الحسين عليه السلام، فلما برز اليهم دمعت عين الحسين عليه السلام، فقال: اللهم كن أنت الشهيد عليهم، فقد برز اليهم ابن رسولك و أشبه الناس و جها و سمتابه، فجعل يرتجز و هو يقول:



أنا علي بن الحسين بن علي

نحن و بيت الله أولي بالنبي



أما ترون كيف أحمي عن أبي

فقتل منهم عشرة ثم رجع الي أبيه، فقال: يا أبه العطش فقال له الحسين عليه السلام صبرا يا بني يسقيك جدك بالكأس الأوفي، فرجع فقاتل حتي قتل، منهم أربعة و أربعين رجلا ثم قتل صلي الله عليه و آله [1] .



3 - قال ابن شهرآشوب: ثم تقدم علي بن الحسين الاكبر عليه السلام و هو ابن ثمان عشر سنة و يقال: ابن خمس و عشرين و كان يشبه برسول الله صلي الله عليه و آله خلقا و خلقا و نطقا و جعل يرتجز و يقول:




أنا علي بن الحسين بن علي

من عصبة جد أبيهم النبي



نحن و بيت الله أولي بالوصي

و الله لايحكم فينا ابن الدعي



اضربكم بالسيف أحمي عن أبي

اطعنكم بالرمح حتي ينثني



طعن غلام هاشمي علوي

فقتل سبعين مبارزا ثم رجع الي أبيه و قد أصابته جراحات فقال يا أبة العطش فقال الحسين عليه السلام يسقيك جدك فكر أيضا عليهم و هو يقول:



الحرب قد بانت لها حقايق

و ظهرت من بعدها مصادق



و الله رب العرش لانفارق

جموعكم أو تغمد البوارق



فطعنه مرة بن منقذ العبدي علي ظهره غدرا فضربوه بالسيف، فقال الحسين عليه السلام علي الدنيا بعدك العفا و ضمه الي صدره و أتي به الي باب الفسطاط [2] .

4 - قال المفيد: و لم يزل يتقدم رجل رجل من أصحابه، قيقتل حتي لم يبق مع الحسين عليه السلام، الا أهل بيته خاصة، فتقدم ابنه علي بن الحسين عليهماالسلام، و امه ليلي بنت أبي مرة بن عروة بن مسعود الثقفي، و كان من أصبح الناس وجها و له يومئذ تسع عشرة سنة فشد علي الناس و هو يقول:



أنا علي بن الحسين بن علي

نحن و بيت الله أولي بالنبي



تا الله لا يحكم فينا ابن الدعي

اضرب بالسيف أحمي عن أبي



ضرب غلام هاشمي قرشي

ففعل ذلك مرارا و أهل الكوفة يتقون قتله، فبصر به مرة بن منقذ العبدي، فقال علي آثام العرب، ان مربي يفعل مثل ما فعل، ذلك، ان لم أثكله أباه فمر يشد علي الناس كما مر في الأول، فاعترضه مرة بن منقذ و طعنه فصرع و احتواه القوم




فقطعوه بأسيافهم فجآء الحسين عليه السلام حتي وقف عليه فقال قتل الله قوما قتلوك يا بني ما اجرأهم علي الرحمان و علي انتهاك حرمة الرسول صلي الله عليه و آله و انهملت عليناه بالدموع.

ثم قال علي الدنيا بعدك العفا و خرجت زينب أخت الحسين عليه السلام مسرعة تنادي يا أخياه و ابن أخياه و جآئت حتي اكبت عليه فاخذ الحسين عليه السلام برأسها فردها الي الفسطاط، و أمر فتيانه فقال أحملوا اخاكم فحملوه حتي وضعوه بين يدي الفسطاط الذي كانوا يقاتلون أمامه [3] .

5 - قال ابن طاووس: فلما لم يبق معه سوي أهل بيته خرج علي بن الحسين عليه السلام، و كان من أصبح الناس وجها و أحسنهم خلقا فاستأذن أباه في القتال، فأذن له، ثم نظر اليه نظر آيس منه و أرخي عليه السلام عينه و بكي، ثم قال: اللهم اشهد فقد برز اليهم غلام أشبه الناس خلقا و خلقا و منطقا برسولك صلي الله عليه و آله و كنا اذا اشتقنا الي نبيك نظرنا اليه فصاح و قال يا ابن سعد قطع الله رحمك كما قطعت رحمي، فتقدم نحو القوم فقاتل قتالا شديدا و قتل جمعا كثيرا، ثم رجع الي أبيه و قال:

يا أبت العطش قد قتلني و ثقل الحديد قد أجهدني، فهل الي شربة من الماء، سبيل، فكبي الحسين عليه السلام و قال: واغوثاه يا بين قاتل قليلا فما أسرع ما تلقي جدك محمد صلي الله عليه و آله فيسقيك، بكأسه الأوفي شربة لا تظمأ بعدها أبدا، فرجع الي موقف النزال، و قاتل أعظم القتال فرماه، منقذبن مرة العبدي لعنه الله تعالي بسهم فصرعه، فنادي يا أبتاه عليك مني السلام هذا جدي يقرئك السلام و يقول لك عجل القدوم علينا ثم شهق شهقة فمات.

