بازگشت

شهادة عبدالله بن عمير الكلبي


67 - قال أبومخنف: حدثني أبوجناب: قال: كان منا رجل يدعي عبداله بن عمير، من بني عليم، كان قد نزل الكوفة، و اتخذ عند بئر الجعد من همدان دارا، و كانت معه امرأة له من النمر بن قاسط يقال له أم وهب بنت عبد، فرأي القوم بالنخيلة يعرضون ليسرحوا الي الحسين، قال: فسأل عنهم، فقيل له: يسرحون الي


حسين بن فاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه و آله، فقال: و الله لقد كنت علي جهاد أهل الشرك حريصا، و اني لارجو ألا يكون جهاد هؤلاء الذين يغزون ابن بنت نبيهم أيسر ثوابا اياي في جهاد المشركين.

فدخل الي امرأته فأخبرها بما سمع، و أعلمها بما يريد، فقالت: أصبت أصاب الله بك أرشد أمورك، أفعل و أخرجني معك، قال: فخرج بها ليلا حتي أتي حسينا، فأقام معه، فلما دنا منه عمر بن سعد و رمي بسهم ارتمي الناس، فلما ارتموا خرج يسار مولي زياد بن أبي سفيان، و سالم مولي عبيدالله بن زياد، فقالا: من يبارز؟ ليخرج الينا بعضكم، قال: فوثب حبيب بن مظاهر و برير بن خضير، فقال لهما حسين: اجلسا، فقام عبدالله بن عمير الكلبي فقال أباعبدالله، رحمك الله! ائذن لي فلأخرج اليهما، فرأي حسين رجلا آدم طويلا شديد الساعدين بعيد ما بين المنكبين.

فقال حسين: اني لأحسبه للأقران قتالا، اخرج ان شئت، قال: فخرج اليهما فقالا له: من أنت؟ فانتسب لهما، فقالا، لانعرفك، ليخرج الينا زهير بن القين أو حبيب بن مظاهر، أو برير بن خضير، و يسار مستنتل أمام سالم، فقال له الكلبي: يابن الزانية، و بك رغبة عن مبارزة أحد من الناس، و ما يخرج اليك أحد من الناس الا و هو خير منك، ثم شد عليه فضربه بسيفه حتي برد، فانه لمشتغل به يضربه بسيفه اذ شد عليه سالم.

فصاح به قد رهقك العبد، قال: فلم يأبه له حتي غشيه فبدره الضربة، فاتقاه الكلبي بيده اليسري، فأطار أصابع كفه اليسري، ثم مال عليه الكلبي فضربه حتي قتله، و أقبل الكلبي مرتجزا و هو يقول، و قد قتلهما جميعا:



ان تنكروني فأنا ابن كلب

حسبي بيتي في عليم حسبي



اني امرؤ ذو مرة و عصب

و لست بالخوار عند النكب






اني زعميم لك أم وهب

بالطعن فيهم مقدما و الضرب



ضرب غلام مومن بالرب

فأخذت أم وهب امرأته عمودا، ثم أقبلت نحو زوجها، فقال له: فداك أبي و أمي! قاتل دون الطيبين ذرية محمد، قأقبل اليها يردها نحو النساء فأخذت تجاذب ثوبه، ثم قالت، اني لن أدعك دون أن أموت معك، فناداها حسين: فقال: جزيتم من أهل بيت خيرا، ارجعي الله الي النساء فاجلسي معهن، فانه ليس علي النساء قتال، فانصرفت اليهن [1] .



68 - قال المقرم: حمل الشمر في جماعة من أصحابه علي ميسرة الحسين، فثبتوا لهم حتي كشفوهم و فيها، قاتل عبدالله بن عمير الكلبي فقتل تسعة عشر فارسا و اثني عشر راجلا، و شد عليه هاني بن ثبيت الحضرمي فقطع يده اليمني، و قطع بكر ابن حي ساقه. فاخذ أسيرا و قتل صبرا، فمشت اليه زوجته ام وهب و جلست عند رأسه تمسح الدم عنه و تقول: هنيئا لك الجنة اسأل الله رزقك الجنة أن يصحبني معك، فقال الشمر لغلامه رستم: اضرب رأسها بالعمود فشدخها و ماتت مكانها، و هي أول امرأة قتلت من أصحاب الحسين، و قطع رأسه و رمي به الي جهة الحسين، فأخذته أمه [2] و مسحت الدم عنه ثم أخذت عمود خيمته و برزت الي الأعداء فردها الحسين و قال ارجعي رحمك الله فقد وضع عنك الجهاد، فرجعت و هي تقول: اللهم لا تقطع رجائي فقال الحسين لا يقطع رجاك [3] .



پاورقي

[1] تاريخ الطبري: 429.

[2] کذا و الظاهر زوجته.

[3] مقتل الحسين: 273.