فجاء الحسين عليه السلام حتي وقف عليه و وضع خده علي خده، و قال قتل الله


قوما قتلوك، ما أجرأهم علي الله و علي انتهاك حرمة الرسول، علي الدنيا بعدك العفاء، قال الراوي و خرجت زينب بنت علي عليه السلام تنادي يا حبيباه يا ابن أخاه و جائت فاكبت عليه فجاء الحسين عليه السلام فاخذها و ردها الي النساء، ثم جعل أهل بيته صلوات الله و سلامه عليهم يخرج الرجل منهم بعد الرجل حتي قتل القوم منهم جماعة، فصاح الحسين عليه السلام في تلك الحال صبرا يا بني عمومتي صبرا يا أهل بيتي فوالله لا رأيتم هوانا بعد هذا اليوم أبدا [4] .

6 - قال الطبري: قال أبومخنف حدثني زهير بن عبدالرحمن بن زهير الخثعمي، قال: كان آخر من بقي مع الحسين من أصحابه سويد بن عمرو بن أبي المطاع الخثعمي، قال: و كان أول قتيل من بني أبي طالب يومئذ علي الأكبر بن الحسين بن علي، و أنه ليلي ابنة أبي بمرة بن عروة بن مسعود الثقفي، و ذلك أنه أخذ يشد علي الناس و هو يقول:



أنا علي بن حسين بن علي

نحن و رب البيت أولي بالنبي



تا الله لا يحكم فينا ابن الدعي

قال: ففعل ذلك مرارا، فبصربه مرة بن منقذ بن النعمان العبدي ثم الليثي، فقال: علي آثام العرب ان مربي يفعل مثل ما كان يفعل ان لم أثكله أباه، فمر يشد علي الناس بسيفه، فاعترضه مرة بن منقذ، فطعنه فصرع، و احتوله الناس فقطعوه بأسيافهم [5] .



7 - عنه قال أبومخنف حدثني سليمان بن أبي راشد، عن حميد بن مسلم الأزدي، قال: سماع أذني يومئذ من الحسين يقول: قتل الله قوما قتلوك يا بني! ما أجرأهم علي الرحمان، و علي انتهاك حرمة الرسول! علي الدنيا بعدك العفاء، قال:


و كأني أنظر الي أمراة خرجت مسرعة كأنها الشمس الطالعة تنادي: يا أخياه! و يابن أخياه! قال: فسألت عنها، فقيل هذه زينب ابنة فاطمة ابنة رسول الله صلي الله عليه و آله فجاءت حتي اكبت عليه.

فجاءها الحسين فأخذ بيدها فردها الي الفسطاط، و أقبل الحسين الي ابنه، و أقبل فتيانه اليه، فقال: احملوا أخاكم، فحملوه من مصرعه حتي وضعوه بين يدي الفسطاط الذي كانوا يقاتلون أمامه [6] .

8 - قال أبوالفرج الاصفهاني: علي بن الحسين و هو علي الأكبر و لا عقب له يكني أباالحسن، و أمه ليلي بنت أبي مرة بن مسعود الثقفي و أمها ميمونة بنت أبي سفيان بن حرب بن أمية و تكني أم شيبة، و أمها بنت أبي العاص ابن امية، و هو أول من قتل في الواقعة، و اياه عني معاوية في الخبر الذي حدثني به محمد بن محمد بن سليمان، قال: حدثنا يوسف بن موسي القطان، قال: حدثنا جرير، عن مغيرة قال: قال معاوية: من أحق الناس بهذا الامر؟ قالوا: أنت.

قال لا، أولي الناس بهذا الأمر علي بن الحسين بن علي، جده رسول الله صلي الله عليه و آله و فيه شجاعة بني هاشم، و سخاء بني أمية و زهو ثقيف، و قال يحيي بن الحسن العلوي: و أصحابنا الطالبيون يذكرون أن المقتول لام ولد و أن الذي أمه ليلي هو جدهم حدثني بذلك أحمد بن سعيد عنه [7] .

9 - عنه حدثني أحمد بن سعيد عن يحيي، عن عبيدالله بن حمزة، عن الحجاج بن المعتز الهلالي، عن أبي عبيدة و خلف الأحمر، أن هذه الابيات قيلت في علي بن الحسين الأكبر:



لم ترعين نظرت مثله

من محتف يمشي و من ناعل






يغلي نئي اللحم حتي اذا

انضج لم يغل علي الآكل



كان اذا شبت له ناره

أوقدها بالشرف القابل



كيما يراها بائس مرمل

أو فرد حي ليس بالآهل



أعني ابن ليلي ذا السدي الندي

أعني ابن بنت الحسب الفاضل



لا يوثر الدنيا علي دينه

و لا يبيع الحق بالباطل



ولد علي بن الحسين عليه السلام في خلافة عثمان، و قد روي عن جده علي بن أبي طالب عليه السلام، و عن عائشة احاديث كرهت ذكرها في هذا الموضع لأنها ليست من جنس ما قصدت له [8] .

10 - عنه قال المدائني عن العباس بن محمد بن رزين، عن علي بن طلحة، و عن أبي مخنف، عن عبدالرحمان بن يزيد بن جابر، عن حميد بن مسلم، و قال عمر بن سعد البصري، عن أبي مخنف، عن زهير بن عبدالله الخثعمي، و حدثنيه أحمد بن سعيد، عن يحيي بن الحسن العلوي، عن بكر بن عبدالوهاب، عن اسماعيل ابن أبي ادريس، عن أبيه، عن جعفر بن محمد، عن أبيه دخل حديث بعضهم في حديث الآخرين: ان أول قتيل قتل من ولد أبي طالب مع الحسين ابنه علي عليه السلام قال: فأخذ يشد علي الناس و هو يقول:



أنا علي بن الحسين بن علي

نحن و بيت الله أولي بالنبي



من شبث ذاك و من شمر الدني

أضربكم بالسيف حتي يلتوي



ضرب غلام هاشمي علوي

و لا أزال اليوم أحمي عن أبي



و الله لا يحكم فينا ابن الدعي

ففعل ذلك مرارا فنظر اليه مرة بن منقذ العبدي، فقال: علي آثام العرب ان




هو فعل مثل ما أراه يفعل و مر بي أن أثكله أمه، فمر يشد علي الناس و يقول،، كما كان يقول، فاعترضه مرة و طعنه بالمرح فصرعه و اعتوره الناس فقطعوه بأسيافهم [9] .

11 - عنه قال أبومخنف: عن سليمان بن أبي راشد، عن حميد بن مسلم، قال: سماع أذني يومئذ الحسين و هو يقول: قتل الله يوما قتلوك، يا بني ما أجرأهم علي الله و علي انتهاك حرمة الرسول صلي الله عليه و آله، ثم قال: علي الدنيا بعدك العفاء، قال حميد: و كأني انظر الي امرأة خرجت مسرعة كأنها الشمس الطالعة تنادي: يا حبيباه يا ابن أخاه فسالت عنها.

فقالوا: هذه زينب بنت علي بن أبي طالب، ثم جاءت حتي انكبت عليه فجاء الحسين فأخذ بيدها الي الفسطاط، و أقبل الي ابنه، و أقبل فتيانه اليه فقال: احملوا أخاكم فحملوه من مصرعه ذلك ثم جاء به حتي وضعه بين يدي فسطاطه [10] .

12 - حدثني أحمد بن سعيد، قال: حدثني يحيي بن الحسن العلوي، قال: حدثنا غير واحد، عن محمد بن عمير، عن أحمد بن عبدالرحمان البصري، عن عبدالرحمان بن مهدي، عن حماد بن سلمة، عن سعيد بن ثابت قال: لما برز علي بن الحسين اليهم أرخي الحسين - صلوات الله عليه و سلامه - عينيه فبكي ثم قال: اللهم كن أنت الشهيد عليهم فبرز اليهم غلام أشبه الخلق برسول الله صلي الله عليه و آله.

فجعل يشد عليهم ثم يرجع الي أبيه فيقول: يا أبه العطش، فيقول له الحسين: اصبر حبيبي فانك لا تمسي حتي يسقيك رسول الله صلي الله عليه و آله بكأسه، و جعل يكركرة بعد كرة حتي رمي بسهم فوقع في حلقه فخرقه و أقبل ينقلب في دمه، ثم نادي. يا ابتاه عليك السلام، هذا جدي رسول الله صلي الله عليه و آله يقرئك السلام و يقول: عجل القوم


الينا و شهق شهقه فارق الدنيا [11] .

13 - قال الدينوري: فلم يزل أصحاب الحسين يقاتلون و يقتلون، حتي لم يبق معه غير أهل بيته، فكان أول من تقدم منهم، فقاتل علي بن الحسين، و هو علي الأكبر، فلم يزل يقاتل حتي قتل، طعنه مرة بن منقذ العبدي، فصرعه، و أخذته السيوف فقتل [12] .

14 - قال المقرم: و لما لم يبق مع الحسين الا أهل بيته عزموا علي ملاقاة الحتوف ببأس شديد و حفاظ حر و نفوس أبية و أقبل بعضهم يودع بعضا و أول من تقدم أبوالحسن علي الأكبر و عمره سبع و عشرون سنة، فانه ولد في الحادي عشر من شعبان سنة ثلاث و ثلاثين من الهجرة، و كان مرآة الجمال النبوي و مثال خلقه السامي، و انموذجا من منطقه البليغ و اذا كان شاعر رسول الله صلي الله عليه و آله يقول فيه:



و أحسن منك لم ترقط عيني

و أجمل منك لم تلد النساء



خلقت مبرءا من كل عيب

كأنك قد خلقت كما تشاء



فعلي الأكبر هو المتفرع من الشجرة النبوية الوارث للمآثر الطيبة و كان حريا بمقام الخلافة، لو لا انها منصوصة من اله السماء و قد سجل سبحانه أسماءهم في الصحيفة النازل بها جبرئيل عليه السلام علي رسول الله صلي الله عليه و آله.

و لما يمم الحرب عز فراقه علي مخدرات الامامة لأنه عماد أخبيتهن و حمي أمنهن و معقد آمالهن بعد الحسين فكانت هذه تري هتاف الرساله في و شك الانقطاع عن سمعها، و تلك تجد شمس النبوه في شفا الانكساف و أخري تشاهد الخلق المحمدي قد آذن بالرحيل فأحطن به و تعلقن بأطرافه و قلن: ارحم غربتنا لا طاقة لنا علي فراقك فلم يعبأ بهن لأنه يري حجة الوقف. مكثورا قد اجتمع أعداؤه


علي اراقة دمه الطاهر.

فاستأذن أباه و برز علي فرس للحسين يسمي «لاحقا» و من جهة أن ليلي أم الأكبر بنت ميمونة ابنة أبي سفيان صاح رجل من القوم: يا علي ان لك رحما بأمير المؤمنين يزيد و نريد أن نرعي الرحم، فان شئت آمناك قال عليه السلام: ان قرابة رسول الله صلي الله عليه و آله أحق أن ترعي، ثم شدير تجز معرفا بنفسه القدسية و غايته السامية و لم يتمالك الحسين عليه السلام دون أن أرخي عينيه بالدموع.

صاح بعمر بن سعد مالك: قطع الله رحمك، كما قطعت رحمي، و لم تحفظ قرابتي من رسول الله صلي الله عليه و آله و سلط عليك من يذبحك علي فراشك، ثم رفع شبيته المقدسه نحو السماء و قال: اللهم اشهد علي هؤلاء فقد برز اليهم أشبه الناس برسولك محمد و كنا اذا اشتقنا الي رؤية نبيك نظرنا اليه اللهم فامنعهم بركات الارض و فرقهم تمزيقا و اجعلهم طرايق قددا و لا ترض الولاة عنهم أبدا فانهم دعونا لينصرونا ثم عدوا علينا يقاتلوننا.

تلا قوله تعالي: «ان الله اصطفي آدم و نوحا و آل ابراهيم و آل عمران علي العالمين ذرية بعضا من بعض و الله سميع عليم» و لم يزل يحمل علي الميمنة و يعيدها علي الميسرة و يغوص في الأوساط، فلم يقابله جحفل الا رده و لا برز اليه شجاع الا قتله فقتل مائة و عشرين فارسا و قد اشتد به العطش، فرجع الي أبيه يستريح و يذكر ما أجهده من العطش فبكي الحسين و قال: واغوثاه ما أسرع الملتقي بجدك فيسقيك بكأسه شربة لا تظمأ بعدها و أخذ لسانه فمصه و دفع اليه خاتمه ليضعه في فيه [13] .



پاورقي

[1] أمالي الصدوق: 98.

[2] المناقب: 222:2.

[3] الارشاد: 222.

[4] اللهوف: 49.

[5] تاريخ الطبري: 446:5.

[6] تاريخ الطبري: 447:5.

[7] مقاتل الطالبين: 52.

[8] مقاتل الطالبيين: 52.

[9] مقاتل الطالبيين: 76.

[10] مقاتل الطالبيين: 76.

[11] مقاتل الطالبيين: 77.

[12] الاخبار الطوال: 256.

[13] مقتل الحسين: 298 - 294.